معلومات قد تذهلك تفاصيلها… هل يستطيع الذكاء الاصطناعي اكتشاف المشاعر من النصوص
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
لقد دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية من أوسع أبوابها، متجاوزًا دوره التقليدي في تحليل البيانات، فمن خلال إدماجه في هواتفنا وأجهزتنا، ووجود تطبيقات مثل (ChatGPT)، و(Gemini) لتوليد النصوص والمواد المرئية بات الذكاء الاصطناعي يشكل جزءًا لا يتجزأ من تفاعلاتنا اليومية، ويساهم في تشكيل طريقة تفكيرنا وعملنا وحتى حياتنا الاجتماعية.
ومع هذا التغلغل المتزايد، يطرح الباحثون سؤلًا مهمًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد على البيانات وتحليلها، أن يفهم مشاعرنا المخفية وراء النصوص التي ننشرها عبر الإنترنت؟ للإجابة عن هذا السؤال، أجرى مجموعة من الباحثين في جامعة (أوكلاند) Auckland في نيوزيلندا، دراسة جديدة لاستكشاف قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم المشاعر الإنسانية المعقدة من النصوص المنشورة عبر الإنترنت.
وقد اختار الباحثون منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقًا) كنموذج لتحليل كيفية ارتباط المشاعر المعبر عنها في المنشورات بقرارات الأفراد في العالم الواقعي، مثل قرار التبرع للمؤسسات الخيرية.
استخدام المشاعر لتوجيه السلوك: هل يستطيع الذكاء الاصطناعي اكتشاف المشاعر من النصوص؟
لطالما اعتمد الباحثون على طريقة تقليدية لتقييم المشاعر، وهي تصنيف الرسائل إلى إيجابية أو سلبية أو محايدة، ومع ذلك لا تستطيع هذه الطريقة أن تعكس التعقيد الكامل للمشاعر المعبر عنها في النصوص، لأن لمشاعر البشرية تتجاوز هذه التصنيفات، وتتنوع في درجاتها ونوعياتها، مما يؤثر بنحو كبير في سلوكنا واتخاذ قراراتنا، فعلى سبيل المثال، قد يبدو أن الغضب والإحباط وجهان لعملة واحدة، ولكنهما يختلفان اختلافًا كبيرًا في تأثيرهما في سلوك الأفراد، خاصة في بيئات العمل، فغضب العميل قد يؤدي إلى نتائج أكثر خطورة مقارنة بإحباطه.
ولتجاوز محدودية هذه الطرق التقليدية، طور الباحثون نموذج ذكاء اصطناعي متقدمًا، يستند في عمله إلى (المحولات) Transformers، وهي نوع من الشبكات العصبية العميقة التي حققت تقدمًا كبيرًا في مجال معالجة اللغة الطبيعية، إذ تتميز بقدرتها على التعامل مع العلاقات المعقدة بين الكلمات في الجملة، مما يجعلها أدوات قوية لفهم المعنى والسياق.
ولتحسين دقة النموذج، دربه الباحثون على مجموعة واسعة من البيانات التي تتضمن ملايين الجمل المعبر عنها بمشاعر مختلفة، وبفضل هذا التدريب المكثف، أصبح النموذج قادرًا على التمييز بين مجموعة متنوعة من المشاعر، مثل الفرح، والغضب، والحزن، والاشمئزاز والخوف.
ثم استخدم الباحثون هذا النموذج لاكتشاف المشاعر الدقيقة التي يعبر عنها المستخدمون في منشوراتهم عبر منصة (X)، وقد حقق النموذج دقة مذهلة بلغت 84% في اكتشاف المشاعر من النص، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم السلوك البشري وتحليل الرأي العام، كما يمكن أن يؤثر هذا الاكتشاف في تطوير الكثير من المجالات: مثل التسويق، وخدمة العملاء، والرعاية الصحية والتعليم. وقد أظهرت النتائج أيضًا علاقة قوية بين المشاعر المعبر عنها في التغريدات وسلوك الأفراد في الحياة الواقعية، فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون أن التعبير عن الحزن في التغريدات مرتبط بزيادة في التبرعات لبعض المؤسسات الخيرية، بينما كان الغضب مرتبطًا بزيادة في التبرعات لمؤسسات أخرى.
التحديات الأخلاقية لتطور الذكاء الاصطناعي:
تُعدّ القدرة على تحديد المشاعر بدقة أمرًا بالغ الأهمية في العديد من القطاعات مثل: التسويق والتعليم والرعاية الصحية.
ففي عالم رقمي يتزايد فيه التفاعل عبر الإنترنت، يمكن للشركات التي تفهم مشاعر عملائها أن تصمم منتجات وخدمات تلبي احتياجاتهم بنحو أفضل، مما يزيد من ولائهم ورضاهم.
إليك بعض التطبيقات العملية لاكتشاف المشاعر: التسويق: يمكن للشركات استخدام تحليل المشاعر لتقييم ردود فعل العملاء على المنتجات والإعلانات، وتصميم حملات تسويقية أكثر فعالية.
خدمة العملاء:
يمكن لروبوتات الدردشة التي تستخدم تقنيات فهم المشاعر التعامل مع استفسارات العملاء بطريقة أكثر تعاطفًا وفعالية. الرعاية الصحية: يمكن استخدام تحليل المشاعر لتشخيص الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، من خلال تحليل النصوص المكتوبة والمسموعة.
الأبحاث الاجتماعية: يمكن استخدام هذه التقنيات لدراسة الرأي العام حول قضايا معينة، وتحديد الإستراتيجيات التي تساعد في توجيه الرأي العام. وقد أثبت نتائج الدراسة أن هذا الأمر ينطبق بنحو خاص على مجال جمع التبرعات، إذ تمكنت المشاعر المعبر عنها في النصوص التسويقية لبعض المؤسسات الخيرية في توجيه قرار المستخدمين بالتبرع.
ولكن لا يقتصر الأمر على اكتشاف المشاعر من النصوص المكتوبة فقط، بل يتجه الباحثون نحو بناء أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على فهم المشاعر بدقة وشمولية، وذلك من خلال إدماج هذه التقنية في بيانات أخرى كالصوت وتعابير الوجه لرسم صورة عاطفية أكثر شمولًا.
تخيل عالمًا يمكن فيه للأجهزة قراءة أفكارنا ومشاعرنا بسهولة كما نقرأ كتابًا، قد يبدو هذا الأمر من عالم الخيال العلمي، ولكنه أصبح واقعًا الآن بفضل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي. فبفضل التقنيات الحديثة، أصبح من الممكن الآن تحليل النصوص المكتوبة والمسموعة والمرئية لفهم المشاعر والعواطف بدقة متناهية.
ومع ذلك، يجب علينا أن نكون حذرين بشأن الآثار المترتبة على الخصوصية والأخلاقيات مع هذا التطور، إذ قد تُستخدم هذه التقنيات للتلاعب بمشاعر الناس أو انتهاك خصوصيتهم. لذلك، من الضروري وضع قوانين ولوائح واضحة لتنظيم استخدام هذه التقنيات.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: ظهور الموبايل أول مدخلات الذكاء الاصطناعي
كتب- عمرو صالح:
قال الصحفي إيهاب الزلاقي، مدرب ببرنامجDgital ABC ، إن الثورة الكتابية مرت بعدة مراحل خلال السنوات الأخيرة، وما زالت حتى الآن في عصر التحول الرقمي.
وأوضح الزلاقي، خلال جلسة "أزمة تمويل الصحف وسبل زيادة الإيرادات وخفض المصروفات"، اليوم الأحد، ضمن المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، أن المرحلة الأولى للكتابة كانت بظهور الكمبيوتر الشخصي؛ حيث كانت الصحف في بدايتها تعتمد على الكتابة بخط اليد، ومع ظهور الكمبيوتر تم الاستغناء عن الكتابة بالقلم.
وتابع المدرب ببرنامج Dgital ABC: والمرحلة الثانية هي ظهور الإنترنت؛ حيث أصبح من السهل وضع المحتوى والبحث عبر الشبكة خلال دقائق معدودة دون اللجوء إلى شراء الصحف.
وأشار الزلاقي إلى أن المرحلة الأخيرة كانت بظهور الموبايل؛ الذي يعد بداية الدخول إلى الذكاء الاصطناعي، والذي يتطلب تضافر كل الجهود لتدريب الأجيال القادمة على التعامل معه.
اقرأ أيضًا:
مصر تسعى لإنشاء 5 موان جافة جديدة وطرحها على القطاع الخاص -تفاصيل
تفاصيل تشغيلات 3 أدوية حذرت منها هيئة الدواء في ديسمبر.. هكذا تكتشفها
رئيس تحرير "المال": الصحافة الورقية ماتت
العمالة غير المنتظمة.. وزير العمل يعلن زيادة قيمة المنح المخصصة لهم
عضو بالوطنية للصحافة يطالب بدعم الصحف وإعفائها من الضرائب
الذكاء الاصطناعي الصحفي إيهاب الزلاقي مدرب ببرنامجDgital ABC الثورة الكتابية
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: الحبس سنة في تعديلات قانون المرور للحد من حوادث الطرق -تفاصيل الأخبار المتعلقة هل تصوير الجنة بتقنية الذكاء الاصطناعي يعكس حقيقتها؟.. أستاذ الفقه أخبار بعد استهدافه بفيديو مزيف.. مصطفى بكري يتقدم ببلاغ أخبار "الغمراوي" يبحث استخدام الذكاء الاصطناعي بعمليات التنظيم الدوائي أخبار تطبيق الذكاء الاصطناعي طبياً.. أبرز توصيات مؤتمر الجمعية الدولية للمعلومات أخبار أخبار مصر مجلس الوزراء ينعى الفنان القدير الراحل نبيل الحلفاوي منذ 31 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر مجدي الجلاد: نجحنا في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مؤسستنا منذ 43 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر سيراليون تتطلع لاستيراد الأدوية المصرية: ذات جودة وفاعلية منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر مجدي الجلاد: الصحافة المصرية لم تواكب التطور العالمي منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر أول تحرك رسمي في واقعة استغلال طفل في فيديو إباحي لتحقيق أرباح مالية منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر علاء الغطريفي: يجب إعداد محتوى مناسب لكل منصة للصحيفة الواحدة وفق منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخباركاتب صحفي: ظهور الموبايل أول مدخلات الذكاء الاصطناعي
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك وفاة الفنان نبيل الحلفاوي بعد صراع مع المرض انخفاض مفاجئ.. سعر الدولار يعكس اتجاهه في 8 بنوك 21القاهرة - مصر
21 13 الرطوبة: 43% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك