علقت صحيفة "24 ساعة" السويسرية على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي توعد فيها بالرد على إيران بعد الهجمات الصاروخية أول أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أنه من الواضح أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة غير قادرتين على إيقافه.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الخميس - إنه لم تكد الصواريخ الإيرانية تسقط حتى أعلنت إسرائيل مساء الثلاثاء أن هذا الهجوم لن يمر دون رد وأن خطط ضرب البرنامج النووي لعدوها مطروحة على الطاولة.

أما إيران، حيث يتعين على الرئيس الإصلاحي الجديد مسعود بيزشكيان أن يتعامل مع أقسى جناح في النظام الذي دعا إلى الانتقام لمقتل حسن نصر الله، اختارت الانتقام لطمأنة حلفائها الفلسطينيين، ثم جاء دور إسرائيل لتنتقم من الانتقام، لقد حان الوقت للمزايدة الواحدة.

وأكدت الصحيفة، أننا في مواجهة حلقة مفرغة ونتنياهو وحده الذي يستطيع كسرها من خلال استئناف المفاوضات مع حماس بشأن وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن المتبقين، وهي لفتة قوية قبل أيام قليلة من الذكرى الحزينة ليوم 7 أكتوبر، ولكنه اختار منطق الأمن بدلا من منطق السلام.

واستطردت الصحيفة قائلة "إن نتنياهو يأمل من خلال إضعاف حماس والقضاء على حزب الله وتهديد إيران أن يجعل الإسرائيليين ينسون فشله في حمايتهم قبل عام وتقديم نفسه باعتباره الشخص الذي نجح في الحد من الخطر على حدود بلاده".. واصفة ذلك بأنها حسابات قصيرة المدة تصطدم بصمود حماس وحزب الله ونظام الملالي.

ورأت الصحيفة أنه من الواضح أن الغرب فشل في إعادة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى المسار الدبلوماسي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة، المنشغلة بانتخاباتها الرئاسية، عانت الكثير من الانتقادات في هذا المسعى، حتى أنها اقتصر دورها في الوقت الحالي على دعم صديقها السياسي من خلال تركه للمناورة.

أما الأمم المتحدة، التي أعادت لتوها إرسال عشرة آلاف من جنودها إلى جنوب لبنان في قواعدها والتي أعلن أمس أن أمينها العام شخص غير مرغوب فيه في إسرائيل تشير مرة أخرى إلى اعتراف رهيب بعجز المجتمع الدولي.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الفشل يبدو راسخا، وإسرائيل تتقدم ببيادقها نحو الفوضى.

اقرأ أيضاًعاجل| أول تعليق لنتنياهو على الهجوم الإيراني

«القاهرة الإخبارية».. هتافات احتجاجية تسبق إلقاء نتنياهو كلمته في الأمم المتحدة

إعلام عبري: نتنياهو سمح للجيش بتنفيذ عمليات إضافية في لبنان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل لبنان رئيس الوزراء الإسرائيلي غزة نتنياهو نظام الملالي

إقرأ أيضاً:

هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟

في ظل المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي، يبدو أن إسرائيل غيرت موقفها من شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، بعد دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فثمة تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية، حيث تفضل الآن الطريق الدبلوماسي على الخيار العسكري.

هكذا يعتقد المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إيتمار آيخنر، ففي تقرير له يذكّر بأن إسرائيل عارضت لسنوات طويلة أي اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، معتبرة أن طهران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووي السلمي.

وقد قدمت إسرائيل أدلة ووثائق، مثل ما أسماه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "الأرشيف النووي"، لتأكيد انتهاكات إيران للاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018 تحت إدارة ترامب الأولى.

دبلوماسية بديلا للتهديد

ويقول آيخنر إن إسرائيل كانت دائما تفضل خيار الضربات العسكرية كوسيلة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، يبدو أن التهديدات المتكررة بشن هجوم مشترك مع الولايات المتحدة قد تراجعت في ظل التطورات الأخيرة، خاصة بعد أن بدأت إدارة ترامب محادثات مع طهران.

إعلان

فمع عودة ترامب إلى السلطة، بدأت الولايات المتحدة في إجراء محادثات مع إيران عبر وسيط سويسري، مما أدى إلى تغيير في حسابات إسرائيل.

ووفقا للتقرير، فإن إسرائيل، التي كانت تعارض أي اتفاق مع إيران، أصبحت الآن أكثر انفتاحا على الخيار الدبلوماسي، شريطة أن يمنع الاتفاق إيران من الحصول على أسلحة نووية.

وقد أعلن ترامب مؤخرا أنه أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يدعوه فيها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد. وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "آمل أن تجري مفاوضات، لأنها ستكون أفضل بكثير لإيران". هذه الخطوة جاءت بعد أن اتصلت إيران بالولايات المتحدة عبر سويسرا لاستكشاف إمكانية إجراء محادثات.

كما واصل ترامب تهديداته ضد إيران، حيث قال في تصريحات صحفية "نحن في المراحل النهائية مع إيران، سيكون الأمر مثيرا للاهتمام، نحن في اللحظات الأخيرة.. على أي حال، ستكون مشكلة كبيرة. إنه وقت مثير للاهتمام في تاريخ العالم، ولكن هناك وضع مع إيران أن شيئا ما سيحدث قريبا، قريبا جدا".

خيارات إسرائيل

ووفقا للمحلل السياسي، فإن إسرائيل تدرس في الوقت الحالي عدة خيارات للتعامل مع الملف النووي الإيراني، بما في ذلك فرض عقوبات أكثر صرامة، والحفاظ على خيار عسكري ذي مصداقية، ودعم المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.

ويضيف "وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تثق تماما في إيران، إلا أنها لا تستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد إذا كان ذلك سيحقق الهدف الأساسي المتمثل في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية".

ويلفت في هذا السياق إلى تصريح مسؤول إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست بأن إسرائيل كانت قد صاغت خططا لهجوم مشترك مع الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الإيرانية بعد هجوم أكتوبر الأخير. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل تفضل الآن المسار الدبلوماسي، خاصة في ظل التنسيق الكبير بين واشنطن وتل أبيب فيما يتعلق بالتعامل مع إيران.

إعلان

ويقول المحلل السياسي إنه على الرغم من التحول نحو الدبلوماسية، فإن إسرائيل لا تزال تحتفظ بخيار الضربة العسكرية كاحتمال قائم، مشيرا في هذا السياق إلى أن إسرائيل أجرت مؤخرا مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، حيث شاركت طائرات مقاتلة إسرائيلية مع قاذفات أميركية.

ويؤكد أن "هذه المناورات، التي تحدث في ظل إدارة ترامب، تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن الدولتين منسقتان وتريدان تحقيق نفس الهدف، بغض النظر عن الطريق الذي سيتم اختياره".

ويسلط آيخنر الضوء على التصريحات الإيرانية المضادة، ومنها تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوكالة الأنباء الفرنسية، حينما قال إن برنامج إيران النووي لا يمكن تدميره بعمل عسكري، مشيرا إلى أن إيران لن تتردد في الرد بشكل حاسم إذا تعرضت منشآتها النووية للهجوم، وأن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيؤدي إلى اندلاع حريق واسع في الشرق الأوسط.

ويلفت إلى رغبة إيران الحقيقية في التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى رفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

ولكن آيخنر الذي يرى أن "الثقة بين الطرفين لا تزال في أدنى مستوياتها، مما يجعل أي تقدم نحو اتفاق نووي جديد تحديا كبيرا"، يؤكد أن الخيارات مفتوحة، سواء كانت دبلوماسية أو عسكرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ويختم المحلل السياسي تقريره، قائلا "مع استمرار المحادثات والتهديدات يبقى مستقبل العلاقات بين هذه الأطراف غير مؤكد، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الدبلوماسية قد تكون الطريق الأفضل لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • حكومة غزة تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر
  • صحيفة: إسرائيل متمسكة باستدامة حرب غزة والمرحلة الثانية غير مطروحة
  • نتنياهو يتحدى الهدنة في غزة| انقطاع الكهرباء والخدمات تحدٍ سافر للقرار الدولي.. ومقررة حقوق الإنسان الأممية في فلسطين تنذر بإبادة جماعية بالقطاع
  • هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
  • "حماس" تدعو المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيات من جرائم إسرائيل
  • المقررة الأممية لحقوق الإنسان: تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
  • فرانشيسكا ألبانيز: تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع
  • قطر تطالب المجتمع الدولي لإخضاع منشآت إسرائيل النووية
  • هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟