شبكة اخبار العراق:
2025-01-03@08:10:20 GMT

أُمنية هارون الرَّشيد.. «البَنُور»!

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

أُمنية هارون الرَّشيد.. «البَنُور»!

آخر تحديث: 3 أكتوبر 2024 - 9:17 صبقلم: رشيد الخيّون لم تذكر التَّواريخ، ولا معاجمُ اللُّغة وقواميسها القديمة، أسماء الأرقام ما بعد الألف. لم يكن المليون معروفاً، ولا المليار، ناهيك عن التريليون. كان أفضل مَن توسع بتدوين الحسابات هلال بن المُحسن الصَّابيّ(359-448 هج)، في «رسوم دار الخلافة». زاد الكتاب فائدةً محققُه الحَصيف ميخائيل عواد(ت: 1996)، شكل وشقيقه كوركيس(ت: 1993) ثنائياً علمياً، وكم مِن النّوادر خرجت بتحقيقهما.

أتى الصَّابيّ على تفاصيل رواتب الموظفين، والعساكر، والمستخدمين، وميزانيات المطابخ، وما خص الخلفاء والوزراء، ومصروفات العمران، والأسعار وتبدلها حسب المواسم. لكنَّ أهم ما وقعت العين عليه: أنَّ هارون الرّشيد(حكم: 170-193 هج)، تمنى بلوغ خزينته «البَنُور»(المليار)، فـ «خِلَافَته فِي غَايَة العظمة والفخامة، حتَّى يحْكى أَنه كانَ يستلقي على قَفاهُ، وينظر إلى السَّحابة الحاملة للمطر، ويقول: اذهبي إِلى حيثُ شِئتِ يأتيني خراجكِ» (القلقلشنديّ، مآثر الأناقة في معالم الخلافة). قال صاحب الخراج: «سَألني الرَّشيد يوماً، عن مبلغٍ مالَهُ، فَقلتُ: ثَمَانمِئَة ألف ألف وثلاثَة وسبعُونَ ألف ألف دِرهَم. فقالَ: أحبُّ أنْ تبلغ بَنُوراً، والبَنُور ألف ألف ألف. فَقلت: لا أرَانِي الله ذلِك ولا كانَ، فضَحِك ثمَّ قالَ: كأَنَّك تذهب إلى أَنَّ الإنسانَ إِذا أُعطي أمْنِيته أتَتهُ منيتهِ»(رسوم دار الخلافة). كان يُعبر عن المليون بألف ألف، وعن المليار(البَنُور)- وربَّما لم يُذكره غير الصّابئّ- بألف ألف ألف. كذلك مِن بين المعجمين ذكر مجد الدِّين الفيروزآبادي(ت: 817هج) «البَنُور»: «المُخْتَبَرُ من النَّاسِ، (و) البنادِرةُ: تجَّارٌ يلزَمونَ المَعادِنَ، أو الذينَ يَخزُنُونَ البَضائعَ للغَلاءِ»(القاموس المحيط)، أي الاحتكار. لم يحقق هارون الرَّشيد أمنيته، ونحن لا نتذكر، في دروس الحساب والرِّياضيات، في المدارس، طُرح رقم «المليار»، ناهيك عن «التريليون»، كذلك لم يُطرح المليار رقماً لميزانية مِن ميزانيات دول المنطقة، فالسقف كان الملايين. أمّا الجرائم المالية فلم تتجاوز الألوف، وهناك مَن قُدم إلى محكمة الثَّورة(بعد 1968) لاختلاس مئة دينار أو أقل، فحينها شكلت السُّلطة مفارزَ رقابية وتحقيقية، تُفاجئ المحاسبين في دوائر العراق كافة، يفتح الخزنة ويفتحون سجله، فإذا وجدا غير متطابقين اُعتقل بالحال، ومنهم مَن أخذ عشرة دنانير، بنية إرجاعها، فضبطت عليه وصدر حُكماً ضده، وبهذا انتهى الاختلاس مِن أموال الدَّولة، ولم نسمع باختلاس مليون ناهيك، عن المليار. لكن ما إنّ نُشرت فضيحة ما عرف بـ «سرقة القرن»، مليارين ونصف المليار دولار، مِن الأموال الضّريبيّة(2022)، حتَّى أُعلن عن فضيحة اختلاس اثنين وعشرين مليار دولار، وقد لا تكفي الأصفار تحويلها إلى الدينار العراقي، فهو مِن الضَّخامة بحيث يصعب عد أصفاره، وبهذا يُريح سارق، أو مختلس، الألوف والملايين ضميرَه، فسرقته لا تعني شيئاً. لهذا سخر مني أحد المطلعين، عندما كُتبتُ عن الاستحواذ على «جامعة البكر»، أرضاً وبناءً ومعداتٍ، وأرضها مِن أغلى الأرضين ببغداد، قال: لا أحداً يلتفت إليها، وسقطت لضاءلتها نسبة لما تلاها! فمع الزَّمن حذفت فضائح، لظهور الأفضح. عندما يُسرق اثنان وعشرون مليار دولار، أو «بنور» بلغة الأقدمين، ماذا يُقابله مِن الخراب؟! ناهيك عمَّا يُصب مِن المليارات في طواحين التَّخلف والجهل. رافق ذلك تعطيل وتخريب نحو عشرة آلاف مصنع، تُغني العراقيين عن الاستيراد، وضخ المليارات إلى الخارج، لنصرة «الولاية»، وما يُصاحب ذلك مِن الفساد، تغنيهم بالألبان، والأدوية، والمربيات، والدِّبس – والبلاد أمّ النّخيل – والأقمشة، والورق، والصَّابون، والزُّيوت، والطّابوق، وما تفرش به الأرض، مرمر وكاشٍ، والأدوات الدّقيقة، كل هذه الصّناعة نخرها فساد المليارات، لصالح الخارج الذي يظهر الود و«حماية الأعراض»، وهو الخراب الأعظم. ربط صاحب خراج الرّشيد بلوغ الألف ألف ألف(البنور/ المليار) بالمَنية، حتّى مات خليفته وهو متمنياً البنور، لكن «بنورات» اليوم تتجدد بها حيوات مختلسيها، وقد «سمن الرّصيدُ» بشركات وعتبات!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ألف ألف

إقرأ أيضاً:

قمة المليار متابع تعلن انضمام “IMI” إلى قائمة شركائها الإستراتيجيين

كشفت قمة المليار متابع ، أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، والأكبر من نوعها عالمياً، عن انضمام شركة “IMI”، والتي تمتلك تحت مظلتها مجموعة من العلامات الإعلامية الرائدة التي تحظى بحضور قوي على الساحة الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، شريكا إستراتيجيا للنسخة الثالثة للقمة التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير المقبل، في “أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل” بدبي، تحت شعار “المحتوى الهادف”.
وتجسد الشراكة حرص قمة المليار متابع و “IMI”، على دعم الإبداع ونشر المعرفة، والارتقاء بصناعة المحتوى الهادف، وتمكين صناع المحتوى من تطوير مهاراتهم وفق أحدث المستجدات العالمية، بما يساهم في دعم الابتكار والمبدعين.

وتشمل الشراكة شبكة “IMI”، التي تضم سكاي نيوز عربية، و”ذا ناشيونال”، والعين الإخبارية، وسي إن إن بيزنس عربية.
وتهدف الشراكة إلى تعزيز التعاون بين قمة المليار متابع في مجالات إنتاج المحتوى الإعلامي الهادف، واستكشاف آفاق جديدة في استخدام التكنولوجيا وأدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المحتوى ودعم أداء صناع المحتوى والمؤثرين.
وقالت رانية المصري الخطيب، الرئيس التنفيذي للعلامة التجارية والتسويق والاتصال في “IMI”، إن قطاع الإعلام يشهد تطوّرات سريعة في ظلّ التطورات التكنولوجية المفصلية والتغيّرات الكبرى في سلوكيات الجمهور، ولذلك، تلتزم “IMI” بمواكبة احتياجات المجتمعات المتغيّرة من خلال تعزيز الابتكار والتميّز في كل ما نقوم به.

وأكدت أن هذا التعاون مع قمة المليار متابع يسهم في تهيئة منصة فريدة لتحسين جودة المحتوى الإعلامي العربي، وتمكين المبدعين من تقديم قصص مؤثرة تصل إلى مختلف الجماهير في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت أن رؤية المجموعة هي بناء عالم أكثر قرباً، حيث يتعزز التواصل بين الأفراد، وتتلاشى الفجوات التي تفصل بينهم، وتؤمن المجموعة بقوة السرد كوسيلة فعّالة لإلهام العقول وتعزيز التواصل وإثراء الحياة، لافتة إلى أن هذه الشراكة خير دليل على التزام “IMI” برسم مستقبل الإعلام وتمكين الجيل القادم من المبدعين”.

وشهدت النسخة الثالثة من قمة المليار متابع عدداً من المحاور والإضافات الثرية ، منها إطلاق جائزة مالية قدرها مليون دولار تُمنح لصانع محتوى يقدم محتوى هادفاً ومبتكراً ويحدث تأثيراً إيجابياً في المجتمعات.
كما شهدت القمة إطلاق البرنامج الأول من نوعه “الاستثمار مع صناع المحتوى”، والذي يستهدف توفير التمويل والدعم المالي للشركات الناشئة والأفراد ممن يمتلكون أفكاراً ريادية في صناعة المحتوى، لطرحها أمام لجنة تحكيم مكونة من نخبة من كبار المستثمرين والشركات التي تتولى بدورها رعاية الفكرة والاستثمار فيها.وام


مقالات مشابهة

  • Moana 2 على أعتاب المليار رغم عدم تصدره البوكس أوفيس
  • منصة «MONIIFY» شريكاً استراتيجياً لقمة المليار متابع
  • MONIIFY شريكاً إستراتيجياً للنسخة الثالثة من قمة المليار متابع
  • MONIIFY شريكاً استراتيجياً للنسخة الثالثة من قمة المليار متابع
  • "MONIIFY" شريكاً إستراتيجياً للنسخة الثالثة من قمة المليار متابع
  • «قمة المليار متابع»: «IMI» شريك استراتيجي
  • قمة المليار متابع تعلن انضمام IMI إلى قائمة شركائها الإستراتيجيين
  • قمة المليار متابع تعلن انضمام “IMI” إلى قائمة شركائها الإستراتيجيين