ياسر قورة: الهوية الوطنية ركيزة التماسك الاجتماعي ومستقبل التنمية (حوار)
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
قال المهندس ياسر قورة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد وعضو الهيئة الاستشارية العليا، إنّ الإعلام يمتلك قدرةً على تقديم نماذج إيجابية تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية، سواء من خلال الدراما أو البرامج الوثائقية التي تسلط الضوء على الشخصيات الوطنية والإنجازات المصرية.
وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، وعضو الهيئة الاستشارية العليا، في حواره لـ«الوطن»، أنّ الأحزاب السياسية لها دور كبير في تعزيز الهوية الوطنية، من خلال تبني سياساتٍ وبرامج تركز على تعزيز القيم الوطنية، يمكن للأحزاب أن تساهم في رفع وعي المواطنين بأهمية الهوية الوطنية وإلى نص الحوار:
ما أهمية الهوية الوطنية في ظل الظروف الراهنة؟في البداية، الهوية الوطنية عنصر أساسي يربط بين أفراد المجتمع، ويجعلهم يتشاركون قيمًا وتطلعات مشتركة، كما أنه في الظروف الراهنة التي تتسم بتحديات داخلية وخارجية، تصبح الهوية الوطنية ضرورية لتعزيز الوحدة والولاء للوطن، في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه مصر والتي تتطلب تماسكًا مجتمعيًا قويًا، وهذا التماسك لا يمكن أن يتحقق دون تعزيز الهوية الوطنية التي تمثل العامل المشترك بين فئات المجتمع، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية أو الاجتماعية، و يجب أن يشعر كل مواطن بأنه جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، وأن له دورًا في بنائه وحمايته.
تعزيز الهوية الوطنية بين الأجيال الجديدة يتطلب تضافر جهود متعددة من مختلف المؤسسات، حيث إنّ التعليم يأتي في المقدمة، حيث يجب أن تركز المناهج الدراسية على غرس قيم الانتماء للوطن، وتعزيز الوعي بالتاريخ المصري والثقافة المصرية، كما أن المدارس والجامعات لها دور كبير في تعريف الشباب بأهمية الهوية الوطنية، ويجب ألا يقتصر ذلك على دروس التاريخ فقط، بل ينبغي أن يمتد إلى الأنشطة الطلابية التي تعزز من شعور الطلاب بالانتماء.
الإعلام يمتلك القدرة على تقديم نماذج إيجابية تسهم في تعزيز الهوية الوطنية، سواء من خلال الدراما أو البرامج الوثائقية التي تسلط الضوء على الشخصيات الوطنية والإنجازات المصرية، كما أنّ الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تُستخدم لتقديم محتوى إيجابي يسهم في غرس قيم الولاء والانتماء للوطن.
كيف تساهم الهوية الوطنية في تحقيق التنمية الاجتماعية؟الهوية الوطنية تسهم بشكل كبير في تعزيز العمل الجماعي والمشاركة المجتمعية، فعندما يشعر المواطنون بالانتماء إلى وطنهم، يكون لديهم دافع أكبر للمساهمة في تحقيق التنمية، والفرد الذي يشعر بأنه جزء من وطنه يكون أكثر حرصًا على المشاركة في الأنشطة التطوعية، والمبادرات المجتمعية التي تسهم في تحسين جودة الحياة، ولذلك الهوية الوطنية تربط بين الفئات المختلفة في المجتمع، ما يسهل التعاون والعمل المشترك بين الجميع لتحقيق الأهداف التنموية، وعندما تكون هناك هوية وطنية قوية، تتضاءل الاختلافات الفردية ويتم التركيز على المصالح الجماعية التي تخدم الجميع.
العولمة تمثل تحديًا كبيرًا للهوية الوطنية، حيث تُفتح الأبواب أمام تأثيرات ثقافية خارجية قد تؤدي إلى تراجع القيم الوطنية، مع دخول التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الشباب يتعرضون بشكل متزايد لثقافات مختلفة، مما قد يؤدي إلى تآكل الهوية الوطنية إذا لم تتم معالجته بشكل صحيح.
كيف نوجد التوازن بين الانفتاح على العالم والحفاظ على الهوية الوطنية؟يجب ألا نرفض التطور أو التأثر بالثقافات الأخرى، لكن في الوقت نفسه يجب أن نحافظ على ما يميزنا كأمة، وهذا يتطلب من الدولة والمجتمع وضع استراتيجيات تعزز من القيم الوطنية وتجعلها جزءًا أساسيًا من حياة الشباب.
الأحزاب السياسية لها دور كبير في تعزيز الهوية الوطنية، من خلال تبني سياسات وبرامج تركز على تعزيز القيم الوطنية، يمكن للأحزاب أن تساهم في رفع وعي المواطنين بأهمية الهوية الوطنية، كما أنّ حزب الوفد على سبيل المثال، يضع الهوية الوطنية في قلب برامجه السياسية، ونحن نعمل بشكل مستمر على تقديم مبادرات توعوية تهدف إلى تعزيز الانتماء الوطني، وأيضا من خلال مشاركتها في الحوار الوطني، يمكن للأحزاب أن تسهم في مناقشة القضايا الوطنية والتحديات التي تواجه الهوية المصرية، وتقديم حلول مبتكرة للحفاظ على هذه الهوية وتعزيزها.
كيف يمكن أن يسهم الحوار المجتمعي في تعزيز الهوية الوطنية؟الحوار المجتمعي هو أداة قوية لتعزيز الهوية الوطنية، ومن خلال الحوار يتمكن الأفراد من تبادل الأفكار والرؤى حول القضايا الوطنية، ما يسهم في بناء توافق حول القيم المشتركة، كما أن الحوار يعزز من الشعور بالانتماء، حيث يشعر كل فرد بأنه جزء من النقاش الوطني وله دور في صياغة مستقبل الوطن، وفي النهاية الهوية الوطنية ليست مجرد شعارات أو كلمات، بل هي واقع يجب أن نعيشه يوميًا من خلال أفعالنا وسلوكنا، ومن خلال الحوار والتعاون بين الجميع، يمكننا تعزيز هذه الهوية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الهوية الوطنية حزب الوفد الهوية فی تعزیز الهویة الوطنیة الهویة الوطنیة فی القیم الوطنیة من خلال کبیر فی کما أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
الحديدة.. حراك واسع لتحسين الخدمات وتعزيز التكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان
يمانيون../
تشهد محافظة الحديدة حراكا واسعا في إطار خططها الرمضانية لتحسين الخدمات وتعزيز التكافل الاجتماعي وترسيخ الهوية الإيمانية في أجواء يسودها التعاون.
ومع مضي أكثر من أسبوعين على بدء التهيئة والتحضيرات لتنفيذ هذه البرامج، تواصل السلطة المحلية والمكاتب المعنية تنفيذ حملات لمتابعة الخدمات الأساسية ورفع كفاءة القطاعات الحيوية بما فيها النظافة العامة والخدمات الصحية.
كما تكثف أجهزة الأمن جهودها لتعزيز الاستقرار في المحافظة من خلال خطة أمنية ومرورية لتنظيم حركة السير وضمان أجواء آمنة تسهل على المواطنين ممارسة أنشطتهم اليومية بسلاسة.
وفي إطار الإعداد للفعاليات الرمضانية يجري التحضير لإقامة أمسيات دينية وثقافية في مختلف المديريات والتي ستشمل مسابقات قرآنية وندوات فكرية وأمسيات إنشادية تعكس روحانيات الشهر الكريم وتسهم في إبراز المواهب الشابة وتشجيعها على الإبداع.
وفي الجانب الخدمي نفذت المحافظة قبل حلول شهر رمضان حملات نظافة مكثفة شملت رفع المخلفات وتحسين خدمات الصرف الصحي وتهيئة الحدائق والأماكن العامة لاستقبال الزوار، كما يجري تنفيذ نزول ميداني لمتابعة مستوى الخدمات وتكثيف الرقابة على المطاعم والأسواق لضمان الالتزام بالاشتراطات الصحية وحماية المستهلكين من أي مخالفات.
وأكدت السلطة المحلية أن الجهود الميدانية مستمرة لمواكبة متطلبات الشهر الفضيل وتلبية احتياجات المواطنين حيث يتم العمل على تعزيز الخدمات في قطاعات المياه والكهرباء وضمان استقرارها خلال شهر رمضان.
وفي إطار دعم الأنشطة الشبابية يشهد قطاع الشباب والرياضة استعدادات واسعة لتنظيم بطولات رياضية ومسابقات ثقافية وبرامج ترفيهية تسهم في استثمار أوقات الشباب في أنشطة مفيدة ومثمرة.
وفي هذا السياق، أكد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي أن البرامج الرمضانية تسير وفق خطة متكاملة تصب في خدمة المواطن.. مشيرا إلى أن جميع الجهات المعنية تعمل بروح الفريق الواحد لإنجاح البرامج والخدمات المخصصة لهذا الشهر الفضيل.
وأكد الحرص على متابعة تنفيذ البرامج الرمضانية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، وتعزيز الخدمات الأساسية بما يواكب احتياجات المواطنين ويخفف عنهم الأعباء.
وشدد محافظ الحديدة، على أهمية تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لضمان استمرارية العمل بوتيرة عالية، مؤكدا أن الاستعدادات المبكرة كان لها دور في تهيئة الأجواء المناسبة لشهر رمضان.
من جانبه أوضح وكيل أول المحافظة أحمد البشري، أن الجهود تتركز على تحسين الخدمات العامة لا سيما في قطاعات النظافة والصحة والمياه والكهرباء لضمان استقرارها خلال الشهر الكريم.
وأكد أن التنسيق يمضي بشكل جيد ووفق رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز العمل الميداني والتأكد من جاهزية كافة القطاعات الخدمية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتوفير أجواء رمضانية مستقرة.
ولفت البشري، إلى أن غرفة عمليات المحافظة تعمل على التنسيق بين الجهات المعنية لتسريع وتيرة الإنجاز.. مشيرا إلى أن النزول الميداني سيستمر طيلة الشهر الكريم لمتابعة مستوى الخدمات وتلافي أي قصور.
وأوضح أن برامج الدعم والمساعدات تتم وفق خطة مدروسة تستهدف الفئات الأشد احتياجا من خلال توزيع المساعدات الغذائية ودعم المبادرات الشبابية والمجتمعية لتعزيز التكافل الاجتماعي وترسيخ التعاون بين أفراد المجتمع.
وفي سياق متصل تتصدر الأنشطة الدينية والتوعوية المشهد الرمضاني، حيث تم البدء بتنظيم محاضرات ودروس دينية في المساجد والمجالس العامة بإشراف وحدة العلماء في المحافظة والتي تتناول مواضيع متعددة تشمل قيم التكافل وأهمية التراحم وترسيخ السلوك الإيجابي في المجتمع.
وأكد مسؤول وحدة العلماء بالمحافظة الشيخ علي صومل أن الجهود التوعوية خلال رمضان تشهد زخما كبيرا إذ يتم تنظيم أنشطة مكثفة لنشر الوعي الديني والاجتماعي.
وأوضح أن العلماء والخطباء يعملون على إيصال رسائل هادفة تدعو إلى التعاون والتآخي بما يسهم في خلق بيئة مجتمعية قائمة على المحبة والتسامح.
وتتواصل الجهود في مختلف المجالات لضمان تنفيذ البرامج الرمضانية على النحو الأمثل بما يحقق الاستقرار ويؤمن الخدمات الأساسية للمواطنين.
وأكدت التقارير الميدانية أن عمليات توزيع المساعدات الغذائية مستمرة حيث يجري تقديم الدعم للأسر الفقيرة والمحتاجة بالتنسيق مع الجهات المعنية ضمن جهود تعزيز التكافل الاجتماعي وضمان استفادة أكبر شريحة ممكنة من هذه المساعدات.
كما تعمل السلطة المحلية على تكثيف التعاون مع المبادرات الشبابية والمجتمعية لبدء تنظيم موائد الإفطار الجماعي وتوسيع الأنشطة التطوعية بما يسهم في تعزيز روح التراحم والتضامن بين أبناء المجتمع.
السياسية- جميل القشم