نقوش صخرية بالقرب من قلعة نخل التاريخية تعود للعصر الحديدي
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
نخل- العُمانية
عُثر بولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة على عدد من النقوش الصخرية تعود للعصر الحديدي، تم نحتها على الصخرة التي تقع عليها قلعة نخل، وهي عبارة عن نقش لفارس بقرنين ويحمل رمحًا ونقوش لخيول وفرسان والعديد من الأشكال الصخرية الأخرى، كتلك التي تم اكتشافها سابقا بقرية ستال بولاية العوابي.
وقال حارث بن سيف الخروصي باحث في مجال التاريخ ومختص في الحفريات إن هذه النقوش تعود إلى العصر الحديدي وهو الألف الأولى قبل الميلاد وهي متشابهة لعدة نقوش في بعض المناطق الجبلية بسلطنة عُمان، ومن الأشياء المهمة في هذه الصخرة أيضا وجود نقوش لأفاعٍ وهذه الأشكال لا يوجد لها مثيل في الجزيرة العربية وقد نقشت بطريقه الحفر الغائر في الصخر.
وأضاف أن نقوش الفارس ذي القرنين دليل على تقمّص الإنسان القديم لعدد من شخصيات الحيوانات، وقد تم ذكر مثل هذه الشخصيات في عدد من الكتب القديمة، ومن الجيد أن يتم استغلال هذا الموقع ثقافيًّا وسياحيًّا وأن تتكامل مع الخدمات السياحية الأخرى.
يُشار إلى أن موقع ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة استراتيجي حيث أنها تطل على سهل الباطنة من جهة، ومن جهة أخرى تطل على جبال الحجر الغربي، وقديما تقع على مفترق طرق تاريخية تجارية قديمة، أضف إلى ذلك توجد بها عين الثوارة وهي عين دائمة الجريان مما جعل الإنسان يستوطن هذه المنطقة منذ القدم بسبب وفرة المياه دائمة الجريان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دار الأوبرا المصرية.. هل تعود لعرشها مع الدكتور علاء عبد السلام؟
لطالما كانت دار الأوبرا المصرية أيقونة للفن الرفيع ومنارة ثقافية ليس لمصر وحدها بل للعالم العربي بأسره، ولكن، كما تذبل زهرة إذا جُففت منابعها، شهدت الأوبرا خلال السنوات الأخيرة حالة من التراجع اللافت، نتيجة ضعف في الإدارة، وغياب للرؤية الفنية، وإهمال لروح المكان الذي صنع أمجاد الثقافة والفن، اليوم، ومع صعود الدكتور علاء عبد السلام إلى سدة رئاستها، تعود الأسئلة الملحة إلى الواجهة: هل يستطيع أن يعيد للأوبرا مجدها الغابر؟ وهل ينجح في بث الحياة في جسدها المتعب؟
في السنوات الأخيرة، كانت الأوبرا تسير بلا بوصلة، تجارب ضعيفة، مواسم فنية باهتة، ندرة العروض الكبرى، وتراجع الحضور الجماهيري، حتى كادت الهوية التي بنتها الأوبرا منذ نشأتها عام 1988 أن تبهت.
لم يكن الخلل في قلة الإمكانيات فقط، بل في اختيارات قيادات تفتقر للرؤية والخبرة الفنية الحقيقية، غاب التخطيط بعيد المدى، وتراجعت قدرة الأوبرا على اجتذاب كبار الفنانين محليًا ودوليًا، تحولت بعض فعالياتها إلى مجرد نشاط روتيني بلا روح، وتراجعت ثقة الجمهور النخبوي الذي لطالما اعتبر الأوبرا معبده الثقافي المقدس.
تولي الدكتور علاء عبد السلام رئاسة دار الأوبرا المصرية حمل في طياته آمالًا كبرى، الرجل ليس غريبًا عن الدار، بل هو أحد أبنائها الذين تربوا على خشبتها وأدركوا منذ البداية قدسية الفن وعمق رسالته.
عبد السلام، الذي يتمتع بسجل فني وإداري مميز، جاء محملاً برؤية إصلاحية واضحة: استعادة الريادة الفنية للأوبرا، رفع مستوى العروض، تعزيز الحضور الدولي، والأهم، إعادة بناء الثقة بين الدار وجمهورها، خطواته الأولى تؤكد أنه لا يبحث عن حلول تجميلية مؤقتة، بل يسعى لتجديد عميق يبدأ من جوهر العمل الفني والإداري معًا.
من أبرز أولوياته علاء عبد السلام، تطوير برامج العروض لتواكب الأذواق الرفيعة دون الانسلاخ عن الحداثة، إعادة ضخ دماء جديدة عبر اكتشاف ودعم المواهب الشابة، استعادة الفرق العالمية الكبرى لإحياء ليالي الأوبرا بمستوى دولي، الاهتمام بالبنية التحتية الفنية والإدارية، بما يليق بمكانة الأوبرا كصرح ثقافي عريق.
لن تكون مهمة الدكتور علاء عبد السلام سهلة، فالتغيير في مؤسسة ثقيلة وعريقة مثل الأوبرا يحتاج إلى: مواجهة البيروقراطية المتجذرة، تحديث آليات الإدارة والتسويق الثقافي، خلق شراكات دولية فاعلة ترفع اسم الأوبرا في المحافل العالمية، استعادة الجمهور المتخصص الذي هجر بعض الفعاليات لفقدانها الجودة.
إنه صراع بين التغيير والحفاظ على الأصالة، بين التجديد واحترام التقاليد الفنية العريقة، فعيون المثقفين، والفنانين، وعشاق الأوبرا، اليوم، تتطلع إلى خطوات الدكتور علاء عبد السلام بشغف وحذر، الكل يأمل أن تنفض دار الأوبرا المصرية عنها غبار الإهمال، وتعود قبلة للفن الراقي كما كانت، بل أقوى وأكثر إشراقًا.