موقع 24:
2024-10-03@06:28:04 GMT

شر حرب نتنياهو.. وخير «التحالف الدولي»

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

شر حرب نتنياهو.. وخير «التحالف الدولي»

فؤاد مطر
استناداً إلى رؤيته التي حققت له، بوصفه إصلاحياً، فوزاً مبيناً (بنسبة ثلاثة أرباع التصنيف التقليدي للفوز والخسران) بتبوؤ رئاسة الجمهورية الإيرانية، أمام المرشح الذي يريده «الحرس الثوري» حاضن «الأذرع» في كل من العراق ولبنان واليمن، فإن الذي قاله الرئيس مسعود بزشكيان يوم الاثنين 23 سبتمبر (أيلول) 2024، ينسجم تماماً مع رؤاه الإصلاحية التي كانت حاضرة فيما يراه الرئيس السابق روحاني، لكن كلمة «الحرس الثوري» كانت حاسمة في وأد الرئيس الإصلاحي التوجه، وها هي ربما واردة للوأد المماثل بالنسبة إلى الإصلاحي بزشكيان ورئاسته التي ما زالت طرية العود.


ما قاله الرئيس بزشكيان عشية بدء الدورة السنوية التاسعة والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة بمثابة نداء برسم أطراف محددة من دون تسميات في المجتمع الدولي عموماً، والإقليمي بشكل خاص، وعلى أساس أن اللبيب بالإشارة يفهم القصد. وخلاصة القول: الموقف البزشكياني هو: «إيران لا تريد أن تشهد توسُّع الحرب الحالية في غزة، كذلك لا تريد توسيع نطاق القصف الجوي عبْر الحدود الإسرائيلية - اللبنانية. يريدون (الإسرائيليون) جرَّنا إلى نقطة لا نريد الذهاب إليها. لا يوجد رابح في الحرب. نحن نخدع أنفسنا فقط إذا صدَّقنا ذلك. إن إيران لا تزود روسيا بالصواريخ الباليستية لمهاجمة أوكرانيا، ونحن لم نوافق قط على عدوان روسيا على أوكرانيا»... وحول البرنامج النووي الإيراني الذي تعمل الإدارة الأميركية وحليفاتها دول الحلف الأطلسي من أجْل تعطيله، وبسبب ذلك فإن العلاقة الإيرانية - الأميركية الأطلسية في توتر دائم، كما أن العقوبات على إيران تتزايد... حول هذه المسألة قال الرئيس بزشكيان «إن أسلحة الدمار الشامل ليس لها مكان في إيران وهياكلها العسكرية».
ما يمكن قراءته بين سطور بعض عبارات الرئيس بزشكيان أن إيرانه تتطلع إلى أن تأخذ الأطراف المعنية في الاعتبار ما بين مفردات كلامه الذي قد يساعد هذه الأطراف الإقليمية والدولية إلى استراحة من الاحترابات. ومن شأن التأمل بأحوال المتورطين في هذه الصراعات والاحترابات؛ من الولايات المتحدة إلى روسيا إلى إسرائيل ثم إلى إيران ومَن يلوذ برعايتها لهم في لبنان واليمن والعراق وغيرها، ما يجعل الرئيس الإيراني يقول بالحد الأدنى من التسميات ما يجول في خاطر رئاسته التي لم تبلغ بعدُ نصف السنة من العمر. ومثل هذا التوجه سيشكِّل علامة فارقة في النهج الإيراني المأمول الأخذ به لو أنه قيل من خلال منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وسيشكل وقفة تقدير من جانب المجتمع الدولي.
ما هو جدير بالملاحظة أن الأذرع الإيرانية العربية شأنها شأن الإدارة الأميركية والحُكم الراهن في إسرائيل، لن ترحب بهذه المرونة من جانب الرئيس الحديث العهد لإيران، وكل من هؤلاء رهين أكثر من ذريعة واحدة. أميركا تتطلع إلى استرجاع إيران نجماً ثاقباً في فلكها، ومن دون أي مناقشة من جانب أهل الحكم الحالي. والأذرع تعدّ «الحرس الثوري» مرجعيتها، ولذا فالولاء لهذه المرجعية التي أصلاً حاولت دون وصول الإصلاحي إلى رئاسة الجمهورية. وأما إسرائيل فإن مصلحتها من مصلحة الإدارة الأميركية في إبقاء خط معاداة الحكم الإيراني سالكاً إلى أن يحدُث الإخضاع الذي نشير إلى بقائه من أغراض بسط النفوذ الأميركي في الإقليم استباقاً لنضوج السعي الروسي - الصيني إلى تثبيت الوجود المتدرج للدولتيْن في دول عدة من الإقليم، وللعلاقة الاستراتيجية للدولتيْن مع الدول الأكثر تأثيراً في مجريات الأمور في المنطقة، وبالذات المملكة العربية السعودية التي سجلت من خلال مساعٍ في رحاب الجمعية العمومية ملامح رؤية واعدة تتمثل في إعلان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان يوم الجمعة 27 سبتمبر (أيلول) 2024 عن خطوة لقيت الاهتمام من جانب الجمع الدولي نقيض الامتعاض الذي حدث لدول كثيرة مشاركة في الدورة السنوية للجمعية العمومية من كلام منقوص المصداقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وجاء إعلان الوزير السعودي من خلال قوله: «إننا اليوم باسم الدول العربية الإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتيْن الذي هو نتاج جهد عربي وأوروبي مشترك، والهدف هو إيجاد الحلول للمسألة الفلسطينية بدلاً من الاكتفاء بالانتظار والترقب. إن تنفيذ حل الدولتيْن هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة المنطقة، بما فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش».
هذا الاقتراح العملي الذي يندرج ضمن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمستقبل العربي - الإسرائيلي في ضوء الأخذ بصيغة الدولة الفلسطينية مدخلاً لأي علاقات، يشكل إنقاذاً للمتورطين في الحروب والصراعات؛ دولاً كانت مثل إسرائيل، أو «أذرعاً» لبنانية وعراقية وفلسطينية. كما أن الأخذ بها لا يشكِّل إحراجاً لأي من الدول التي تنضوي تحت راية هذا التحالف الذي سيُبغض استحداثه الحلف الأميركي - الإسرائيلي الذي هو العلة في هذا الذي تعيشه دول الإقليم منذ عام 1948، وبلغ ذروة التكاذب المقرون باعتداءات إسرائيلية متوحشة على المجتمع المدني في كل من غزة ولبنان، سكت عنها الجانب الأميركي دهراً قبل أن ينطق كفراً، عبْر سنوات الرئيس جو بايدن، ودبلوماسية أنتوني بلينكن وكونغرس بوجهيْن: جمهوري وديمقراطي.
في انتظار أول اجتماعات «التحالف الدولي من أجْل إقامة الدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتيْن» في الرياض وبروكسل على نحو ما أعلن ذلك الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك جوزيب بوريل، بعد إعلان وزير الخارجية السعودي عن قيامه، يتمنى كل عربي ومسلم يود صداقة نقية موضوعية مع الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية ألا تفخخا هذا النزوع الطيب نحو الخير لمصلحة شر حرب نتنياهو. وتكفي ممالأة ثلاثة أرباع القرن من جانبهما لإسرائيل التي تحتل وتعتدي مطمئنة إلى أن هاتيْن الدولتيْن بالذات تتصدران مباركة وجودها محتلة، غافرتين عدوانها المتكرر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإدارة الأمیرکیة من جانب

إقرأ أيضاً:

نتنياهو بين خطتي النعمة و اللعنة.. فرصة التحالف الإقليمي على المحك

كشفت رئيس جهاز الموساد السابق تمير بردو ونمرود نوفيك، العضو في "منتدى السياسة الإسرائيلية" وكبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء السابق شيمون بيريز عن خطة نتنياهو من توغله البري في الجنوب اللبناني.

وفي مقال نشر في صحيفة هآرتس العبرية قالا إن خطاب بنيامين نتنياهو في الجمعية العمومية في الأسبوع الماضي هو خطاب يرتبط بالواقع الأمني بشكل أكبر مما يظهر، وهو لا يبشر بالخير، على خلفية الإنجازات المدهشة للجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في الساحة الدولية وعلى خلفية المعاني الكبيرة لهذه الإنجازات، يبرز غياب رؤية استراتيجية يمكن ترجمتها إلى تغيير إيجابي صارخ في المحيط القريب والبعيد. الأخطر من ذلك هو أنه في الوقت الذي فيه رئيس الحكومة في الخطاب كان دقيق في عرض الفرص، فانه في سياسته يضمن تفويتها.

كالعادة، استعان نتنياهو بوسائل مساعدة بصرية، خارطتان تمت الإشارة فيهما إلى الخيارات التي توجد أمام إسرائيل والمنطقة. الخارطة الأولى باللون الفاتح عرضت ما أطلق عليه "خطة النعمة"، التي أساسها التعاون بين الدول التي تعمل على التقدم والاستقرار، ومن بينها بالطبع إسرائيل. الخارطة الثانية باللون القاتم عرضت إيران ووكلاءها، جميع الذين يسعون إلى الشر من حولنا. هم يشكلون "خطة اللعنة". عرض الواقع صحيح، لكن الاستنتاج غير صحيح. خارطة الشرق الأوسط وبحق تعكس جاهزية معسكرين متعاديين، لكن في سياسته اختار نتنياهو، بشكل متعمد، الابتعاد عن الاندماج في معسكر "النعمة"، والحكم علينا بمواجهة مستمرة مع الذين "يلعنون".



المعسكر الأول برئاسة إيران يعمل بطرق عنيفة لتقويض الاستقرار واستغلال عدم الاستقرار لتوسيع دائرة نفوذ نظام آيات الله الظلامي. المعسكر الآخر الذي يشمل الدول التي وقعت على اتفاقات سلام مع إسرائيل، مصر والأردن، والدول التي وقعت على اتفاقات أبراهام، والسعودية ودول أخرى في الخليج، هو معسكر موحد، سواء من الخوف من تهديد إيران، أو التزامه بالاستقرار الإقليمي الذي يعتبر أمر حيوي لحلم النمو الاقتصادي بروحية برنامج "رؤيا 2030" لولي العهد السعودي وبعض جيرانه.

منذ سنوات ومعسكر "النعمة" يطلب من إسرائيل الانضمام إلى صفوفه، سواء في إطار تحالف إقليمي يهدف إلى صد إيران ووكلائها، أو من اجل دمج القدرات الاقتصادية، التكنولوجية وغيرها، من اجل رفاه الجميع. هذا الاندماج يشمل أيضا تطبيع العلاقات مع السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى تنتظر قرارها.

على الأقل خمس دول من دول التحالف الإقليمي، مصر والأردن واتحاد الإمارات والمغرب والسعودية، تعادي حماس وحركة الإخوان المسلمين التي هي الأم. هذه الدول استجابت لدعوة واشنطن، الانضمام إلى ما يسمى "مبادرة بايدن"، التي في إطارها يتم تنسيق النشاطات أمام إيران، كما تجسد في ليلة هجوم إيران في نيسان الماضي، لكنها أيضا ستتحمل المسؤولية عن إدارة قطاع غزة، بما في ذلك وضع قوات برية.

من اجل تحقق هذه النوايا فان دول "خطة النعمة" تحتاج إلى إجراء ثلاث تغييرات على الصعيد الفلسطيني. التغيير الأول هو وقف القتال في الجنوب الذي سيمكن هذه الدول من نشر قواتها بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية التي ستنسحب. التغيير الثاني، كي لا تظهر كقوة احتلال فانه يمكنها التدخل فقط كرد على دعوة الجهة المعترف بها في العالم كممثلة للشعب الفلسطيني، أي السلطة الفلسطينية. عندها يمكن الدخول إلى القطاع بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية وكرد مؤقت، حتى لو كان لفترة طويلة، على عدم قدرتها على القيام بمهمة إدارة القطاع بقوتها الذاتية. التغيير الثالث المطلوب، من اجل تقليص خطر احتراق الاستثمارات بالمليارات في القطاع بواسطة جولة عنف أخرى، هو التزام إسرائيل بإعطاء أفق سياسي حقيقي للفلسطينيين، حتى لو كان تطبيقه يحتاج إلى سنوات كثيرة. حسب ادعاءاتها فان هذا الأفق سيكون بديل يحمل الأمل لإيديولوجيا اليأس والدمار والخراب لحماس، وكابح أمام تجند الجيل الفلسطيني الشاب في صفوف التنظيمات الإرهابية.

اذا كانت هناك حاجة لأثبات آخر للمكانة الرئيسية للقضية الفلسطينية في نظر هذه الدول فقد حصلنا عليه في موازاة خطاب نتنياهو، عندما أعلن وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، في الأمم المتحدة عن إقامة "تحالف دولي للدفع قدما بحل الدولتين". وحسب قوله فان "تطبيق حل الدولتين هو الطريقة الأفضل لتحطيم دائرة الصراع والمعاناة، وخلق واقع جديد فيه كل المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، تحظى بالأمن والتعايش.

إذا عملت حكومة إسرائيل على إقناع الدول العربية المعتدلة (والجمهور في إسرائيل) بأنه لا توجد أي صلة بين إقامة علاقات مع هذه الدول وبين القضية الفلسطينية، فان الذين قاموا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل توصلوا إلى الاستنتاج المعاكس. الدليل على ذلك هو تجميد مشاريع مشتركة مع دولة الإمارات وتقليص الاتصالات بين الحكومتين، والمبادرة السعودية الجديدة. يتبين أن صدمة 7 تشرين الأول/ أكتوبر والحرب المستمرة منذ ذلك الحين أثبتت وأظهرت لدول كثيرة في المنطقة وخارجها الضرر الذي يتسبب به النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وعدم الاستقرار الذي يتسبب به لمصالحها الحيوية. هكذا، رغم أن الحديث يدور عن صراع أصيل لدينا، وأن إقامة حدود بيننا وبين الفلسطينيين هو أمر حيوي لمستقبلنا كدولة يهودية وديمقراطية، حتى الآن عندنا لم يتم اتخاذ القرار، في حين أنه عندها انتقل الالتزام بحل الدولتين من مجرد أقوال إلى موجه للسياسة. أو كما وصف ذلك بوضوح ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان: "لن تتم إقامة علاقات مع إسرائيل قبل التقدم في إقامة الدولة الفلسطينية"

 إن رفض رئيس الحكومة الاستجابة لهذه التوقعات يحرم إسرائيل من فرصة تاريخية للاندماج في تحالف إقليمي وتطبيع العلاقات مع السعودية ودول أخرى. وهو أيضا يمنع إمكانية تحقيق الهدف السامي، إعادة المخطوفين إلى بيوتهم، والخروج من القطاع وإحباط استئناف تهديد حماس. إضافة إلى ذلك فان رفض تنفيذ المطلوب من اجل الاندماج في "خطة النعمة" يحكم على إسرائيل مواجهة محور "اللعنة" بشروط أكثر قسوة. ضمن ذلك الاحتلال المتواصل والنازف للقطاع وتدهور الضفة إلى وضع غزة واستجابة دول السلام، القريبة والبعيدة، للضغوط الداخلية والخارجية من اجل الابتعاد عن إسرائيل وزيادة عزلتها الدولية، وفرض العقوبات من قبل مؤسسات دولية، بما في ذلك المحاكم في لاهاي، ولا يقل عن ذلك خطورة هو إمكانية العزلة في المواجهة مع إيران ووكلائها.



سواء كان رفض نتنياهو ينبع من الاعتماد على الشركاء المسيحيين في الائتلاف، أو أنه يعكس رؤية تفضل مخاطر عدم الاستقرار في إدارة النزاع، الذي تسبب به 7 تشرين الأول، على تحدي التقدم بحذر نحو حله، فان سياسته تشير إلى خطة خطيرة. هذا بالذات في الوقت الذي فيه جهاز الأمن، بإنجازاته، قدم له شروط مثالية لتغيير الاتجاه وإبداء مبادرة وتجند المنطقة معنا.

الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الأخرى نهضت من إخفاقات السابع من تشرين الأول / أكتوبر، وهي تثبت ذلك في كل يوم. لقد حان الوقت لاستيقاظ المستوى السياسي وترك الاستراتيجية التي أنزلت علينا أسوأ كارثة منذ قيام الدولة.

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عدد الصواريخ التي أطلقتها على إسرائيل
  • المادة 51.. ما النص الذي استندت إليه إيران في ضرب إسرائيل؟
  • ما هو صاروخ فتاح 1 الذي استخدمته إيران في الهجوم على إسرائيل؟ (شاهد)
  • تفاصيل المواقع التي استهدفتها صواريخ إيران في إسرائيل
  • ما المواقع التي استهدفتها صواريخ إيران في إسرائيل؟
  • إضراب آلاف العمال بالموانئ الأميركية بعد فشل المفاوضات
  • نتنياهو بين خطتي النعمة و اللعنة.. فرصة التحالف الإقليمي على المحك
  • الرئيس العراقي: قتل إسرائيل للمدنيين إهانة للمجتمع الدولي
  • تايمز: ما الإجراء الذي قد تتخذه إيران ضد إسرائيل؟