#الاستدارة_نحو_الأردن من جديد _ #ماهر_أبوطير
منذ بدء #الحرب_على_غزة، والتحليلات كانت تتناول تأثيرات الوضع على #الأردن، خصوصا، أن ما يرتبط بغزة، يرتبط مباشرة، بالضفة الغربية والقدس، وكلاهما يجاور الأردن بشكل مباشر.
كانت الدعوات على أعلى مستوى وبين طبقات محددة، تركز على ضرورة إدامة الدعم الإنساني الأردني لغزة، ومواصلة الحملات الدبلوماسية، وفي الوقت ذاته التنبه للأردن، وتعزيز الاستدارة نحو شؤونه الداخلية، لأن الأردن لديه أولويات ومصالح والتزامات يتوجب أن تستمر، لا أن تتراجع، فيما إعادة التركيز على الأولويات في الأردن، لا تعبر أصلا عن إدارة ظهر لغزة.
لكن تأثيرات الحرب بقيت هي الأقوى، إذ على الرغم من كل محاولات استعادة الحياة، إلا أن تأثيرات الحرب بقيت حادة، والأمثلة على ذلك متعددة، من تراجع تحصيلات الخزينة من الضرائب والرسوم بشكل قد يقترب من مليار دينار في بعض التقديرات بنهاية العام، فوق العجز المقرر أصلا، وتوقف كثير من القطاعات، أو تراجعها، مثل البناء والسياحة وتجارة العقار، وبعض هذه القطاعات تضرر في كل المنطقة مثل السياحة، ولم يكن التراجع أردنياً وحسب.
مقالات ذات صلةبدأ الأردن باسترداد حياته جزئيا، من خلال تواقيت مختلفة، حيث استمرت الحياة، من مواسم الزواج إلى الثانوية العامة إلى قبولات الجامعات، مرورا بتنشط قطاعات اقتصادية بشكل جزئي، وإعادة تركيز الدولة على الأولويات الداخلية في كل المحتوى الإعلامي والسياسي والاقتصادي، ورفع المعنويات، والكلام عن مشاريع كبرى مقبلة على الطريق، وأهمية التحديث السياسي، وما نتج عن الانتخابات، التي ظهرت فيها تأثيرات حرب غزة أيضا، وصولا إلى الإجراءات الاقتصادية الواجب اتخاذها اليوم، حيث نقف اليوم أمام صندوق النقد الدولي لمراجعة مالية صعبة، بسبب جملة العوامل السلبية التي تركت أثرا حادا، لا يمكن التهوين منه.
الحض على “الاستدارة نحو الأردن” عملية تعرضت إلى تعثر، ليس بسبب غياب الدعوات لذلك، بل لأن الشعب الأردني تؤثر عليه الصورة التلفزيونية مثل كل شعوب الدنيا، قبل الخطابات والشعارات، وحين يرى الأردنيون كل ليلة كل هذه الحروب حولهم، في فلسطين، ولبنان، واليمن، والعراق، والمخاوف من توسع الحرب، وسيناريوهات التهجير، وغير ذلك، واستباحة إسرائيل للمنطقة، تتأثر قدرتهم على ترتيب أوراقهم مجددا، وتنخفض نتائج الدعوات للاستدارة نحو الأردن، خصوصا، أن الاستدارة لا يمكن تنفيذها دون شراكة الناس، أصلا، حيث هم أساسها الأول، والمواطن هو الذي يتزوج ويشتري وينفق ويسافر، وما دام أسيرا للصورة التلفزيونية المؤلمة، التي تعزز مخاوفه فلا يمكن له أن يخرج من حالة الانجماد إلا مضطرا أو محتاجا وضمن حدود.
أهم طرف في تعزيز “الاستدارة نحو الأردن”، والداخل، هو الشعب، وهناك حالة توتر كلما انخفضت عادت وارتفعت، وكلما قال الناس أوشكت الحرب على التوقف عادت وتجددت.
هذا لا يعني فشل الدعوات لتحقيق استدارة نحو شؤون الأردن، لكن إشراك الناس وإخراجهم من مخاوفهم، وتحريك الداخل الأردني أمر مفيد جدا، وقد يكون مناسبا الدعوة اليوم لأمر مهم، أي عقد مؤتمر وطني على مستوى عال، لبحث مستقبلنا في هذا الإقليم، والتحديات التي نواجهها في الأردن، وعلينا أن نصوغ توافقات جديدة، ونعيد تعريف كثير من الأشياء، ونحدد نظرتنا الإستراتيجية للعلاقة مع الأميركيين، والموقف من إسرائيل، وتحالفاتنا العربية، وماهية موقفنا في حال انفجرت الأخطار في وجهنا أكثر، وتحديد آليات اقتصادية لاستعادة حيوية الاقتصاد، وهذا مؤتمر لا يراد له أن يكون شكليا، حيث هدفه يكمن في الخلاص من الإدارة اليومية لشؤون الداخل، وإزالة الشعور بأن لا إجراءات استثنائية لمجابهة وضع استثنائي أيضا، ولإعادة جمع كل الاتجاهات الشعبية والسياسية، على أجندة موحدة، خصوصا، ونحن نعبر توقيتا خطيرا.
سلاسل الدول المستهدفة باتت واضحة، وافتراض ألا يأتينا الدور، مجرد توهم، لأننا وسط حرائق الجوار، إما بتأثيرها غير المباشر، أو بأي مفاجآت قد تستجد ضدنا، حيث لا مأمن بعد اليوم، ولحظتها لن ينجح جمعُ الفريق المبعثر وطنيا، في يوم وليلة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرب على غزة الأردن
إقرأ أيضاً:
القوة المشتركة: عازمون على القتال للقضاء على آخر مليشي ومرتزق في أرض السودان
قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أنها تتابع ببالغ الإستغراب والسخرية البيانات المتكررة ، والتي تصدرها مليشيا الدعم السريع والتي تدعو من خلالها القوات المقاتلة داخل مدينة الفاشر إلى “الخروج الآمن “، معتبرة هذه الدعوات جوفاء ، وجاءت بعد أن تلقت مليشيات الدعم السريع هزائم ساحقة على أيدي القوات الباسلة في أكثر من مائتي وثمانية معركة سابقة، كان آخرها بالأمس القريب، واكدت المشتركة ان هذه الدعوات لا تعدو كونها محاولة يائسة للتغطية على فشلهم الذريع وعجزهم الكامل عن تحقيق أي تقدم علي الأرض.واضافت في البيان الذي أصدرته اليوم ردًا على بيان مليشيا الدعم السريع ، أن المليشيا قد أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنها لا تفقه إلا لغة القتل والتدمير والنهب، وأن دعواتهم “للخروج الآمن” ما هي إلا أكاذيب تهدف إلى خداع المدنيين وتضليل الرأي العام مؤكدة للجميع بأن قواتهم لن تلتفت لمثل هذه الدعوات المضللة لأنها دعوة المهزوم العاجز، وستظل صامدة في مواقعها حتى آخر جندي كما انها ستدافع عن الفاشر وأهلها حتى هزيمة هذه المليشيات والقضاء على آخر مليشي ومرتزق في أرض السودان.ولفتت القوة المشتركة بأنها قد إختارت طريق الكفاح دفاعاً عن حقوق الشعب وكرامته ، ولن تحيد عن هذا الطريق مهما عظمت مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتواني في محاسبة كل من تورط في هذه الجرائم البشعة.وفيما يلي تورد (سونا) نص بيان القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحردًا على بيان مليشيا الدعم السريعالي جماهير شعبنا الأبي في كل بقاء السودان و دارفور على وجه الخصوص.تتابع القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح ببالغ الاستغراب والسخرية البيانات المتكررة و الصادرة من مليشيا الدعم السريع، التي تدعو فيها قواتنا المقاتلة داخل مدينة الفاشر إلى “الخروج الآمن”. إن هذه الدعوات الجوفاء، التي تأتي بعد أن تلقت مليشيات الدعم السريع هزائم ساحقة على أيدي قواتكم الباسلة في أكثر من مائتي وثمانية معركة سابقة، كان آخرها بالأمس القريب، لا تعدو كونها محاولة يائسة للتغطية على فشلهم الذريع وعجزهم الكامل عن تحقيق أي تقدم علي الأرض.إن مدينة الفاشر ،عرين الأسود عصية علي الإنكسار، وأهلها الأحرار، وأن قواتكم المشتركة والجيش السوداني وأبطال شنب الأسد المرابطين فيها، يقفون صفًا واحدًا للدفاع عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم. لقد أثبتت المليشيا بما لا يدع مجالًا للشك أنها لا تفقه إلا لغة القتل والتدمير والنهب، وأن دعواتهم “للخروج الآمن” ما هي إلا أكاذيب تهدف إلى خداع المدنيين وتضليل الرأي العام.إننا في القوة المشتركة نؤكد للجميع أن قواتنا لن تلتفت لمثل هذه الدعوات المضللة لأنها دعوة المهزوم العاجز، وستظل صامدة في مواقعها حتى آخر جندي وتدافع عن الفاشر وأهلها حتي هزيمة هذه المليشيات والقضاء على آخر مليشي ومرتزق في أرض السودان، لقد إخترنا طريق الكفاح دفاعًا عن حقوق شعبنا وكرامته، ولن نحيد عن هذا الطريق مهما عظمت .كما نؤكد أننا لن نتوانى في محاسبة كل من تورط في هذه الجرائم البشعة.عاشت الفاشر حرة أبية، وعاش نضال شعبنا الظافر.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب