شبح حرب إقليمية يلوح في الأفق.. وإسرائيل تدرس خيارين
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
بالتزامن مع مرور عام على اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، دخلت التوترات في الشرق الأوسط مرحلة هي الأقرب إلى حرب إقليمية شاملة، خصوصا بعد هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل الثلاثاء، وهو الثاني في غضون ستة أشهر، وترقب العالم والمنطقة تحديدا لرد هددت إسرائيل بأنه سيكون مدمرا.
الوزير الإسرائيلي السابق شمعون شتريت، وهو عضو سابق أيضا في الكنيست قال في مقابلة مع قناة "الحرة" الأربعاء، إن القيادة الإسرائيلية تتباحث بجدية حول مدى التصعيد الذي يجب تبنيه في المرحلة المقبلة.
ويضيف"يبدو أن هناك تيارا قويا داخل القيادة الإسرائيلية يميل نحو تبني ردود عسكرية أشد، خاصة مع استمرار دعم إيران لحلفائها الإقليميين، مثل حزب الله وحماس".
في المقابل، هناك أيضا من يدعو إلى ضبط النفس والتفكير بحذر قبل اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. وهذا الموقف يبرز بشكل خاص في ضوء المخاوف الأميركية والدولية من التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران.
وأطلقت إيران الثلاثاء نحو 200 صاروخ على إسرائيل، اعتبرته "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، والأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، والقائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، عباس نيلفوروشان، الأسبوع الماضي، بضربة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت إسرائيل إن دفاعاتها الجوية بمساعدة حلفاء اعترضت معظم الصواريخ، لكن بعضها اخترقت نظام الدفاع الجوي.
ووصفت إسرائيل الهجوم بأنه "الأكبر والأعنف" ضدها، لكن دون الإعلان عن سقوط ضحايا. ويعد هذا الهجوم الثاني الذي تستهدف فيه إيران بشكل مباشر إسرائيل، بعد أن هاجمتها بصواريخ ومسيّرات في أبريل الماضي، "ردا" على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا.
من جانبه، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، طهران بـ"دفع الثمن"، معتبرا أنها ارتكبت "خطأ جسيما".
خيارات إسرائيل للرد على الهجوم الإيرانيوتحدث شتريت عن الخيارات المطروحة أمام القيادة الإسرائيلية للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الكبير على إسرائيل، وهي بحسب شتريت:
• الخيار الأول هو معاقبة إيران بشكل يخلق نوعا من الردع الفعّال بعد الهجوم الأخير.
وقال شتريت: "في أبريل الماضي، اختارت إسرائيل الرد بشكل رمزي على الهجوم الإيراني، ولكن الآن هناك قرار بألا يكون الرد رمزيا كما كان في السابق".
ويأتي هذا الاتجاه بحسب شتريت في سياق تعزيز الردع الإسرائيلي ضد طهران وضمان عدم تكرار الهجمات الصاروخية.
• الخيار الثاني هو استهداف المصالح الاستراتيجية الإيرانية، مثل المنشآت الاستراتيجية في مجالات الطاقة والبيئة، والتي ستكون خطوة أكثر تصعيدا.
إلا أن شتريت استبعد هذا الخيار على المدى القصير، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، والتي أبدى فيها تحفظا تجاه استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وأكد شتريت أن "إسرائيل ترى أن إيران لا تقتصر على التهديد اللفظي فحسب، بل تدعم بقوة حزب الله وحماس والحوثيين، مما يشكل تهديدا مستمرا لإسرائيل".
"حرب إقليمية"وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، الأربعاء، إن العواقب التي ستواجهها إيران بسبب أفعالها ستكون "أعظم بكثير مما كانت تتخيله" بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته على إسرائيل الثلاثاء.
ويشير تحليل نشرته شبكة "سي أن أن" الأربعاء، إلى أن إسرائيل إذا قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية الحيوية في البلاد، فإن هذا سيكون بمثابة التصعيد إلى أعلى مستوى.
وتقول الشبكة إن مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة، قد تنضم إليها أطراف أخرى، مما يزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط.
وحذر الخبير العسكري، الباحث في مؤسسة أولويات الدفاع، دانيال ديفيس في مقابلة مع قناة "الحرة" الأربعاء، من العواقب المترتبة على الانخراط الأميركي المباشر في النزاع في الشرق الأوسط.
ويعتبر شتريت أن "إيران هي من أشعلت الحرب في المنطقة على مدار السنوات الماضية، ولذلك إسرائيل لديها مبرر للنظر في رد فعل أكثر تصعيدا".
لكنه أشار إلى أن "مثل هذا القرار يجب أن يتم بالتشاور مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الجنود والمعدات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط".
في المقابل، يرى الباحث الإيراني في الشؤون الإقليمية والدولية حكم أمهز أن "إيران لا تسعى إلى إشعال حرب، بل أن هجومها الأخير على إسرائيل جاء كرد فعل على ما وصفه بـ"انتهاك إسرائيل للسيادة الإيرانية".
وأشار أمهز في مقابلة مع قناة "الحرة" الأربعاء إلى أن اغتيال إسماعيل هنية في الأراضي الإيرانية كان "انتهاكا صارخا للقوانين الدولية"، مما أعطى لإيران حق الرد المشروع بموجب هذه القوانين.
وأكد أمهز أن الهجوم الإيراني كان مجرد "رد فعل وليس فعلا"، معتبرا أن كل ما يجري في المنطقة هو نتيجة "أفعال دولة الاحتلال".
وأضاف: "إيران لم تبدأ بالتصعيد، لكنها تستجيب للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في المنطقة، سواء في سوريا أو العراق أو لبنان".
ويرى أمهز أن القانون الدولي يدعم موقف إيران، ويمنحها الحق في معاقبة المعتدين الذين ينتهكون سيادتها.
الدور الأميركي سيكون حاسماويشدد تحليل "سي أن أن" على أن القرارات التي ستتخذها القيادة الإسرائيلية في الأيام المقبلة ستحدد إلى حد كبير مسار الأحداث في المنطقة، سواء نحو تهدئة محتملة أو تصعيد يقود إلى حرب شاملة.
View this post on InstagramA post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)
لكن التحليل يشير إلى أن العامل الحاسم في هذا الصراع هو إلى أي مدى ستذهب الولايات المتحدة في دعم إسرائيل.
وتوعدت إدارة بايدن أيضا إيران "بعواقب وخيمة"، وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، في إفادة صحفية في واشنطن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "ستعمل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك".
ولم يحدد سوليفان كيف ستكون هذه العواقب كما لم يحث إسرائيل على ضبط النفس كما فعلت الولايات المتحدة في أبريل عندما نفذت إيران هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
وتقول الشبكة إن ما يجعل الموقف الأميركي غامضا هو التوازن الذي تسعى واشنطن للحفاظ عليه في المنطقة، إذ ترغب في دعم حليفهتها إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تحاول تجنب إشعال حرب إقليمية قد تتسبب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر.
وعبر ديفيس في مقابلة مع قناة "الحرة" عن اعتقاده بأن النية الإسرائيلية تتمثل في جلب الولايات المتحدة إلى جانبها، وهو ما يتطلب من واشنطن أن تكون واضحة في مواقفها.
"على أميركا أن تقول بوضوح إنها لا ترغب في خوض حرب إلى جانب إسرائيل"، يقول ديفيس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القیادة الإسرائیلیة النوویة الإیرانیة فی مقابلة مع قناة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط حرب إقلیمیة على إسرائیل فی المنطقة إلى حرب إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يلوح بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب أوكرانيا
في تطور لافت، وبعد ساعات من لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش جنازة البابا فرانسيس في الفاتيكان، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول مرة إلى تحول في موقفه من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار إلى نيته فرض عقوبات اقتصادية ثانوية على موسكو، ومشككًا في نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما انتقد بشدة استهداف المدن الأوكرانية وسقوط الضحايا المدنيين.
وعرضت نشرة الأخبار التي يقدمها الإعلاميان همام مجاهد وداليا نجاتي عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "رغم دعمه الكبير لبوتين.. ترامب يلوح بفرض عقوبات على روسيا".
اللقاء بين ترامب وزيلينسكي، الذي جرى بعيدًا عن أعين المساعدين، نال اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، ووصفه البيت الأبيض بأنه كان "مثمرًا للغاية"، في تباين واضح عن اللقاء السابق بين الطرفين في واشنطن في فبراير الماضي، والذي سادته أجواء توتر.
وقال زيلينسكي في تصريحات أعقبت اللقاء إنه ناقش مع ترامب سبل التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط، مشيرًا إلى أن اللقاء كان إيجابيًا وركّز على تحقيق سلام دائم يحول دون تجدد الحرب مستقبلًا.
وفي سياق الجهود الدبلوماسية نفسها، أجرى زيلينسكي لقاءين منفصلين على هامش الجنازة: الأول مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على الزخم الإيجابي في محادثات السلام، والثاني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شدد على ضرورة مواصلة المساعي لتحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا.
على الجانب الآخر، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموفد الأمريكي ستيف ويتكوف استعداده للتفاوض بشأن إنهاء النزاع، لكن دون شروط مسبقة.
وجاء هذا التصريح متزامنًا مع إعلان وزارة الدفاع الروسية استعادة السيطرة الكاملة على منطقة كورسك من القوات الأوكرانية، مؤكدة طرد من وصفتهم بـ"فلول" الجيش الأوكراني، ومواصلة عمليات التمشيط بحثًا عن عناصر متوارية، بالتوازي مع إطلاق عملية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المقاطعة.