كتبت سابين عويس في" النهار": بالأمس، أعلن قصر الإليزيه أن باريس التي حركت قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدي للتهديد الإيراني، بعدما دان الرئيس الفرنسي الهجمات الإيرانية على إسرائيل، ستنظم قريباً جدا مؤتمراً لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته، وأن الوزير بارو سيزور الشرق الأوسط مجدداً.

ليست المرة الأولى تسارع باريس إلى استضافة مؤتمرات لدعم لبنان.

من "باريس ١" و"باريس ٢" و"باريس ٣" إلى مؤتمر "سيدر" مروراً بـ"سان كلو"، وصولاً إلى مؤتمر دعم الجيش، والمؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني بعد عام على انفجار مرفأ بيروت، وقد عقد عبر تقنية الفيديو.

ورغم الجدية في التحضير وحشد الدول والمؤسسات المانحة لهذه المؤتمرات، غالبا ما كانت تصطدم عند التنفيذ بألغام الحسابات السياسية الداخلية المعطلة لأي جهود لإخراج لبنان من أزمته من خلال رعاية دولية. ومن المفيد الإشارة إلى أن هذا المؤتمر سيكون أول مبادرة تطلقها فرنسا على المستوى العربي أو الدولي، وسط تحفظ لافت في تعامل الأسرة الدولية مع الوضع اللبناني. وباستثناء الدعم الإنساني والإغاثي الذي قدمته أو وعدت به بعض الدول الصديقة للبنان، لم يتبلور بعد أي مسار ستسلكه البلاد في إعادة إعمار المناطق المهدمة تمهيداً لمعالجة أزمة النازحين الناجمة عنها.

حتى الآن، لم تتبلور بعد آليات المؤتمر الذي كشفت عنه باريس أو من سيشارك فيه وعلى أي مستوى، أو حتى موعده، لكن المؤكد أن ماكرون يكثف اتصالاته بالدول والمؤسسات المانحة والمنظمات الدولية التي تعنى بأعمال الإغاثة، في مسعى لتوفير الدعم الذي سيكون مشروطاً بالتزام لبنان وقف النار.
وكتب سمير تويني في" النهار":بعد اجتماع لمجلس الدفاع والأمن الوطني الفرنسي مساء الثلثاء الماضي في قصر الإليزيه، نوقشت خلاله التطورات اللبنانية والشرق أوسطية، أكد القصر الرئاسي المواقف الفرنسية الداعية إلى وقف لإطلاق النار ورغبة باريس في العمل من أجل لبنان.
ورأس الرئيس إيمانويل ماكرون الاجتماع الذي خصص للبحث في وضع لبنان والمنطقة، في حضور رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والخارجية والدفاع.

وجدد في بيان صدر عن الرئاسة الفرنسية المخاوف من التصعيد، مؤكدا "التزام فرنسا السلام والأمن للجميع في المنطقة"، ومستنكرا "بشدة الهجمات الإيرانية الجديدة على إسرائيل". وإذ شدد على "التزام فرنسا أمن إسرائيل"، أعلن أن بلاده شاركت مساء الثلثاء في صدّ الهجوم الصاروخي من إيران على إسرائيل، وأن باريس "قامت بتعبئة وسائلها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني". وندد "بهجمات حزب الله" مكررا مطلب فرنسا "أن يتوقف الحزب عن أعماله الإرهابية ضد إسرائيل وسكانها".

وعبّر ماكرون عن رغبة فرنسا في "العمل من أجل لبنان لوقف المواجهات العسكرية وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ودعم الجيش"، مطالبا إسرائيل بـ"وقف عملياتها في أقرب وقت"، ومعتبرا "أن عددا كبيرا من المدنيين أصبحوا ضحايا لهذه العمليات حتى الآن".

وأعرب عن رغبته في "استعادة لبنان سيادته وسلامة أراضيه مع الاحترام الكامل لقرار مجلس الامن ١٧٠١"، مجددا التزام بلاده ضمن "اليونيفيل"، وداعيا اللبنانيين إلى "التكاتف في هذا الوقت الحرج". وأعلن "تنظيم مؤتمر لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته قريبا"، مجددا عزمه على "التوصل إلى تسوية طويلة الأمد تضمن أمن السكان على جانبي الخط الأزرق وعودة النازحين إلى ديارهم بأمان سواء في إسرائيل أو في لبنان". ودعا إلى "إحالة الوضع الحالي على مجلس الأمن ليتمكن من التعبير عن رأيه في شأنه".

وأصدر تعليماته لوزير الخارجية "بالتوجه مرة أخرى إلى الشرق الأوسط للتشاور مع كل من له دور في بدء خفض التصعيد وإيجاد حلول مستدامة للأزمة الحالية بجميع جوانبها، ولا سيما في ما يتعلق بالوضع في لبنان وغزة".
وطالب ماكرون باتخاذ كل التدابير "لتقديم الدعم للفرنسيين في لبنان والشرق الأوسط"، داعيا إلى "اتخاذ الإجراءات المناسبة لأي تداعيات محتملة لهذه التطورات على الأراضي الوطنية وضمان أمن الجميع".
وكانت الخارجية الفرنسية قد أعربت عن قلقها من "التقارير التى تفيد بتوغلات برية يقوم بها الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، إذ تعارض باريس أي عملية برية إسرائيلية في لبنان وتدعو إلى وقف الهجمات العشوائية ضد المدنيين. وعلى "حزب الله" وإيران الامتناع عن أي عمل يمكن أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار والقتل الإقليمي".

وحضّت الأطراف على "تناول المقترحات التي وضعت بالاشتراك مع الولايات المتحدة وشركائنا الآخرين من دون تأخير بهدف تحقيق وقف النار والتمهيد لتسوية ديبلوماسية للنزاع".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی لبنان

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: بايدن يحاول وقف إطلاق النار في لبنان قبل خروجه من البيت الأبيض

قال ماركو مسعد، عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إن المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في لبنان لمدة 60 يومًا له دلالة خاصة بالتوقيت، إذ أن الولايات المتحدة في فترة انتقالية بين الإدارة الديمقراطية التي يترأسها جو بايدن، والإدارة الجمهورية ورئيسها دونالد ترامب.

محاولات بايدن الأخيرة لوقف حرب لبنان

وأضاف «مسعد» خلال مداخلة بقناة القاهرة الإخبارية، أن «بايدن» قام بالكثير من المحاولات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ليحول دون توسعها وتحولها إلى حرب شاملة، إلا أن كل تلك المحاولات فشلت، والآن إدارة بايدن، وهي على بُعد أسابيع من الخروج من البيت، وتحديدا في 20 يناير المقبل، تحاول بكل ما أوتي لها من وسائل الضغط للوصول إلى وقف إطلاق النار في لبنان، لأنها جبهة مختلفة تمامًا عن قطاع غزة.

وأشار عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات إلى أن المسؤولين الإيرانيين باتوا لا يتداولون تصريحات وحدة الساحات والحرب في غزة وحركة حماس، بل الكل يركز على ما يحدث في لبنان وحدها.

وقال عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إن الولايات المتحدة تعلم أن إيران هي من تدير المعركة العسكرية في لبنان، فهي تحاول وقف الحرب من خلال التفاوض مع إيران.

مقالات مشابهة

  • ترامب بين “أمريكا أولاً” و”إسرائيل أولاً”: كيف سيتعامل مع حلفائه الخليجيين؟
  • ترشيحات ترامب.. ما بين ديناميات الشرق الأوسط ومآلات إسرائيل
  • مونيكا وليم تكتب: ترشيحات ترامب.. ما بين ديناميات الشرق الأوسط ومآلات إسرائيل
  • الشرق الأوسط للسياسات: الولايات المتحدة في فترة انتقالية بين الإدارة الديمقراطية والجمهورية|فيديو
  • الشرق الأوسط للسياسات: بايدن يحاول وقف إطلاق النار في لبنان
  • خبير: بايدن يحاول وقف إطلاق النار في لبنان قبل خروجه من البيت الأبيض
  • «إكسترا نيوز» تبرز ملف «الوطن» حول هدف إسرائيل في السيطرة على الشرق الأوسط
  • خبير سياسي: بايدن يحاول وقف إطلاق النار في لبنان قبل خروجه من البيت الأبيض
  • ما هو الدور الذي سيلعبه صهر ترامب في الشرق الأوسط؟
  • تضامنا مع غزة.. مظاهرة في باريس خلال مباراة فرنسا و"إسرائيل"