حزب الله وسوريا: هل يقع الفراق؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
كتب رولان خاطر في" النهار": لم تكن العلاقة بين النظام السوري و" حزب الله" في الفترة الأخيرة، وقبل اغتيال السيد حسن نصرالله، مثل "السمن على العسل". فقد شهدت صعوداً وهبوطاً في محطات، تحولت إلى أزمة ثقة في أخرى، تتجلّى اليوم باتهام "حزب الله" لاستخبارات الفرقة الرابعة وماهر الأسد بتسريب وبيع معلومات عن قياديي "الحزب" ومسؤوليه وتحركاتهم، بمن فيهم مكان وجود الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
يسود مناخ في سوريا، خصوصاً لدى المقربين من النظام، أنه مع رحيل نصرالله، لم يعد من داع لاستمرار العلاقة مع "الحزب"، مع العلم أن نصرالله جمعته علاقة شخصية مع بشار الأسد وكذلك مع والده حافظ الأسد أكثر من العلاقة السياسية، وكان لها تأثيرها في محطات مختلفة. ومع اغتيال نصرالله، لم يعد ضرورياً أن يبقى التعاون مع "حزب الله" لأنّ سوريا ترفض أن تفتح ساحتها لتكون ساحة حرب دفاعاً عن "حماس"، وهي المرة الألف التي يرددها السوريون، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لا يريد بشار الأسد أن يعكّر صفو علاقته بالدول العربية التي نشأت بعد السماح له بالعودة إلى "الحضن العربي"، والتي قيل وقتها إن من أهم شروطها ابتعاد النظام السوري عن إيران وعن الحزب. وربما يجد الأسد اليوم الوقت مناسباً للبدء بفصل هذا "المسار التاريخي" عن الجمهورية الإسلامية الذي بدأ مع حافظ الأسد، من هنا، يعوّل الأسد الابن على روسيا وحسن العلاقة والتعاون معها.
وتشير مصادر سورية إلى تردّي العلاقة مع "حزب الله" بـ"تأخر النعي الذي صدر عن الرئيس بشار الأسد، فهو نعى نصرالله بعد ثلاثة أيام من اغتياله، وهو بذلك حرص على تكريس صورة البعد والجفاف مع الحزب"، الذي كان أول من لبّى "الواجب" ودخل إلى سوريا يوم وقعت الثورة السورية، وشكّل قوة حماية وصمود للنظام السوري، ولو من أجندته المختلفة.
وبالعودة قليلاً إلى خطابات نصرالله، وحديثه عن الجبهات المسانِدة من العراق إلى اليمن، لم يأت على ذكر سوريا علما أنها جبهة أساسية إذا قرر الأسد استخدامها كجبهة مساندة. آنذاك قال لهم الأسد، "لن أفتح أبواب الشام ودمشق للدفاع عن حماس. لم أنسَ حتى الساعة ما حصل معنا خلال الثورة السورية مع حماس".
وتقول المعلومات الواردة من سوريا، إن الاستحقاق الرئاسي اللبناني كان أيضاً من المحطات التي وسّعت الخلاف بين قيادتي الضاحية وقصر المهاجرين، لأن بشار الأسد، ورغم العلاقة الشخصية والعائلية التي كانت تربطه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إلا أنه كان لديه تحفظ على وصول فرنجية رئيساً بسبب الموقف العربي من فرنجية، ما عمّق الفجوة بين سوريا والحزب.
وتقول المعلومات الواردة من سوريا إن شخصيات دينية شيعية رفيعة المستوى من العراق وإيران موجودة في دمشق ومهددة بالقتل، والحزب يتهم النظام السوري بأنه يعمل لاستهدافها، في وقت يعمد الشعب السوري في عدد من المناطق والمحافظات إلى إزالة صور نصرالله وشعارات "حزب الله"، وهم من وزعوا الحلوى والبقلاوة فرحاً باغتيال السيد نصرالله.
وهذا إن أكد على شيء، وهو ان الفجوة كبيرة وتتوسّع بين الأسد والحزب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بشار الأسد حزب الله
إقرأ أيضاً:
عبد الله علي إبراهيم: من الثورة إلى الحرب: الطريق الوعر لبناء الدولة السودانية (دار الموسوعة الصغيرة، 2025)
في معرض مسقط (24 أبريل إلى 3 مايو)
ومواقع أخرى يعلن عن مكانها في زمانها
لا يطلب هذه الكتاب أن يبحث في ما بين ثورة 2018 والحرب الناشبة في السودان كما يوحي العنوان. فكتاباته عن الثورة مما كتب خلال دولة الحكومة الانتقالية التي نشأت بعد الثورة. ولم تقصد فصوله التي كُتبت عن الحرب، وخلالها، تحرى العلاقة بينها والثورة إلا عرضاً. ومع ذلك، وخلافاً لتحليل أرباب الثورة في تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) والجذري (الحزب الشيوعي) فالحرب التي تعركنا بثفالها خرجت، قولاً واحداً، من الثورة. وكانا غضا الطرف عن هذه العلاقة بصرفهما الحرب كحالة عبثية لجنرالين شما السلطة وقالا حرم. وعليه فالحرب في قولهما صراع جنرالات لا يتصل بأي من المصالح الحيوية للسودانيين. ولكن يخونهم هذا المنطق معاً متى تعرضا لدور الحركة الإسلامية في الحرب. فهنا وحده يكون لهذه الحرب علاقة بالثورة. فهم من أشعلوها يريدون العود للحكم والقضاء على ثورة 2018. ولا يعرف المرء كيف يصح وصف هذه الخطة المغرضة للإسلاميين، لو صدقت، بالعبثية وهي التي بيتت ثأراً على الثورة التي خلعت دولتهم خلعاً مهيناً من الحكم.
ibrahima@missouri.edu