وسط استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان، تنامت مؤشرات لافتة تتصل بحديث عن تحريك للملف الرئاسي، رغم أن المعطيات الجادة لا توفّر عامل دفع حقيقياً لإزالة الأسباب المعطلة لانتخاب رئيس للجمهورية. ولعل التطور الابرز، محلياً، تمثل في النداء الذي اصدره الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي كرئيس لمجلس الوزراء وممثل للسنة، والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط .



وكتبت" النهار": ولكن الواضح أن ثمة دفعاً واضحاً لتظهير دور محوري لرئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا السياق على وقع التداعيات التي تتركها الحرب. لذا أعطي اللقاء الذي جمع مساء أمس في عين التينة وضم بري وميقاتي وجنبلاط طابعاً لافتاً، إذ صدر عنه" بيان مشترك" تلاه ميقاتي وأشار إلى أن "المجتمعين اتفقوا على إدانة واستنكار العدوان الوحشي الذي يشنّه العدو الإسرائيلي المجرم على الشعب اللبناني"، وأكدوا "أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني، لا سيما القيام بواجب احتضان العائلات النازحة من أبناء الجنوب والضاحية والبقاع وفقاً لما تقتضيه الأصول ومبادئ الانتماء الواحد والمصير والمستقبل المشترك والتنويه بجهود الحكومة في هذا المجال ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والاستجابة لمتطلبات خطة الدعم التي طرحتها لجنة الطوارئ الحكومية".

وأعلنوا "التزام لبنان النداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت إبان انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب، وذلك حماية للبنان من استمرار الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية، ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر بحق لبنان وشعبه".

ودعوا "الشركاء في الوطن إلى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدّد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة أولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة الجميع وحقوقهم، خاصة في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الإصلاح والإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي، وفي هذا المجال فإننا نأمل أن يشكل لقاؤنا هذا خطوة أولى للقاء والتقاء جميع القوى والشخصيات المكوّنة لنسيجنا الوطني للانطلاق في هذه المهمة، وندعو إلى البناء على الدينامية الإيجابية التي أطلقتها الاتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس نبيه بري مع مختلف الكتل النيابية لأجل إنجاز هذا الاتفاق".

وكان اللافت في هذا السياق أيضاً أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب كان قد أعلن عقب زيارته أمس ووفداً من "اللقاء النيابي التشاوري المستقل"، "أننا لمسنا من الرئيس بري مرونة، إذ لم يعد متمسكاً بالحوار مثل السابق كشرط أساسي لانتخاب رئيس". وطالب المطارنة الموارنة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لوقف إطلاق النار فوراً وتطبيق القرار 1701، وللمبادرة سريعا إلى فتح المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية لان لبنان أمام استحقاقات مصيريّة. وأوضحت مصادر سياسية «للواء» أن اللقاء الثلاثي أعطى شارة الأنطلاق لمروحة من اتصالات داخلية وخارجية بشأن الأحاطة بالوضع الراهن والعمل على بلورة اتفاق بشأن ملفات ابرزها  بذل ما يمكن لوقف الحرب ودرء الفتنة واحترام القرار ١٧٠١ ومعالجة ملف النازحين من المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي  كما يجب،على أن للحديث تتمة لاسيما بالنسبة إلى عملية إتمام الأستحقاق الرئاسي،  مشيرة إلى تفاهم على عناوبن عريضة من أجل حماية البلد على أن الحركة الداخلية في اتجاه رئيس مجلس النواب لن تتوقف. وفي المعلومات ان اللقاء اتفق على ارسال موفد خاص الى معراب اليوم للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان: السيسي يقود مسيرة الوطن بحكمةٍ وبصيرةٍ

ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب ، كلمه بمناسبة بداية دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الثاني استعرض فيها أهم التحديات تواجه الوطن.

وجاء تفاصيلها... بسم الله نبدأ، وفي عونه نأمل، ولرضاه نسعى، وبقدرته إن شاء سبحانه نصل.

الزميلات والزملاء نواب شعب مصر؛

نلتقي اليوم على درب العمل، حاملين على أكتافنا هموم الوطن، زادنا الطموح والأمل، وبقلوبنا إيمان بأن لا مستحيل مع الإخلاص في العمل.  فمرحبا بكم جميعاً في افتتاحية دور الانعقاد العادي الخامس من الفصل التشريعي الثاني لمجلسنا الموقر، وأسأل الله أن يوفقنا في أداء مهامنا بكل كفاءةٍ واقتدار، خدمةً لوطننا العزيز وشعبنا الأبي العظيم.

نواب شعب مصر العظيم؛

في مستهل أعمال دور انعقادٍ جديدٍ لمجلسنا الموقر، أتوجه إليكم جميعاً، بخالص الشكر والعرفان، على ما بذلتموه من جهدٍ مخلص، وعملٍ دؤوب؛ على مدار أربعة أدوار انعقاد؛ كان عملكم- وما زال - محط تقديرٍ وإشادةٍ من الجميع، وهو ما يدعونا لبذل مزيدٍ من الجهد، فلن تفتر عزيمتنا عن استكمال ما بدأناه؛ من خلال صياغة تشريعاتٍ تساهم في دعم المواطن والحفاظ على حقوقه، فضلاً عن ممارستنا للدور الرقابي بمزيدٍ من التعايش مع اهتمامات المواطن والتفاعل مع متطلباته بموضوعيةٍ تامة.

وعليه؛ سنسعى جاهدين لتعزيز أواصر التعاون بين المجلس والحكومة، من أجل تحقيق المصالح العليا للوطن؛ وكلنا يقين أن التعاون المثمر والبناء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية؛ هو الضمانة الحقيقية لدفع عجلة التنمية.

الزميلات والزملاء الأعزاء؛

تشهد منطقتنا تحدياتٍ وأزماتٍ تعد هي الأكبر في تاريخ مصر المعاصر؛ أبرزها الانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية؛ فبالرغم من مساعي الوساطة المستمرة لمصر مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية  وقرارات مجلس الأمن العديدة؛  لتهدئة الأوضاع في غزة إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت التجويع والحصار والتهجير القسري سلاحاً ضد الفلسطينيين، بما أفضى إلى كارثةٍ إنسانية غير مسبوقة، وهو ما حذرت منه مصر - مراراً وتكراراً - من أن استمرار الحرب في غزة ينذر  باتساع رقعتها إلى ساحاتٍ إقليميةٍ أخرى.

ويشهد الله أن مصر لم تدخر جهداً من أجل تقديم مختلف أوجه الدعم لأشقائنا في فلسطين، ومجلس النواب؛ يؤيد الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية؛ والذي يشدد على أهمية العمل على تحقيق السلام العادل والشامل على الأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود يونيو ١٩٦٧؛ كما يشيد المجلس بالموقف التاريخي لفخامة السيد رئيس الجمهورية في الوقوف بقوةٍ ضد تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني على حساب دول الجوار. 

ولم تقف الانتهاكات الإسرائيلية عند هذا الحد؛ فما يحدث في لبنان، أقل ما يوصف أنه انتهاك صارخ لدولةٍ ذات سيادة، وعدوان، لا رحمة فيه بالمدنيين؛ أزهق أرواح المئات، وتسبب في سقوط آلاف الجرحى، وفرض نزوحاً قسرياً لعشرات الآلاف من الأبرياء، وهو ما ينذر بإمكانية اندلاع مواجهةٍ إقليميةٍ شاملةٍ ستكون تداعياتها وخيمةً على كافة دول المنطقة. 

ومجلس النواب؛ يطالب المجتمع الدولي بضرورة الوقف الفوري لتلك الممارسات والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ولقواعد القانون الدولي. 

كما يثمن المجلس قرار القيادة السياسية المصرية بتوفير مساعداتٍ طبيةٍ عاجلةٍ للشعب اللبناني الشقيق في ظل تقاعسٍ دوليٍ واضحٍ عن السعي الجاد تجاه إنهاء معاناة الأبرياء في لبنان الشقيق.  

نواب شعب مصر العظيم؛

مازالت ليبيا الشقيقة تعاني من تداعيات الأزمات المتتالية على مدار أكثر من عقدٍ من الزمان، وفي ذات الوقت؛ مازالت مصر مستمرةً في جهودها بالتعاون مع الأشقاء الليبيين لتعزيز الاستقرار في ليبيا ودعم المؤسسات الوطنية للدولة الليبية؛ للوصول إلى تسويةٍ سياسيةٍ " ليبيةٍ/ ليبيةٍ " دون أي ضغوطٍ أو تدخلٍ خارجي.

 و في الجنوب من مصر؛  يواجه السودان تحدياً وجودياً غير مسبوقٍ، حيث يشهد هذا البلد الشقيق والذي يحتل مكانةً خاصةً في وجدان المصريين - نزاعاً داخلياً اتسع نطاقه بكل أسف، مما أسفر عن نزوحٍ  داخلي لملايين السودانيين، وسعي مئات الآلاف للنزوح خارج البلاد هرباً من ويلات الحرب الدائرة؛  وقد سعت مصر طيلة الأشهر الماضية لمد يد العون لأشقائها بوادي النيل – وهو التزام الأخ تجاه أخيه، كما انخرطت مصر - ولا تزال - في دعم كل الجهود الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار في السودان، ورفع المعاناة عن المدنيين، فضلاً عن دعم مؤسسات الدولة الوطنية في السودان.

كما نثمن موقف القيادة المصرية التاريخي في الدفاع عن سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه، حيث كثفت مصر جهودها مؤخراً في تعزيز وضع الحكومة الفيدرالية الصومالية لتحقيق الاستقرار المأمول، مع العمل على مكافحة الإرهاب عقب تداعيات حالة عدم الاستقرار والاضطراب التي ضربت أرجاء الصومال لفتراتٍ طويلةٍ، مع دعم سيادتها ضد مطامع بعض الأطراف الإقليمية التي سعت إلى استغلال الوضع الداخلي الصومالي للدفع  بمصالح ذاتيةٍ غير مكترثةٍ بمصالح الصومال أو شعبه أو حتى قواعد القانون الدولي أو مبادئ حسن الجوار والأخوة الأفريقية.

الزميلات والزملاء نواب شعب مصر؛

لقد سعت مصر خلال المفاوضات التي جرت على مدار السنوات الماضية للتوصل لاتفاق عادل ومنصف حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا قد أفشلت - وما زالت - كافة الجهود والمساعي التي بذلت من أجل حل هذه الأزمة، وخير دليل على ذلك التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي حول المرحلة الخامسة من ملء "سد النهضة" بحجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد الإثيوبي. 

   وإذ يؤكد مجلس النواب المصري رفضه البات لتلك السياسات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي، والتي تلزم إثيوبيا، بوصفها دولة المنبع، بعدم الإضرار بحقوق دول المصب، كما يؤكد على أن الدولة المصرية لن تتهاون مع أي مساس بحقوقها أو أمنها المائي أو أي تهديد لمقدرات الشعب المصري الذي يمثل نهر النيل شريان الحياة الأوحد له.

نواب شعب مصر العظيم؛

لا يسعني في هذا المقام؛ إلا أن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان وخالص التقدير والاحترام لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يقود مسيرة الوطن بحكمةٍ وبصيرةٍ؛ واضعًا مصلحة الوطن والذود عن أمن مصر واستقرارها فوق كل اعتبارٍ، مستنداً إلى عقيدةٍ راسخةٍ تقوم على الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، حفظه الله، وسدد على طريق الحق خطاه؛ ونعد فخامته- من تحت قبة مجلس النواب - بأننا سنظل -على الدوام - مؤازرين وداعمين لكم- يا فخامة الرئيس - بكل ما أوتينا من قوةٍ - في كل ما تبذلونه من جهودٍ لخفض التصعيد في المنطقة، وإحلال السلام، ومواصلة مسيرة التنمية والرخاء في مصرنا الحبيبة.

وفي الختام، أقول للمواطن المصري: نحن هنا من أجلك، ونعاهدك بأننا سنبذل قصارى جهدنا، بكل إخلاصٍ وتفانٍ، من أجل رفعة وطننا وتقدم شعبنا. والله على ما نقول شهيد، إنه جل وعلا، نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة اللة وبركاته

مقالات مشابهة

  • أمير قطر يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • أمير قطر يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة.. ماذا عن جهود الوساطة؟
  • ميقاتي يدعو لوحدة اللبنانيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي
  • رئيس الوزراء العراقي: التصعيد الإسرائيلي المستمر يهدد باتساع الصراع في المنطقة
  • برنامج الإصلاح ومستحقات الشركاء.. رئيس الوزراء يترأس اجتماع المجموعة الاقتصادية
  • خلال اتصال بـ نبيه بري.. وزير الخارجية يعرب عن إدانة مصر للتصعيد الإسرائيلي بلبنان
  • رئيس البرلمان: السيسي يقود مسيرة الوطن بحكمةٍ وبصيرةٍ
  • العرادة: بناء جيش وطني قوي يمثل ركيزة أساسية لاستقرار الدولة واستعادة مؤسساتها
  • السوداني يدعو الاتحاد الأوروبي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان