سحق المليشيا أمر لا نقاش حوله وهو في طريقه إلى التحقق في دارفور وفي كل السودان
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
القوات المشتركة .. أخلاق الثوار
ظهر فيديو لأسرى المليشيا في يد القوات المشتركة يخاطبهم فيه أحد القادة بأنهم لن يهينوا الأسرى وأنهم في النهاية سودانيون ولن يتعاملون معهم بعنصرية وأنهم سيعالجون الجرحى منهم وسيتعاملون معهم بشكل طيب.
هذه هي أخلاق الأقوياء، أخلاق المنتصر الواثق من الإنتصار. وهي الأخلاق التي تؤهل صاحبها لأن يحكم وأن يسود.
نتمنى أن تستمر المشتركة بهذه الطريقة، وأن يعم هذا السلوك كل ساحات القتال.
فبعد الإنتصار وكسر شوكة المليشيا أمامنا معركة البناء، بناء المجتمع والدولة. وأهم عناصر البناء هو الرؤية وأعلى مكونات الرؤية هي القيم.
كذلك لقد أظهر القائد مني أركو مناوي بوضوح هذا التوجه وهو يرى النصر على المليشيا يلوح في الأفق، دعا إلى العفو والمصالحة.
إن سحق المليشيا وتدميرها هو أمر لا نقاش حوله وهو في طريقه إلى التحقق في دارفور وفي كل السودان. والإنتصار على المليشيا يعني إنتصار الدولة وانتصار الشعب السوداني بكل ما تمثله الدولة من هيبة وقوة وبطش ولكن بالقانون وبضوابط وبحكمة أيضا وبكل ما يمثله الشعب من أخلاق وقيم. هكذا هو الإنتصار على الجنجويد وعلى أخلاق الجنجويد.
وفي الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها القوات المشتركة هذا الوعي المتقدم. ففي قمة الهجوم على الفاشر وقصف المدنيين أعلن قادة القوات المشتركة بأنهم لن يتعاملوا بالمثل ولن يقصفوا حواضن المليشيا رغم قدرتهم على ذلك.
نحن هنا لا ندعو للصفح عن المجرمين، فكل من أجرم يجب أن ينال عقابه بصرامة ولكن أيضا بعدل وبحكمة.
والإنتصار الحقيقي للجيش وللمشتركة في دارفور هو أن يخضع الجنجويد للدولة عن قناعة ورضا، مثلما رأينا الأسرى وهم خاضعون للقوات المشتركة مع الإمتنان، لأنهم اكتشفوا للتو الفرق الهائل بينهم وبين هذه القوات؛ أي الفرق بين المليشيا والدولة.
التعامل المسئول مع الأسرى يجرد المليشيا من خطاب التعبئة والحشد القائم على إثارة مخاوف عرب دارفور من الانتقام ويحقق بالتالي مكاسب سياسية وحتى عسكرية أكبر بكثير من التنكيل بهم. لأنه ببساطة يزيل هذه المخاوف ويلغيها لدى هذه المجتمعات. أي مبتدئ في السياسة يستطيع رؤية هذه الفكرة. ولكن المهم هو الالتزام بها.
المليشيا خسرت الحرب في اللحظة التي استعدت فيها الشعب السوداني واستهدفته وبرهنت عمليا بأن هذه الحرب هي ضد المواطن حتى لو لم يكن ذلك هو هدف قادة المليشيا. هنا انهزمت المليشيا أخلاقيا وسياسيا ثم لاحقا عسكريا لأن الشعب الذي كان محايدا لا يبالي بالحرب “وطرفيها” قد أدرك خطر المليشيا وأن الجيش هو من يحميه. هكذا اندفع الآلاف للقتال مع الجيش ودعمت جموع الشعب الجيش بشتى الأشكال.
والدولة بطبيعة الحال لا تكرر خطأ المليشيا. لأنها دولة وليست مليشيا.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المشترکة
إقرأ أيضاً:
شبوة.. القوات المشتركة تعتدي على وقفة احتجاجية للمعلمين والإعلان عن إضراب شامل
اعتدت القوات المشتركة، اليوم الأربعاء، على وقفة احتجاجية لمعلمي محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، في الوقت الذي أعلن المعلمون بدء الإضراب الشامل احتجاجا على الإعتداء الذي طال وقفتهم وللمطالبة بمستحقات مالية.
وشهدت مدينة عتق مركز محافظة شبوة صباح اليوم، وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات من المعلمين للمطالبة بحقوقهم من السلطات المحلية ووزارة التربية والتعليم والحكومة اليمنية.
ورفع المعلمون الذين تجمعوا أمام مقر السلطة المحلية ومبنى التربية والتعليم في المحافظة الشعارات واللافتات المعبرة عن مطالبهم ورفضهم للوعود الكاذبة لهم بين الحين والآخر لكبح جماح الاحتجاجات التي ينفذها المعلمون والتربويون في المحافظة.
وطالب المعلمون بهيكلة الأجور وإقرار العلاوات السنوية وصرف بدل غلاء المعيشة، مؤكدين رفضهم لعمليات الاستقطاعات غير القانونية التي تمارس بحقهم.
وندد المعلمون باعتداء القوات المشتركة عليهم ومحاولة قمع احتجاجهم بالقوة وتمزيق اللافتات معلنين الاضراب الشامل وتوقيف الدراسة في مختلف مدارس المحافظة نتيجة الاعتداء الذي تعرضوا له صباح اليوم.