عندما يتحدث بنيامين نتنياهو عن "تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط"، فإنه يشير إلى أهداف سياسية وعسكرية تتعلق بتعزيز موقع إسرائيل الإقليمي وتعديل توازن القوى في المنطقة لصالح إسرائيل. نتنياهو يسعى إلى تغيير الواقع الاستراتيجي بشكل يجعله أكثر أمنا واستقرارا لإسرائيل في مواجهة التهديدات المتعددة، سواء من حركات المقاومة الفلسطينية، أو حزب الله في لبنان، أو إيران، أو حتى التحولات الجيوسياسية في المنطقة.

وفيما يلي أهم النقاط التي قد يقصدها نتنياهو بتغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط:

القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية:

- القضاء على تهديد حماس والجهاد الإسلامي: نتنياهو يرى أن تغيير الواقع الاستراتيجي يبدأ بالقضاء على التهديدات العسكرية التي تواجه إسرائيل من غزة والضفة الغربية. تكرار العمليات العسكرية على غزة والمناطق الفلسطينية يهدف إلى تحجيم قدرات حماس والجهاد الإسلامي، من خلال تدمير بنيتهما التحتية العسكرية وتجفيف مصادر دعمهما.

- فرض حلول سياسية ملائمة لإسرائيل: يسعى نتنياهو أيضا إلى فرض شروط سياسية تضعف أو تقضي على مشروع الدولة الفلسطينية أو تجعلها ضعيفة ومنزوعة السلاح، ما يمنح إسرائيل حرية الحركة الاستراتيجية في المناطق الفلسطينية.

تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط يعني، بالنسبة لنتنياهو، تحجيم النفوذ الإيراني في الدول المجاورة مثل سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن
تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة:

- الحد من التمدد الإيراني: تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط يعني، بالنسبة لنتنياهو، تحجيم النفوذ الإيراني في الدول المجاورة مثل سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن. إيران تُعتبر أكبر تهديد استراتيجي لإسرائيل من خلال دعمها لحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية، وكذلك عبر طموحاتها النووية.

- تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية لمواجهة إيران: نتنياهو يسعى إلى بناء تحالفات إقليمية مع الدول العربية، خاصة دول الخليج، للتصدي لإيران. التطبيع مع دول مثل الإمارات والبحرين والسعودية هو جزء من استراتيجية إسرائيل لتغيير الواقع الإقليمي وإنشاء محور ضد إيران.

تعزيز التطبيع مع الدول العربية:

- توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام: تغيير الواقع الاستراتيجي يشمل استمرار العمل على اتفاقيات أبراهام لتوسيع رقعة التطبيع مع الدول العربية. إسرائيل تهدف إلى تحسين علاقاتها مع دول عربية جديدة، بما في ذلك السعودية، لتشكيل تحالف استراتيجي ضد القوى الإقليمية التي تعارض إسرائيل مثل إيران وحزب الله.

- عزل المقاومة الفلسطينية إقليميا: من خلال تطبيع العلاقات مع الدول العربية، تسعى إسرائيل إلى عزل حركات المقاومة الفلسطينية دبلوماسيا وجعلها أقل تأثيرا في المعادلة الإقليمية، مع تعزيز شرعيتها الإقليمية.

التحرك ضد برنامج إيران النووي:

- منع إيران من امتلاك السلاح النووي: تغيير الواقع الاستراتيجي بالنسبة لنتنياهو يتضمن اتخاذ إجراءات سياسية أو عسكرية لمنع إيران من الوصول إلى القدرة النووية العسكرية. هذا قد يشمل ضغوطا دولية مستمرة أو حتى عمليات عسكرية إذا لزم الأمر، بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني.

- التنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائها: إسرائيل تعتمد على التعاون مع الولايات المتحدة في هذا السياق، وتسعى إلى بناء تحالف دولي أكبر لممارسة ضغوط على إيران. تحقيق هذا الهدف يعتبر خطوة رئيسية في تغيير الواقع الاستراتيجي في المنطقة لصالح إسرائيل.

ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي:

- التفوق التكنولوجي والعسكري: من خلال العمل على تطوير قدراتها العسكرية بشكل دائم، تسعى إسرائيل إلى ضمان أنها القوة العسكرية المهيمنة في الشرق الأوسط. التفوق العسكري يمكّن إسرائيل من مواجهة أي تهديدات محتملة من الدول أو الفصائل المعادية.

- الحفاظ على الدعم الأمريكي: إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة. استمرار الحصول على هذا الدعم يمكن إسرائيل من الحفاظ على تفوقها في المنطقة، وهو عنصر مهم في تحقيق تغيير استراتيجي طويل الأمد.

إعادة تشكيل الحدود والهيمنة الإقليمية:
تغيير الواقع الاستراتيجي قد يشمل إعادة رسم الحدود أو تأمينها بطريقة تمنع التهديدات المباشرة على إسرائيل، سواء من غزة أو لبنان أو سوريا
- تقليص التهديدات الحدودية: تغيير الواقع الاستراتيجي قد يشمل إعادة رسم الحدود أو تأمينها بطريقة تمنع التهديدات المباشرة على إسرائيل، سواء من غزة أو لبنان أو سوريا. السيطرة على الجولان، وتكثيف الوجود العسكري على الحدود مع لبنان وسوريا، يعتبر جزءا من استراتيجية نتنياهو لتعزيز الوضع الأمني.

- السيطرة على مناطق الضفة الغربية: السعي إلى ضم المستوطنات الإسرائيلية الكبرى في الضفة الغربية قد يكون جزءا من تغيير الواقع الاستراتيجي. السيطرة على هذه المناطق تمنح إسرائيل نفوذا استراتيجيا في إدارة النزاع مع الفلسطينيين، وتضعف احتمالية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

التحولات الجيوسياسية في المنطقة:

- استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي: نتنياهو يسعى إلى استغلال الانقسامات والصراعات الداخلية في الدول العربية، سواء كانت في سوريا، أو العراق، أو اليمن، أو ليبيا، أو السودان، أو الصومال، لضمان أن هذه الدول لن تكون قادرة على تشكيل تهديد استراتيجي لإسرائيل في المستقبل القريب.

- استغلال الصراعات الإقليمية لصالح إسرائيل: إسرائيل قد تستفيد من الصراعات الإقليمية مثل الحرب في سوريا أو اليمن لتأمين حدودها، أو تعزيز تحالفاتها مع قوى إقليمية ضد عدو مشترك مثل إيران.

إضعاف المنظمات المسلحة غير الحكومية:

- استهداف حزب الله وحماس: تغيير الواقع الاستراتيجي يشمل أيضا إضعاف المنظمات المسلحة غير الحكومية التي تشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل. حزب الله في لبنان وحماس في غزة على رأس قائمة الأعداء الذين تسعى إسرائيل لتقليص قدراتهم العسكرية والسياسية.

- الهجمات الوقائية والاغتيالات: إسرائيل تعتمد على تكتيكات الاغتيال والهجمات الوقائية ضد القادة العسكريين لهذه المنظمات، لتقليص قدراتها وخلق توازن رادع على الجبهات الشمالية والجنوبية.

الردع وتجنب الحروب طويلة الأمد:
هدف نتنياهو هو بناء قدرات ردع قوية تمنع أعداء إسرائيل من محاولة شن هجمات على أراضيها. من خلال التفوق العسكري والعمليات الوقائية، تسعى إسرائيل لتجنب الدخول في حروب طويلة الأمد
- الردع الاستراتيجي: هدف نتنياهو هو بناء قدرات ردع قوية تمنع أعداء إسرائيل من محاولة شن هجمات على أراضيها. من خلال التفوق العسكري والعمليات الوقائية، تسعى إسرائيل لتجنب الدخول في حروب طويلة الأمد يمكن أن تكون مكلفة وتؤدي إلى خسائر كبيرة.

- تغيير قواعد الاشتباك: من خلال العمليات العسكرية والتدخلات الإقليمية، تسعى إسرائيل إلى إعادة تشكيل قواعد الاشتباك مع أعدائها، بحيث تكون لديها القدرة على توجيه ضربات موجعة دون التصعيد إلى حرب شاملة.

إعادة هيكلة التحالفات الدولية:

- تعزيز العلاقات مع القوى العالمية: نتنياهو يسعى إلى تعزيز علاقات إسرائيل مع القوى العالمية الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع قوى صاعدة مثل الصين والهند. هذا التحالف مع القوى العالمية الكبرى يمنح إسرائيل نفوذا استراتيجيا عالميا.

وختاما.. عندما يتحدث نتنياهو عن "تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط"، فإنه يسعى إلى تأمين مكانة إسرائيل كقوة إقليمية مهيمنة، من خلال إضعاف أعدائها، سواء كانوا دولا مثل إيران أو جماعات مسلحة مثل حماس وحزب الله. كما يهدف إلى تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية، وضمان التفوق العسكري لإسرائيل لعقود قادمة.. فهل ينجح في ذلك في ظل الصعوبات التي تواجه إسرائيل والتعثر الذي يعرض له المشروع الأمريكي الذي تنتمي إليه؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو الشرق الأوسط إسرائيل المقاومة إيران إيران إسرائيل الشرق الأوسط نتنياهو المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة الولایات المتحدة مع الدول العربیة نتنیاهو یسعى إلى التفوق العسکری تسعى إسرائیل إسرائیل من فی المنطقة من خلال

إقرأ أيضاً:

حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

 

استقبل عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني،  الأربعاء 2 أكتوبر الجاري، نائب الأميرال إدوارد ألغرين، المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يجري زيارة عمل للمملكة المغربية.

وقد جرى هذا الاستقبال بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالرباط، بحضور السفير البريطاني سيمون مارتان، وضابط الاتصال لشرطة مكافحة الإرهاب بالسفارة البريطانية بالرباط، وملحقين عسكريين وأمنيين، فضلا عن أطر عليا من مختلف المصالح المركزية بالمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وقد استعرضت المباحثات الثنائية المنجزة في إطار هذا اللقاء، مختلف التحديات والتهديدات الأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما فيها المخاطر التي تطرحها شبكات الهجرة غير الشرعية وتقاطعاتها العضوية مع مختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

كما تناولت هذه المباحثات تعميق التعاون الثنائي بشأن الأحداث الأمنية الكبرى، وأشكال التنسيق الممكنة لإنجاح تنظيم التظاهرات الرياضية والأمنية العالمية، خصوصا في ظل احتضان المغرب لأشغال الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة لمنظمة الأنتربول بمدينة مراكش في سنة 2025، وكأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، وكذا كأس أمم أوروبا التي ستحتضنها المملكة المتحدة وإيرلندا في سنة 2028.

وفي سياق متصل، ناقش المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني مع المستشار العسكري الرئيسي البريطاني سبل تطوير التعاون القائم حاليا بين البلدين في المجالات العلمية والتقنية المرتبطة بقضايا الأمن، لاسيما في موضوع المتفجرات، كما عبرا عن رغبتهما الأكيدة في إعطاء دينامية أكبر لهذا التعاون بما يضمن تعزيز الشراكة الأمنية والاستراتيجية بين البلدين.

وقد أشاد المسؤول البريطاني بالدور المهم الذي تنهض به مصالح الأمن المغربية في توطيد الأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكذا بانخراطها الفعال في الجهود الدولية لمجابهة سائر التهديدات والتحديات الأمنية.

ومن جانبه، أكد عبد اللطيف حموشي على الالتزام الراسخ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتعزيز شراكته الأمنية مع السلطات البريطانية المختصة، وبتطوير وتوسيع مجالات التعاون الأمني الثنائي، بالشكل الذي يخدم أمن ومصلحة البلدين الصديقين.

مقالات مشابهة

  • حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • نتنياهو: تغيير النظام في إيران أقرب مما نتوقع
  • الجيش الأمريكي: إرسال 3 أسراب طائرات إضافية للشرق الأوسط
  • شركات طيران تعلق رحلاتها للشرق الأوسط مع تصاعد التوتر بالمنطقة
  • نتنياهو: تغيير النظام في إيران سيحدث أسرع بكثير مما يعتقد الناس
  • حقائق خطيرة .. ما الذي يعنيه نتنياهو بتغيير الواقع الاستراتيجي في المنطقة؟
  • نتنياهو: تغيير النظام في إيران سيحدث “أسرع بكثير مما يعتقد الناس”
  • نتنياهو مُخاطبًا الشعب الإيراني: إسرائيل تقف معكم.. ماذا قصد برسالته؟
  • تامر حسني يثير حيرة الجمهور برسالة غامضة.. ماذا يقصد؟