كيف أصبح التعليم في غزة بعد عام من حرب الإبادة الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
الثورة /وكالات
كان واضحًا منذ بداية الحرب على غزة أن الاحتلال لن يُمكّن سكان القطاع من استكمال حياتهم في أيٍّ من جوانبها، وعلى رأسها السكن والصحة والتعليم، فاستهدف المنازل والمستشفيات ومعظم المدارس التي تحولت لمراكز إيواء النازحين، وذلك للقضاء على العملية التعليمية بشكل كامل داخل القطاع.
وفي وقت سابق كشفت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أن 10 آلاف طالب و400 معلم استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة إن 39 ألف طالب ثانوية عامة من قطاع غزة لم يتقدّموا لامتحان الثانوية العامة العام الماضي، بسبب عدوان الاحتلال المتواصل منذ السابع من أكتوبر، الماضي، مضيفة أن الاحتلال صادر حقّ عشرة آلاف من طلبة المدارس والجامعات في القطاع في الحياة، منهم 450 من طلبة الثانوية، علاوة على استشهاد 400 معلم.
حرمان من التعليم
من جهتها أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن جميع المدارس التابعة لها في قطاع غزة قد أغلقت بسبب الحرب، مما حرم 300 ألف طفل من التعليم.
وقالت الأونروا إن أكثر من 625 ألف طالب قد حرموا من التعليم منذ بدء الحرب على غزة، في حين فقد 22 ألف مدرس وظائفهم في قطاع التعليم.
وفي منشور له على منصة أكس مطلع الشهر الماضي قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن أكثر من 600 ألف طفل يعانون صدمة شديدة ويعيشون تحت الأنقاض، وما زالوا محرومين من التعليم، ونصفهم كان في مدارس الأونروا”، محذّرًا من أنه “كلما طالت مدة بقاء الأطفال خارج المدرسة، كلما زاد خطر ضياع جيل”.
وتابع: “أكثر من 70 بالمائة من مدارسنا في غزة دمّرت أو تضررت، والغالبية منها أصبحت ملاجئ مكتظة بمئات آلاف الأسر النازحة ولا يمكن استخدامها للتعليم”.
استهداف مدارس النزوح
مئات الآلاف من النازحين من كل أنحاء القطاع لجأوا إلى مدارس تابعة للأونروا ومدارس حكومية وأخرى خاصة بحثًا عن الأمان وهربًا من القصف الإسرائيلي، إلا أن كثيراً من هذه المدارس تحول إلى برك من الدماء النازفة بعد استهدافها من طائرات الاحتلال.
ووثق “المكتب الإعلامي الحكومي” و”الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني”، استهداف الاحتلال 181 مركز إيواء منذ اندلاع الحرب، من بينها 152 مدرسة تابعة للأونروا، وحكومية وخاصة، مأهولة بالنازحين، وقد تجاوز عدد الشهداء من النازحين داخلها أكثر من 1040 شهيدًا.
واستنادًا لتوثيق “الإعلامي الحكومي”، فإن الاحتلال تعمّد تدمير 15 قطاعًا حيويًّا، من بينها التعليم، كما دمر بشكل ممنهج 117 مدرسة وجامعة تدميرًا كليًّا، و332 مدرسة وجامعة تدميرًا جزئيًّا، إلى جانب قتل 500 معلم ومدير مدرسة، و100 عالم وباحث وأستاذ جامعي، و9 آلاف طالب مدرسة وجامعة.
ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، إن شهور الحرب الماضية شهدت 9 آلاف حالة وفاة، فضلًا عن تسجيل مليون و800 ألف إصابة بأمراض مختلفة نتيجة ظروف الحرب والنزوح.
“تجهيل وتهجير”
ويؤكد الثوابتة -في حديث لشبكة الجزيرة- أن إسرائيل ترتكب المجازر وتستهدف كل سبل الحياة في غزة، ومنها مدارس ومستشفيات، في سياق “الضغوط العسكرية لتحقيق أهداف سياسية”.
أما رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عبد العاطي، فيرى أن إسرائيل تسعى من وراء استهداف المدارس وتدميرها إلى “التجهيل والتهجير”، وهي بذلك ماضية في جريمة الإبادة الجماعية ضمن إستراتيجية باتت واضحة هدفها “تدمير كل سبل الحياة في غزة”، ومن بينها قطاع التعليم.
وقد حرمت الحرب 800 ألف طالب وطالبة من التعليم، من بينهم 39 ألفا فاتتهم امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) المؤهلة للالتحاق بالجامعات.
وتندرج جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال على مدار الشهور العشرة الماضية ضمن “خطة ممنهجة”، بحسب وصف الثوابتة، وهدفها “قتل الفلسطيني بالصواريخ والقذائف والأمراض، وتجهيله وتهجيره”.
إبادة تعليمية
وفي أبريل، قال 19 خبيرًا ومقررًا أمميًا إن التدمير الذي طال أكثر من 80% يؤكد تعمد الاحتلال تدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو ما يُعرف باسم “الإبادة التعليمية” التي تشير إلى المحو المنهجي للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلبة والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية.
وقال الخبراء في بيانهم إن “الهجمات القاسية المستمرة” على البنية التحتية التعليمية في غزة، لها تأثير مدمر طويل الأمد في حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم”.
انتهاك القانون الدولي
وتنص اتفاقية جنيف الرابعة في المادة 50 على أن “تكفل دولة الاحتلال، بالاستعانة بالسلطات الوطنية والمحلية، حسن تشغيل المنشآت المخصصة لرعاية الأطفال وتعليمهم، وعليها أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لتيسير التحقق من هوية الأطفال وتسجيل نسبهم. ولا يجوز لها بأي حال أن تغير حالتهم الشخصية أو أن تلحقهم بتشكيلات أو منظمات تابعة لها”.
وتضيف المادة: “وإذا كانت المؤسسات المحلية عاجزة، وجب على دولة الاحتلال أن تتخذ إجراءات لتأمين إعالة وتعليم الأطفال الذين تيتموا أو افترقوا عن والديهم بسبب الحرب في حالة عدم وجود قريب أو صديق يستطيع رعايتهم، على أن يكون ذلك كلما أمكن بواسطة أشخاص من جنسيتهم ولغتهم ودينهم”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قتل.. تدمير ..حرق منازل.. وطرد عائلات .. واعتداءات متواصلة
الثورة /متابعات
وسّع جيش الاحتلال الصهيوني عمليته العسكرية العدوانية المستمرة لليوم الثامن ضد الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن الجيش «الإسرائيلي» اقتحم مدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس، فيما تنفذ قواته منذ 21 يناير الجاري أعمالا عدوانية متواصلة في مدينة جنين ومخيمها.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة ، جيش العدو “طرد عشرات العائلات من منازلها واستولى عليها بالقوة وحولها إلى ثكنات عسكرية”.
وأضاف أن قوات الاحتلال “اتخذت من الفلسطينيين دروعا بشرية تحت تهديد السلاح”.
وتابع سلامة، أن جيش العدو الصهيوني “شرع في تدمير البنى التحتية بمخيم طولكرم”.
والاثنين، استشهد فلسطينيان وأُصيب 3 آخرون، في قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية على مركبة فلسطينية في طولكرم، تبعه اقتحام واشتباك مسلح بالمدينة، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قالت هيئة البث العبرية الرسمية الاثنين، إن الجيش الإسرائيلي “وسّع عمليته العسكرية التي بدأها في جنين شمال الضفة قبل 7 أيام، لتشمل طولكرم ومخيمها”، وسط غارات جوية.
وبالتزامن يواصل الجيش الصهيوني لليوم الثامن، عدوانا على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، أسفر عن استشهاد 16 فلسطينيا بينهم طفلة، وإصابة 50 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
إلى ذلك حذر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، من نوايا الاحتلال الصهيوني بتصعيد عدوانه وتوسيعه في الضفة الغربية.
وقال فتوح في بيان صادر عن المجلس الوطني، أمس الثلاثاء، أن هذه الجرائم تأتي في سياق مخطط له، وفي سيناريو مشابه لما جرى في قطاع غزة من عمليات حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، ومقدمة للتهجير القسري وطرد الفلسطينيين من أرضهم.
وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني بذريعة «الدفاع عن النفس» سيرتكب المجازر وعمليات القتل الوحشي، إذ إن هذه الادعاءات تأتي لتبرير انتهاكاته وجرائمه ضد المدنيين العزل، وتنفيذ مخططات الضم والتهويد.
وشدد فتوح، على أن استمرار هذه السياسات العدوانية يهدف إلى تصعيد الوضع في المنطقة، ما يشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين، وخاصة في ظل الدعوات العنصرية العدوانية إلى طرد الفلسطينيين وإعادة توطينهم، التي اعتبرها القانون الدولي الإنساني جريمة حرب.
ودعا، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والعمل فورا على وقف هذه الجرائم والانتهاكات الخطيرة، ومحاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم نضاله العادل من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.
ويواصل جيش الاحتلال منذ ثمانية أيام، عمليته العسكرية في مخيم جنين حيث قام خلالها بتفجير وهدم عشرات المنازل والمحال التجارية داخل المخيم بالإضافة إلى تهجير 90% من سكان المخيم واجبارهم على النزوح خارج المخيم.
وأسفر العدوان الصهيوني على محافظة جنين حتى أمس الثلاثاء عن ارتقاء 16 شهيدا وإصابة ما يقارب الـ 100 مواطن فلسطيني بجروح مختلفة بالإضافة إلى نزوح اكثر من 15 الف مواطن من داخل المخيم، كما قامت قوات العدو باعتقال مواطن من واد برقين قضاء جنين.
و شنت قوات العدو الصهيوني فجر أمس الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، حيث اعتقلت قوات العدو شاباً خلال اقتحام مدينة نابلس.
فيما اعتقلت شابين آخرين من مخيم قلنديا شمال القدس، وداهمت قوات العدو حي أم الشرايط في مدينة البيرة، وحي كفر عقب شمال القدس المحتلة
وفي طولكرم، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مقاومين وجنود الاحتلال في مخيم المدينة، ودفعت قوات العدو بتعزيزات عسكرية كبيرة من حاجز «تسانعوز» باتجاهالمدينة، وحاصرت منزلا في ضاحية اكتابا، كما أجبر جيش العدو في طولكرم ومخيمها خلال اليومين الماضيين، المواطنين الفلسطينيين بالخروج منهما وسط عمليات تدمير للبنية التحتية وتفجير عدد من منازل المواطنين .
وأفادت مصادر محلية، إن جنود العدو الصهيوني ابلغوا المواطنين الفلسطينيين انه لا يمكنهم العودة إلى منازلهم داخل المخيم قبل أسبوع وهذا مؤشر على أن العملية في طولكرم قد تستمر لعدة أيام في ظل تصريحات لقادة جيش العدو أن العملية ستتوسع في الضفة الغربية إلى غور الأردن وإلى معظم مناطق الضفة الغربية.
و في مدينة الخليل، أغلقت قوات العدو معظم مداخل المدينة ، وداهمت عدد من المنازل واقتحمت مدينة الظاهرية في الجنوب، واعتقلت قوات العدو ثلاثة شبان من بلدة دورا بعد دهم وتفتيش منازل ذويهم.
وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين، وذلك بعد اقتحام المدينة والتمركز في منطقة «الكركفة»، بعد دهم وتفتيش منازل ذويهم.