الثورة نت:
2025-04-16@13:35:14 GMT

السيد وثقافة المقاومة

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

 

 

هذا الخريف الذي يظنه الأعداء نهاية المطاف سيثمر عزاً ونصراً واستمراراً.
نعيش في عصر يهلّل به مسؤولون غربيون لعمليات قتل واغتيال القامات، كلّ مشروعها هو العيش بكرامة ورفع الظلم عن المظلومين وإسناد شعب أصيل يرزح تحت احتلال غاشم لا يعرف سوى الإبادة والإهانة والإذلال لأعرق شعب وأقدس مقدّسات. ويقف الإرهابيون على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ليتفاخروا بإرهابهم وأدوات قتلهم وجرائمهم التي يجب أن يندى لها جبين البشرية، معتقدين أنهم يحقّقون انتصارات في الوقت الذي ينحدرون فيه إلى الدرك الأسفل من أيّ مستوى إنساني أو أخلاقي.


على مدى أربعين عاماً أسس سيد المقاومة حزباً وحركة مقاوِمة تعيد للمستضعفين شعورهم بالعزة والكرامة وبأسهم في حماية بلدانهم، بعد أن اجتاح الكيان الغاصب بيروت والجنوب في عام 1982 وارتكب أبشع المجازر بحقّ المدنيين، وحرق المكتبات والمراكز الثقافية واغتال الكتاب والشعراء والمناضلين، فأخذ سيد المقاومة على عاتقه بناء حركة مقاوِمة لبنة في إثر لبنة بناءً أخلاقياً ومجتمعياً وسياسياً يشكّل النقيض الأبرز لكلّ إرهاب وهمجية الصهاينة. وعمل السيد حسن نصر الله ومنذ اليوم الأول على نشر ثقافة المقاومة وتنشئة أجيالها على الخلق الرفيع الملتزم بروح القرآن الكريم وأخلاق الرسل والصدّيقين والصالحين، وأصبح من خلال عمله وتربيته لكوادره هو القدوة والمثل وهو أيقونة ثقافة المقاومة الملتزمة والمسؤولة.
ونتيجة لهذا العمل الاستراتيجي العظيم تمكّن حزب الله من تحرير الجنوب من دنس العدو الإسرائيلي عام 2000، فكانت هذه هي المرة الأولى التي يدحر بها هذا الكيان الغاصب من أرض احتلها رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى، ولكن إيمان المقاومين البواسل بحقّهم وأرضهم وإيثارهم تراب الأرض على أنفسهم قاد إلى النصر والتحرير. وعاد الكيان الغاصب لشنّ عدوان على لبنان عام 2006 غير مرتدع بما شهده عام 2000 فقط ليتم دحره مرة أخرى وتحقيق نصر تموز المؤزّر. واستمرّت المسيرة للحزب وقائده دفاعاً عن المُعتدى عليهم في سوريا وفلسطين، وفق منظومة قيمية أخلاقية إنسانية وتحررية لا تخشى في الله لومة لائم، إلى أن بدأ العدوان الغاصب والسافر على الـشعب الفلسطيني في غزة والضفة في تشرين الأول/أكتوبر 2023م فشكّل الحزب وقائده جبهة إسناد دفاعاً عن المظلومين والمُعتدى عليهم.
إذا كان هذا العدوّ يظنّ كما يدّعي أنه حقّق نصراً في المنطقة وأنه استباح الإقليم بعد اغتيال سيد المقاومة، السيد حسن نصر الله، ورفاقه فهو واهم لأنّ ثقافة المقاومة التي أرساها السيد حسين نصر الله والنهج والمدرسة التي أسسها لها أتباع في المنطقة وفي كلّ بقاع الأرض ولن تهدأ ولن تهادن ولن تساوم على حقوق، ولن تستكين لاحتلال أو استيطان أو إذلال ومهانة.
هؤلاء الصهاينة والمتصهينون لا يعلمون معنى الانتماء للأرض ولثقافة المقاومة، ولا يدركون ما هو معنى الإيثار والتضحية لأنهم أقلّ بكثير من أن يدركوا هذه المعاني السامية. وكما أنّ القتلة اندثروا ولم يبقَ لهم أثر في كل تاريخ ديني أو سياسي، وبقيت أسماء ومراقد المدافعين عن الحقّ شواهد يؤمّها المؤمنون من كلّ أصقاع الأرض ويستلهمون تجربتها وصبرها وتضحياتها وفداءها، فإن روح السيد حسن نصر الله ودماءه الطاهرة ستُزكي مسار المقاومة وستشدّ من عضد المقاوِمين المخلصين، وستقلب الموازين ضدّ القتلة والطغاة والمعتدين. وهذا هو مسار التاريخ كما أنه وعد الله عزّ وجل: “إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد”.
أمّا دعم الغرب لآلة الإرهاب الصهيوني واعتزاز جريد كوشنر وأمثاله بجرائم هذا الكيان فهي البرهان الساطع القاطع على سقوط الغرب الأخلاقي والقيمي، وعلى أنه لا مستقبل لهذا الغرب مهما عتت قوته العسكرية والمادية، ومهما طغى اليوم وتجبّر فإنّ نهايته محسومة، إذ لا يمكن لهكذا منظومة مجرّدة من الأخلاق والقيم والإنسانية أن تستمرّ في مكان مرموق على السلّم السياسي والبشري والإنساني. إنّ هؤلاء الذين يهلّلون للقتل الغادر الخسيس لا يدركون أنّ ما يقترفونه سيرتدّ وبالاً عليهم وسيعلم الظالمون أيّ منقلبٍ سينقلبون.
مصائر الشعوب لا تقاس بالأيام ولا بالأشهر ولا بالسنوات؛ فهي أحياناً نتاج حقب من تراكم العمل الدؤوب واستمراريته، ولذلك فإن النشوة التي عبّر عنها الإعلام الصهيوني والغربي باغتيال سيد المقاومة ورفاقه دليل على أنهم طارئون على هذه الأرض لا يعرفون للتاريخ معنى ولا لمساره ذاكرة يتعلّمون منها أو يقتدون بها. أمّا سيد المقاومة فهو سليل حضارة وعراقة أبطال قضوا منذ قرون في سبيل إعلاء كلمة الحقّ وما زالت سيرهم تحرّك الملايين لوجهتهم من كلّ أصقاع الأرض، بينما لا يعلم أحد لقتلتهم قبراً أو مكاناً أو شاهداً على أنه مرّ يوماً من هنا أو كان على هذه الأرض في حين من الزمن.
هذا الخريف الذي يظنه الأعداء نهاية المطاف سيثمر عزاً ونصراً واستمراراً مؤزّراً لمقاومة تحرّر المقدّسات وتحرّر الأرض والإنسان وتنشر ضياءها وإنسانيتها ليس على المنطقة فحسب وإنما على كلّ الشعوب المستضعفة والطامحة للحرية والكرامة. وهذا بالذات أخشى ما يخشاه الإرهابيون والدائرون في فلكهم، والعاملون على تدمير الأخلاق والأسرة وكلّ الروابط والقيم الإنسانية والتي هي مصدر القوّة والأمان لكلّ إنسان. ومن هنا فإنّ رسالة المقاومة وثقافة المقاومة لا تعمل من أجل نصر عسكري وتحرير الأرض فقط، وإنما من أجل نصر على كلّ أنواع التشويه الذي يحاولون فرضه على الأسرة الإنسانية، ولا شكّ أن العاقبة للمدافعين عن القيم الإنسانية التحريرية البنّاءة.
خلال أشهر من إسناد حزب الله لشعب فلسطين لم يكن العدوّ الإسرائيلي يخشى صواريخ حزب الله التي تتساقط على شمال فلسطين فقط، وإنما يخشى أيضاً ثقافة الحياة والتحرير والبناء ويخشى حتى من وجود العرب على هذه الأرض، لأنّ مجرّد وجودهم يعدّه تهديداً لكيانه الغاصب الطارئ على الأرض والمنطقة. إلا أنّ أبناء هذه الأرض التي سقوها بدمائهم على مدى قرون ضدّ كلّ الغزاة والمعتدين وأنتجوا فيها حضارات وعلوماً وقيماً وإنجازات تشكّل معيناً ثرّاً للبشرية لن يهنأوا ولن يستكينوا إلا بتحقيق وجودهم كما يرتضونه ويعشقونه عزّاً وكرامة وكبرياء.
مفكرة عربية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العلماء يحذّرون من عاصفة شمسية «لم تحدث منذ ألف عام»

ذكرت صحيفة “ديلي ميل”، أن فريقا من العلماء “حذر من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى القرن الـ19“.

ووفق الصحيفة، “حذّر فريق من الخبراء من احتمال وقوع عاصفة شمسية هائلة قد تضرب الأرض في أي لحظة، بقوة كافية لتعطيل الأقمار الصناعية وتدمير البنية التحتية لشبكات الكهرباء”.

وبحسب الصحيفة، “ورغم أن توهجات شمسية بهذا الحجم لم تحدث منذ أكثر من ألف عام، إلا أن تكرارها اليوم سيُشكل تهديدا غير مسبوق على العالم الرقمي والأنظمة الحيوية التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية”.

ووفق الصحيفة، “يطلق العلماء على هذا النوع من الظواهر اسم “حدث مياكي”، وهو مصطلح مستمد من اكتشاف الباحثة اليابانية فوسا مياكي عام 2012، حين لاحظت ارتفاعا حادا في مستويات الكربون-14 في حلقات أشجار أرز تعود إلى أكثر من 1250 عاما، وأشار تحليلها إلى أن مصدر هذا الارتفاع كان انفجارا شمسيا ضخما أطلق كميات هائلة من الجسيمات عالية الطاقة نحو الأرض”.

وصرّح البروفيسور ماثيو أوينز، من جامعة ريدينغ، بأن تكرار “حدث مياكي” اليوم “سيُحرق محولات الكهرباء ويحدث انهيارا في شبكات الطاقة، ويجعل من الصعب إعادة تشغيلها بسبب طول فترة تصنيع المحولات واستبدالها”.

ولفت العلماء إلى أن “حدثا من هذا النوع اليوم قد يُحدث ضررا بالغا بالمجتمع التكنولوجي والمحيط الحيوي، بسبب ضعف قدرة العلماء على التنبؤ به وصعوبة التعامل مع نتائجه، كما أن الكابلات البحرية والأقمار الصناعية قد تتعرض لأضرار جسيمة، ما يؤدي إلى انقطاع طويل الأمد للإنترنت، ويعطل الاقتصاد العالمي والبنية التحتية الرقمية”.

وقال الخبراء، “إن العاصفة الشمسية إذا ضربت الأرض، ستؤدي إلى “انهيار شبكات الكهرباء حول العالم، وانقطاع الإنترنت وخدمات الاتصالات، وتعطل الأقمار الصناعية وأجهزة الملاحة، وتوقف محطات تنقية المياه والصرف الصحي، وتلف الأغذية المبردة نتيجة انقطاع الكهرباء، وزيادة الإشعاع على ارتفاعات الطيران العالية، ما قد يؤثر على صحة الركاب والطاقم، واستنزاف طبقة الأوزون بنسبة تصل إلى 8.5%، مع تأثيرات مناخية ، ومشاهد مذهلة للشفق القطبي قد تُرى في مناطق غير معتادة حول العالم”.

وأوضح العلماء أن “العالم قد لا يحصل إلا على 18 ساعة فقط من الإنذار المسبق قبل وصول الجسيمات الشمسية إلى الأرض، وهو وقت غير كاف لاتخاذ إجراءات وقائية فعالة على نطاق واسع”.

وأشار الخبراء إلى أن “حدث مياكي” قد يكون أقوى بعشر مرات على الأقل من عاصفة “كارينغتون” الشهيرة عام 1859، والتي سببت حينها تعطل التلغرافات واشتعال أجهزتها وظهور الشفق القطبي في مناطق قريبة من خط الاستواء”.

مقالات مشابهة

  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • عياش يدين المخططات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار الأردن الشقيق
  • هل الدعاء يرد القضاء فعلا؟ اعرف هذه الكلمات التي لا ترد
  • الحقيقة التي لا نشاهدها
  • في أسبوع الآلام.. صلوات الرحمة والبركة تعمّ العالم وتتضمن الدعاء لمصر والعالم
  • «مياه وثقافة الفيوم» تنظمان ندوة توعوية لطلاب مدرسة الأمل للصم والبكم.. صور
  • العلماء يحذّرون من عاصفة شمسية «لم تحدث منذ ألف عام»
  • عميد كلية بيت لحم: ما يحدث في غزة إبادة.. وصمت العالم خيانة للإنسانية
  • العرموطي يكشف تفاصيل تمرير المادة 4 من قانون المرأة والمخالفات التي حصلت
  • (لقد اجتمع بيض المليشيا الفاسد في سلة واحدة)