الثورة نت:
2024-10-02@23:19:39 GMT

السيد وثقافة المقاومة

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

 

 

هذا الخريف الذي يظنه الأعداء نهاية المطاف سيثمر عزاً ونصراً واستمراراً.
نعيش في عصر يهلّل به مسؤولون غربيون لعمليات قتل واغتيال القامات، كلّ مشروعها هو العيش بكرامة ورفع الظلم عن المظلومين وإسناد شعب أصيل يرزح تحت احتلال غاشم لا يعرف سوى الإبادة والإهانة والإذلال لأعرق شعب وأقدس مقدّسات. ويقف الإرهابيون على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ليتفاخروا بإرهابهم وأدوات قتلهم وجرائمهم التي يجب أن يندى لها جبين البشرية، معتقدين أنهم يحقّقون انتصارات في الوقت الذي ينحدرون فيه إلى الدرك الأسفل من أيّ مستوى إنساني أو أخلاقي.


على مدى أربعين عاماً أسس سيد المقاومة حزباً وحركة مقاوِمة تعيد للمستضعفين شعورهم بالعزة والكرامة وبأسهم في حماية بلدانهم، بعد أن اجتاح الكيان الغاصب بيروت والجنوب في عام 1982 وارتكب أبشع المجازر بحقّ المدنيين، وحرق المكتبات والمراكز الثقافية واغتال الكتاب والشعراء والمناضلين، فأخذ سيد المقاومة على عاتقه بناء حركة مقاوِمة لبنة في إثر لبنة بناءً أخلاقياً ومجتمعياً وسياسياً يشكّل النقيض الأبرز لكلّ إرهاب وهمجية الصهاينة. وعمل السيد حسن نصر الله ومنذ اليوم الأول على نشر ثقافة المقاومة وتنشئة أجيالها على الخلق الرفيع الملتزم بروح القرآن الكريم وأخلاق الرسل والصدّيقين والصالحين، وأصبح من خلال عمله وتربيته لكوادره هو القدوة والمثل وهو أيقونة ثقافة المقاومة الملتزمة والمسؤولة.
ونتيجة لهذا العمل الاستراتيجي العظيم تمكّن حزب الله من تحرير الجنوب من دنس العدو الإسرائيلي عام 2000، فكانت هذه هي المرة الأولى التي يدحر بها هذا الكيان الغاصب من أرض احتلها رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى، ولكن إيمان المقاومين البواسل بحقّهم وأرضهم وإيثارهم تراب الأرض على أنفسهم قاد إلى النصر والتحرير. وعاد الكيان الغاصب لشنّ عدوان على لبنان عام 2006 غير مرتدع بما شهده عام 2000 فقط ليتم دحره مرة أخرى وتحقيق نصر تموز المؤزّر. واستمرّت المسيرة للحزب وقائده دفاعاً عن المُعتدى عليهم في سوريا وفلسطين، وفق منظومة قيمية أخلاقية إنسانية وتحررية لا تخشى في الله لومة لائم، إلى أن بدأ العدوان الغاصب والسافر على الـشعب الفلسطيني في غزة والضفة في تشرين الأول/أكتوبر 2023م فشكّل الحزب وقائده جبهة إسناد دفاعاً عن المظلومين والمُعتدى عليهم.
إذا كان هذا العدوّ يظنّ كما يدّعي أنه حقّق نصراً في المنطقة وأنه استباح الإقليم بعد اغتيال سيد المقاومة، السيد حسن نصر الله، ورفاقه فهو واهم لأنّ ثقافة المقاومة التي أرساها السيد حسين نصر الله والنهج والمدرسة التي أسسها لها أتباع في المنطقة وفي كلّ بقاع الأرض ولن تهدأ ولن تهادن ولن تساوم على حقوق، ولن تستكين لاحتلال أو استيطان أو إذلال ومهانة.
هؤلاء الصهاينة والمتصهينون لا يعلمون معنى الانتماء للأرض ولثقافة المقاومة، ولا يدركون ما هو معنى الإيثار والتضحية لأنهم أقلّ بكثير من أن يدركوا هذه المعاني السامية. وكما أنّ القتلة اندثروا ولم يبقَ لهم أثر في كل تاريخ ديني أو سياسي، وبقيت أسماء ومراقد المدافعين عن الحقّ شواهد يؤمّها المؤمنون من كلّ أصقاع الأرض ويستلهمون تجربتها وصبرها وتضحياتها وفداءها، فإن روح السيد حسن نصر الله ودماءه الطاهرة ستُزكي مسار المقاومة وستشدّ من عضد المقاوِمين المخلصين، وستقلب الموازين ضدّ القتلة والطغاة والمعتدين. وهذا هو مسار التاريخ كما أنه وعد الله عزّ وجل: “إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد”.
أمّا دعم الغرب لآلة الإرهاب الصهيوني واعتزاز جريد كوشنر وأمثاله بجرائم هذا الكيان فهي البرهان الساطع القاطع على سقوط الغرب الأخلاقي والقيمي، وعلى أنه لا مستقبل لهذا الغرب مهما عتت قوته العسكرية والمادية، ومهما طغى اليوم وتجبّر فإنّ نهايته محسومة، إذ لا يمكن لهكذا منظومة مجرّدة من الأخلاق والقيم والإنسانية أن تستمرّ في مكان مرموق على السلّم السياسي والبشري والإنساني. إنّ هؤلاء الذين يهلّلون للقتل الغادر الخسيس لا يدركون أنّ ما يقترفونه سيرتدّ وبالاً عليهم وسيعلم الظالمون أيّ منقلبٍ سينقلبون.
مصائر الشعوب لا تقاس بالأيام ولا بالأشهر ولا بالسنوات؛ فهي أحياناً نتاج حقب من تراكم العمل الدؤوب واستمراريته، ولذلك فإن النشوة التي عبّر عنها الإعلام الصهيوني والغربي باغتيال سيد المقاومة ورفاقه دليل على أنهم طارئون على هذه الأرض لا يعرفون للتاريخ معنى ولا لمساره ذاكرة يتعلّمون منها أو يقتدون بها. أمّا سيد المقاومة فهو سليل حضارة وعراقة أبطال قضوا منذ قرون في سبيل إعلاء كلمة الحقّ وما زالت سيرهم تحرّك الملايين لوجهتهم من كلّ أصقاع الأرض، بينما لا يعلم أحد لقتلتهم قبراً أو مكاناً أو شاهداً على أنه مرّ يوماً من هنا أو كان على هذه الأرض في حين من الزمن.
هذا الخريف الذي يظنه الأعداء نهاية المطاف سيثمر عزاً ونصراً واستمراراً مؤزّراً لمقاومة تحرّر المقدّسات وتحرّر الأرض والإنسان وتنشر ضياءها وإنسانيتها ليس على المنطقة فحسب وإنما على كلّ الشعوب المستضعفة والطامحة للحرية والكرامة. وهذا بالذات أخشى ما يخشاه الإرهابيون والدائرون في فلكهم، والعاملون على تدمير الأخلاق والأسرة وكلّ الروابط والقيم الإنسانية والتي هي مصدر القوّة والأمان لكلّ إنسان. ومن هنا فإنّ رسالة المقاومة وثقافة المقاومة لا تعمل من أجل نصر عسكري وتحرير الأرض فقط، وإنما من أجل نصر على كلّ أنواع التشويه الذي يحاولون فرضه على الأسرة الإنسانية، ولا شكّ أن العاقبة للمدافعين عن القيم الإنسانية التحريرية البنّاءة.
خلال أشهر من إسناد حزب الله لشعب فلسطين لم يكن العدوّ الإسرائيلي يخشى صواريخ حزب الله التي تتساقط على شمال فلسطين فقط، وإنما يخشى أيضاً ثقافة الحياة والتحرير والبناء ويخشى حتى من وجود العرب على هذه الأرض، لأنّ مجرّد وجودهم يعدّه تهديداً لكيانه الغاصب الطارئ على الأرض والمنطقة. إلا أنّ أبناء هذه الأرض التي سقوها بدمائهم على مدى قرون ضدّ كلّ الغزاة والمعتدين وأنتجوا فيها حضارات وعلوماً وقيماً وإنجازات تشكّل معيناً ثرّاً للبشرية لن يهنأوا ولن يستكينوا إلا بتحقيق وجودهم كما يرتضونه ويعشقونه عزّاً وكرامة وكبرياء.
مفكرة عربية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العاصمة صنعاء تشهد فعالية تأبينية لشهيد الأمة السيد المجاهد حسن نصر الله

الثورة نت|

أقيمت اليوم في العاصمة صنعاء فعالية تأبينية رسمية لشهيد الأمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله.

وخلال الفعالية أشارت كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التي ألقاها بالنيابة عنه عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور إلى الألم الذي أصيبت به الأمة لاستشهاد القائد المجاهد سماحة السيد حسن نصر الله الذي انضم إلى ركب من سبقوه من الشهداء من أجل تحرير القدس الأقصى وكل فلسطين.

وأكدت كلمة الرئيس المشاط أن دماء هؤلاء القادة ستتحول إلى شعلة مضيئة تنير الطريق للأحرار الثائرين السائرين على هذا الدرب العظيم للوصول إلى الغاية المرسومة منذ سبعة عقود.

وأشارت إلى أن محور المقاومة أثبت تماسكه واستعداده للتصدي لجميع المؤامرات بعيدا عن التخرصات التي تقول إن هذا المحور قد ضعف باستشهاد قائد كبير كسماحة السيد حسن نصر الله.

وأوضحت “أن الرد على المشككين جاء من صنعاء ومن بيروت ودمشق وبغداد، ومن طهران التي أمطرت العدو الصهيوني يوم أمس بسيل من الصواريخ، والتي قبل أن تفرحنا في محور المقاومة أفرحت أهلنا في غزة والضفة الغربية وأثارت الذعر في عواصم الدول المطبعة والمنقادة للعدو الصهيوني”.

وأكدت كلمة الرئيس المشاط على وحدة الهدف والمشروع لمحور المقاومة الذي نهض لكي يقضي على المشروع الصهيوني.. لافتة إلى ما أكد عليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، “بأن اليمن سيواصل دعمه وتسخير إمكاناته من أجل مشروع المقاومة والتحرر وإبطال المشروع الصهيوني.

كما أكدت أن اليمنيين كجزء من محور المقاومة سيواصلون العمل في هذا المشروع التحرري وتقديم ما يمكن تقديمه من أجل تحرير القدس وفلسطين.. معبرة عن الشكر لكل من ساهم في الترتيب لهذه الفعالية.

من جانبه أشار عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إلى أن شهيد الأمة السيد المجاهد حسن نصر الله كرس حياته للدفاع عن مقدسات الأمة الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني الغاصب.

وأكد أن الأمين العام لحزب الله كان رجل يعلم ماذا يفعل وإلى أين يتحرك وأين يقف.. مبينا أن السيد حسن نصر الله وقف في صف الجمهورية اليمنية ضد تحالف الشر والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومن تحالف معهم، وكان موقفه واضح ومشرف وعظيم، ويدل على الحق كما قال علي بن الحسين لأبيه عليهما السلام “ألسنا على الحق قال بلى.. قال إذا لا نبالي”.

وقال “إن هذا هو الشعار الذي يجب يحمله كل من يسير في هذا الخط بأن يبحث عن الحق ويسير في دربه كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والإمام علي عليه السلام، خاصة وأن رسول الله هو أول من أوذي من قبل اليهود”.

وأكد محمد الحوثي أن الصهاينة لم يغتالوا الشهيد حسن نصر الله لشخصه وإنما لمواقفه وقوته في جهاده وتحركه.. لافتا إلى أن السيد نصر الله قال أثناء تأبين الشهيد فؤاد شكر “لا نقول وداعا ولكن نقول إلى اللقاء، وسينتصر الدم على السيف، وهذا هو موقف العظماء وموقف الحق”.

وأشار إلى أن الموقف الذي سطره الأمين العام لحزب الله قضى على العصبية والعنصرية المذهبية التي أراد العدو من خلالها أن يفرق بين أبناء الأمة.

وقال عضو السياسي الأعلى “إن القائد إسماعيل هنية استشهد في إيران فيما استشهد السيد حسن نصر الله في لبنان ما يؤكد أن الجميع في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وإيران يسيرون في خط واحد هو مساندة الأشقاء في غزة”.. لافتا إلى أن هذه المعركة لم تكن يوما معبدة بالورود ولكن بالدماء التي توصل المؤمن إلى الحياة الأبدية التي رسمها الله لعباده المجاهدين.

وأضاف “إن الله أراد للشهيد القائد السيد حسن نصر الله أن يكون حيا ليشاهد النصر ويرى الصلاة في الأقصى الشريف”.. مؤكدا وقوف جميع المجاهدين في محور المقاومة في خندق واحد لمواصلة الجهاد المقدس وتطهير كل مقدسات المسلمين والأمة الإسلامية من دنس الغزاة والمحتلين.

بدوره أشار رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، إلى أهمية هذا التأبين الخاص بشهيد الأمة العربية والإسلامية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الذي قضى عمره مجاهدا ومعدا للمجاهدين والمقاومين للعدو الصهيوني.

ونوه بالسجل الجهادي لحزب الله والتضحيات الكبيرة التي قدمها منذ تأسيسه والتي بدأت باغتيال أمينه السابق عباس موسوي، ثم عماد مغنية وغيرهم الكثير وصولا إلى اغتيال الشهيد المجاهد السيد حسن نصر الله، والذين افتدوا بأرواحهم ودمائهم الطاهرة أمتهم وأرض بلدهم من أجل تحريرها من دنس العدو الصهيوني.

وذكّر بالنصر الكبير الذي حققه حزب الله بقيادة شهيد الأمة نصر الله، الذي خاض معركة تحرير الأرض ضد العدو الصهيوني.. لافتا إلى مجزرة الدبابات في وادي الحجير التي جسدت عظمة وقوة وبسالة مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن شهيد الأمة قدم روحه الطاهرة من أجل تحرير أرض فلسطين ومقاومة العدو الصهيوني.

وقال “إن اليمنيين لن ينسوا مواقف الشهيد المجاهد السيد نصر الله الداعمة والمساندة للشعب اليمني منذ اللحظات الأولى للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، ومقولته الشهيرة ردا على المعتدين “إذا لم يكن اليمنيون هم أصل العرب فمن هم العرب”.. مؤكدا أن مواقف السيد حسن نصر الله الصداحة بالحق ضد تحالف العدوان كانت قوية ومزلزلة للعدو.

وأوضح أن المقاومة الإسلامية اللبنانية تمضي في نهجها المقاوم بعد استشهاد قائدها لأنها بنيت وفق أسس تنظيمية مؤسسية متينة.

وبارك الرهوي في كلمته العملية العسكرية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد العدو الصهيوني والتي أصابت العدو بالذعر.. مؤكدا على أهمية استمرار عمليات محور المقاومة وتصاعدها ضد العدو الصهيوني إسنادا ونصرة للشعب الفلسطيني على طريق تحرير القدس وفلسطين.. سائلا الله الرحمة والمغفرة لسيد الشهداء حسن نصر الله وكافة شهداء محور المقاومة.

وفي الفعالية التي حضرها رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس، والنائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، ونواب رئيس مجلس الشورى، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد، وعدد من الوزراء والقيادات العسكرية والأمنية وأعضاء مجلسي النواب والشورى، استعرض عضو رابطة علماء اليمن العلامة حمدي زياد المواقف الجهادية لسماحة السيد حسن نصر الله وشجاعته في مواجهة قوى الاستكبار العالمي المتمثل في أمريكا وإسرائيل.

وأشار إلى أهمية تعزيز وحدة الأمة لمواجهة الصلف الصهيوني والأمريكي وإفشال مخططاتهم ومؤامراتهم الرامية لبث الفرقة والشتات في أوساط الأمة.

وبارك العمليات التي يقوم بها محور المقاومة من اليمن ولبنان وإيران والعراق والتي أصابت العدو الصهيوني بالشلل التام في فلسطين المحتلة.

مقالات مشابهة

  • السيد نصر الله سيبقى يلاحقهم ويرعبهم
  • صنعاء تشهد فعالية تأبينية لشهيد الأمة السيد حسن نصر الله
  • العاصمة صنعاء تشهد فعالية تأبينية لشهيد الأمة السيد المجاهد حسن نصر الله
  • الميدان يثبت: السيد نصر الله لم ولن يغب إطلاقاً
  • الجهاد الاسلامي تبارك الضربات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري ضد الكيان الغاصب
  • شهادة السيد نصر الله.. مفتاح للمعركة التاريخية أمام العدو الصهيوني
  • (أيقونة المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله يدعونا لمواصلة الدرب)
  • شهادة القادة وثقافة الانتصار
  • إيران تجدد دعمها الكامل للمقاومة والشعب اللبناني في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني