«الشارقة الدولي للكتاب 2024» يحتفي بمعارف وثقافات العالم
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أعلنت هيئة الشارقة للكتاب أن الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب ستُقام في الفترة من 6 إلى 17 نوفمبر المقبل، تحت شعار «هكذا نبدأ» حيث تستقطب دور نشر محلية وعربية وعالمية، وتستضيف نخبة من الكُتّاب والأدباء والمفكرين والمبدعين من مختلف المجالات، للمشاركة في جلسات حوارية تضيء على قضايا الأدب والثقافة والفكر، وتستعرض تجاربهم الأدبية والفكرية الرائدة.
كشفت الهيئة أن الدورة الجديدة من المعرض التي تحتفي بالمملكة المغربية ضيف شرف، تشهد تنظيم مجموعة واسعة من الفعاليات الثقافية والفنية، تشمل ورش عمل تفاعلية، وجلسات توقيع كتب تجمع القراء بمؤلفيهم المفضلين، والعروض الفنية والمسرحية والجوالة العالمية التي تضفي أجواءً من التنوع الثقافي والإبداعي، بالإضافة إلى ملتقيات ثقافية تتيح فرصة الحوار والتبادل المعرفي بين الحضور والمشاركين.
الكتاب والآلة
وفي تعليقها حول انطلاق الدورة الـ43 من المعرض، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب «اليوم تتضاعف الحاجة إلى تأكيد مركزية الكتاب في بناء جسور التواصل الإنساني بين الأمم والشعوب أكثر من أي وقت مضى، لذلك فإن معرض الشارقة الدولي للكتاب يمثل رسالة حية يتشارك في كتابتها آلاف الكتاب والأدباء والفنانين في العالم من هنا من أرض الشارقة، ليعيدوا لفت أنظار العالم أجمع إلى أن كل ما تطمح له الحضارات من منجزات يبدأ من كتاب ما، وكل قيمة نبيلة يترسخ وجودها في وجدان الشعوب تتجسد في كتاب».
وأضافت: «فخورون بأن المعرض نجح خلال مسيرته الممتدة إلى أكثر من أربعة عقود، بأن يكون أحد المحركات المركزية لسوق الصناعة المعرفية والإبداعية ليس في المنطقة وحسب، وإنما في العالم أجمع، فنحن لا ننظر إلى حجم مشاركات الناشرين وعدد المبدعين الحاضرين، بقدر ما ننظر إلى تأثير لقائهم وتجمعهم في مكان واحد، وانعكاس ذلك على قطاعات ضخمة لها أثر كبير ومباشر في الناتج المحلي والقومي لبلدان العالم».
مجتمعات المعرفة
بدوره، قال أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب «يُجسِّد هذا الحدث الثقافي العالمي التزام الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز المعرفة وإبراز أهمية الكتاب كوسيلةٍ أساسيةٍ لنشر العلم والثقافة، حيث بات المعرض تحت قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أكثر من فضاء معرفي للجمهور والزوار من القراء، وأصبح منصة شاملة لتمكين مجتمعات المعرفة، من قراء ومؤلفين ومترجمين ومصممين، لاستكشاف أحدث الاتجاهات في صناعة النشر، وتبادل الأفكار والممارسات المبتكرة وذلك تماشياً مع رؤية هيئة الشارقة للكتاب لتقديم صورة مشرقة للثقافة الإماراتية».
ضيف شرف
يمثل احتفاء معرض الشارقة الدولي للكتاب بالمملكة المغربية ضيف شرف على دورته الـ43، فرصة فريدة لتسليط الضوء على التراث الثقافي الغني للمغرب وإسهاماته الأدبية والفكرية في المشهد الثقافي العربي والعالمي، حيث يتضمن برنامج المشاركة المغربية استعراضاً لعدد من الإصدارات والوثائق التاريخية التي تُبرز عمق التجربة الثقافية المغربية، إضافة إلى مجموعة من الفعاليات تشمل حضور شخصيات بارزة في مجال الإنتاج الفكري والأدبي، وعروضاً فنية وموسيقية، وفقرات تُعرِّف بالموروث الحضاري للمملكة المغربية بمختلف أشكاله وتعبيراته.
القراءة ركيزة أساسية
يعكس شعار الدورة الـ43 «هكذا نبدأ» لمعرض الشارقة الدولي للكتاب إيمان الشارقة بأهمية القراءة والمعرفة كركيزة أساسية لبناء المجتمعات، حيث يشير إلى أن معرفة كل شيء عن أي شيء تبدأ من الكتاب، فهو بوابة إلى عالم المعرفة، كما يشكل الشعار إعلاناً بأن الكتاب هو الأداة الأساسية لبناء المستقبل، ويمثل دعوة مفتوحة للمشاركة في الحدث الثقافي العالمي، وجعل القراءة جزءاً لا يتجزأ من الحياة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب الإمارات الشارقة للكتاب الشارقة هيئة الشارقة للكتاب معرض الشارقة للكتاب بدور القاسمي الشارقة الدولی للکتاب الشارقة للکتاب فی العالم
إقرأ أيضاً:
معرض القاهرة للكتاب يحتفي برواية أحمد القرملاوي "الأحد عشر"
استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة لمناقشة أحدث أعمال الكاتب أحمد القرملاوى، رواية "الأحد عشر" الصادرة عن "ديوان".
وأدار اللقاء صانع المحتوى عمرو المعداوي وحاورته الكاتبة منصورة عز الدين والكاتب محمد سمير ندا. وحضر الندوة نخبة من الكتاب والناشرين والصحفيين.
وقالت منصورة عز الدين: "يفاجئني القرملاوي دائماً في كتابته، إذ قدم سرداً تجاوز القصة المعروفة لشيء يخصه هو، تتداخل فيه أجناس المسرح والرواية بجرأة كبيرة نادراً ما نجدها في نص واحد. ومعيار التناص الناجح في رأيي هل نجح الكاتب أن يأخذ القصة إلى منظور جديد أم انسحق أمامها. الكاتب هنا نجح في فرض رؤيته وطمس كل العناصر الأخرى والفيصل هو استمتاع القارئ بالنص".
وأكدت منصورة على انتصار القرملاوي للرواية: "أوجد صوتاً لمن ليس له صوت حيث تتعاطف كل النصوص الدينية مع يوسف يعقوب ولكنه حاضر غائب في الرواية، وأبطال الرواية هم إخوته ونشعر أيضاً أن الذئاب لهم دور محوري في استدعاء أو تخليص أبطال الرواية من البئر إلى عالم الرواية".
ومن جانبه قال الكاتب والناقد محمد سمير ندا: "أرى أن هذا أجرأ نص للقرملاوي يكتب فيه بحرية بلا ضغوط فهو كاتب لديه تحقق ومقروئية يكتب بدون قيود. نجحت الرواية في رصد ما وراء الكاميرا في الحكاية التاريخية وأيضاً في النص المعاصر، فرصد صراعات الوسط الثقافي والأدبي من كواليس الجوائز والمنح الأدبية إلى فكرة الاقتباس الأدبي وسيطرة وسائل التواصل الاجتماعي والجري وراء المادة وغيرها من الصراعات".
أما عمرو المعداوي فقال إنه كان ينتظر الجزء المسرحي في النص بفارغ الصبر لتعلقه بفن المسرح، وسأل القرملاوي: "ألم تتخوف من التنقل الحاد في اللغة والشكل والمكان في النص؟" فأجاب القرملاوي بالنفي: "الرواية فن مطاط يستوعب كل أشكال السرد والتجريب".
ورداً على سؤال "لماذا اخترت تقديم نماذج سيئة من الوسط الأدبي؟" قال القرملاوي "إنها نماذج إنسانية بتعقيداتها وضعفها ولا أراها شريرة واخترتها لأغراض درامية وأرى أن الحضارة الإنسانية قائمة على فكرة التنافسية".
فى روايته الجديدة "الأحد عشر"، يعيد القرملاوى سرد قصة أبناء يعقوب التاريخية من وجهة نظر الأشرار هذه المرة، لكنه لا يكتفى بحكاية الزمن القديم التي تتوه فيها البطلة داينا فى مملكة شكيم، ثم يقع الاعتداء عليها من الأمير وهو فى حالة من فقدان الوعى، قبل أن ينتبه ويعرف أنه آذى واحدة من أجمل الحوريات ويقع في حبها. بالتوازي يكتب القرملاوى كذلك قصة دينا (لاحظ تشابه اسمى البطلتين) فى الزمن الحاضر، وهى حكاية غريبة كذلك، فقد كانت شخصية فى رواية مؤلفٍ ثم فوجئ بها تقفز من الورق إلى الحياة وتصبح إنسانة من لحم ودم. وقد ظهرت قدرات القرملاوى الكبيرة فى الربط بين القصتين فى قصة ثالثة إطارية فتتداخل أساليب الحكي بين السرد والحوار وبين الحاضر والماضي.
العنوان "الأحد عشر» مأخوذ من سورة يوسف والآية التى تشير إلى إخوته "أحد عشر كوكباً"، وهناك إشارات بامتداد صفحاتها عن قصة يوسف.
ولكن الرواية تتجاوز قصة يوسف وقصة أبناء يعقوب لتأخذ القراء فى رحلة مثيرة فى عوالم ساحرة غنية بالحكايات الثرية فى تاريخ الآشوريين والكنعانيين والحضارات المجاورة. واختار القرملاوى فى هذه التجربة مزيجاً من تقنية الكتابة المسرحية والروائية ومزج بين الحاضر والماضى.