استعرضت صحف عالمية التطورات السياسية التي صاحبت إطلاق إيران صواريخ باتجاه إسرائيل، والمخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق، مسلطة الضوء على التداعيات المحتملة والمواقف المختلفة للأطراف المعنية.

ورجح تحليل نشرته مجلة "الإيكونوميست" حدوث تغيير في المقاربة الإسرائيلية تجاه إيران، فبعد محاولات سابقة فاشلة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناع قادة الجيش لديه بجدوى مهاجمة إيران، "قد يكون الهجوم الصاروخي الأخير فرصة لتغيير هذا الموقف، وإقناعهم بضرورة ذلك".

وأشارت المجلة إلى اعتقاد من وصفتهم بـ"صقور إسرائيل" بأن  الرئيس الأميركي جو بايدن،  قد يقوم مع اقتراب نهاية ولايته، بتقديم دعمه لعملية عسكرية ضد إيران وبرنامجها النووي.

رد مدروس

ومن ناحيتها نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة تأمل في رد فعل إسرائيلي مدروس على الهجوم الإيراني، لكن الصحيفة أشارت إلى مفارقة مهمة تتمثل في محدودية قدرة واشنطن على التأثير في قرارات تل أبيب.

وفي هذا السياق، حذر المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية، جوناثان باليكوف، من أن التحدي المتمثل في تجنب حرب إقليمية قد بلغ أصعب نقطة منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حذر روي بنيشاي من مغبة التصعيد غير المحسوب، ودعا إسرائيل إلى الموازنة بين الرغبة في الرد وضرورة مراعاة المخاوف الأميركية من اندلاع حرب إقليمية.

كما أشار إلى أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية قد يتعارض مع المصالح الإسرائيلية والأميركية على حد سواء، مؤكدا ضرورة تنفيذ رد تراه واشنطن مناسبا وشرعيا ومدروسا.

الحرب الإقليمية

وفيما يتعلق بنشوب حرب إقليمية رأى جوليان بيرجر في تحليل نشرته صحيفة "الغارديان" أن الغارات الصاروخية الإيرانية تشير إلى اشتعال الصراع الإقليمي الذي طالما أثار المخاوف، مضيفا أن ما وصفها بـ"مزاعم الأميركيين" حول دورهم في منع حرب إقليمية لم يعد لها أي قيمة في ظل التطورات الأخيرة.

وفي تطور سياسي داخلي انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها ما وصفته بـ"القيادة المتهورة" التي تدفع البلاد نحو حرب إقليمية.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تمر بأصعب فترة في تاريخها، منتقدة نتنياهو لعدم الوفاء بوعوده للإسرائيليين، باستثناء "وعد العيش وسط العنف".

مفارقات إسرائيل

ومن جهتها، سلطت الصحيفة السويسرية "لو تومبس" الضوء على ما وصفته بـ"مفارقات" الوضع الإسرائيلي، فرغم قدرة إسرائيل على قصف بيروت وحتى طهران، فإنها عاجزة عن منع هجوم كبير على أراضيها.

وأشارت الصحيفة إلى افتقار إسرائيل إلى رؤية سياسية قابلة للتنفيذ، واصفة سياستها بأنها "فعالة على المدى القصير لكنها عقيمة على المدى البعيد".

أما صحيفة "لوموند" الفرنسية فتناولت ما وصفته بـ"النظام الجديد" الذي يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي فرضه في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحلم يراود إسرائيل والولايات المتحدة منذ عقود، لكنهما كلما حاولتا فرضه، كانتا تصطدمان بالواقع وتفشلان في تحقيقه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حرب إقلیمیة

إقرأ أيضاً:

صحيفة: الحل العسكري بعيد المنال في غزة و”إسرائيل” تكرر أخطاء الماضي والفلسطينيون لا يرون بديلا لوطنهم

#سواليف

قال المحاضر أول في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، دوتان #هاليفي، إن لا حل عسكريا في غزة، وذلك استنادا إلى ستة عقود من المواجهة مع #الفلسطينيين، وفق ما جاء في مقال له نشر في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.

وأضاف هاليفي، أنه “منذ اندلاع #الحرب الأخيرة في غزة، قتل أكثر من 50 ألف شخص، ومع ذلك، لا يزال الحل العسكري بعيد المنال. من #خطط_الجنرالات إلى إنشاء المجمعات الإنسانية، ومن العمليات في #فيلادلفيا إلى #جباليا، ومن رفح إلى نتساريم، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق انتصار حاسم. أسرانا في الأنفاق سيموتون ولن يتم العثور عليهم، ومع ذلك، نواصل تكرار أخطاء الماضي”.

ويشير إلى أنه “في العام 1970 حاول الجيش التعامل مع نشطاء منظمة التحرير الفلسطينية في #مخيمات #اللاجئين في غزة. قبل أشهر من ذلك، تخلت إسرائيل عن فكرة إخلاء القطاع من سكانه، الذين كانوا يبلغون حينها 400 ألف نسمة، بعدما فشلت في دفعهم للهجرة الطوعية. لقد خرج فقط 30 ألف شخص، بينما تحول الباقون إلى مقاومين”.

مقالات ذات صلة أول بيان لتشارلز الثالث منذ دخوله المستشفى: أشعر بالصدمة والحزن العميق 2025/03/30

وتابع، أنه “في عام 1971، دخل أريل شارون، قائد المنطقة الجنوبية آنذاك، مخيمات اللاجئين بالجرافات، دمر أجزاءً كبيرة منها، وقتل المئات، وأبعد عشرات الآلاف إلى جنوب القطاع وسيناء. آنذاك، ظن البعض أن النصر تحقق، لكن بعد 16 عامًا، اندلعت الانتفاضة الأولى من جباليا، وأعادت التذكير بحقيقة أن القمع العسكري لا يؤدي إلى استقرار دائم”.

ويقول هاليفي إنه “منذ اتفاقيات أوسلو، تصاعدت السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، من فرض حصار اقتصادي إلى تشديد القيود الأمنية. كل جولة تصعيد عسكري كانت تعيد القطاع إلى العصر الحجري، لكن حماس خرجت منها أكثر قوة. من قذائف الهاون البدائية إلى صواريخ بعيدة المدى، ومن عمليات صغيرة إلى ضربات واسعة النطاق، باتت غزة قادرة على تهديد مدن إسرائيلية كبرى”.

وأكد أن “نتنياهو، وجد نفسه أمام كارثة السابع من أكتوبر. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تدور في ذات الدائرة المفرغة: مزيد من القتل، دون تحقيق نتائج سياسية أو استراتيجية، واليوم، تطرح مجددًا فكرة إدارة الهجرة الطوعية لسكان غزة، وكأننا عدنا إلى عام 1967. تتجاهل هذه السياسة أن نقل السكان بالقوة يُعد جريمة دولية، كما تتجاهل حقيقة أن الفلسطينيين في غزة لا يرون بديلاً لوطنهم، حتى في ظل الفقر والدمار”.

وقال: “إسرائيل نفسها، التي فرضت القيود على تحركات سكان غزة، تعرف أنها لا تستطيع السماح لهم بالخروج الجماعي دون أن تواجه تداعيات أمنية وسياسية خطيرة. إن قمع الفلسطينيين كان دائما وسيلة للسيطرة عليهم، ولا شيء سمح بذلك أكثر من سجنهم داخل غزة”.

ويؤكد هاليفي أن “الحقيقة البسيطة التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها هي أن الحل لا يكمن في القوة العسكرية، بل في تسوية عادلة تقوم على المساواة الكاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ما لم يحدث ذلك، سنظل نعيش في دائرة من الخوف والصراع المستمر”.

وتابع: “إذا كانت إسرائيل تريد حقا إنهاء هذا الصراع، فعليها أن تسعى إلى سلام يمنح الفلسطينيين السيادة والأمن وحرية الحركة، بدلا من تكرار السياسات الفاشلة التي لم تحقق شيئا سوى المزيد من العنف والدمار”.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تلوّح بهدنة جديدة في غزة تمتد لـ50 يوما .. فيديو
  • إيران تحتج ضد تهديدات ترامب
  • إعلام عبري عن تأهب الجيش المصري: إذا لم تتحرك واشنطن ستتخذ تل أبيب تدابير حتى لا تفاجأ بالحرب
  • عاجل | المرشد الإيراني: الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يهددان بمهاجمة إيران لكنهما سيتلقيان ردا قويا
  • صحيفة: الحل العسكري بعيد المنال في غزة و”إسرائيل” تكرر أخطاء الماضي والفلسطينيون لا يرون بديلا لوطنهم
  • صحيفة بريطانية: إيران تهدد ترامب بضرب “دييغو غارسيا”
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا باليستيا أُطلق من اليمن
  • “بدا وكأن إسرائيل اقتربت من الزوال”.. ما دلالة تصريحات نتنياهو عن 7 أكتوبر؟
  • زيلينسكي: الجيش الروسي يشن هجوما ضخما بالطيران المسير على أوكرانيا
  • باحث: إسرائيل لديها أهداف فى لبنان تريد استكمالها بالحرب