الجزيرة:
2025-03-15@13:18:29 GMT

جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد

على مدى أسبوعين نظم مركز الفنون والمعارض في تلمسان بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام معرضا فوتوغرافيا للمساجد الجزائرية تحت عنوان "منارة الإيمان عبر العصور" في ولاية تيبازة شمالي الجزائر يوثق صور مساجد قديمة وحديثة من مختلف المدن الجزائرية، وذلك بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، واستمر المعرض حتى منتصف الأسبوع الجاري.

مسجد ندرومة المرابطي

ولعل أكثر ما شد انتباه زوار المعرض مسجد ندرومة المرابطي الكبير الذي يعتبر ثالث أقدم مسجد في الجزائر وتحفة معمارية ما زالت شامخة منذ 10 قرون، إذ يعد هذا المسجد نموذجا للعمارة الدينية المرابطية ويشبه في تصميمه المسجد المرابطي الآخر الموجود بمدينة الجزائر العاصمة.

ويتكون مسجد ندرومة من 9 بلاطات عمودية لجدار القبلة و3 موازية له، في حين تنفتح البلاطات الجانبية على الصحن، وتعد البلاطة الوسطى لبيت الصلاة أوسعها على الإطلاق، ويقوم هذا المسجد على دعائم ضخمة تحمل أقواسا متجاوزة، أما المحراب فإنه يتوسط الجدار القبلي ويتكون من 5 أضلاع وتعلوه قبة.

ولا يحتوي هذا المسجد على كتابات تذكارية، ورغم ذلك استطاع علماء الآثار تأريخه بواسطة لوحة المنبر الذي يعود إلى فترة حكم يوسف بن تاشفين وبالضبط إلى سنة 1106 ميلادية، وهذه اللوحة موجودة حاليا في المتحف الوطني للفن والتاريخ في تلمسان.

مسجد سيدي بومدين

ويجد الزائر للمعرض كذلك مسجد سيدي بومدين بطابعه الأندلسي، والذي يقع ضمن المركب المعماري للعباد في الجنوب الشرقي من مدينة تلمسان ويعد أحد أهم الرموز التاريخية بالمدينة ومن أهم منجزات الفن الجزائري الأندلسي، إلى جانب مدرسة العباد التي تشكل مزارا للسياح والباحثين نظرا للدور الذي لعبته في الثقافة والتعليم واستقطاب الطلبة والعلماء من كل مناطق المغرب العربي، وممن درس في هذه المدرسة من العلماء المشهورين العلامة عبد الرحمن بن خلدون.

ومسجد سيدي بومدين صغير الحجم نسبيا، ويتميز بباب فخم يعد من أروع ما أبدعه الفن الأندلسي، مزخرف بنقوش غاية في الجمال، وتبلغ مساحة المسجد نحو 30 مترا طولا و18 مترا عرضا، كما يتميز صحنه بجماله اللافت، حيث تتوسطه نافورة تضفي عليه رونقا خاصا.

ويعتبر هذا الصحن رغم صغر حجمه من أجمل صحون المساجد، حيث بنيت الصومعة المستطيلة على الطراز الحمادي ويبلغ طولها 10 أمتار وعرضها 11 مترا، وفيه جملة من أساطين المرمر البديعة تحمل على رؤوسها نقوشا خلابة.

عمارة إسلامية متكاملة

وفي هذا الصدد، أبرز مسؤولون ومديرو مراكز ثقافية في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية مكانة المساجد في الجزائر باعتبارها تجسيدا لفن العمارة المتكامل والتراث المعماري الإسلامي الذي يعتبر نموذجا للحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، إلى جانب ما توفره لمرتاديها على مدى مئات السنوات من سبل الأمان والراحة ومتطلبات أداء الفرائض الدينية من خدمات وتسهيلات.

ونوهوا باشتمال المعرض على صور لمختلف المساجد العتيقة عبر الجزائر التي تبرز طابعها المعماري المميز وزخرفتها ومناراتها ومحاريبها.

وأوضح كريم محمد زياد مسؤول المركز الثقافي عبد الوهاب سليم بتيبازة أن اختيار شعار "منارة الإيمان عبر العصور" لهذا المعرض له دلالات كبيرة، فهو يعكس تشبث الجزائريين بميراثهم الديني عبر كل العصور، وهو ما ينعكس من خلال صور المساجد المعروضة، والتي تعطينا صورة عن المجتمع الجزائري عبر العصور من خلال هندستها وزخرفتها الفريدة.

وأضاف زياد أن تنوع الطابع العمراني للمساجد بين عثماني وأندلسي يوحي بالتنوع الثقافي الكبير داخل المجتمع الجزائري الواحد، والذي بقي محافظا عليه منذ عصور، وهو الهدف الذي يسعى إليه الفرد والجماعة اليوم، فتسليط الضوء على تراثنا مهم جدا لترسيخه وحفظه من الاندثار، وهو ما أكده الحضور المميز للجمهور والعائلات والأطفال كذلك، وهو ما يثلج الصدور ويؤكد تمسك الكبار والصغار بالهوية الجزائرية الإسلامية.

من جهتها، نوهت مديرة مركز الفنون والمعارض في تلمسان الدكتورة سميرة أمبوعزة بالهدف الأسمى لهذا العمل، وهو تثمين التراث الأثري والتاريخي الإسلامي وتعريف الزوار بثراء التراث الجزائري.

وأضافت أن الصور الفوتوغرافية المعروضة تتناول مساجد عتيقة شيدت منذ قرون على غرار المسجد الكبير لتلمسان ومسجد الباشا بوهران والمسجد الكبير للجزائر العاصمة والمسجد العتيق بـ"تيارت" ومسجد سيدي عقبة (بسكرة) ومسجد زاوية الهامل (المسيلة) وغيرها من المساجد المتميزة بطابعها المعماري وزخرفتها، والتي تعكس ثراء وتنوع الفن الإسلامي في الجزائر.

وأشارت مديرة مركز الفنون والمعارض بولاية تلمسان غربي الجزائر إلى دور المساجد في المجتمع الجزائري كمؤسسة دينية تعكس الهوية الإسلامية لشعوبها، وتعد من أهم المؤسسات التي ظهرت على مر العصور، فكانت بيوت الله ومنبر الصلاة للمؤمنين ومنارة العلم والعلماء ومكانا تُجرى فيه الدروس والمحاضرات ومحكمة المجتمع الفاصلة في خصامه وقضاياه ومكانا يتعارف فيه الأشخاص والعباد، وهكذا ترسخت صورة المسجد كمؤسسة يتلاقى فيها المسلمون في كل جوانب حياتهم فعم فضل بنائها في كل بقاع الأرض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مسجد سیدی

إقرأ أيضاً:

مسجد الجمعة بالمدينة المنورة.. مَعّلمٌ إسلاميّ مُرتبط بالسيرة النبوية

المناطق_واس

يُعد مسجد الجمعة أحد أبرز المعالم الإسلامية في المدينة المنورة، حيث يرتبط اسمه بأول صلاة جمعة أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته من مكة إلى المدينة, حيث يحظى المسجد بمكانة خاصة نظرًا لأبعاده التاريخية، فضلًا عن التطورات التي شهدها عبر العصور، ما يجعله شاهدًا على مراحل تطور العمارة الإسلامية في المدينة المنورة.

ويقع مسجد الجمعة في منطقة قباء، على بُعد نحو 900 متر من مسجد قباء من الجهة الشمالية, ويعرف أيضًا بمسجد الوادي أو مسجد عاتكة نسبة إلى الموقع الذي بني فيه, ويتميز المسجد بموقعه القريب من العديد من المعالم الإسلامية الشهيرة، مما يجعله وجهة رئيسية لزوار المدينة المنورة.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما هاجر من مكة إلى المدينة، مكث في قباء أربعة أيام، ثم غادرها يوم الجمعة متوجهًا نحو المدينة المنورة, وعندما حان وقت صلاة الجمعة، أدركه الوقت في ديار بني سالم بن عوف، فأقام معهم الصلاة، وكانت هذه أول صلاة جمعة تقام بعد الهجرة, ومن هنا جاء اسم المسجد.

مقالات مشابهة

  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد العظام ويحفظ تاريخًا يمتد إلى 14 قرنًا
  • فى رمضان.. أنشطة دعوية بمختلف المساجد بمراكز ومدن أسوان
  • اليافعي يتفقد مسجد العباس في جحانة
  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد الروساء بالمجمعة
  • مسجد الجمعة بالمدينة المنورة.. مَعّلمٌ إسلاميّ مُرتبط بالسيرة النبوية
  • “أنا اللي مجدد الجامع”| القصة الكاملة لصفع مصلي داخل مسجد بطنطا.. والأوقاف تعلق
  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد “جواثا” ثاني مسجد صليت فيه الجمعة في الإسلام
  • حجز المقاعد/تشويش الأطفال/ ظواهر تشوش على المصلين خلال صلاة التراويح
  • مشروع ولي العهد لتطوير المساجد التاريخية يضم مسجد الجامع في ضباب
  • مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يضمّ مسجد الجامع في ضباء ويحافظ على هويته المعمارية