"مأساة كبيرة وكابوس متواصل".. بهذه الكلمات وصفت الشابة اللبنانية عروبة كرّام حادثة استهداف غارة إسرائيلية لـ12 شخصاً من عائلتها في بلدة عرب الجل في عنقون بجنوب لبنان.

بدوره، خرج قاسم القاضي من بيته في بلدة زبود في قضاء بعلبك شرقي لبنان، ليشتري خبزاً لأفراد عائلته المكونة من 17 شخصا، وعندما عاد لم يجد أقربائه ولم يجد منزله الذي مُحي بالقصف الإسرائيلي.



هذه المآسي جزء صغير من مأساة كبيرة يعيشها المدنيون اللبنانيون العزّل، ضحايا قصف جوي تشنه إسرائيل منذ الاثنين 23 أيلول على مواقع متفرقة في لبنان، أسفر عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وتسبب في قتل عائلات بأكملها داخل منازلها.

تفاصيل هذه المآسي يخبّر عنها الناجون الذين اختبروا مرارة فقد أفراد من عائلتهم، وبعضهم عاش صدمة فقدان العائلة بأكملها.

غزة ثانية في لبنان ما حصل مع عائلة الشابة عروبة كان كفيلا باستحضار حرب غزة التي شهدت على استهداف عائلات بأكملها وحذفها من سجلات وقيود النفوس، وتقول عبر "بلينكس" إن ما حصل "كان مروعا وبشعا".    قصة عروبة تكررت أيضا في مدينة بنت جبيل، إذ قضى 8 أشخاص من آل دباجة والصغير وسعد وبرجي، جراء غارة جوية استهدفت المنطقة.

الشابة زينب، المقربة من العائلة المستهدفة في بنت جبيل، تحدثت لبلينكس شرط عدم كشف هويتها الكاملة قائلة "إحدى الضحايا وهي بتول برجي كانت معلمتي في المدرسة ولا أنساها أبدا. لقد نزل عليّ نبأ استهداف العائلة مثل الصاعقة.. ما جرى لا يمكن وصفه، فالاستهداف كان مباشرا والمشهد مأساوي لدرجة كبيرة".

ما سردته عروبة عن تكرر مشهدية حرب غزة في لبنان، تؤيده الشابة زينب التي قالت إنه "في القطاع الفلسطيني، أرادت إسرائيل أن تزيل عائلات بأكملها من الوجود، وهذا ما يحصل في لبنان الآن"، وتضيف "الاستهداف دموي جدا وحقا إنه أخطر حرب نعيشها.. خسرنا أحباءنا بلمح البصر".

مأساة قاسم.. خسرت 17 فردا من العائلة يقول قاسم في حديث لوكالة فرانس برس، إنه سمع دوي انفجار قوي حينما كان يشتري الخبز، ليهرع إلى منزله، وأثناء عودته كان يحاول الاتصال بأسرته لكنه لم يجد ردا، ليعود ويجد أن كل من كانوا ينتظرون الخبز تحولوا إلى أشلاء.

يضيف القاضي: "17 شخصا، بينهم خطيبة ابني وأمها وزوجتي، أولادي الشباب الثلاثة وابنتي، وسبعة أطفال، 17 شهيدا في بيتي".

فوق خسارته التي لا تعوّض، يجد الرجل المكلوم نفسه مشردا مع ابنه، بلا سقف يحميهما، موضحا: "لا مكان ننام فيه سوى الحقول والبساتين، لم يبق لنا بيت، أنا مشرد على الطريق، إلى أين نذهب؟".

أما ابنه حسين، فلا يعرف عمن يتحدث، ويقول إنه عاجز عن استيعاب الصدمة، وعدا عن خسارته عائلته، فقد أيضا خطيبته بينما كانا يستعدان منذ سنوات لزواج طال انتظاره.

ويروي الشاب البالغ 25 عاما قصته مع خطيبته: "كنا سنتزوج في 12 تشرين الأول، لكنها رحلت في مجزرة، لا أعرف ماذا أقول".

وعاد حسين مسرعا من خدمته العسكرية بعد علمه بنبأ قصف منزل أسرته، ويقول: "بعد ساعة من وصولي، تلقيت الخبر ورجعت، إنها صدمة لا تصدق، قبل ساعتين كنت معهم، وفجأة، لم يعد هناك أحد".

ويتمم شاردا حول الحال قبل القصف: "كنا نشعر بأمان" في المنطقة الواقعة على بعد أكثر من 125 كلم من الحدود مع إسرائيل، ولم تكن الغارة الإسرائيلية على القرية الصغيرة متوقعة.

إسرائيل تقتل "عروس الجنوب" في منطقة الحوش في صور، حصلت مأساة استهداف إسرائيل للشابة مايا غريب التي توفيت مع شقيقتيها ووالديها بقصف جوّي، بينما الناجي الوحيد من العائلة هو رضا، شقيق مايا، الذي يقطن خارج لبنان.

خلال أسبوعين، كانت مايا تتحضر للزواج من النقيب في الجيش اللبناني أحمد خضرة الذي ودّع الشابة بكلمات مؤثرة جدا.

مايا هي من بلدة شقرا، جنوب لبنان، وتقول إحدى صديقاتها وتدعى هبة لبلينكس إن مايا كانت "عزيزة النفس جميلة الخُلق"، وتضيف "خسرنا وجها بشوشا وإنسانة كانت طموحة. من كلية الهندسة بالجامعة اللبنانية، كانت مايا تستعد لتحقيق أحلامها، لكن إسرائيل سلبت كل شيء".

وتكمل: "خبر وفاة مايا وعائلتها كان مزلزلا، فالمجزرة التي تعرضوا لها مروعة ومأساوية".

وتختم: "كانت مايا تنوي الزواج قريبا خلال أيام، لكنها باتت في دنيا أخرى.. لقد زُفت كعروس الجنوب".

نجاح.. خسرت 10 أفراد من العائلة شهدت قرية الداوودية في جنوب لبنان، مأساة جديدة الناجية منها هي نجاح دياب التي خسرت عشرة أفراد من عائلتها الإثنين 23 أيلول، بعدما أغارت طائرات حربية إسرائيلية على منزلها ودمرته.

وتقول نجاح: "أهلي مدنيون، لا ناقة لهم ولا جمل، والدتي مسنة كانت تبلغ 75 عاما ولا تخرج من المنزل، أما أخي الكبير فعمره 54 عاما وهو عاطل عن العمل ومريض".

وفقدت نجاح جراء الغارة والدتها وشقيقتها مع ابنتها وأشقاءها الأربعة مع عائلة أحدهم وابن عمها، وتوضح: "لم يبق لي إلا ابن شقيقي الأكبر وهو طالب جامعي".

وتسبّبت الغارة بدمار مبنى من أربع طبقات، في حين تقول نجاح عن استشهاد أفراد عائلتها: "كانوا ينظرون من النافذة وسقط الصاروخ عليهم، غارة كبيرة، تكسر كل شيء حولهم، انهار المبنى تماما وتقطعت أجسادهم، جمعناهم أشلاء".

وتضيف نجاح التي قالت إنها عاجزة عن التعبير من هول الصدمة: "الأمر لا يصدق، كلهم مدنيون"، نافية أن عائلتها كانت تشكل أي تهديد من أي نوع أو تنخرط في عمل سياسي أو عسكري. (بلينكس - فرانس برس)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عائلات بأکملها من العائلة فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الخسائر بمليارات الدولارات.. قطاع تضرر كثيرا جراء القصف الإسرائيلي

يتواصل التصعيد الإسرائيلي على لبنان مُخلفا شهداء وجرحى ونازحين إضافة إلى خسائر اقتصادية هائلة. فإضافة إلى تضرر الآلاف من المنازل والوحدات السكنية والمحال والمتاجر في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، تضرر عدد كبير أيضا من معارض السيارات جراء القصف الأمر الذي شكّل ضربة كبيرة للقطاع.

وفي هذا الإطار، اشار رئيس نقابة مستوردي السيارات المستعملة إيلي قزي في حديث لـ "لبنان 24" إلى ان "الأضرار المادية كبيرة جدا ولكنها طبعا لا تُقارن بالخسائر البشرية والشهداء والجرحى الذين يسقطون يوميا"، مؤكدا ان "الخسائر المادية يُمكن تعويضها ولكن الخسائر البشرية هي أكبر بكثير".

ولفت قزي إلى ان "أكثر من نصف المعارض تضررت في المناطق التي تشهد اعتداءات إسرائيلية وان السيارات التي لم تتضرر تم تهريبها إلى مناطق آمنة".

وأكد ان "الخسائر كبيرة جدا وتُقدر بمليارات الدولارات، اضف إلى ذلك هناك مشكلة جديدة هي اننا لا نستطيع حاليا إخراج السيارات المستوردة من المرفأ ما يكبدنا أيضا مبالغ ومصاريف يومية، كما قال.

واعتبر قزي ان "كافة القطاعات الاقتصادية تأثرت بالحرب وبالواقع الكارثي الذي نعيشه اليوم"، وأمل في ان "يتم التوصل سريعا إلى وقف إطلاق النار وان تهدأ الأمور قليلا وان يعود النازحون إلى منازلهم وإعادة انتظام المؤسسات من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ".

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • 9 معلومات عن صاروخ «الفاتح».. قصة «400 ثانية من إيران إلى إسرائيل»
  • رئيس وزراء العراق: التصعيد الإسرائيلي يهدد باتساع الصراع في المنطقة بأكملها
  • الخسائر بمليارات الدولارات.. قطاع تضرر كثيرا جراء القصف الإسرائيلي
  • الوحشية .. عائلات بأكملها قضت في غارات اسرائيلية على لبنان
  • عاجل.. وسام أبو علي: عائلتي بأكملها عالقة في لبنان تحت القصف
  • إضراب عن الطعام وتجديد حبس مخالف للقانون.. مأساة عائلات المعتقلين في مصر
  • الجيش الإسرائيلي يكشف نوعية القوات التي تشارك بالعملية البرية في لبنان
  • نائب حسن نصر الله يكشف أسماء القيادات التي كانت مع الأخير ولقيت مصرعها بعملية الاغتيال بضاحية بيروت الجنوبية
  • استهداف للنازحين بقطاع غزة.. وبيروت في مرمى القصف الإسرائيلي