شبكة انباء العراق:
2025-02-02@01:00:00 GMT

نحن تحت المراقبة حيثما ذهبنا

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

صار بإمكانك انت الإنسان البسيط ان تستدل على مكان زميلك الذي يعيش في أقصى الارض، والتعرف على مكان صديقك الذي يعمل في عرض البحر، وذلك بمجرد معرفة رقم هاتفه الشخصي، فتكتشف مكانه عن طريق الاستعانة بعشرات التطبيقات المجانية، وبات بإمكانك الآن وانت تتناول وجبة العشاء في بيتكم ان تتابع تحركات طائرات الركاب والسفن التجارية حول العالم، وتتعرف على أرقام رحلاتها ونوع حمولاتها والمطارات أو الموانئ التي غادرتها أو المتوجهة اليها عن طريق هاتفك الشخصي.

فما بالك بما تمتلكه مراكز الرصد والاستطلاع العميق في البلدان التي تتحكم بعمل الأقمار الاصطناعية ؟. .
انظروا كيف تصاعدت وتيرة القفزات العلمية المتسارعة في مضمار الأمن السيبراني، حتى أصبحت معظم أجهزتنا المنزلية والمكتبية مُخترقة، وربما صارت تتجسس علينا وترصد تحركاتنا وتحركات العاملين معنا خطوة خطوة من دون أن ندري. .
خذ على سبيل المثال الهجمات المباغتة التي تعرض لها كبار المسؤولين في العراق ولبنان وروسيا واوكرانيا وإيران وغزة وأماكن متفرقة من العالم بتوجيه من أجهزة المخابرات الدولية. صار بأمكانهم رؤيتنا وسماع أحاديثنا، ولديهم مخططات شاملة لتحركاتنا وتنقلاتنا حتى لو كنا نختبئ في غابات الأمازون أو خلف كثبان الربع الخالي. حتى الرادارات المرورية والعدسات الداخلية واجهزة الهاتف والتلفزيونات الحديثة وشبكة الواي فاي اصبحت تحت تصرفهم وفي متناول أيديهم ؟. من هنا يتعين على حكوماتنا أن تحث الخطى نحو حمايتنا وحماية نفسها من الهجمات السيبرانية المباغتة. لكن واقع الحال يوحي بعكس ذلك، فقد أصبح الموهوبون وأصحاب الخبرات التخصصية العالية خارج دائرة الإهتمام. .
الطامة الكبرى ان معظم حكومات البلدان المتحجرة والأنظمة السياسية المنطوية على نفسها لم تهتم بالعلم والعلماء، وظلت معتمدة على الأساليب القمعية، وتستمد معلوماتها الامنية من الوشاة، والمخبرين بأساليب رقابية تعود إلى عسس السلاطين في رواية ألف ليلة وليلة. .
حتى الكليات والمعاهد المحلية التي تخصصت عندنا بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو في مجال الحوسبة السحابيّة، لم ترق إلى المستويات العلمية ولا العملية المنشودة، وباتت عاجزة تماماً عن مسايرة العالم المتقدم، ولو بنسبة يسيرة مما تقدمه جامعات عالمية بارزة مثل: Stanford وكاليفورنيا
‏[ Berkeley] وكذلك MIT عبر مناهجها التعليمية المتقدمة، وزيادة في التوضيح نذكر أن المراكز العلمية في كوكب اليابان لم تصل إلى قوة الجامعات الأمريكية، والتقييم نفسه في جامعات المانيا وفرنسا وروسيا والدول الاسكندنافية، فما بالك بجامعاتنا العربية المتواضعة التي غابت تماماً عن كل الحلبات المرموقة ؟، وما بالك بالذين حصلوا على شهاداتهم المزيفة من سوق مريدي ؟. .
لا ندري كيف يستطيع هؤلاء حماية الشبكات، والأجهزة، والتطبيقات، والأنظمة والبيانات من التهديدات الإلكترونية ؟. وكيف سيستطيعون إفشال الهجمات التي تحاول الوصول إلى البيانات أو تحاول تدميرها، وتدمير من حولها، وكيف يستطيعون التصدي لمحاولات ابتزاز الأموال، أو منع تعطيل العمليات التجارية العادية، سواء أكانت تلك الهجمات من داخل البلد أو من خارجه، آخذين بعين الاعتبار أن حالات الجرائم الإلكترونية قفزت بنسبة تصل إلى 300 % في وقت مبكر من عام 2020 ، ويرجع هذا الارتفاع جزئيا إلى تحول القراصنة الذين يستهدفون الشركات إلى القوى العاملة البعيدة والمكاتب المنزلية دون وجود بنية تحتية قوية للأمن الإلكتروني كما يرجع ذلك أيضاً إلى الفرص المتاحة لاستغلال الظروف المربكة (حروب – زلازل – أوبئة)، بما في ذلك العروض التسويقية المزيفة. .
أما في المواجهات الحربية المعلنة أو المستترة، فقد شهدت الساحة سلسلة من الهجمات غير المرئية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬البحر‭ ‬وفي‭ ‬الجو، وكان لها الدور الأكبر في حسم الكثير من الاشتباكات خارج الخنادق والمعسكرات. فبدون هذه التقنيات لا‭ ‬يمكن‭ ‬احراز أي‭ ‬نجاح، وهكذا لعبت الحرب‭ ‬الإلكترونية دوراً‭ ‬حاسماً‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬الحديث. .
ترى أين نحن الآن من هذا العالم الرقمي غير المرئي ؟. واين نحن من هذه الثورة التقنية المتنامية ؟. .
كلمة أخيرة: يمكن للأنظمة السياسية أن تكون جاهلة أو متخلفة، لكن الأخطر من ذلك كله هو عندما تشعر أن تخلفها مقدساً ولا ينبغي المساس به. .
سوف أمني نفسي بوقفة مع القارئ الكريم لعلي أسلط له الضوء على بعض أشهر الإصدارات العالمية في هذه المجالات، و ربما سأقف على التحديد مع كتاب الدكتور Chase Cunningham الموسوم:
‏Cyber Warefare : Truth ,Tactics, and Strategies
الحرب السيبرانية: الحقيقة والتكتيكات والاستراتيجيات. . وكذلك كتاب كل من
‏R.A. Clarke و R.Knake، الموسوم:
‏The Fifth Domain : Defending our country, our companies, ourselves in the age of Cyber Threats
المجال الخامس: الدفاع عن بلدنا وشركاتنا وأنفسنا في عصر التهديد السيبراني
والله ولي التوفيق

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: طاقم برج المراقبة لم يكن طبيعيًا وقت اصطدام الطائرتين

ذكر تقرير صادر عن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أن طاقم العمل في برج مراقبة الحركة الجوية لم يكن طبيعيًا، وقت وقوع حادث الاصطدام بين طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية "أمريكان إيرلاينز" ومروحية عسكرية قرب واشنطن.
وقال مسؤولون إن الاصطدام بين مروحية تابعة للجيش وطائرة تابعة لشركة أمريكان إير لاينز قادمة من كانساس أدى إلى مقتل جميع الأشخاص البالغ عددهم 67 على متن الطائرتين.فحص تصرفات الطيار العسكريجاءت تصريحات المسؤولين في أثناء فحص تصرفات الطيار العسكري بعد أسوأ كارثة طيران في البلاد منذ جيل.
وأضاف المسؤولون أنه جرى انتشال ما لا يقل عن 28 جثة من المياه الجليدية لنهر بوتوماك بعد أن حلقت المروحية على ما يبدو في مسار الطائرة في وقت متأخر من ليلة الأربعاء خلال هبوطها في مطار رونالد ريجان الوطني بالقرب من واشنطن.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } انتشال العديد من الجثث من نهر بوتومك في واشنطن - NPR
وكانت الطائرة تقل 60 راكبًا و4 من أفراد الطاقم، وكان على متن المروحية 3 جنود.ترامب يطلب التحقيق مع الطيار

طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معرفة دور قائد المروحية التابعة للجيش الأمريكي من طراز بلاك هوك (إتش - 60) في حادث الاصطدام بطائرة ركاب قرب واشنطن أمس الأربعاء، وكذلك دور مراقبة الحركة الجوية.
وألقي باللوم على بايدن في خلطه للسياسة بالتعامل مع حادث التصادم.

لا ناجين في الحادث

أعلنت فرق الإنقاذ بواشنطن، أنه لا ناجين في حادثة اصطدام الطائرتين حتى الآن، بحسب ما أعلنته "العربية" في خبر عاجل.
وفي وقت سابق من اليوم، أشار الإعلام الأمريكي، إلى انتشال العديد من الجثث من نهر بوتومك في واشنطن، بعد حادثة الاصطدام بين طائرة نقل ومروحية عسكرية في أمريكا.

أخبار متعلقة ترامب يطلب التحقيق في دور قائد المروحية في حادث تصادم الطائرتينفرق الإنقاذ الأمريكية: لا ناجين في حادثة اصطدام الطائرتين حتى الآنأول تعليق من ترامب بعد حادث اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • أشرف زكي: ذهبنا لمعبر رفح لرفض مخطط التهجير القسري ودعما للرئيس السيسي
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها
  • تقرير أمريكي: طاقم برج المراقبة لم يكن طبيعيًا وقت اصطدام الطائرتين
  • «استشاري»: أنظمة المراقبة الذكية تُسهم في تعزيز الأمن القومي
  • بلجيكا تغلق مجالها الجوي بسبب خلل فني في المراقبة الجوية
  • استشاري: أنظمة المراقبة الذكية تُسهم في تعزيز الأمن القومي
  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو