شبكة انباء العراق:
2024-10-02@22:27:52 GMT

نحن تحت المراقبة حيثما ذهبنا

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

صار بإمكانك انت الإنسان البسيط ان تستدل على مكان زميلك الذي يعيش في أقصى الارض، والتعرف على مكان صديقك الذي يعمل في عرض البحر، وذلك بمجرد معرفة رقم هاتفه الشخصي، فتكتشف مكانه عن طريق الاستعانة بعشرات التطبيقات المجانية، وبات بإمكانك الآن وانت تتناول وجبة العشاء في بيتكم ان تتابع تحركات طائرات الركاب والسفن التجارية حول العالم، وتتعرف على أرقام رحلاتها ونوع حمولاتها والمطارات أو الموانئ التي غادرتها أو المتوجهة اليها عن طريق هاتفك الشخصي.

فما بالك بما تمتلكه مراكز الرصد والاستطلاع العميق في البلدان التي تتحكم بعمل الأقمار الاصطناعية ؟. .
انظروا كيف تصاعدت وتيرة القفزات العلمية المتسارعة في مضمار الأمن السيبراني، حتى أصبحت معظم أجهزتنا المنزلية والمكتبية مُخترقة، وربما صارت تتجسس علينا وترصد تحركاتنا وتحركات العاملين معنا خطوة خطوة من دون أن ندري. .
خذ على سبيل المثال الهجمات المباغتة التي تعرض لها كبار المسؤولين في العراق ولبنان وروسيا واوكرانيا وإيران وغزة وأماكن متفرقة من العالم بتوجيه من أجهزة المخابرات الدولية. صار بأمكانهم رؤيتنا وسماع أحاديثنا، ولديهم مخططات شاملة لتحركاتنا وتنقلاتنا حتى لو كنا نختبئ في غابات الأمازون أو خلف كثبان الربع الخالي. حتى الرادارات المرورية والعدسات الداخلية واجهزة الهاتف والتلفزيونات الحديثة وشبكة الواي فاي اصبحت تحت تصرفهم وفي متناول أيديهم ؟. من هنا يتعين على حكوماتنا أن تحث الخطى نحو حمايتنا وحماية نفسها من الهجمات السيبرانية المباغتة. لكن واقع الحال يوحي بعكس ذلك، فقد أصبح الموهوبون وأصحاب الخبرات التخصصية العالية خارج دائرة الإهتمام. .
الطامة الكبرى ان معظم حكومات البلدان المتحجرة والأنظمة السياسية المنطوية على نفسها لم تهتم بالعلم والعلماء، وظلت معتمدة على الأساليب القمعية، وتستمد معلوماتها الامنية من الوشاة، والمخبرين بأساليب رقابية تعود إلى عسس السلاطين في رواية ألف ليلة وليلة. .
حتى الكليات والمعاهد المحلية التي تخصصت عندنا بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو في مجال الحوسبة السحابيّة، لم ترق إلى المستويات العلمية ولا العملية المنشودة، وباتت عاجزة تماماً عن مسايرة العالم المتقدم، ولو بنسبة يسيرة مما تقدمه جامعات عالمية بارزة مثل: Stanford وكاليفورنيا
‏[ Berkeley] وكذلك MIT عبر مناهجها التعليمية المتقدمة، وزيادة في التوضيح نذكر أن المراكز العلمية في كوكب اليابان لم تصل إلى قوة الجامعات الأمريكية، والتقييم نفسه في جامعات المانيا وفرنسا وروسيا والدول الاسكندنافية، فما بالك بجامعاتنا العربية المتواضعة التي غابت تماماً عن كل الحلبات المرموقة ؟، وما بالك بالذين حصلوا على شهاداتهم المزيفة من سوق مريدي ؟. .
لا ندري كيف يستطيع هؤلاء حماية الشبكات، والأجهزة، والتطبيقات، والأنظمة والبيانات من التهديدات الإلكترونية ؟. وكيف سيستطيعون إفشال الهجمات التي تحاول الوصول إلى البيانات أو تحاول تدميرها، وتدمير من حولها، وكيف يستطيعون التصدي لمحاولات ابتزاز الأموال، أو منع تعطيل العمليات التجارية العادية، سواء أكانت تلك الهجمات من داخل البلد أو من خارجه، آخذين بعين الاعتبار أن حالات الجرائم الإلكترونية قفزت بنسبة تصل إلى 300 % في وقت مبكر من عام 2020 ، ويرجع هذا الارتفاع جزئيا إلى تحول القراصنة الذين يستهدفون الشركات إلى القوى العاملة البعيدة والمكاتب المنزلية دون وجود بنية تحتية قوية للأمن الإلكتروني كما يرجع ذلك أيضاً إلى الفرص المتاحة لاستغلال الظروف المربكة (حروب – زلازل – أوبئة)، بما في ذلك العروض التسويقية المزيفة. .
أما في المواجهات الحربية المعلنة أو المستترة، فقد شهدت الساحة سلسلة من الهجمات غير المرئية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬البحر‭ ‬وفي‭ ‬الجو، وكان لها الدور الأكبر في حسم الكثير من الاشتباكات خارج الخنادق والمعسكرات. فبدون هذه التقنيات لا‭ ‬يمكن‭ ‬احراز أي‭ ‬نجاح، وهكذا لعبت الحرب‭ ‬الإلكترونية دوراً‭ ‬حاسماً‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬الحديث. .
ترى أين نحن الآن من هذا العالم الرقمي غير المرئي ؟. واين نحن من هذه الثورة التقنية المتنامية ؟. .
كلمة أخيرة: يمكن للأنظمة السياسية أن تكون جاهلة أو متخلفة، لكن الأخطر من ذلك كله هو عندما تشعر أن تخلفها مقدساً ولا ينبغي المساس به. .
سوف أمني نفسي بوقفة مع القارئ الكريم لعلي أسلط له الضوء على بعض أشهر الإصدارات العالمية في هذه المجالات، و ربما سأقف على التحديد مع كتاب الدكتور Chase Cunningham الموسوم:
‏Cyber Warefare : Truth ,Tactics, and Strategies
الحرب السيبرانية: الحقيقة والتكتيكات والاستراتيجيات. . وكذلك كتاب كل من
‏R.A. Clarke و R.Knake، الموسوم:
‏The Fifth Domain : Defending our country, our companies, ourselves in the age of Cyber Threats
المجال الخامس: الدفاع عن بلدنا وشركاتنا وأنفسنا في عصر التهديد السيبراني
والله ولي التوفيق

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مفتش تعليم: تلاميذ الثانوي والإعدادي في المغرب يدرسون المواد العلمية بالدارجة

كشف خالد الصمدي كاتب الدولة السابق في التعليم العالي، أن مفتشا للمواد العلمية والتقنية شارك في ندوة علمية مؤخرا، ألقى مداخلة قال فيها، إن التلاميذ المغاربة في الإعداديات والثانويات يدرسون المواد العلمية والتقنية بالدارجة بل يدرسون حتى قواعد الفرنسية بالدارجة ».
واعتبر الصمدي أن هذه نتيجة طبيعية لفرض الفرنَسَة خارج القانون، رغم دعوة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إلى ضرورة العودة بالهندسة اللغوية المطبقة إلى الوثائق المرجعية ويقصد بها القانون الإطار، ويعتبر ما يجري على أرض الواقع غير مؤطر بهذا القانون.
وكتب الصمدي تدوينة قال فيها إنه رغم هذا الارتباك والضعف، فإن الوزارة الوصية تصر على إقبار مرسوم الهندسة اللغوية والهروب إلى الأمام ببرمجة تكوينات لأساتذة المواد العلمية والتقنية في اللغة الفرنسية لصرف أموال القرض الفرنسي المعلوم، في إشارة إلى قرض منحته فرنسا للوزارة لتدعيم التدريس بالفرنسية.

كلمات دلالية تدريس تعليم دارجة

مقالات مشابهة

  • كيف تعزز الدبلوماسية العلمية الاستقرار في المنطقة؟
  • العلم في خدمة السلام كيف تعزز الدبلوماسية العلمية الاستقرار في المنطقة؟
  • توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية
  • مفتش تعليم: تلاميذ الثانوي والإعدادي في المغرب يدرسون المواد العلمية بالدارجة
  • أغلى أنواع الأرز في العالم.. أسراره وفوائده التي ستدهشك!
  • الجيش اللبناني بعيد التموضع في بعض نقاط المراقبة بالجنوب
  • وزير الداخلية اليمني: «مسام» يزرع الأمل حيثما أراد المعتدي صناعة الموت
  • المياه تستكمل صيانة محطات رصد الامطار
  • مصرية أبهرت العالم بإنجازاتها العلمية في مجال الكيمياء