مصرع 80 بأسوأ كارثة طبيعية في هاواي الأمريكية
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
ارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق التي تجتاح جزيرة ماوي في هاواي، إلى 80 وهي حصيلة ثقيلة أثارت انتقادات للسلطات بشأن طريقة تعاملها مع واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث للأرخبيل الأمريكي.
ما زال السكان في حالة صدمة، وبدأوا لتوهم يدركون حجم الضرر في مدينة لاهاينا التي تحولت في غالبها إلى رماد.
يأسف أنتوني غارسيا 80 عاماً، المقيم في المدينة منذ ثلاثة عقود "لقد أتى ذلك كل شيء، كل شيء! هذا يفطر قلبي". في جواره، يحرك ناجون الرماد أملاً في العثور على صور أو أغراض لم تأت عليها النار.
لم يبق شيء تقريبا من المحلات التجارية والفنادق والمباني والمطاعم في المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة. وقد طاول اللهب شجرة بانيان مهيبة، وهي معلم جذب سياحي، لكن يبدو أنها نجت، وهي تقف الآن وسط الأنقاض.
خلال هذا الكابوس، تناقل السكان الأخبار والشائعات من شخص لآخر، وفق ما ذكر وليام هاري لوكالة فرانس برس.
وقال آخر بدا منزعجاً ولم يرغب في كشف اسمه "أين الحكومة؟ أين هي؟".
وسط الخراب، يسعى السكان إلى فهم كيف بلغت المأساة هذا الحجم، وكذلك القضاء الذي فتح تحقيقا بشأن طريقة إدارة السلطات للأزمة.
وشهدت ماوي انقطاعات عديدة للتيار الكهربائي وتوقف رقم الطوارئ عن الخدمة في أجزاء من الجزيرة.
وأوضحت النائبة الديمقراطية في الكونغرس عن هاواي جيل توكودا أن التنبيهات التي يتم إرسالها عادةً عبر الهاتف لم تصل بسبب "عدم وجود تغطية" و"من الواضح أننا لم نقدم حلولاً احتياطية لضمان سلامة السكان".
وأضافت في تصريح لشبكة سي إن إن "لقد قللنا من خطورة الحريق وسرعته... علينا أن نتحسن".
أودى الحريق بثمانين شخصاً، وفق ما أفادت السلطات المحلية السبت، متجاوزاً حصيلة التسونامي الذي ضرب هاواي في 1960 مع 61 قتيلاً ما يجعل منه الكارثة الأكثر فتكاً في تاريخ الولاية.
وربما لم ينته الأرخبيل من إحصاء قتلاه، فقد وصلت فرق بحث وإنقاذ برفقة كلاب مدربة إلى جزيرة ماوي للبحث عن جثث محتملة، بحسب ما أعلنت السلطات.
كان على عناصر الإطفاء مكافحة حرائق متزامنة متعددة تغذيها الرياح العاتية جراء الإعصار دوراً.
في مواجهة سرعة انتشار النيران، اضطر الناجون من لاهاينا إلى الفرار دون النظر خلفهم، ورمى بعضهم أنفسهم في المحيط للهروب من الحريق. يقول إيكولو برايدن هوبيلي إن النار كانت "شديدة مثل الجحيم"، وقد غادر مضطراً "تاركا الكثير من الناس وراءه".
من جهتها، قالت الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن الاستجابة للكوارث الطبيعية (فيما) إن حوالى 2207 مبان، معظمها سكنية، دمرت أو تضررت.
وتقدر تكلفة إعادة الإعمار بحوالى 5,52 مليار دولار في لاهاينا وحدها.
تأتي هذه الحرائق المدمرة في منتصف صيف سجلت خلاله سلسلة أحداث مناخية قاسية في أنحاء الكوكب، بما في ذلك موجة حر شديدة في جنوب الولايات المتحدة، وهي ظاهرة مرتبطة بالاحترار العالمي وفق الخبراء.
وانتشرت الحرائق بسهولة أكبر في جزيرة ماوي لأن الأمطار أقل من المعتاد هذا العام.
ويعاني الجزء الغربي من الجزيرة، حيث تقع لاهاينا، حالياً من جفاف "شديد" إلى "معتدل"، وفق مرصد الجفاف الأمريكي.
مصرع 53 بحرائق هاواي https://t.co/RfFzivantD
— 24.ae (@20fourMedia) August 11, 2023
وأعلن الرئيس الديمقراطي جو بايدن حرائق هاواي كارثة طبيعية، مفرجاً عن مساعدات فيدرالية لجزيرة ماوي بهدف تمويل أعمال الإغاثة والإيواء الفوري وجهود إعادة الإعمار.
وقدمت فرنسا السبت تعازيها لأسر وأحباء ضحايا الحريق المروع الذي اجتاح ماوي.
وقالت الخارجية في بيان: "تعرب فرنسا عن تعازيها لأسر الضحايا وأحبائهم، وتضامنها الكامل مع الحاكم جوش غرين وسكان جزيرة ماوي بولاية هاواي التي دمرتها الحرائق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة جزیرة ماوی
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من كارثة إنسانية كبيرة في غزة تزامناً مع دخول الشتاء
شعبان بلال، أحمد شعبان (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تدعم إعادة تشغيل المخابز في غزة «اليونيفيل» تدعو إلى تسريع انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنانحذر مسؤولون ودبلوماسيون فلسطينيون وأمميون من كارثة إنسانية كبيرة في قطاع غزة خلال فصل الشتاء مع عدم توفر الوقود والغذاء والخيام، وتكرار النزوح بسبب استمرار الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً، حيث يواجه السكان خطراً كبيراً يهدد حياتهم، وخاصة المرضى والأطفال والنساء وكبار السن.
وكشف المجلس النرويجي للاجئين عن أن نحو مليون شخص في غزة يواجهون الشتاء القاسي بلا مأوى، ويعانون في خيام التي لا تقي من البرد والأمطار، ويتعرض العديد من العائلات لظروف الطقس الصعبة، كاشفاً عن أن هناك 101 موقع نزوح جنوب وادي غزة مهددة بالفيضانات.
وقال قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، إن مشكلة أهل غزة مع ظروف الشتاء الصعبة تتفاقم، والمعاناة الإنسانية تتزايد، والسكان يواجهون التشرد كل لحظة في مناطق غير آمنة.
وأوضح الهباش لـ«الاتحاد»، أن أهالي غزة يواجهون تحديات خطيرة بسبب استمرار القصف اليومي من قبل الجيش الإسرائيلي ما أدى إلى تدمير أكثر من 86% من مساكن القطاع والبنية التحتية والطرق، وتهدم 450 مدرسة و250 مستشفى ومركزاً صحياً، وأن أكثر من مليون ونصف المليون نسمة يعيشون في خيام غير ملائمة أو في العراء بعد أن دمرت بيوتهم.
وأضاف، أن ما يحصل عليه الفلسطينيون في غزة من الاحتياجات الأساسية لا يتعدى 6% من الضروريات، من الماء والغذاء والدواء، في ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفر الوقود، ولا يجد الأطفال الملابس التي تحميهم من البرد القارس.
من جهته، حذر سفير فلسطين السابق في القاهرة، بركات الفرا، من تفاقم الوضع المأساوي في غزة، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه السكان خلال فصل الشتاء، حيث يعيش النازحون في خيام متهالكة، ولا توجد أي مقومات للحياة في ظل انعدام سبل العيش ومنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية.
وطالب الفرا في تصريح لـ«الاتحاد»، بضرورة توفير الخيام والملابس الشتوية والأغطية، حيث يقيم معظم سكان القطاع في خيام متهالكة لا تقي من الرياح والأمطار.
وأشار إلى أنه إذا لم يتم توفير الاحتياجات الأساسية ستزداد المأساة أكثر، وأن الأوضاع تنذر بمأساة غير مسبوقة، قائلاً: «من لا يموت من القصف، يموت من البرد والجوع».
وطالب الدبلوماسي الفلسطيني، المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية، بالتحرك الجاد والفوري، لوقف الحرب.
كما حذر المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، من تعرض النازحين بالقطاع لمخاطر وتحديات صعبة خلال فصل الشتاء، حيث لا يستطيع مئات الآلاف الحصول على الرعاية الصحية والكميات الوافية من الغذاء ومياه الشرب وخدمات الصرف الصحي وغيرها.
وقال مهنا لـ«الاتحاد»، إن هطول الأمطار الغزيرة والرياح القوية يفاقم من المعاناة الإنسانية في ظل غياب الرعاية الصحية، ما يثقل كاهل السكان وخاصة الأطفال والنساء والمرضى، ويلقي هذا الوضع بتحديات كبيرة تفاقم من الصحة النفسية والسلامة العقلية لهم ما يشكل حكماً بـ«الإعدام» على بعضهم.
وأضاف أن هطول الأمطار في ظل عدم وجود نظام لتصريف المياه يشكل فيضانات تحمل نفايات الصرف الصحي والقمامة، وشهدت الأيام الماضية هطول أمطار لمدة 10 دقائق فقط، أدت إلى غرق الخيام.
وشدد المتحدث باسم الصليب الأحمر على أن الأمراض والعدوى المنقولة عبر المياه غير الآمنة المختلطة بالصرف الصحي والقمامة، وانتشار القوارض والآفات، يجعل حياة الكثيرين في خطر.
ولفت المتحدث الأممي إلى أنه في فصل الشتاء يضطر بعضهم إلى حرق كل ما يمكن لتوفير مصدر للتدفئة ويعيشون في ظروف قهرية مجبرون عليها.