بوابة الوفد:
2025-04-07@03:24:36 GMT

عن مستقبل الشرق الأوسط ودور مصر

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

تبدو الأوضاع الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط فى الوقت الراهن، شديدة الحرج فى ظل صراعات تتمدد وتتسع بصورة غريبة، تجعل كل ذى لب منتبهاً لأى محاولات استفزاز أو توريط خارج سياق المصالح القومية بما يقضى على أهم مكسب تتمتع به مصر بين جيرانها وهو الاستقرار.

لا يبذل المرء جهدا كبيرا ليشعر بالامتنان لمن يديرون السياسة الخارجية المصرية والأمن القومى وسط هذه التوترات بدءا من القيادة السياسية العليا، وحتى أصغر دبلوماسى فى وزارة الخارجية، نظرا لما أبدوه من حكمة وعقلانية فى التعامل مع الأزمات المتوالية، يدفعهم فى ذلك الشعور بالمسئولية عن كل مصرى فى الداخل أو الخارج.

تحيط بنا مشاهد الصراع غربا وشرقا وجنوبا، ويفد إلينا كل يوم لاجئون من أقطار شقيقة، تعرضت بلادهم لفوضى الانقسامات واشتعلت بأتون الحروب، ليؤكدوا بذلك أن مصر هى واحة الأمان الأولى فى هذه المنطقة، وهى موطن الاستقرار والسلام.

ورغم ما يفرضه هذا اللجوء وهذه الاستضافة من أعباء مالية ضخمة على الخزانة العامة للدولة المصرية فى ظل أزمات اقتصادية عاتية، فإن مصر لم تغلق أبوابها يوماً فى وجه أحد انطلاقا من كونها بيت الأمان لجميع العرب.

لقد شهدت السياسة الخارجية المصرية تطوراً لافتاً فى استيعاب ما يجرى فى المنطقة من صراعات وتوترات غير مسبوقة، ونجحت فى لعب دور محورى شديد الأهمية، وأثبتت جدارتها فى إحداث التوازن، والقيام بدور الوساطة لحل النزاعات ورأب التصدعات هنا وهناك.

وفيما بعد 2013 اتسمت السياسة الخارجية بالحنكة والمرونة والتوازن، فاستعادت مصر علاقاتها مع العالم الغربى وأوروبا بسرعة مذهلة، وتعمقت علاقاتها بالصين وروسيا، وتطورت العلاقات مع دول الخليج، وتوطد الدور المصرى فى الملف الليبي، وترسخت أهميته فى الملف السوداني، وازداد وضوحه فى مساندة القضية الفلسطينية، والوقوف بقوة وصلف أمام مخططات التهجير الصهيونية، ومواجهة سياسات الإبادة للشعب الفلسطينى الشقيق.

كما استعادت مصر علاقات التعاون والتكامل مع دولة محورية ومهمة فى الشرق الأوسط وهى تركيا، بما يحقق مصالح الشعبين، ويساهم فى ترسيخ التنمية المنشودة لهما.

وفى حقيقة الأمر، فقد تحققت كل هذه النجاحات للسياسة الخارجية المصرية فى ظل تحديات اقتصادية جسيمة، عانى فيها المصريون جميعا، وضربوا أمثلة عظيمة فى الصبر والتحمل حفاظا على نعمة الاستقرار والأمن، وهو ما يستحق الإشادة.

إن كثيراً من المحللين والمفكرين فى العالم يتحدثون عن مرحلة فارقة وجديدة، يبدو فيها أن كثيراً من الصراعات القديمة سيعاد بعثها، وأن كثيراً من الخرائط ستشهد تغيرات كبيرة، وستصعد قوى وتهبط أخرى وتتغير قواعد موروثة وتتبدل القوانين الحاكمة للصراعات ومناطق النفوذ.

ولا شك أن مصر تنظر باهتمام كبير للمستقبل، وتخطط لما هو قادم، وتتجهز لكافة السيناريوهات، انطلاقاً من قواها الناعمة المتمثلة فى كوادر من الدبلوماسية وخبراء السياسات الخارجية، والمسئولين عنها.

وهذا بلا شك يمنحنا الشعور بالثقة والتفاؤل رغم كل المشاهد الموجعة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مستقبل الشرق دور مصر الأوضاع الإقليمية مكسب

إقرأ أيضاً:

أبو العينين: الرئاسة المصرية لبرلمان الاتحاد من أجل المتوسط ستشهد جولات لبناء مستقبل مشرق

عرض الإعلامي أحمد موسى كلمة النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، ضمن أعمال برلمان الاتحاد من أجل المتوسط.

أبو العينين: يجب بناء سلام عادل في المنطقة ومنع محاولات التهجيرأبو العينين: الموقف في الشرق الأوسط ملتهب وهناك مخاوف عديدةبيان صدى البلد.. أبو العينين: نتمني التوفيق لـ هاني حتحوت في خطوته المقبلةخبير: اختيار أبو العينين لرئاسة برلمان الاتحاد من أجل المتوسط جاء في توقيته الصحيح ويدعم مصر

وقال أبو العينين، في كلمته، التي أذاعها الإعلامي أحمد موسى، في برنامجه "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"،: "جميع الأبواب مفتوحة للجميع ولكل الآراء والمقترحات؛ لتحقيق الازدهار لدول برلمان الاتحاد من أجل المتوسط".

وتابع أبو العينين: "نتعاون بكل السبل؛ لتحقيق الأهداف السامية، وأريد أن تتحدث الأرقام، ونعي أننا نحتاج إلى تمويل ومبادرات من نوع جديد".

وأكد أبو العينين: "أثق أن القوة الشبابية التي شاركت في هذا المنتدى بالحماس والاقتناع، إنما هي نظرة جميلة، أراها قوة دفع حقيقية لبناء مستقبل مشرق للجميع". 

وواصل أبو العينين: "الرئاسة المصرية للبرلمان سيكون لنا خلالها صولات وجولات؛ لبناء مستقبل مشرق، ونضع كل الأهداف المرجوة، ونؤكد أننا قادرون على بناء مستقبل جديد".

وحصل النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، بالإجماع، على رئاسة برلمان الاتحاد من أجل المتوسط، وهي المرة الأولى التي تترأس فيها مصر الاتحاد منذ أكثر من 15 عاما.

جاء ذلك، خلال جلسة الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط التي عقدت فى إسبانيا على مدار اليومين الماضيين، بحضور الملك فيليب السادس ملك إسبانيا، ورؤساء وممثلي برلمانات 38 دولة.

وأعلنت فرانسينا آرمنجول، رئيسة البرلمان الإسباني، أن رئاسة مصر للدورة البرلمانية الجديدة، ستكون خلال شهر يونيو 2025، خلفا لإسبانيا. 

مقالات مشابهة

  • كيف غيّرت حرب صدام مع إيران وجه الشرق الأوسط واقتصاد العالم؟
  • وزير الخارجية يستقبل وفدًا من منظمة “كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط”
  • وزير الخارجية يؤكد رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية
  • «وزير الخارجية» محذرا: استمرار العجز عن وقف الانتهاكات الإسرائيلية سيؤدي إلى موجة غضب واسعة
  • نتنياهو يجر الشرق الأوسط إلى نكبة ثانية
  • أبو العينين: الرئاسة المصرية لبرلمان الاتحاد من أجل المتوسط ستشهد جولات لبناء مستقبل مشرق
  • وزير الخارجية الأمريكي: الضربات على الحوثيين ضرورية وستحقق نتائج
  • هل تضرب أمريكا إيران؟ «مصطفى بكري» يكشف مستقبل الصراع في الشرق الأوسط «فيديو»
  • قيادي بمستقبل وطن: العربدة الإسرائيلية تهدد استقرار الشرق الأوسط
  • القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط... أيها ستختار واشنطن إذا هاجمت طهران؟