بوابة الوفد:
2025-04-27@00:54:49 GMT

حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

الأحداث المشتعلة فى الشرق الأوسط، واستمرار إسرائيل فى تفجير المنطقة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد أن الكيان الصهيونى لا يعرف إلا لغة القوة، ولا يرضخ للحوار أو السلام إلا بالقوة، وهو ما أدركه بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما سطرت مصر ملحمتها العظيمة فى السادس من اكتوبر منذ واحد وخمسين عامًا، فى معركة أبهرت العالم، وأكدت من جديد أن المصريين هم صناع التاريخ فى كل زمان، بعد أن أدهشت العبقرية العسكرية والسياسية المصرية العالم فى معركة غيرت كل النظريات العسكرية التى كانت تؤكد أن مصر فى حاجة إلى قنبلة نووية لضرب خط بارليف، حتى تتمكن من الوصول إلى سيناء وتجاوز هذا الحاجز الذى يشكل أضخم حاجز منيع وساتر ترابى فى العالم بكل نقاطه الحصينة وتجهيزاته العسكرية التى تحول مياه قناة السويس إلى كتلة لهب من خلال خطوط النابالم، وأكدت الدراسات أن الموانع الثلاثة وهى مجرى المياه والساتر الترابى الهائل والنقاط الحصينة، يستحيل على أى جيش تجاوزها وتشكل ضرب من الجنون وعملية انتحار، خاصة فى ظل التفوق العسكرى الإسرائيلى كمًا ونوعًا.

الحقيقة أن حرب اكتوبر المجيدة غيرت كل النظريات العسكرية إلى حد أنها أصبحت من أهم المراجع التى تدرس الآن فى المعاهد والكليات العسكرية فى العالم، على اعتبار أنها غيرت كل النظريات العسكرية وحققت مفاجأة مذهلة على مستويات عدة، منها الفرد المقاتل الذى شكل عامل الحسم فى هذه المعركة ببطولاته الخارقة بعد أن تم اعداده مهاريًا وفنيًا، وأيضًا اعداده نفسيًا وإزالة كل آثار نكسة 67 التى لم يحارب فيها المقاتل المصرى، وكان السادس من اكتوبر هو الاختبار الحقيقى للمقاتل المصرى الذى تأكد فيها أنهم خير أجناد الأرض بكل ما سطروه من بطولات خلدها التاريخ وتدرس الآن.. ثم تأتى خطة الخداع الاستراتيجى التى قادها السادات بطل هذه المعركة، لتؤكد قدرة المصريين الفريدة فى الخداع السياسى والعسكرى، بهدف المباغتة وخداع العدو على شتى المستويات من خلال خطة محكمة قادتها المخابرات المصرية وأجهزة الدولة لإيهام العدو بعدم قدرة مصر على خوض حرب فى هذا التوقيت، وقبول حالة اللاسلم واللاحرب والاتجاه نحو الحل السياسى، وتم استخدام عدد من الوزارات وقطاعات الدولة فى الخطة وقيام وسائل الاعلام بنشر الأخبار السلبية عن الاقتصاد وتسريح آلاف الجنود من الخدمة، وعمليات التعبئة من حين لآخر وغيرها من المناورات التى شتت العدو، وانتخبت عنصر المفاجأة على كل المستويات وعلى رأسها تدمير خط بارليف الحصين والعبور للضفة الشرقية للقناة.

مؤكد أن نتائج ودروس حرب اكتوبر العظيمة لا حصر لها، إلا أنها غيرت واقع المنطقة بكاملها حتى اليوم، وحددت موازين القوى وحجم وقدرات الدول.. وفى ظل الصراع المتنامى وانفجار الأحداث بالشرق الأوسط، تظل مصر بقدراتها العسكرية الكبيرة والمتطورة، قادرة على فرض التوازن الاستيراتيجى وحماية أمنها القومى على شتى المستويات، فى منطقة تعج بالفوضى والصراعات والحروب.. ثم يأتى درس التضامن العربى فى هذه الحرب الخالدة ليكشف عن القدرات الهائلة التى يمتلكها العرب فى حالة اتحادهم، وقدرتهم على مواجهة كل المخططات الدولية، وليس أدل على ذلك من موقف الزعيم الراحل الملك فيصل عندما قرر استخدام سلاح النفط فى هذه الحرب، وأدى إلى شل الحركة فى أمريكا والدول الغربية، وهذا التضامن الذى شكل إحدى أوراق الضغط العربية، جاء فى مصلحة الأشقاء فى السعودية ودول الخليج عقب وقف الحرب، عندما ارتفع سعر برميل النفط من ثلاثة دولارات إلى عشرين دولارًا ثم إلى ثلاثين دولارًا فى أشهر معدودة، وبما يؤكد أن التضامن العربى له مكاسب وفوائد هائلة نظرًا للتنوع الذى تمتلكه الدول العربية من ثروات طبيعية وبشرية وجيوسياسية، تشكل فى مجملها واتحادها قوة هائلة، ولكن للأسف نجح الغرب فى زرع وخلق المشاكل البينية والوقيعة بين الدول العربية، لصالح الكيان الصهيونى.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ حرب اكتوبر صناعة التاريخ

إقرأ أيضاً:

البرنامج المهني يناقش آفاق صناعة النشر والعصر الرقمي

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة أكثر من 60 شاعراً وباحثاً وإعلامياً في «ليالي الشعر» «ثقافة الكاريبي».. هوية أدبية وإنسانية معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

يطرح البرنامج المهني للدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مجموعة كبيرة من الجلسات والورش، التي تناقش قضايا متصلة بالعصر الرقمي وصناعة النشر. ويركز البرنامج المهني، في المعرض، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، على دعم العاملين في قطاع النشر وصناعة المحتوى، من خلال ورش عمل متخصصة وجلسات نقاشية تجمع خبراء ومهنيين لمشاركة رؤاهم حول أحدث الاتجاهات في النشر، والتوزيع، والتسويق الإبداعي.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز المهارات المهنية، وتبادل الخبرات، واستكشاف الفرص الجديدة، والتعرف على الأدوات الحديثة التي تواكب تطور الصناعة، كما يقدم المعرض عبر البرنامج المهني ورشاً متقدمة في مجالات متنوعة، بهدف تطوير مهارات الناشرين وصنّاع المحتوى، بالإضافة إلى مؤتمر رقمنة الإبداع الذي يتناول مواضيع النشر والتكنولوجيا.
ويهدف البرنامج المهني في نسخته الجديدة، بوصفه مبادرة استراتيجية، إلى تمكين الناشرين والمبدعين والفاعلين في قطاعات المحتوى من مواجهة التحديات المتصاعدة في بيئة النشر العالمية، واستيعاب التحولات التكنولوجية والرقمية التي تعيد رسم ملامح الصناعة بأكملها. ويلبي البرنامج الحاجة الملحة لفهم الأدوات الجديدة، وإتقان تقنيات المستقبل. فهو لا يقتصر على تقديم المعرفة النظرية، بل يُعتبر منصة تفاعلية ديناميكية تجمع بين التكوين العملي، والحوار العميق، والتواصل المباشر مع أبرز القادة والمبدعين والناشرين في العالم.
ويتضمن البرنامج باقة متنوعة من الأنشطة التدريبية التي تلامس جوهر العمل الإبداعي، منها: ورش الكتابة، والترجمة، و«البودكاست»، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والنشر الرقمي، وتسويق الكتب، وصناعة السيناريو، إلى جانب ورش تعليمية تطبيقية تمنح المشاركين أدوات احترافية قابلة للتطبيق الفوري في أعمالهم. كما يتضمن جلسات حوارية تفاعلية مع خبراء صناعة النشر والمحتوى من مختلف دول العالم، ولقاءات مهنية لتبادل حقوق نشر، تهدف إلى دعم حركة الترجمة، والتبادل المعرفي عبر الحدود.
 ويشهد البرنامج المهني في دورة هذا العام، تعاوناً مثمراً مع وزارة الاقتصاد الإماراتية، والاتحاد الدولي للناشرين (IPA)، واتحاد الناشرين العرب، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، والمجموعة الصينية للإعلام الدولي، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومكتبة الإسكندرية.

مقالات مشابهة

  • البرنامج المهني يناقش آفاق صناعة النشر والعصر الرقمي
  • مستشار بـ«الأكاديمية العسكرية»:: مصر خدعت إسرائيل وأمريكا خلال حرب أكتوبر
  • عميد شريعة الأزهر: بناء الإنسان "مهمة شاقة وصناعة ثقيلة"
  • التاريخ الأسود لقائد درع السودان ودوره القادم الأكثر قذارة
  • أمريكا وصناعة الحروب
  • نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء
  • السيسي: استمرار الحرب في غزة مأساة إنسانية مشينة ستظل محفورة في التاريخ
  • عيد تحرير سيناء|قصة نصر لا تنتهى.. 25 أبريل.. يوم رفرف فيه العلم على الأرض الطاهرة.. ملحمة شعب وجيش لا تنتهي
  • "بسم الله الله أكبر".. أعمال فنية مصرية جسدت حرب أكتوبر وتحرير سيناء
  • في الذكرى العشرين لأول فيديو على يوتيوب.. 17 ثانية غيرت تاريخ الإنترنت