بوابة الوفد:
2025-01-17@14:01:16 GMT

لا ينقضى العجب فيهما

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

رد فعل إيران على عملية اغتيال حسن نصر الله يبدو عصيًا على الفهم، وهو بالضبط كان رد فعلها أيضًا على عملية اغتيال إسماعيل هنية على أرضها فى طهران.

فليس سرًا أن «هنية»، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، كان رجلًا من رجالها فى المنطقة، وبالتحديد كان رجلها فى قطاع غزة.. فكثيرًا ما كان يتردد على إيران، وكثيرًا ما نقلت وسائل الإعلام صورًا له وهو هناك مجتمعًا مع المرشد على خامنئى، وعندما سافر إلى العاصمة الإيرانية فى آخر شهر يوليو، كان قد ذهب لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، وهناك لقى مصرعه يوم 31 من الشهر.

بعدها قال «بزشكيان» إن إسرائيل حاولت باغتيال «هنية» جر بلاده إلى الدخول فى حرب مباشرة، غير أن إيران التزمت ضبط النفس.. هكذا قال الرئيس الإيرانى، وكلامه كما ترى غير مقنع، لأن حديث الناس بعد عملية اغتيال هنية كان عن قدرة حكومة المرشد خامنئى فى طهران على الانتقام لمقتل رئيس المكتب السياسى للحركة، لا على خوض حرب مع الدولة العبرية.

ولم يكن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، يختلف عن هنية من حيث طبيعة العلاقة التى كانت تربطه بطهران.. صحيح أن علاقة الحزب كانت أقوى من علاقة حماس بحكومة المرشد، وصحيح أن علاقة نصر الله كانت أقوى من علاقة هنية بالمرشد، ولكنهما كانا رجلين بين آخرين لإيران فى أرجاء المنطقة.

وقد كان المتخيل أن اغتيال رجل مثل نصر الله سوف يقيم الدنيا فى إيران فلا يقعدها، ولكن ما حدث بدا غريبًا للغاية، وبدا رد الفعل مشابها لرد الفعل على اغتيال هنية، وكان كل ما قاله المرشد خامنئى أن لبنان سوف يجعل إسرائيل تندم على اغتيالها نصر الله!

وكأن حسن نصر الله قد صار لبنانيًا بعد اغتياله فقط، أما فى حياته فلقد كان يتصرف وتتصرف معه إيران كإيرانى، رغم أنه بالطبع لبنانى الجنسية، ورغم أنه من مواليد الشمال فى لبنان، ورغم أنه مواطن لبنانى إذا أخذنا ببيانات بطاقته الشخصية.

إن الصمت من جانب إيران تجاه عملية اغتياله هو ما يميز رد فعل حكومة المرشد، وإذا كانت قد أطلقت بعض عبارات التهديد والوعيد لإسرائيل، فإن ذلك بدا على سبيل ذر الرماد فى العيون لا أكثر.. وفى الإجمال نجد أنفسنا أمام علامتين للاستفهام لا ينقضى العجب فيهما.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة عملية اغتيال حسن نصر الله عملية اغتيال إسماعيل هنية عملیة اغتیال نصر الله

إقرأ أيضاً:

انتخاب جوزيف عون رئيسا جديدًا يؤكد تراجع نفوذ إيران في لبنان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انتخب المشرعون اللبنانيون قائد الجيش جوزيف عون رئيسا جديدا للبلاد، ما أنهى الجمود الذي استمر منذ عامين، وفي علامة واضحة على ضعف حزب الله، الحزب السياسي المدعوم من إيران والقوة العسكرية التي أحبطت الجهود السابقة لتسمية رئيس.

لكن هذه المرة صوت أعضاء حزب الله في البرلمان لعون في الجولة الثانية من انتخاب البرلمان لرئيس في 9 يناير الماضي بعد انسحاب مرشحهم المفضل.

وفي النهاية، حقق عون فوزا كبيرا في الدور الثاني، حيث فاز بـ 99 صوتا من أصل 128 صوتا بعد أن فشل في تحقيق أغلبية الثلثين المطلوبة للفوز في الجولة الأولى.

وتسببت حرب حزب الله المدمرة مع إسرائيل أواخر العام الماضي في أضرار كبيرة في لبنان، لا سيما في العاصمة بيروت، وأضعفت الجماعة الشيعية عسكريا واجتماعيا وسياسيا، بحسب ما ذكر موقع "إذاعة أوروبا الحرة".

وقال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميدريزا عزيزي، في تصريحات نشرها الموقع، إن انتخاب عون يشير إلى أن حزب الله قد اصطدم بالواقع السياسي الجديد في لبنان.

وأضاف “عزيزي” أنه من خلال دعم انتخاب عون، سعى حزب الله إلى تجنب إلقاء اللوم عليه في إطالة أمد الجمود السياسي في لبنان، مع ضمان عدم تولي شخصيات أكثر صرامة مناهضة لحزب الله مثل سمير جعجع الرئاسة.

وتابع: "يظل تركيز حزب الله على البقاء على قيد الحياة سياسيا أثناء العمل، من أجل وضع أكثر استقرارا في البلاد، حيث يأمل في استعادة قوته وتحسين موقفه."

ويعد انتخاب عون إشارة إلي تراجع نفوذ إيران في لبنان، خاصة أن عون مدعوم من قبل الولايات المتحدة وفرنسا.

وقال عزيزي: "من الواضح تماما أنه مع تضاؤل دور حزب الله في الشؤون السياسية والعسكرية في لبنان، فإن النفوذ الإيراني يتضاءل أيضا."

وخلال الأشهر القليلة الماضية، عانت إيران من ضعف وكلائها الإقليميين بسبب الحرب مع إسرائيل، والان واجهت انتكاسة اخري بفقدان نفوذها في لبنان.

وأوضح عزيزي أنه ومع ذلك، يبدو أن طهران تدعم استراتيجية حزب الله المتمثلة في الحفاظ على مكانة أقل والتركيز على إعادة بناء قوتها، حتي الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان رحب بانتخاب عون، قائلا إنه "تعزيز للاستقرار والوحدة" في البلاد.

وفي غضون ذلك، تجنبت وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للدولة انتقاد عون، حتى أن إحدى وكالات الأنباء قامت بمدحه.

وتعهد عون بأن الدولة اللبنانية وحدها هي التي ستحتكر الأسلحة في تعليق ينظر إليه على أنه تعهد بنزع سلاح حزب الله.

وقال عزيزي إن نزع سلاح حزب الله هدف طويل المدى، واصفا ذلك بأن "القول أسهل من الفعل"، وأنه بالنسبة لعون "الواضح" ان الأولوية الفورية هي إرساء الاستقرار في لبنان.

ويقول محللون إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مع السعي أيضا للحصول على تمويل لإعادة بناء لبنان، خاصة في المناطق في الجنوب والشرق التي تضررت بشدة من القتال.

وقال الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط مايكل يونج، في تصريحات نشرها الموقع، أن: "عون عليه معالجة مسألة أسلحة حزب الله من خلال الحوار. ومع ذلك، لا يمكنه فعل ذلك إلا إذا حصل على تمويل لإعادة بناء مناطق الشيعة. ولهذا يجب عليه القيام بإصلاح اقتصادي."

وقال موقع "إيران إنترناشيونال"، أن انتخاب عون بمثابة ضربة لنفوذ إيران، خاصة أن عون مدعوم من الفصائل التي تسعى إلى تقليص هيمنة حزب الله، ما يعني فقدان إيران للهيمنة علي السياسية اللبنانية.

ويمثل انتخاب عون نهاية فراغ سياسي طويل ولحظة حاسمة في المشهد السياسي المعقد في لبنان.

 وجاء انتخاب "عون" بعد سنوات من الشلل السياسي الذي كشف الانقسام العميق بين الفصائل اللبنانية الموالية للغرب والكتلة الموالية لحزب الله.

وفي خطابه الأول أمام البرلمان، دعا عون الدولة اللبنانية إلى استعادة السيطرة على جيشها، مما يشير إلى تحد محتمل لحزب الله، وفقا لموقع "إيران إنترناشيونال".

وأكد أنه سيسعى جاهدا لمنح الدولة الحق الحصري في حمل السلاح، ما يعني أنه سيستهدف على الأرجح الأسلحة الكثيرة التي يمتلكها حزب الله.

وقوبلت كلماته بتصفيق حار في البرلمان، رغم أن نواب حزب الله ظلوا جالسين وصامتين، مما يشير إلى التوتر بين رؤية عون ومصالح حزب الله.

وفي رسالة دبلوماسية، هنأت السفارة الإيرانية في بيروت، لبنان على انتخاب عون، معربة عن أملها في تعاون أقوى بين البلدين.

وقالت السفارة: "نهنئ لبنان الشقيق على انتخاب جوزيف عون"، مؤكدة على أهمية التعاون لخدمة المصالح المشتركة.

مقالات مشابهة

  • الأمن العام السوري: إحباط عملية تهريب أسلحة كانت متوجهة إلى لبنان من معابر غير شرعية
  • الداخلية السورية: إحباط عملية تهريب أسلحة كانت متجهة إلى لبنان عبر معابر غير شرعية
  • إيران تُنشئ طريقاً جوياً لتهريب الأسلحة إلى حزب الله
  • الشيخ صبري يؤكد تمسكه بالأقصى.. أبعدوني بسبب نعي هنية
  • انتخاب جوزيف عون رئيسا جديدًا يؤكد تراجع نفوذ إيران في لبنان
  • شاهد بالفيديو والصور| هكذا تمت عملية تطهير منطقة حنكة آل مسعود من “داعش” والأماكن التي كانت تتمترس فيها العناصر التكفيرية وطريقة تعامل رجال الأمن مع الأسرى
  • هل حان وقت الدبلوماسية مع "إيران الضعيفة"؟
  • هل حاولت إيران اغتيال ترمب؟.. هذا جواب الرئيس الإيراني
  • إيران تكشف عن عملية إسرائيلية «سرية» لاستهداف برنامجها النووي
  • بلينكن: إسرائيل دمرت دفاعات إيران وأفقدتها القدرة على إمداد حزب الله