يواجه الأمين العام الجديد لحزب الله اختبارات صعبة وضعتها الظروف غير المتوقعة – باغتيال حسن نصر الله، وبالتالى توليه المسئولية لقيادة الحزب- فى مواجهة إسرائيل التى حققت إنجازات «مخابراتية» متتالية على مدار السنة تقريبًا واختتمتها بمقتل رؤوس ولاعبين كبار بـ حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله، فى واحدة من أعقد العمليات ووصف البعض ما حدث بتغيير فى موازين القوى بالمنطقة.
مشاكل عدة تواجه الأمين العام القادم وأبرزها استعادة الثقة بالنفس له ولعناصر الحزب بعد الضربات غير المسبوقة، والأصعب كيفية مواجهة اختراقات الحزب- امتدادًا لضرب كل ما يعرف بـ«محور المقاومة»-، والذى «يعشش» فيه العملاء الموالون لإسرائيل الذين قدموا لها معلومات «ثمينة»، ورغم الفشل الإسرائيلى الاستخباراتى فى توقع طوفان الأقصى إلّا أنّ حدث السابع من أكتوبر الماضى يكشف محورين مهمين بعد أن نفضت إسرائيل غبار الانكسار والضعف واهتزاز صورتها أمام العالم، «جيشًا ومخابرات»، لتنتفض مخابراتيًا.
المحور الأول، من الخطأ التوقف عند القول بأن إسرائيل اُستفزت مخابراتيا ونهضت من حالة الاسترخاء بعد الحدث الجلل الذى أصابها فى السابع من أكتوبر،- قد تكون نشطت مخابراتيًا- لكن قاعدة البيانات التى جمعتها عن حزب الله متدفقة منذ 2006 بعد انسحابها أمام ضربات الحزب فى الجنوب اللبنانى وكانت تضيف كل عام رصيدًا جديدا باعتبار أن الحزب شوكة موجعة لها وسيكون أكثر إيلامًا مع مرور الوقت والبحث دومًا عن يوم التخلص منه.
المحور الثانى، أنه رغم توافر البيانات والمعلومات تبقى هناك نقاط قوة وضعف لها اعتمادًا على الضلع الثانى المهم المتمثل فى العنصر البشرى على الأرض «العميل» الناقل للمعلومة الحاسمة فى الزمان والمكان المناسبين وكخطوة نهائية بعد تجميع البيانات ورصدها.
وتُعد الوحدة 8200 وراء نجاح العمليات الاستخبارية الإسرائيلية فى لبنان وإيران وسوريا، وهى توازى وكالة الأمن القومى الأمريكية، بعمل مكثف لاختراق حزب الله، بالتجسس على وسائل الاتصال، ومراقبة انتشاره جغرافيًا بالأقمار الاصطناعية والمسيّرات، وتحليل أى تغيير على الأرض لرصد مخازن الأسلحة، وإرسال فرق تجسس نخبوية وراء الحدود، فى عمل متواصل استعدادا للمواجهة.
بالتوازى مع الدور الكبير لـ الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وتزويدها بكل المعلومات التى تحتاجها من خلال الأقمار الصناعية خاصة المنشآت العسكرية والنووية داخل إيران.
والوحدة 8200 ممنوع على العرب الانضمام لها مثل الجيش والأمن السيبرانى خاصة وغيرها من مناطق حساسة.
وتقوم الاستخبارات الإسرائيلية بجمع المعلومات، وتحديثها دائما، عن العناصر الموهوبة فى مجالات التقنية من الشباب والفتيات الإسرائيليين فى مرحلة الثانوية، واختيار المرشحين للانضمام للوحدة بعد اختبارات سنوية ونصف سنوية، «بدنية ومعلوماتية» فى اللغات والعلوم والبرمجة والتفكير الإبداعى وسرعة البديهة.
ويمنح برنامج جامعة «بن جوريون»، جنوب إسرائيل، المتميزين من الشباب الدراسة 3 سنوات تؤهلهم للخدمة بالوحدة 8200، فـ8200 بمثابة وحدة نخبة تضم مجندين ومستثمرين ومخترعين ومبتكرين، وإعداد مجموعة من الصبية والشباب لغزو العالم، دون أى حدود، تنتهى بمليارات الدولارات يضخها هؤلاء الشباب فى الاقتصاد الإسرائيلى، وبشركات تقنية تضع إسرائيل بوصفها واجهة جديدة لعالم شعاره «التكنولوجيا أولا.. وهو الفرق بين إسرائيل ومحيطها «لشرق أوسطى»!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل الوحدة 8200 حزب الله مخابراتية الحزب
إقرأ أيضاً:
سرقة مخازن أسلحة لـحزب الله.. ومصادر أمنية تكشف الفاعلين
ذكر موقع "العربية" أنه على وقع انشغال حزب الله بترتيب تثبيت وقف النار مع إسرائيل، تستغل عصابات صغيرة تضم شبانا الأمر، وتقوم بسرقة مستودعات الحزب وما فيها من أسلحة وذخائر وصناديق رصاص لتبيعها إلى تجار عتاد. وأفادت مصادر أمنية لـ"العربية"، بأن شبانا ينشطون في أعمال السرقة أقدموا في الشهرين الأخيرين على نهب مراكز عسكرية، سرقوا منها أعتدة في الضاحية الجنوبية وضواحي بلدة الشويفات في أحياء شيعية أكثر قاطنيها من أبناء عشائر بقاعية، ثم باعوها في السوق السوداء بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية.
وحصلت سرقات لأسلحة الحزب أيضا في بلدات عدة في جنوب الليطاني في منطقة تطبيق القرار الأممي 1701.
وبعدما أوقف الجيش عددا منهم، كشفوا أنهم يعملون في تجارة الخردة ويجمعون الأشرطة والنحاس ليعتاشوا منها.
كما ألمحت المصادر إلى أن الحزب لم يحم هذه المستودعات والمخازن في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، لأن عناصره غير قادرة على الوصول إليها بسهولة خوفا من الغارات الإسرائيلية.
وتابعت أن هناك صعوبة كبيرة في نقل الصواريخ والمسيّرات من مكان إلى آخر، وتحديدا من جنوب الليطاني إلى شماله.