بوابة الوفد:
2025-02-02@06:28:26 GMT

الشيطان الأخرس!

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

دخل صديقى حنظلة باكيًا.. فسألته لماذا تبكى؟ ليقول لى إنه اكتشف بعد هذا العُمر معنى المُعاناة الحقيقية.. وقال أنا لا أبكى إنها فقط نار حياتى البائسة تظهر على وجهى رغمًا عنى، ماذا لو متُّ؟ هل يتغير شىء فى العالم؟ لا أعتقد سوف تسير الحياة كما هى بكل البؤس الذى فيها.. لماذا لا أزهد فيها.. لقد ولدت وحيدًا وبالتأكيد سوف أموت وحيدًا.

ويا له من شريط حزين. ويقول إن الله علّم آدم كل شىء، ألسنا نحن أبناءه، فكان يجب أن نكون على علم، ونعلم الصالح والطالح، أو نسير بدون هُدى كما نحن الآن.. قُلت بسرعة لصديقى حنظلة: أطال الله فى عُمرك يا صديقى.. اصبر على ما أصابك، لأنه يُصيبنا جميعًا، فلا تفقد الثقة فى إصلاح الحال لأنه ليس من المُحال، يا صديقى الدنيا تطلب من الإنسان عدم الراحة، تقبل الابتلاء.. فإن مع العُسر يُسرا. فرد على حنظلة وقال: كله مجرد كلام، إنما الحقيقة أنهم يقولون لنا ذلك حتى نسكت على ما نحن فيه من أذى وكرب وإيلام، وكل يوم تزداد المصائب، ونتعرض لكثير من الآلام أسوأ مما سبقها، وليس هناك دواء لها. لقد نفد الصبر، ونحن نجد آخرين يتلذذون بما نحن فيه، فقلت له إن الشىء الوحيد المهم هى حياتك فحافظ عليها، واعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فلا تكن كذلك.

لم نقصد أحدًا!

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ا سبقها

إقرأ أيضاً:

أيـن أنـا الآن؟

تخيل أنّ هناك رجُلًا عاش فترة طويلة من حياته دون أن يعمل جاهدا لرسالة حياته، وأهدافه الشخصية في مختلف جوانب الحياة، حتى وصل به الحال بأنه لا يدري شيئا عن هواياته ومواهبه وإمكاناته... قضى 30 سنة في العمل بمؤسسته وبعدها انتقل إلى التقاعد، وبعد مضي مدة قصيرة من الزمن وهو يعيش نمط حياته الجديد تفاجأ بالنقص في موازنة مصروفاته الشهرية، وأصبح معه وقت طويل لا يعرف كيف يقضيه.

الآن يشعُر بالملل، وتظهر عليه ملامح الأزمة النفسية، نصحهُ صديقه بأن يبدأ في ممارسة هواياته ليعيش حياة سعيدة دون كلل ولا ملل، وأن يُسخّر قدراته ومواهبه في امتلاك حِرفة ما، تدر له ما يسدّ العجز المالي الذي يعاني منه، ويدّخر بعض الشيء للمستقبل، لكنه وللأسف لم يتمكن من التعرف على هواياته ومواهبه، وبالتالي استصعب عليه الحال الأخذ بهذه النصيحة.

أسوأ أنواع الشعور هو شعور النهوض من السبات العميق، والندم على ما فات وعدم اغتنام أهم الأمور في الحياة كما جاء في وصية النبي لأحد الصحابة، ففي حديث ابن عباس رضي عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ» وهو لا يدري ما رسالته في الحياة؟ ولا يعرف مقومات ذاته؟ ولا يدري أين هو الآن؟ ولا يعرف ماذا يريد؟ بالفعل إنه أسوأ شعور.

شعور الذات على ما فات من الضياع، ذلك أن الوقت لا يمكن استرجاعه، والفرص قد لا تتعوض فلننتبه، حتى لا نقع في مثل هذا الضياع الكارثي، فهناك بشر ضاعوا في الحياة وخسروا خسرانا مبينا.

أنا لست اسما وجسما فحسب، بل أنا مبادئ وقيم، مبادرات وعمل، هوايات ومواهب، أنا إنسان طموح وصاحب رؤية عظيمة، أنا هنا ليكون لي أثر طيب.

فهل أنا مدرك لمواهبي ونقاط قوتي حتى أسخرها في تحقيق رسالتي وأهدافي؟ هل أنا مدرك لنقاط ضعفي فأجتهد في تحسينها؟ هل أنا مدرك للفرص المتاحة لي وأستغلها؟ وهل أنا مدرك التهديدات التي تواجهني، فأحذر منها؟ صديقي: ذاتك أغلى شيء في حياتك، بذاتك يعلو قدرك ومكانتك، اعتن بذاتك وتعرف على مواهبك وقدراتك، اكتشف الكم الهائل من إمكاناتك ومواهبك ونقاط قوتك لتكون واعيا بذاتك وتنهض بها نحو المعالي. قال تعالى: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ الذاريات 21. وقال تعالى: ﴿بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ القيامة 14.

نحن معشر البشر رزقنا الله سبحانه وتعالى نِعمًا عظيمة ولا يمكن حصرها، صديقي: انظر إلى صحتك فهي نِعمة وقوة، انظر إلى سمعك وبصرك فهما قوة، انظر إلى خيالك وأفكارك فهما قوة، انظر إلى عقلك الذي يُفرق بين الحق والباطل فهو قوة، انظر إلى باقي مقوماتك العديدة التي منحك إياها رب العزة والجلال عن سائر المخلوقات فهي محل نعمة وقوة تعينك في صنع النجاح والإبداع. قال تعالى: ﴿وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ (إبراهيم 34).

لنجد ذواتنا، علينا أن نتعرف عليها، ومعرفة الذات أمر سهل، يتطلب منا فقط رحلة استكشافية عميقة مع ذواتنا، جلسات خلوية نحلل فيها ذواتنا، نقيّم أنفسنا، ماذا حققنا؟ وماذا نطمح؟ وهل لدينا المقومات التي تعيننا؟ نأخذ بآراء المقربين منا، نستعين باختبارات مقاييس أنماط الشخصية وتحديد نقاط القوة، ونستعين بجلسات استكشاف الذات مع المختصين.

الحمد لله بعد رحلتي الاستكشافية لذاتي تعرفت على الكم الهائل من المواهب والقدرات والإمكانات، وأخيرا تعرفت على شغفي وهواياتي، ونقاط قوتي وضعفي، تعرفت على عاداتي الحسنة لتعزيزها، وتعرفت على عاداتي السيئة للتخلص منها، وتعرفت على قيمي التي تشغلني كثيرا في الحياة فأرتبها حسب أولويات حياتي.

عموما أصبحت الآن مُدركا للإجابة: أين أنا الآن؟ وأين أنا من رسالة حياتي؟ وما الإمكانات التي أمتلكها في سبيل تحقيق أهدافي وطموحاتي؟ وبهذه الرحلة الاستكشافية أصبحت مؤهلا للمرحلة القادمة من مراحل التخطيط الاستراتيجي الشخصي وهي «التهديف» وإعداد خطة أهدافي مستعينا بمواهبي وقدراتي، ومخططا لتطوير ذاتي.

وفي الختام، كلما نكون واعين بذواتنا، نستغل قدراتنا ومواهبنا في تحقيق أحلامنا وأهدافنا، وعندما نحقق أحلامنا وأهدافنا نصبح شاكرين للرزاق الوهاب، وبالتالي يعلو قدرنا عند الله سبحانه وتعالى، وعند بني جنسنا، هذا ونلتقي بإذن الله تعالى في المقال القادم (ماذا أريد؟).

مقالات مشابهة

  • يسري وحيد جناح طلائع الجيش يدخل دائرة اهتمامات الزمالك
  • يسري وحيد على طاولة الزمالك.. وقرار جروس يحسم الصفقة
  • أزهري: "الهم في قصة سيدنا يوسف لا يؤاخذ به لأنه حديث نفس"
  • اب عُشر في النشنكة????
  • مرشح وحيد لرئاسة الرابطة المحترفة لكرة القدم
  • العولقي: بن مبارك يواجه الفساد وحيدًا ويتعرض لحملة تشويه
  • نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كتائب القسام
  • حسين فهمي: اعترضت على زواج بنتي لأنه كان غير مناسب
  • رحم الله جيل عانا وصبر وكافح
  • أيـن أنـا الآن؟