بوابة الوفد:
2024-11-17@12:32:38 GMT

اغتيال نصر الله وشكل الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

بعيدًا عن الأحداث المتسارعة التى تجرى على الجبهة الإسرائيلية الإيرانية قد لا يكون من المبالغة القول بأن اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله ربما يغير شكل الشرق الأوسط بأكمله. صحيح أن اغتيال سلفه عباس موسوى عام 1992 لم يمثل قضاء على قوة الحزب إن لم يكن على العكس حيث يمكن القول انه ربما لم تواجه اسرائيل مرحلة أشد صعوبة وقسوة عليها كما شهدت خلال فترة خلفه حسن نصر الله.

إلا أن مياهًا كثيرة جرت فى نهر المنطقة ما يصعب من طرح فكرة ما أشبه الليلة بالبارحة.

بعيدا عن الشخصية التى ستخلف حسن نصر الله قد يكون من المغالطة محاولة تصوير وضع الحزب بعد عملية اغتياله على أنه سيكون على ما كان عليه قبل الاغتيال ليس فى ضوء الحضور الطاغى الذى استطاع نصر الله تحقيقه على مدار نحو ثلاثة عقود من عمر توليه رئاسة الحزب وإنما فى ضوء متغيرات أخرى عديدة، أقلها تلك الضربات التى تلقاها الحزب خلال فترة وجيزة.

من المتصور أن هذه التطورات ستلقى بتأثير سلبى على أداء الحزب بشكل كبير فى المواجهة الجارية حاليا مع اسرائيل، بشكل نتمنى ألا يكون عميقا. لكن المشكلة على المدى الطويل تتمثل فى البيئة الإقليمية لعمل الحزب ليس على مستوى دول الموالاة–العربية–لإسرائيل، وهى تزداد فى العدد وفى نوعية العلاقات مع الكيان العبرى، وإنما أيضا على مستوى الدولة الحاضنة لنشاط الحزب وهى إيران.

فالملاحظ أن مصدر الاشتباك مع الدولة العبرية على مدار العقود الثلاثة الماضية ليس دول المنطقة، وإنما حركات مقاومة لما تتسم به من حرية ومرونة فى مثل هذا النشاط أكثر من الدول، ومن هنا يأتى سعى إسرائيل الحميم للقضاء عليها أو بالأحرى على آخر ممثلين لتلك الحركات وهى بشكل رئيسى حماس فى فلسطين، وحزب الله فى لبنان. وقد تحقق ذلك جزئيًا لتل أبيب خلال الحرب على غزة بالإجهاز على جانب من قدرات حماس، وهو السيناريو ذاته الذى تواصل تحقيقه حاليًا فى لبنان مع حزب الله.

على هذا الأساس يأتى توقعنا بأن يتراجع أداء الحزب ودوره فى المقاومة خلال المستقبل القريب، بفعل استكمال مخططات الاتفاقات الإبراهيمية والتى من المتوقع أن تستأنف معها مسيرة التطبيع مع دول عربية أخرى. وهنا نشير إلى أنه قد تتزايد جهود تلك الدول المنخرطة فى التطبيع فى التكاتف مع الدولة العبرية فى تضييق الخناق على حزب الله، تحقيقًا لأهداف سياسية خاصة.

المشكلة الأخطر تتمثل فى مؤشرات السياسة الإيرانية التى يمثل الحزب امتدادًا لها، فمن الواضح أن تلك السياسة تعيش موجة أكثر براجماتية، قد تؤدى على المدى الطويل إلى نوع من فك العلاقة مع الحزب سواء لترتيبات سياسية أو لاعتبارات تتعلق بمستوى قوة إيران حال حدوث مواجهة عسكرية مع اسرائيل بشراكة من نوع ما مع الولايات المتحدة. ويبدو أن اسرائيل بدأت تتحرك على خلفية مثل هذه الرؤية وهو ما يعكسه تماديها فى توسيع مستوى عملياتها ضد حزب الله.

فى حال تحقق هذا السيناريو، بتآكل قوة حركات المقاومة، بغض النظر عن التوافق مع أهداف تلك الحركات أم لا، فإننا نتوقع أن يتحول الشرق الأوسط لآخر جديد مستأنس، يمارس فيه الكيان العبرى حالة من الهيمنة، ما يزيد من الشكوك والتساؤلات بشأن مستقبل وضع القضية الفلسطينية التى تعيش المنطقة على حافة بركان منذ أكثر من سبعة عقود بسبب تعقيداتها.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات اغتيال نصر الله د مصطفى عبدالرازق نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

العالم بعد نوفمبر 2024 «حمادة تانى خالص»

مخطئ من يظن أنه ليس هناك تغيير فى العالم بعد الفوز الكبير الذى حققه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فأحب أقولك إن «اللى فات حمادة واللى جاى حمادة تانى خالص» فالعالم ما قبل نوفمبر 2024 مختلف تماماً عن ما بعد هذا التاريخ ، فالرئيس العائد بقوة لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وقيادة العالم لا يؤمن إلا بالصفقات، لا ثوابت فى ذهن ترامب سوى المصلحة.

تابعت مثل الكثيرين اختيارات ترامب لإدارته بعد أيام من انتخابية وكان الغالب فيها أن جميعها ممن يطلق عليهم الصقور الذين يتبنون مواقف متشددة سواء فى دعم الكيان الصهيونى دولة الاحتلال الإسرائيلى، أو ضد إيران والصين وغيرهما، أراد ترامب بهذه التوليفة إيصال رسالة بأن القادم أسوأ.

لست من المتفائلين بالفترة الثانية لحكم ترامب، وأرى أن تغيرات جيوسياسية كبيرة سيحاول ترامب وفريقه فرضها على العالم وعلى الشرق الأوسط بصفة خاصة، وأرى أن توحد القوى العربية هو الحل.

لا بد أن تتيقن عزيزى القارئ أن التكتل العربى وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والأردن وخلفها الكثير، تكتل لا يستهان به إذا تم توحيد كلمتهم على رأى واحد.

وأرى أن القمة العربية الإسلامية غير العادية بالرياض، تقاربت فيها الآراء نحو رأى موحد وهو بأنه لا سلام ولا استقرار إلا بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وأنه لا تنازل عن هذة الحقوق ولا مقايضة عليها.

تساؤلات كبيرة ستجيب عنها الأيام القادمة بعد يناير 2025 بعد مراسم تسليم ترامب السلطة فى البيت الأبيض، العالم يترقب والجميع ينتظر إيران والصين وروسيا أوكرانيا، المعضلة الأزلية المشتعلة فى الشرق الأوسط، جميعها مواقف ستتحدد خلال أيام.

دعوة للأشقاء العرب ما أحوجنا الى التكاتف والتلاحم، وأعلم أنه موجود بشهامة وصدق وإخلاص، ولكن أتمنى أن يزيد هذا الترابط فى ظل متغيرات عالمية لا يعلم مداها إلا الله.

وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية .

المحامى بالنقض 

رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • على الفاتح يكتب: هكذا نتجاوز قفزات ترامب..!
  • عبد المنعم سعيد: ترامب سيدمر أمريكا ثم العالم| وغير متفائل بوضع الشرق الأوسط
  • “ZainTECH” تدخل في شراكة استراتيجية مع”تنسنت كلاود” العالمية لإطلاق تطبيقات التوائم الرقمية في أسواق الشرق الأوسط
  • العالم بعد نوفمبر 2024 «حمادة تانى خالص»
  • بغداد..  إنشاء أكبر مركز رياضي تعليمي في الشرق الأوسط
  •  «الاتحادي الديمقراطي»: الشائعات مخطط إخواني وعالمي قديم ضد الدولة
  • توقعات بدور محوري لكوشنر في الشرق الأوسط مع عودة ترامب
  • بسواعد عراقية.. الإطاحة بـ 3 من أهم الشبكات الدولية بترويج المخدرات في الشرق الأوسط
  • بسواعد عراقية.. الإطاحة بـ 3 من أهم الشبكات الدولية بترويج المخدرات في الشرق الأوسط - عاجل
  • هيئة الأركان العامة الأوكرانية يعلن سيرطة قواته بشكل كامل على كوبيانسك