أكد الدكتور محمد الشافعى، مدير معهد الإنتاج الحيوانى، أن التحسين الوراثى لحيوانات إنتاج اللبن، الذى يقوم به المعهد، يزيد من إنتاجيتها، لافتاً إلى أن «البقرة الخليطة المحسّنة» تُنتج بمقدار ثلاثة أضعاف «المحلية»، كما أنهم وصلوا بإنتاجية الجاموس المصرى إلى 20 كيلو لبن فى اليوم، ويمكن للمربين فى كل أنحاء الجمهورية الحصول على هذه السلالات من خلال التلقيح الاصطناعى بأسعار رمزية مدعمة.

. وإلى تفاصيل الحوار:

كيف نجحتم فى إنتاج وبيع ألبان ومنتجات ألبان بجودة مرتفعة وأسعار منافسة من خلال مصنعكم بالدقى؟

- الجودة تبدأ من إنتاج اللبن من محطات معهد بحوث الإنتاج الحيوانى، فجميع منتجاتنا من ألبان مُنتجة بمحطاتنا. والمعهد له باع كبير فى إنتاج الألبان، وهو المعهد القومى للإنتاج الحيوانى فى مصر، ومن بينه طبعاً إنتاج الألبان، وهو المسئول عن التحسين الوراثى لحيوانات اللبن على مستوى الجمهورية، وهو تقريباً من أدخل الأبقار الفريزيان مصر فى الستينيات، بالتعاون مع مشروع مديرية التحرير.

ومن هنا بدأت عمليات خلط الأبقار المحلية بالأبقار الفريزيان لتحسين إنتاجية اللبن، بالإضافة إلى أن المعهد فيه قطعان جاموس مصرى محسَّنة، ولدينا سجلات لتحسين جودة هذه السلالات منذ أكثر من 65 سنة. وبالتالى فنحن لدينا إنتاج لبن جيد جداً من حيث الجودة والتركيب. والجودة يدخل فيها عنصران أساسيان، هما محتوى اللبن من البكتيريا، ومحتوى اللبن مما يعرف بـ«الخلايا الجسدية»، حيث إن الخلايا الجسدية للحيوان، جزء منها ينزل أثناء عملية الحليب، ومن اشتراطات جودة اللبن أن يكون محتواه من الخلايا الجسدية ومحتواه البكتيرى منخفضاً، والألبان التى ننتجها تتميز بذلك. أما فيما يتعلق بجودة اللبن من حيث التركيب الكيميائى، فإن محتوى الألبان المنتجة فى مزارعنا من البروتين والدهن، جيد جداً، ومن هذه الألبان، سواء لبن جاموسى، أو بقرى، أو خليط من الاثنين، ننتج منتجاتنا، من الجبن والزبادى وحتى الآيس كريم. إذن فنحن أنتجنا منتجاً جيداً، لأننا أولاً أنتجنا لبناً جيداً.

وما السر وراء أسعاركم المنخفضة مقارنة بالقطاع الخاص؟

- نتيجة لأننا نحن الذين نُنتج اللبن من مزارعنا، ثم ننقله، ونُصنعه، ثم نبيعه من خلال منفذنا، فلا يوجد لدينا وسيط خلال هذه العمليات أو سلسلة الإنتاج كلها، فبالتالى فإن اللبن المنتج فى النهاية يكون سعره منخفضاً.

إذن كلما قللنا الحلقات الوسيطة فى الإنتاج، يمكن أن نُخفض سعر اللبن ومنتجاته على مستوى مصر.

- نعم، فلو نظرنا إلى منتجات ألبان المصانع الأخرى، سنجد أن من ينتج اللبن هو «المزرعة»، والمزرعة تنقل لـ«مركز التجميع»، ومركز التجميع ينقل للمصنع، وبعد المصنع هناك حلقات توزيع أخرى، حيث يتم نقل المنتجات للسوبر ماركت، وبالتالى فعمليات زيادة حلقات التوزيع أو الحلقات الوسيطة، تزيد تكلفة المنتج، لأن كل حلقة تحتاج أن تكسب.

وكيف نُقلل الحلقات الوسيطة؟ هل بأن تتوسع الدولة مباشرة فى إنتاج اللبن، كما هو الحال مثلاً فى حالتكم، وبالتالى يمكن أن تبيع بسعر منخفض؟

- .... أو أن القطاع الخاص يُقلل من الحلقات الوسيطة، والمزرعة يكون لديها مصنع، والمصنع يُنتج ويوزع مباشرة من خلال منافذه. وهناك بعض الشركات تُطبق ذلك. وإذا استطعنا عمل ذلك فإننا سنُقلل التكلفة.

ماذا عن التحديات التى تواجهكم والمطالب التى تحتاجونها لدعم تجربتكم أكثر؟

- التحدى الأكبر الذى يقابلنا هو «أسعار الأعلاف»، ولكى نحافظ على منتج بسعر منخفض أو عادل أو جيد للمستهلك، يجب أن نُنتج اللبن بتكلفة قليلة، وعندما تزيد أسعار الأعلاف، نضطر لزيادة سعر اللبن، وبالتالى منتجات المصنع تزيد أسعارها، وهذا أكبر عائق يقابلنا فى المحافظة على منتجاتنا بأسعار منخفضة. كما أن أسعار الأعلاف تُحدد عدد الحيوانات التى نُربيها، ولو أن الأعلاف أرخص يمكن أن نزيد عدد الحيوانات أكثر، وبالتالى يكون لدينا كمية منتج من اللبن أكبر، لكن نحن محدودون بعدد حيوانات معين مناسب لميزانية المعهد ومناسب لأسعار الأعلاف. والنقطة الثانية التى تقابلنا هى محدودية قدرة المصنع على التصنيع، حيث إن له طاقة محدودة، لا يمكننا توسيعها لأنه داخل مبنى المعهد، وإن كان لدينا أكثر من وحدة تصنيع أخرى تابعة للمعهد فى المحطات البحثية التابعة لنا، وإن كانت أصغر حجماً طبعاً، وعدد منتجاتها أقل، لكنها تساعد فى تقديم خدماتنا لبعض المجتمعات حولها.

وكيف تحاولون التغلب على تحدى «أسعار الأعلاف»؟

- الأساس أننا نستخدم بعض بدائل الأعلاف، فالمعهد به «قسم بحوث استخدام المخلفات الزراعية»، الذى يهدف لإنتاج أعلاف من المخلفات النباتية ومخلفات الصناعات الغذائية بأسعار قليلة، وبالتالى يمكن المساعدة فى خفض تكلفة تغذية الحيوانات عن طريق استخدام البدائل. وهذه البدائل لا نستخدمها فقط فى محطاتنا البحثية، وإنما نُوعِّى بها المربين ونجعلهم يستخدمونها، سواء كانت مخلفات ناتجة من الحقل لديه، أو من المنطقة المحيطة.

ماذا عن دور المعهد فى التحسين الوراثى لماشية إنتاج اللبن، وكيف ينعكس ذلك على الفلاحين الذين لا يزال لديهم ماشية قليلة الإنتاجية؟

- دورنا هو زيادة إنتاج الألبان على المستوى القومى عن طريق التحسين الوراثى، لأنه لو نظرنا للبقرة المحلية التى تُنتج من 4-5 كيلو، وأقصاها 8 كيلو، والبقرة الخليطة، التى خلطناها ببقرة مستوردة، وتُنتج 25 كيلو، فنحن رفعنا إنتاجيتها على الأقل 3 أضعاف.

ونحن لدينا أيضاً ما يُعرف باسم «قطيع النواة للجاموس»، وهذا القطيع عبارة عن عملية انتخاب ما بين قطعان الجاموس الموجودة بالمعهد فى أربع محطات، حيث ننتخب أحسن الأفراد المنتِجة للألبان، ونضعها كلها فى قطيع موجود فى كفر الشيخ. ووصلنا فى هذا القطيع إلى أن بعض أفراد الجاموس البلدى تنتج 20 كيلو لبن فى اليوم، بنسبة دهن تصل إلى 9% وهى علامة جودة، فى حين أن متوسط نسبة الدهن بمصر من 5.5 إلى 6%، وبالتالى قمنا بزيادة إنتاج اللبن ورفعنا نسبة الدهن. ومن نفس هذا القطيع ننتج «طلايق» (ذكور)، يمكن أن يشتريها المربون لتحسين قطعانهم، ومن لا يستطيع شراء «طلوقة»، لدينا مركز للتلقيح الصناعى ينتج جرعات السائل المنوى بأسعار مدعمة تتراوح بين 35 و40 جنيهاً. ونفس الكلام على مستوى الأبقار حيث نُنتج جرعات السائل المنوى لأنواع السلالات المختلفة من الأبقار، سواء لإنتاج اللحم أو اللبن أو ثنائية الغرض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الألبان السلع الاستراتيجية الحلقات الوسیطة أسعار الأعلاف إنتاج اللبن اللبن من یمکن أن من خلال التى ت

إقرأ أيضاً:

محافظ السويس يوحه بسرعة الانتهاء من تطوير المجزر الآلي بقرية الألبان الجديدة

أجري اللواء أركان حرب طارق حامد الشاذلي محافظ السويس، جولة تفقدية موسعة لمُتابعة سير العمل في مشروع تطوير مجزر السويس الآلي بقرية الألبان الجديدة بحي فيصل، رافقه خلالها الدكتور عبد الله رمضان نائب المحافظ واللواء أحمد الإسكندراني السكرتير العام للمحافظة.

كما رافق المحافظ كلا من العميد محمد خيري رئيس حي فيصل والدكتور حمدي عبد العزيز مدير الطب البيطري والعميد عبد المنعم علي خليفة مدير جهاز تعمير السويس ومديري الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وقطاع الكهرباء ومديرية الإسكان والتموين والتخطيط العمراني بالمحافظة وحي فيصل والمجازر الآلي.

وتفقد "المحافظ" خلال جولته مكونات المجزر الآلي وعنابر الذبيح الموجوده، حيث أطلع على التطوير وأعمال التجهيزات، مؤكدا علي أن تكون الأعمال بما يتفق مع التقنيات الحديثة طبقا للمعايير الصحية المحددة لذلك، ومؤكدا علي جهاز تعمير السويس بضرورة الإنتهاء من كافة أعمال التطوير ورفع كفاءة المجزر والإسراع في الجدول الزمني للإنتهاء من المشروع في أول يونيو القادم قبل حلول عيد الأضحى المُبارك، لضمان جاهزية المجزر لاستقبال أضاحي العيد لتلبية احتياجات المواطنين خلال هذه الفترة.

وإستمع المحافظ إلي شرح حول الاعمال التي تتم وبعض المعوقات التي تعرقل العمل، مكلفا مديري قطاع الكهرباء والصرف الصحي بإنجاز أي أعمال متعلقة داخل المجزر.

وكلف المحافظ رئيس حي فيصل بتجهيز مكان للذبح لخدمة المواطنين بالتعاون مع الأجهزة المعنية خلال عيد الأضحى المُبارك، والتنسيق مع الطب البيطري لتكثيف العمل الطبي والكشف علي الماشية قبل ذبحها بما يضمن سلامة الأضاحي والحفاظ على الصحة العامة.

وعقد اللواء أركان حرب طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، اجتماعًا موسعًا بقاعة الاجتماعات الكبرى بديوان عام المحافظة، شارك فيه مديرى المديريات الخدمية، ورؤساء الأحياء، ومديرى الإدارات التنفيذية، حيث تم استعراض مستجدات الأداء الحكومي، وسير العمل بالمرافق والخدمات المقدمة للمواطنين، بالإضافة إلى متابعة الإجراءات الجارية في مختلف القطاعات.

وأكد المحافظ على أهمية تكاتف جميع الجهات المعنية للإعداد الجيد لأعياد الاخوة الأقباط، من خلال تجهيز الحدائق والمتنزهات، وتوفير خدمات الطوارئ، وضمان جاهزية قطاعات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى تعزيز جهود النظافة العامة، ورفع درجة الاستعداد الأمني، لضمان توفير بيئة آمنة ومريحة لجميع المواطنين خلال أيام العيد.

وفيما يخص الاستعدادات الصحية، تم التأكيد على رفع درجة الاستعداد القصوى داخل مديرية الصحة، وتجهيز المستشفيات العامة والمركزية، إلى جانب تعزيز تواجد سيارات الإسعاف في النقاط الحيوية خلال فترات الأعياد.

وشدد المحافظ على أهمية تكامل الأدوار بين جميع الجهات، بما في ذلك مديريات التموين لمراقبة توافر السلع الأساسية وضبط الأسواق، والغرفة التجارية بالتنسيق مع الأحياء لمتابعة حركة الأسواق خلال الموسم، بالإضافة إلى رفع جاهزية فرق الطوارئ والسلامة العامة، والرقابة على المجمعات التجارية، والتنسيق مع وحدات الحماية المدنية لتأمين المواقع الحيوية والتجمعات.

وأكد المحافظ على ضرورة التنسيق الكامل بين مختلف الجهات، مشددًا على أهمية العمل الجماعي وعدم الانفراد باتخاذ القرارات، بما يضمن التكامل وتحقيق أفضل النتائج. كما أشار إلى ضرورة دراسة أي موضوع أو ملف قبل عرضه، مع ضرورة مروره على السكرتير العام أو نائب المحافظ لمراجعته وإبداء الملاحظات الفنية والإدارية.

كما وجه المحافظ جميع الجهات المعنية من مديريات وأحياء وإدارات تنفيذية، بضرورة إعداد وتجهيز العروض التقديمية الخاصة باستعداداتهم لاستقبال الأعياد، على أن يتم عرضها في الاجتماع التنفيذي الأسبوع المقبل، لضمان الجاهزية الكاملة وتنسيق الجهود بشكل متكامل.

وخلال الاجتماع، قدّم اللواء حسام الدين مصطفى، مستشار المحافظ للشئون الفنية، عرضًا تقديميًا تناول فيه نتائج التفتيش الفني على معدات وسيارات الأحياء، والحالة الفنية للحملة الميكانيكية، مشيرًا إلى الأعطال الجسيمة والجارية، وسبل تطوير أعمال الصيانة الدورية لتحسين كفاءة العمل الميداني.

مقالات مشابهة

  • “DeepSeek” تطوّر نماذج ذاتية التحسين
  • استشاري بيطري يحذّر من تداعيات كارثة تدمير قطاع الإنتاج الزراعي الحيواني في غزة
  • محافظ السويس يوحه بسرعة الانتهاء من تطوير المجزر الآلي بقرية الألبان الجديدة
  • إنتاج تركيا الصناعي يواصل الانكماش مسجلا أدنى مستوى في 4 أشهر
  • منتجات مفيدة للمفاصل
  • التوجه نحو قطاعات إنتاجية مُستدامة
  • تقرير ألماني: سوق الألبان الليبي في طريقه لتجاوز 873 مليون دولار بحلول 2032
  • الزراعة تطلق منصة إلكترونية لاستيراد اللحوم
  • خبير نفطي: الوصول إلى 3 ملايين برميل يوميًا “شبه مستحيل”
  • تراجع أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء.. ومفاجأة فى ثمن البانيه