«مركز التلقيح الاصطناعي» بكفر الشيخ: مصدر سلالات الأبقار والجاموس عالية الإنتاجية المناسبة للظروف المناخية المصرية
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
تكتمل منظومة تحسين وزيادة إنتاجية الألبان بعمليات التحسين الوراثى التى تتم عن طريق التلقيح الاصطناعى، وهو الأمر المعنى به 4 مراكز على مستوى الجمهورية تابعة لوزارة الزراعة، منها «مركز التلقيح الاصطناعى بمدينة سخا»، الذى يقوم على استخلاص «الحيوانات المنوية» من ذكور سلالات الأبقار والجاموس المميزة فى إنتاجها للألبان، لتلقيح السلالات المصرية بها، وإنتاج سلالات تجمع بين الإنتاجية العالية التى تتميز بها السلالات الأجنبية، والصفات الوراثية المحلية المقاومة للأمراض والمتكيفة مع الظروف المناخية المحلية.
ويوضح الدكتور أحمد شهاب الدين، مدير التلقيح الاصطناعى بمدينة سخا، الذى تم إنشاؤه عام 1991، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى، أنه ينتج حالياً حوالى 300 ألف جرعة سائل منوى فى السنة بسعر رمزى تقريباً يتراوح بين 35 و40 جنيهاً، ويدر عائداً للدولة يصل لنحو 10 ملايين جنيه سنوياً، كما يطمح للوصول إلى إنتاج مليون جرعة تغطى كل احتياجات الجمهورية، وذلك من خلال العمل على زيادة عدد الطلايق وتطوير وتحديث المعامل الخاصة بالمركز.
يستعرض الدكتور أحمد شهاب الدين، مدير المركز، ثروة المركز من ذكور الأبقار والجاموس أو «الطلايق» المستوردة المنتمية لسلالات مميزة فى الإنتاجية، مشيراً على سبيل المثال إلى «طلوقة» من سلالة «الريد هولشتاين»، التى تتوازن فى مميزاتها بين إنتاجيتها العالية من اللبن التى تصل لأكثر من 50 كيلو لبن يومياً، والخصوبة (أى استعدادها للحمل بعد التلقيح)، لافتاً إلى أن سعره يقترب من 200 ألف جنيه.
ويوضح مدير مركز التلقيح الاصطناعى كذلك أن «الهولشتاين الألمانى» سلالة منتقاة خضعت لاختبارات كثيرة، ووزنها يصل لـ1200 كيلو فى وقت قصير، وإذا كانت لدينا بقرة إنتاجها ضعيف (فى حدود 10 كيلو) فإنه يمكن إذا لقّحناها بسائل منوى لذكر من هذه السلالة، أن يزيد إنتاج ابنتها المولودة نتيجة لهذا التلقيح ليصبح 30 كيلو فى اليوم.
وإلى جانب «الهولشتاين الألمانى»، يشير الدكتور أحمد شهاب الدين إلى «طلوقة» آخر كان الأكبر حجماً من بين جميع «الطلايق»، وهو ينتمى لسلالة «الهولشتاين الأمريكى» موضحاً أن هذه السلالة هى الأعلى فى العالم فى إنتاج اللبن، حيث يصل إنتاجيتها إلى 15 طن لبن فى الموسم، لافتاً إلى أن كل هذه الحيوانات بدأت تتكيف مع الظروف الجوية المصرية.
لكن إلى جانب السلالات الأجنبية المميزة، يعتز «مركز التلقيح الاصطناعى» كذلك، حسبما يشير مديره، بوجود قسم خاص لسلالات الجاموس المصرى يضم «طلايق» تم إنتاجها من أفضل 200 أم من إناث الجاموس على مستوى مصر، حيث تصل إنتاجيتها لـ15 كيلو لبن فى اليوم، إلى جانب تحملها الظروف الجوية المصرية، ومقاومتها للأمراض، وخصوبتها العالية (أى قابليتها للحمل بعد التلقيح).
يتم جمع «الحيوانات المنوية» من كل «طلوقة» مرتين فى الأسبوع، حسبما يوضح «شهاب الدين»، ويتم إنتاج نحو 300 تلقيحة فى المتوسط من القذفة الواحدة للطلوقة، يمكن بها تلقيح 300 بقرة، لافتاً إلى أنه حتى إذا قلت خصوبة «الطلوقة» أو أصيب بمرض لا قدر الله، فإن السائل المنوى له يظل محفوظاً لدينا لعشرات السنين، بما يمكننا من حفظ هذه الأصول الوراثية.
فى هذه الأثناء كان أحد العاملين يسلم السائل المنوى الخاص بذكر «الهولشتاين الأمريكى» فى وعاء مخصص لذلك إلى المعمل المجاور، من خلال شباك، حيث يتم إجراء عدة اختبارات على العينة التى يتراوح حجمها بين 6 و8 سنتيمترات مكعبة فى المتوسط، يتضمن كل 1 مليمتر منها ما يتراوح بين 1 و2 مليار حيوان منوى، كما يوضح الدكتور الشناوى محمد الصيفى، المشرف على المعامل بمركز التلقيح الاصطناعى.
فى البداية، كما يوضح الدكتور الصيفى، توضع العينة فى أنبوب اختبار، فى حمام مياه درجة حرارتها 37 درجة مئوية، لحين الفحص، حيث تبدأ بعد ذلك الاختبارات التى تعتمد على العين، ومنها لون العينة الذى يجب أن يكون «أبيض مصفر» وغير ذلك يتم استبعادها بسبب انخفاض جودتها.
بعد ذلك تبدأ بقية الاختبارات الميكروسكوبية ومنها «اختبار الحى والميت» لمعرفة نسبة الحيوانات المنوية الحية فى العينة، التى ينبغى ألا تقل نسبتها عن 40%، ثم اختبار «حيوية» الحيوانات المنوية، التى يجب ألا تقل عن 70%، وإذا اجتازت العينة هذه الاختبارات يتم توزيعها وحفظها فى «قصيبات» بلاستيكية، ثم توضع فى أوعية كبيرة تحتوى على النيتروجين السائل حيث يمكن حفظها لعشرات السنوات ثم استخدامها بعد ذلك.
يقارن د. الصيفى هنا بين الطريقة التقليدية فى التلقيح الطبيعى، وبين استخدام التلقيح الاصطناعى، مشيراً إلى أن القذفة الواحدة فى الطريقة الطبيعية القديمة تلقح بقرة واحدة، بينما عن طريق التلقيح الاصطناعى فإن القذفة الواحدة، وخاصة المستمدة من «الطلايق الممتازة»، يمكن أن تُلقح من 500 إلى 700 بقرة، حسب تأكيده.
ولا تقتصر إمكانات «مركز التلقيح الاصطناعى» على إنتاج جرعات السائل المنوى من «الطلايق» المتميزة وراثياً من السلالات ذات الإنتاجية العالية، إذ يضم المركز كذلك، حسبما يشير المشرف على المعامل به، معملاً لتحليل الألبان، يتضمن جهازاً لتقدير مكونات اللبن من الدهن والبروتين والأملاح وسكر اللبن، بالإضافة لجهاز آخر لتقدير ما يعرف بـ«عدد الخلايا الجسدية» للحيوان فى اللبن، وهو ما يساعد على الاكتشاف المبكر لمرض «التهاب الضرع» الذى يصيب الأبقار عالية الإنتاجية من اللبن ومن ثم علاجه بسرعة وتكلفة أقل.
ويوضح «الصيفى» أنه من خلال معمل تحليل الألبان أيضاً، يتم عمل اختبار حساسية للبن لتحديد الميكروب المسبب لمرض «التهاب الضرع»، ومعرفة أنسب مضاد حيوى لعلاجه، علماً بأن هذا المرض يمكن أن يسبب «احتقان فى الزور» لدى من يتناول ألبان هذه الأبقار من البشر.
لكن فى مقابل هذه الإمكانيات الكبيرة التى يقدمها مركز التلقيح الاصطناعى بمدينة سخا، التى من شأنها المساهمة فى زيادة إنتاجية مصر من الألبان، لا يبدو أن عموم الفلاحين وصغار المربين على دراية كافية بما يقدمه المركز من إمكانيات، وهو ما اتضح عبر الحديث مع عدد من الفلاحين فى محافظة المنوفية على سبيل المثال، كما يبدو أن بُعد المسافة عامل إضافى يحول دون استفادة أعداد أكبر من صغار المربين فى المحافظات الأخرى بالمركز.
هنا يتدخل الدكتور أحمد شهاب الدين، مدير المركز، ليؤكد أنه من المزمع افتتاح مركز آخر للتلقيح الاصطناعى، تابع للمعهد، بمركز ببا بمحافظة بنى سويف، كما أن هناك مقترحات أخرى، تتم دراسة تطبيقها، كأن تجوب سيارة تابعة للمركز المحافظات وقراها لتوزيع جرعات السائل المنوى على المربين، لنشر الصفات المحسنة وراثياً فى أنحاء مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الألبان السلع الاستراتيجية الحیوانات المنویة إلى أن
إقرأ أيضاً:
«القومى للمرأة» بأسوان: توزيع 250 وجبة ضمن مبادرة «مطبخ المصرية»
قام فرع المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومؤسسة حياه كريمة بإطلاق مبادرة "مطبخ المصرية" لإنتاج الوجبات الغذائية وتوزيعها بمختلف القرى والنجوع ضمن الجهود المبذولة للتخفيف عن كاهل البسطاء والأسر الأكثر إحتياجاً، ولاسيما خلال شهر رمضان المعظم وذلك داخل القرى المدرجة ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى " حياة كريمة "، حيث تم إعداد وتوزيع عدد 250 وجبة للأسر والأهالى بقرى البصالى بمركز كوم أمبو.
وأشاد الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، بهذه المبادرة التى تعد نموذجاً للتعاون المشترك بين المؤسسات الحكومية والمدنية وأهميتها التى تعكس روح المشاركة والعطاء وتعزز من قيم التضامن والتكافل التى يمتاز بها المجتمع الأسوانى.
مشيراً إلى ضرورة تكثيف الجهود وإستمرار التعاون بين كافة الجهات المعنية لضمان نجاح فعاليات هذه المبادرة الرائدة ووصولها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين طوال الشهر الكريم.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة هدى مصطفى مقررة فرع المجلس القومى للمرأة بأن مبادرة " مطبخ المصرية " يتم تنفيذها تحت رعاية محافظ أسوان وضمن فعاليات المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية والذى أطلقه رئيس الجمهورية لدعم محاور التمكين الإقتصادى والإجتماعى والثقافى للأهالى والمواطنين.
لافته إلى أنها تعتبر مبادرة مجتمعية ذات بعد تنموى مستدام تساهم فى توفير فرص تدريب وإنتاج حرفي للسيدات والفتيات، بجانب تنمية مهاراتهن الخاصة بالطبخ وإعداد الوجبات ليصبحن طاهيات محترفات، فضلاً عن تقديم خدمات إطعام الأسر الأكثر إحتياجاً كأحد مخرجات هذا التدريب.