بوابة الوفد:
2024-10-02@21:34:48 GMT

عبرنا الهزيمة!

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

كان مقال توفيق الحكيم (عبرنا الهزيمة) صباح ٧ اكتوبر ١٩٧٣. اشارة لبداية مرحلة المواجهة الحقيقة بين الشعب المصرى وبين تاريخه؛ لم يكن الحكيم يحتسب–عبور القناة واعلان الانتصار العظيم–هو نهاية المطاف: بل اعتره توفيق الحكيم بخبرته وعمق تجاربه؛ هو الميقات الذهبى لإعادة دور مصر التاريخى الذى شوهته هزيمة الخامس من يونيو ١٩٦٧ بل لم يكن تشويها بقدر ما كان محوًا وحذفًا لكيانًنا ووجودنًا؛ صارت مصر بعد هذا الرقم المفزع مجرد دولة هامشية فإذا أراد أبناؤها اعادة كيانها فعليهم رسم خريطة التصميم الأولى لدولة تبدأ من قبل التاريخ؛ من قبل الحضارة؛ من قبل الصفر!

انتصارات أكتوبر ١٩٧٣ وفرت لنا عشرات المحاولات لرسم لوحات البداية؛ وكأنها تقول: لم تتراجع أمتنا بل أعادت صياغة دورها بعد أن أضافت إليه عشرات من المفاهيم الأساسية التى غابت عنا عقودا–حتى من قبل نكبه ٦٧-

ولكن هناك سؤال مهم هو: هل حقا استفادت مصر بامتيازات كل الانتصار؟.

والاجابة المدهشة: هى حقا وبالتأكيد استثمرت هذا النصر–الا قليلا–والقليل هذا يتعلق بسقوط الكثير من القيم والتقاليد والضمير الأدبى. فوجدنا لغه الحوار تتدنى عاما بعد عام حتى صار الصواب هو مثار السخرية بل والنفى ولعلنا نتابع الأعمال الأدبية وقد لاحقت هذه الظاهرة.. أيضًا هناك مؤشر يظهر على استحياء ويتوارى منذ عام سقوط بغداد فى يد الأمريكان؛ انا شخصيًا اعتبرته طعنة فى صدر اكتوبر.! أيضا انهيار اللغة الدبلوماسية بين الشرق والغرب وأقصد–الشرق الاقصي–فقد صارت دبلوماسية القص واللصق أو لنقل دبلوماسية تصفية الحسابات أو دبلوماسية الأوانى المستطرقة.!

الآن بعد مرور ٥١ عاما على الانتصار الأعلى فى تاريخ مصر والعرب؛ اعتقد أن من حقنا أن نرسم واقعًا جديدًا يليق بمصر؛ الأفريقية والعربية والإفرو اسيوية–لدينا من التاريخ الفائض ما يشبع حضارات. ولدينا من الخيرات ما تسمح لنا بالمزيد من الانتقال إلى درجات من الابتكار الخلاق.. ولدينا أيضا ما يجعلنا سريعًا نتخطى عراقيل الفقر والجهل والمرض؛ وما ورثناه من هذه المفردات الثلاث من غيبيات وفوضى الجهالة ومن تعصب دينى وعنصرية وانحلال عقائدى يتمسح بقشور الدين؛ وما ورثناه كذلك من تدنى المستوى الاجتماعى الحاد الذى يتسم بروح المهرجان الأخلاقى وليس بالتفرقة بين الثوابت.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما الشعب المصرى من قبل

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الفرنسي: هناك حلول دبلوماسية في لبنان

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن هناك حلولا دبلوماسية في لبنان، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ«القاهرة الإخبارية».

مقالات مشابهة

  • البطولة: الدفاع الجديدي يلحق الهزيمة الأولى بالجيش الملكي هذا الموسم
  • حماس تنعى الشهيد عبد الحكيم شاهين
  • الحكيم يدعو الحكومة لإيلاء دور المسنين رعاية خاصة
  • عاجل.. الأهلي يعلن قرار هام بعد الهزيمة أمام الزمالك في السوبر
  • "خاص".. شاهد أول ظهور لإمام عاشور بعد الهزيمة أمام الزمالك في السوبر الإفريقي
  • شهادة القادة وثقافة الانتصار
  • وزير الخارجية الفرنسي: هناك حلول دبلوماسية في لبنان
  • الحكيم: والله مندمجين مع ناس المشتركة وقاعدين نخطط لي السودان خالي من الجنجويد
  • لتعويض الهزيمة.. موعد مباراة برشلونة ويونج بويز والقنوات الناقلة في دوري أبطال أوروبا