عملية يافا.. امتداد الطوفان يدمي هيبة الاحتلال
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
الخليل - خاص صفا
في أوج الاستنفار "الإسرائيلي" وذروة التأهب أمس الثلاثاء، نفذ مقاومان من مدينة الخليل عملية إطلاق نار في يافا بالداخل المحتل، أسفرت عن مقتل 7 "إسرائيليين" وإصابة 16 أخرين بجروح متفاوتة.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤوليتها عن عملية "يافا" البطولية التي نفذها المجاهدان القساميان محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من مدينة الخليل.
وأعادت العملية مشاهد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين أول من عام 2023، في عمق كيان الاحتلال، إذ تمكن فيها المنفّذان من التسلل إلى أراضي الداخل المحتل، وطعن أحد الجنود والاستيلاء على سلاحه قبل تنفيذ عملية إطلاق النار في محطة القطارات بيافا.
وأفادت الكاتبة السياسية لمى خاطر بأن العملية شكلت صفعة للاحتلال، وأكدت على أن معركة الطوفان مستمرة وقابلة للتجدد حتى وإن مرت بأوقات هدوء وكمون.
وقالت في حديثها لوكالة "صفا"، "إن تفاصيل العملية أشبه بالمعجزة، وتعكس جرأة عالية لدى الشابين المنفذين، اللذين تمكنا من الاستيلاء على سلاح أحد الجنود بعد طعنه، وفيها كفاءة وفاعلية استثنائية".
وأضافت إن الاحتلال أمعن في جرائمه واغتيالاته خلال الفترة الأخيرة، وهو ما انعكس من خلال العنجهية الكبيرة لقادة الاحتلال، فجاءت هذه العملية في مطلع أكتوبر وهو شهر الطوفان، لتؤكد على استمرار المعركة على ذات الوتيرة والكفاءة.
وبيّنت خاطر أن تزامن العملية مع الضربة الإيرانية، أحدث إرباكاً كبيراً لدى المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية، كذلك لدى المجتمع الصهيوني في شوارع تل أبيب.
وأشارت إلى أن التزامن مع الضربة الإيرانية جسد وحدة الساحات، وما يمكن أن تحدثه هذه الوحدة من تصدع في جبهة الكيان، في حال استمر تنفيذ العمليات من أكثر من جهة في وقت واحد.
وذكرت أن الاحتلال يدرك خطورة اشتعال المقاومة في محافظة الخليل، التي تمتلك خزان بشري كبير، وتتعرض لاستيطان نهِم ومحاولات تهويد لقلب المدينة التاريخي، فضلاً عن إرث المدينة الكبير على صعيد المقاومة.
وأكدت على أن كل عملية نوعية تشجع على أخرى، وهو ما يعني انخراط المزيد من الشباب الفلسطيني في عمليات المقاومة، خاصة أن معظم منفذي العمليات في مدينة الخليل منذ طوفان الأقصى ليسوا من العناصر التي يتوقع الاحتلال أن يكون لها دور مقاوم، وليسوا تحت الرصد والمرقبة.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، أن عملية يافا أعادت الاحتلال إلى الواقع الذي يحاول تجاوزه، وجاءت بالتزامن مع أقصى درجات الغرور والتبجح "الإسرائيلي" بعد سلسلة الاغتيالات التي نفذها في لبنان.
وأفاد في حديثه لوكالة "صفا"، بأن عملية الأمس التي سبقت الهجوم الصاروخي الكبير لإيران في عملية " الوعد الصادق2"، إلى جانب الفشل الكبير الذي تحقق في أول يوم من العملية البرية على الحدود البنانية، أكدت على قدرة الخصم على تحقيق قوية وعميقة وفشل المنظومة العسكرية "الإسرائيلية"، فضلاً عن استحالة تحقيق الاحتلال أية إنجاز بالاعتماد على الخيار العسكري فقط.
وأضاف أبو غوش أن عملية طوفان الأقصى أحدثت زلزالاً متمد الأثر، وهي حالة استثنائية في تاريخ النضال الفلسطيني، وإن عملية الأمس هي جزء من حالة المقاومة المستمرة في وجه جرائم الاحتلال منذ نشأته.
وأوضح أن بالرغم من ترسانة الاحتلال العسكرية الكبيرة، وكل ما يمتلكه من تكنولوجيا وسلاح ويد طويلة تصل إلى أي مكان، إلّا أنه غير قادر على تحقيق الأمن للفرد "ألإسرائيلي".
وبيّن أن منفذي عمليات المقاومة يصبحون نماذج وقدوة لجيل كامل، يتعرض بشكل متواصل للانتهاك والتضيق والاستفزاز، والمقاومة الفلسطينية تبدع في خلق وسائل لمواجهة الاحتلال في كل مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يداهم منزلا في الخليل ويقتحم مدنا وبلدات بالضفة
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل، وداهم منزل عائلة فلسطيني نفذ إطلاق نار بتل أبيب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما داهمت قوات الاحتلال عدة بلدات في الضفة الغربية.
وقال شهود عيان إن قوة من جيش الاحتلال مكونة من مركبات عسكرية وشاحنات تحمل معدات، شوهدت وهي تقتحم مدينة الخليل.
ووفق الشهود، فإن الجيش اقتحم منزل منفذ عملية تل أبيب الأسير أحمد الهيموني في حي الجامعة بالخليل، في وقت تبدو فيه استعدادات لهدمه.
???? قوات الاحتلال تجبر عائلة الشهيد محمد مسك منفذ عملية تل أبيب والمنازل المحيطة به على الإخلاء تمهيداً لتفجير المنزل في مدنية الخليل جنوبي الضفة الغربية pic.twitter.com/aUce2o3Go4
— ساحات – عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) March 5, 2025
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل 7 أشخاص وإصابة 9 آخرين خلال إطلاق النار بتل أبيب، واستشهاد منفذي العملية، وهما فلسطينيان من الخليل.
وحينها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مسؤوليتها عن عملية يافا التي نفذها محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من مدينة الخليل، والتي أدت إلى مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16 آخرين، بعضهم جراحه خطرة.
إعلان
كما اقتحمت آليات الاحتلال فجر اليوم الأربعاء مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وداهمت بيت لحم جنوبي الضفة، في حين أفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال اقتحمت أيضا مدينة البيرة (وسط).
وفي رام الله، وثقت حسابات فلسطينية إطلاق جنود الاحتلال النار على سيارة والاعتداء على ركابها خلال اقتحام عين مصباح، ونشر ناشطون تعامل طواقم الإسعاف مع إصابة برصاص الاحتلال في المنطقة.
ومنذ أن بدأت حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مما أدى لمقتل نحو 930 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.