دولة للدراويش في ألبانيا .. و«الإخوان» ترفض وتُحرض
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
«تجربة صوفية حديثة»، إذ أعلن إيدي راما، وهو رئيس الحكومة في ألبانيا، أن بلاده تريد إنشاء دولة صوفية، ذات سيادة للطريقة الصوفية «البكتاشية»، بحيث تكون البلاد تشبه دولة الفاتيكان، وذلك على مساحة تبلغ حوالي 10 هكتارات في العاصمة تيرانا.
وأكد «راما»، أن الدولة ستكون صغيرة بمثابة موطن روحي للمسلمين البكتاشيين في ألبانيا، وتلك الطائفة هي رابع أكبر طائفة دينية في ألبانيا، بعد المسلمين السنة والمسيحيين، سواء كانوا الأرثوذكس والكاثوليك، وذلك بحسب ما أوردته وكالة «فرانس برس» الفرنسية.
وأوضح «راما» في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أصدره مكتب رئيس الوزراء الألباني: «أن هدفنا هو دعم تحويل مركز البكتاشية العالمي في تيرانا، إلى دولة ذات سيادة، ومركز جديد للاعتدال والتسامح والتعايش السلمي الذي يواجه التطرف وينبذ العنف».
ويمثل أعضاء الطريقة الصوفية البكتاشية حوالي 10% من سكان ألبانيا، وفقاً لتعداد السكان عام 2023.
وألبانيا، وهي دولة صغيرة تقع في منطقة غرب البلقان، أنقذت الهاربين من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، كما وفرت المأوى للأفغان بعد وصول طالبان إلى السلطة، قبل 3 أعوام.
كما يفخر الألبانيون بتقديمهم للعالم الأم «تيريزا»، وهي شخصية إنسانية مشهورة من الكنيسة الكاثوليكية، ولدت في مقدونيا الشمالية وجسدت حب الإنسانية، على حد قولهم.
ترحيب
رحبت الطائفة البكتاشية الصوفية، في تيرانا بإعلان رئيس الوزراء إدي راما، من خلال بيان لها، أوضحت فيه أن الطائفة ستحصل على سيادة مماثلة لسيادة الفاتيكان.
وقالت الطائفة في بيانها، إنها في المستقبل لن تُمنح الجنسية إلا لأعضاء رجال الدين والإدارة، وسوف يتولى رئاسة الحكومة رئيس الطائفة، ومجلس يشرف على عملها الديني والإداري.
ووفق بيانهم، ستشغل الدولة الجديدة الأرض نفسها التي يقع عليها مركز بكتاشي العالمي حالياً، والتي تبلغ مساحتها حوالي 10 هكتارات، أي حوالي ربع مساحة الفاتيكان، و«سيكون غرضها الوحيد القيادة الروحية».
وتلك الطائفة تأسست في القرن الثالث عشر في عصر الإمبراطورية العثمانية، كما انها تعتبر فرعاً متسامحاً وصوفياً من الإسلام، ومنفتحاً على جميع الديانات والفلسفات الأخرى.
واستقر بعض أهم قادة الطائفة البكتاشية في ألبانيا بعد حظرها في تركيا في بداية القرن الـ«20»، كما أعلن أحد هؤلاء القادة استقلال ألبانيا في عام 1912، منهياً الحكم العثماني.
وبحسب تقرير خاص لـ«نيويورك تايمز» يتحدث عن هذا الأمر، فإن الدولة الإسلامية التي يأمل في إقامتها في تيرانا، ستكون بمثابة جيب سيادي على غرار الفاتيكان، وعدد منهم سوف ينفذوها في أمريكا، بحجم 5 مربعات سكنية في مدينة نيويورك، وسوف يسمح لهم فيها بالحريات المشروعة، ويسمح للنساء بارتداء ما يردن، ولن تفرض عليهم أي قواعد على أسلوب الحياة.
ومن المقرر أن يصبح القيادي درويش بابا موندي يبلغ 65 عاماً، الزعيم الروحي الحالي للطريقة، هو زعيم الدولة السيادية للطريقة البكتاشية أيضا.
وقال موندي زعيم البكتاشية: إن دولته المقترحة قد تحتاج إلى جهاز استخبارات صغير: «لأن لدينا أعداء أيضاً، ولكن لن يكون لدينا جيش أو حرس حدود أو محاكم، وذلك لحمايتنا من الأعداء، على حد قوله».
تحريض وغضب إخواني
عقب هذا القرار، وبشكل سريع شنت جماعة الإخوان هجومًا عنيفًا عليهم، إذ تداولت حسابات الإخوان على وسائل التواصل الاجتماعي الخبر، بشيء من التحريض على العنف والسخرية منهم، واتهموا رئيس الوزراء الألباني بتشجيع التشيع في البلاد، ومحاربة السنة، وهم الأغلبية، وتصدير نسخة خارجة عن تعاليم الإسلام للغرب، وهم هناك يحاولون خلق فتنة طائفية بين السنة والشيعة لتقوم البلاد.
ولم يكتفوا بذلك، إذ اعتمدت اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان على ممارسة دعاية واسعة، مفادها أن الإسلام بات مهدداً في مهد الشيخ الألباني، و شنوا تحريض و هجوم على رئيس الوزراء الألباني.
من جهتها، هاجمت منظمة عموم المسلمين الألبان، وهي معروفة باختراقها إخوانياً في البانيا، خطة رئيس الوزراء إيدي راما، ووصفتها بأنها تعرض الدين الإسلامي للخطر.
عقيدتهم
ويتمسك البكتاشيون في ألبانيا، بانتمائهم للإسلام، رغم أن السنة هناك يشككون في ذلك، ليس فقط بسبب إيمان أتباع الطريقة بالأئمة الإثني عشر وتأثرهم بالمعتقدات الشيعية.
بل بسبب طبيعتهم المنفتحة والرافضة للعقيدة في مسارهم الروحاني الذي يسيرون عليه.
يوضح بابا موندي زعيمهم: «لسنا مذهب منفصل عن الإسلام لكننا نحترم جميع الأشخاص، بغض النظر عن أفكارهم السياسية أو عرقهم أو معتقداتهم، ولدينا واجبات أكثر من بقية المسلمين والمبدأ الأساسي الذي نسير عليه هو التصرف وفق تعاليم الكتب المقدسة الأربعة».
وشدد : «مسيحيون، يهود، سُنّة.. جميع البشر هم أشقاؤنا».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ألبانيا الاخوان دراويش دولة تحريض حملة رفض شيعة رئیس الوزراء فی ألبانیا
إقرأ أيضاً:
الطالبي العلمي يتفق مع وزير الخارجية الألباني على التنسيق في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية
زنقة 20 ا الرباط
أجرى رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، يوم الإثنين 3 مارس 2025 بمقر المجلس في الرباط، مباحثات مع وزير أوروبا والشؤون الخارجية لجمهورية ألبانيا إيغلي حسني Igli Hassani والوفد المرافق له، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة المغربية من 1 إلى 4 من الشهر الجاري.
وخلال هذه المباحثات التي حضرتها السفيرة غير مقيمة لجمهورية ألبانيا لدى المملكة المغربية Entela Gjika، أكد الجانبان على أن البلدين تجمعهما علاقات متينة وتاريخية قائمة على الاحترام المتبادل والصداقة والتعاون.
وبالمناسبة ثمن الجانب الألباني الأوراش الكبرى التي انخرطت فيها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتمت الإشادة بالمبادرة الدولية لجلالة الملك الرامية إلى تسهيل ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، والتنويه بالجهود التي يبذلها المغرب لتعزيز السلم والاستقرار في العالم.
التعاون البرلماني بين المؤسستين التشريعيتين كان حاضرا في مباحثات رئيس مجلس النواب مع وزير أوروبا والشؤون الخارجية لجمهورية ألبانيا، حيث أبرز الطرفان دور الديبلوماسية البرلمانية وتبادل الزيارات والخبرات والتجارب في العمل البرلماني في تعزيز هذه العلاقات عبر استثمار كل الآليات الدستورية والقانونية المتاحة، وإبداع فضاءات للحوار والتواصل الثنائي والتنسيق في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية في إطار الاحترام المتبادل لسيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
حضر هذا اللقاء أيضا، السفيرة Donika Hoxhaرئيسة ديوان الوزير، و السفير Arben Gazioni مدير العلاقات الثنائية بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية لجمهورية ألبانيا.