بوابة الوفد:
2024-10-02@20:36:38 GMT

النقش على النحاس.. فن عابر للأزمان بحى الجمالية

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

منذ نعومة أظافره وعبر الصبا وحتى شب عن الطوق، جرى حب النقش على النحاس وتطعيمه بالمعادن فى أوردة عائلة الحاج عبدالمقصود وانساب بين الحشى فاستقر فى القلب حتى غزت خيوط الشيب رأس عم مجدى واستقرت به، جُبل على هوى النحاس ونقش فى فؤاده كنقوش «الحاكم – الناصف – العادل – البطل»، التى تربعت على صدور شمعدنات النحاس والمباخر والأوانى وطبعت على الثريات والمزهريات كما طبعت الرسوم الفارسية عليها وعلى غيرها الكثير من القطع الفريدة من نوعها التى ترك فيها عم مجدى جزءًا من روحه لتشى برحلة طويلة فى عشق النحاس.

يجلس عم مسعد عبدالمقصود، شقيق عم مجدى الأكبر ونديمه، يتدثر بالحنكة وتتلحف ملامحه بوجاهة تخفى سنه لكن قسماته التى ترافقها أخاديد تركها مرور السنين تشى بالحقيقة، تسقط نظارته على أنفه الأفطس فتضفى مزيدًا من السحر إلى هيئته، كفارس من العصور الفاطمية يحمل فى يده مطرقة صغيرة يحفر بها خنادق دقيقة على صفحة طبق من النحاس يقبع على طاولة أمامه فى مرحلة تسمى النقش يستعين فيها بمسمار النقش ليحدد ما رسمه أولاً بالقلم وما صنعه من دوائر بالبرجل، ثم تأتى مرحلة التطعيم أو التخفيف والتى يعول فيها على قلم التسنين لإيجاد مستقر للفضة، وقديمًا مستودع الذهب ومؤخرًا الألومنيوم، بين حفر النحاس.

لا تستأثر قطعة دون أخرى باستحسان عم مسعد لما صنعت يده؛ فهو كاللاعب العنيد يجابه التحديات ويطوع موهبته ويروض مزاجه لتظل كل ما يخرج من تحت يديه أحلى من سابقه، يستغرق صغيرها منه 4 أيام لإنجازها بينما يواصل العمل على كبريات القطع لمدة قد تصل 4 أشهر، لتصبح من بعدها قطعا خالدة عبر الزمن إذا ما سلبتها السنون شيئًا من لمعانها أو شحبت أعادت مادة الكبرتيك الملمعة المفقود فى ثوانٍ، على عكس أشكال «الزنجوجراف» والتصوير بالليزر المعتمدة على الماكينات.

وفى جيل النحاسين الجدد، استأثرت النساء بفن الرسم على النحاس وتطعيمه، وأضحت النحاسات ملكات متوجات على عرش واحدة من المهن التى ظلت حكرًا على الجنس الخشن لقرون بعيدة، فنافست النساء القوة العضلية بالحنكة وغلب صبرهن تحمل الرجال لمشقة هذا الفن، فتتلمذت العشرات من بنات وفتيات الحى على يد شيوخ عائلة الحج عبدالمقصود؛ عم مسعد وعم مجدى.

وبينما انحسر رماد الاضطرابات التى نشبت فى عدد من الدول العربية خلال العقد الأخير، كاشفًا عن قلة يسيرة من هواة اقتناء النحاس فقابل انخفاض الطلب تدنٍ فى كمية المعروضات، وما لم تلتهمه الحروب قضى عليه غلاء الأسعار ليتجاوز سعر كيلو النحاس الألف جنيه متضاعفاً عن سعره فى نفس الوقت من العام الماضى، فيما وصل جرام الفضة إلى 55 جنيها متقدمًا عن متوسط سعره العام الماضى بنحو 40 جنيها، فما لبث أن تحولت أسعار القطع إلى أرقام متضاعفة، واكتفى عشاق المعدن النفيس بالارتشاف من نبع جماله بالنظر ثم تسبل أعينهم فى أسى راحلين، إلا من قلة من جامعى التحف ومحبى المقتنيات الإسلامية الذين ينجحون فى الاستحواذ على قطعة أو اثنتين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حي الجمالية النقش على النحاس

إقرأ أيضاً:

أستاذ إعلام: الحوار الوطني منصة لمناقشة دعم الاستقرار الإقليمي

أكد الدكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، أهمية الدور الكبير الذي يقدمه الحوار الوطني في مناقشة القضايا الوطنية والإقليمية الحساسة التي تواجه مصر والمنطقة، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية الخطيرة في الآونة الأخيرة، موضحًا أن الحوار يمثل منصة حيوية لتبادل الأفكار والرؤى بين مختلف القوى الوطنية، ما يعزز بدوره التماسك الاجتماعي ويزيد الوعى تجاه التحديات الراهنة.

قضايا الحوار أساسية لضمان استقرار مصر

وأضاف أستاذ الإعلام في تصريحات لـ«الوطن»،أن القضايا التي يطرحها الحوار الوطني، مثل الأمن القومي والسياسة الخارجية، تعد أساسية لضمان استقرار مصر في ظل الظروف الإقليمية المضطربة، التي تمر بها المنطقة، مشيدًا بكلمة الرئيس السيسي خلال احتفالية تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة، التي أشار فيها إلى أن الحوار الوطني في حالة انعقاد دائم ويمكنه تناول جميع القضايا.

تعزيز الأمن والاستقرار

وأشاد النحاس بالدور الذي تلعبه القيادة السياسية في دعم هذا الحوار، مؤكدًا أن استمرار تلك النقاشات حول هذه القضايا المصيرية سيسهم في تعزيز الأمن والاستقرار ودعم جهود التنمية المستدامة في مصر والمنطقة بحسب تعبيره، مشيرًا إلى أن دور الحوار يتعاظم في الأوقات الراهنة، بسبب التحديات المتزايدة التي يشهدها الإقليم مثل النزاعات المسلحة في الدول المجاورة، والتي تتطلب من الجميع التحلي بالوعي واليقظة، لعدم تحول الصراع إلى حرب إقليمية.

مقالات مشابهة

  • إخماد حريق في محل كشري بمنطقة الجمالية
  • النقش على النحاس .. فن عابر للأزمان بحي الجمالية
  • نقابة: الصحفيون المختطفون في سجون الحوثيين يواجهون “سوء معاملة وظروف سيئة”
  • أستاذ إعلام: الحوار الوطني منصة لمناقشة دعم الاستقرار الإقليمي
  • حالات يُسمح فيها البناء على الأراضي الزراعية وفقًا للقانون.. تعرف عليها
  • وصول مؤمن زكريا إلى مقر النيابة لسماع أقواله فى اختلاق واقعة السحر
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود يدشن المبنى الجديد للمديرية العامة للأمن العام بالرياض
  • قمع عابر للحدود.. تقرير يسلط الضوء على استهداف المعارضين المصريين بالخارج
  • فيديو| مهنة النحاس تواجه الاندثار بسبب غلاء الأسعار