جراح بريطاني يجري عملية جراحية بسكين طعامه
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
صُدم جراحون في مستشفى بريطاني من زميلهم الذي استخدم سكين طعامه لشق صدر مصاب سكتة قلبية، مدعياً أنه لم يعثر على مشرط معقم، ما دفعهم لطلب التحقيق معه.
ونجا المريض في مستشفى مقاطعة رويال ساسكس في برايتون في ديسمبر (كانون الأول) 2023، لكن تقارير داخلية، قالت أن زملاء الجراح قالوا بأن تصرفه كان "مشكوكاً فيه".وقالت مؤسسة مستشفيات جامعة ساسكس، إن المريض كان سيخضع لعملية جراحية طارئة، لكنه أصيب بسكتة قلبية قبل دخول غرفة العمليات، ما يعني أن التدخل المنقذ للحياة كان ضرورياً.
من جهتها، قالت كبيرة الأطباء في المؤسسة، البروفيسورة كاثرين أورش: "في ديسمبر (كانون الأول)2023، أصيب مريض كان ييخضع لعملية جراحية طارئة بسكتة قلبية قبل دخول غرفة العمليات، ولذلك احتاج إلى رعاية فورية إنقاذه".
وتابعت "نجا المريض بفضل تدخل الفريق الجراحي، ولكن كل من شارك في العملية أدرك أن الإجراءات التي اتخذت في تلك اللحظة كانت خارج الإطار الطبيعي، إذ تبيّن أن الجراح استخدم السكين الذي يستخدمه عادة لتقطيع الفاكهة في وجبة غدائه".
ووفقاً لصحيفة "مترو"، قال البروفيسور جرايم بوستون، الخبير في قضايا الإهمال الطبي والجراح الاستشاري السابق: "لقد فاجأني هذا الأمر وصدمني، أولاً، السكين غير معقمة. وثانياً، ليست أداة جراحية. وثالثاً، لا بد أن كل الأدوات كانت موجودة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بريطانيا
إقرأ أيضاً:
كويبوكا – Kwibuka : من جراح رواندا إلى إنذار السودان
في مثل هذا الشهر قبل واحدٍ وثلاثين عامًا، غرق العالم في صمت قاتل أمام واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ الحديث. منذ واحدٍ وثلاثين عامًا، حلّ الظلام على رواندا وخلال مئة يوم فقط، قُتل أكثر من مليون إنسان بدم بارد، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.كويبوكورفض تكرار الجريمة.
في السابع من شهر أبريل حيت رواندا ذكرى كويبوكا الحادية والثلاثين، وفي الخامس عشر من أبريل حلت علينا في السودان ذكري كارثة نشوب الحرب والحرب مستمرة للعام الثالث التي تفرض علينا الذاكرة مسؤولية ان ننهض جميعا في وجه الحرب التي دمرت البلاد وقتلت عشرات الآلاف او أكثر وشردت وأفقرت الملايين وحولت البلاد الي اكبر كارثة إنسانية في العالم .
السودان: حرب تُغذيها الكراهية
منذ أبريل ٢٠٢٣، دخل السودان دوامة حرب مدمرة، حرب بدأت بصراع سياسي وعسكري حول السلطة والثروة لكنها مع مرور الوقت تحولت إلى تهديد وجودي للوطن بأكمله.
العام الثالث من الحرب لا يحمل فقط استمرارًا للدمار، بل إشارات خطيرة على تحوّل الصراع إلى حرب أهلية واسعة النطاق. فوق الركام والجراح، تتسلل خطابات العنصرية والكراهية، معلنة مشروعًا مدمرًا:
• مشروع يهدف إلى إعادة السلطة بالقوة والقضاء على الثورة، حتى لو إدي الي تشظي وتقسيم السودان
• مشروع قائم على تحريض إثني وعرقي ممنهج.
• مشروع لا يرى في السودان وطنًا مشتركًا، بل غنيمة لمن ينجو من المجزرة.
التاريخ لا يكرر نفسه إلا إذا سمحنا له.
ما نشهده اليوم من تطبيع لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن تبرير للانتهاكات العرقية والمناطقية، يثير قلقًا عميقًا.
فالكلمات التي قتلت في رواندا مليون إنسان، تُقال اليوم في السودان.
والمجتمع الدولي، كما في ١٩٩٤، يبدو مترددًا وعاجزًا، يراقب المأساة تتفاقم دون تدخل حاسم.
في رواندا، بدأ كل شيء بخطاب. بالتحريض، بالتقسيم، بتجريد الضحايا من إنسانيتهم.
وفي السودان اليوم، تتكرر البدايات ذاتها وتستمر الحرب الي نفس المآلات والمغيبون من الشعب يقادون بالأكاذيب باعلام نظام التفاهة الممول بما تم نهبه من موارد السودان خلال عقود التيه وتحكم الفاسدين والمجرمين الذي يهللون اليوم بالوطنية والكرامة لحرب في حقيقتها صراع حول السلطة والثروة ضحيتها الاولي والأخيرة السودان وشعب السودان
كويبوكا: التذكّر مقاومة إحياء ذكرى كويبوكا ليس مجرد مناسبة، بل فعل مقاومة ضد الصمت. نتذكّر لكيلا نصبح شهودًا جبناء على مذبحة أخرى.
من جراح رواندا نتعلم أن الإبادة لا تحدث فجأة، بل تُزرع في العقول أولاً. ومن واقع السودان اليوم ندرك أن الخطاب العنصري ليس مجرد خطر محتمل، بل طريق معبد نحو كارثة جماعية.
لهذا، فإن مسؤوليتنا اليوم ان نرفض استمرار الحرب وتقف ضد الأصوات التي تزرع الفتنة ليظل السودان وطنًا واحدًا، لا ساحة لتصفية الحسابات.
كلمة أخيرة التاريخ يراقب. والشعوب التي لا تتعلم من جراحها محكوم عليها أن تنزف من جديد.
o.sidahmed09@gmail.com