رغم لاءات بايدن.. بزشكيان يحسم موقفه بمواجهة مخطط نتنياهو لضرب قلب محور المقاومة
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
كان تصريح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبل أيام حول وعود الأميركيين والأوروبيين لطهران بالعمل على وقف إطلاق النار في غزة، شرط عدم الرد على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية، تفسيرا للصمت الإيراني المثير للجدل حول عدم ردها لأكثر من شهرين على الحادثة رغم تعهد طهران بأن يكون الرد "قاسيا".
ويبدو أن واشنطن استطاعت احتواء الغضب الإيراني بالحديث عن صفقة لوقف الحرب على غزة، وهو ما دفع حكومة بزشكيان لاتباع أسلوب مختلف عما تركه سلفه الراحل إبراهيم رئيسي، الذي أظهر حزمًا في الرد على الهجوم الإسرائيلي على سفارة بلاده في دمشق قبل نحو 5 أشهر.
ورغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال له (don’t) "أي لا تهاجموا تل أبيب" فإنه نفذ وعده بعد أقل من يوم واحد وقصف إسرائيل بـ300 صاروخ وطائرة مسيّرة في أبريل/نيسان الماضي.
وبدت إيران في زمن إبراهيم رئيسي المحافظ -الذي توفي بعد شهر من قصف تل أبيب برفقة وزير الخارجية أمير عبد اللهيان، إثر تحطم الطائرة التي كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية- أكثر استعدادا لاستخدام القوة العسكرية المباشرة في مواجهة أي اعتداء عليها، وكان هجوم أبريل سابقة في حرب الظل الطويلة بين الطرفين، وشكل تحولا إستراتيجيا في قواعد الاشتباك مع تل أبيب.
لأكثر من شهرين، كان السؤال الأكثر تداولا في المنطقة هو: أين الرد الإيراني؟
إلى أن انطلقت الصواريخ فجأة نحو تل أبيب مساء أمس الثلاثاء، في رد وصفه بزشكيان بـ"الحاسم"، وقبل ذلك دار جدل واسع حول مدى التزام إيران بوعودها بالثأر لاغتيال قيادات "محور المقاومة" وعلى رأسهم إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
لم تقل إيران إنها تخلت عن الرد، لكن تصريحات سابقة لرئيسها، فتحت الباب أمام تحليلات وتأويلات كثيرة عندما أوصل رسالة أن بلاده "لا تريد أن تكون سببًا في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة".
وقرأ مراقبون أن هذه الرسائل تعكس رغبة لدى إيران في التعامل بحذر أكبر مع التوترات الإقليمية، وإعادة تقييم إستراتيجيتها بين الردع والاحتواء.
واستبعدت صحف أميركية بينها نيويورك تايمز أن تقوم إيران بأي رد على إسرائيل، موضحة أن بزشكيان يخشى من أن تنجر طهران إلى حرب أوسع نطاقا وأن تركيز الرئيس في المرحلة الحالية يكمن في كسر العزلة الاقتصادية، وإعادة إحياء الاتفاق النووي المجمد منذ أن انسحبت منه واشنطن في عام 2018، وأعادت فرض العقوبات على بلاده.
لقد كانت كلفة عدم الرد على اغتيال هنية في طهران أعلى بكثير من الرد ذاته كما يرى محللون، حيث ظهرت إيران أكثر تحفظًا في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، سواء ضدها أو ضد حلفائها في "المحور"، ما أغرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع اغتيالاته لتطال قلب إيران، وامتدت لتشمل حزب الله، بدءًا من تصفية قياداته وتفجير أجهزة اتصاله المحمولة من نوع "بيجر"، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، والتهديد بغزو بري لأراضيه.
وبعد سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية، يبدو أن إيران في زمن بزشكيان أرادت أن تفاجئ نتنياهو بضربة وصفتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأنها كانت ضعف هجوم أبريل/نيسان الماضي، بل أكبر هجوم تتعرض له إسرائيل في تاريخها، ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بينما صفارات الإنذار تدوي بكامل إسرائيل.
وقال بزشكيان عقب الهجوم الصاروخي "هذا جزء من قدراتنا. لا تدخلوا في مواجهة مع ايران"، فعادت المخاوف الإسرائيلية مجددا، من اندلاع حرب شاملة، ما دفع أسرة تحرير هآرتس لافتتاح صحيفتهم اليوم الأربعاء بعنوان: إسرائيل في حرب إقليمية.
"معركة بيروت ستنتهي في طهران"وقبل أيام من هجوم إيران الصاروخي، أطل نتنياهو على العالم من الأمم المتحدة، حاملًا خريطة واضحة، وكأنه يضع خطة معركته الجديدة ضد ما يسميها "دول اللعنة على إسرائيل". وتظهر في الخريطة طهران وبغداد ودمشق وبيروت، وصولًا إلى صنعاء في جنوب الجزيرة العربية.
ولاحقا، وجّه نتنياهو كلمة تحريضية للشعب الإيراني قائلا: لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه، وقال "لا بد أن تعلموا أن إسرائيل تقف إلى جانبكم"، ولفت إلى أن "السلام بين إيران وإسرائيل" سيتحقق عندما تصبح طهران "حرة في النهاية"، مشيرا إلى أن ذلك "سيحدث في وقت أقرب بكثير مما يعتقده الناس".
هناك فرصة لا يجب تفويتها
لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
بواسطة تامير باردو - الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)
يرى الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) تامير باردو أن الضربات التي وجهتها إسرائيل لحزب الله خلال الأسبوعين الماضيين، هي "فرصة لا يجب تفويتها لإعادة تشكيل الشرق الأوسط".
ويقول باردو في مقالة بصحيفة هآرتس إن موقف إسرائيل تجاه لبنان يجب أن يتغير الآن، وأنه ينبغي عليها أن تعتبره دولة ذات سيادة وأن تحمله مسؤولية ما يحدث على أراضيه، فحزب الله، الذي نال دعماً إيرانياً هائلاً، استطاع بفضل الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتالته واشنطن عام 2020، أن يبني قوة عسكرية ضخمة بحسب تامير.
وأوضح أن طهران تمكنت من تشكيل طوق نار يحيط بإسرائيل، بل وأصبحت لها حدود عبر حلفائها، في حين تبقى تل أبيب بعيدة عن طهران بأكثر من 1600 كيلومتر، ما يخلق وضعا إستراتيجيا خطيرا على وجود إسرائيل التي تعتبر إيران ألد أعدائها.
وتهدف المطالبة الإسرائيلية بتحميل دولة لبنان كامل المسؤولية عما يجري على أراضيه إلى ما يلي:
توريط الحكومة بدلا من التعامل مع حزب الله بشكل منفصل. استخدام الأمر ذريعة لتوسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في عمق لبنان، بل وإعادة احتلاله إذا لزم الأمر. التأثير في المواقف الدولية التي تعارض الغزو الإسرائيلي للأراضي اللبنانية.وباغتيال نصر الله تكون طهران خسرت أهم رجل في محور "يحوط إسرائيل بالنيران"، وبغزوها البري للبنان، فإن إسرائيل لا تخفي خططها بالعمل على تفكيك ما تسميهم "بأذرع طهران"، قبل الوصول إليها، وهذا ما أشار إليه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن تل أبيب تحارب أخطبوطا رأسه في طهران "وتحاول أذرعه ضربنا".
يقول عاموس هارئيل المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن ما يمكن فهمه الآن أن نتنياهو في طريقه نحو التصعيد على جميع الجبهات، ولا يوجد وقف إطلاق النار على أولوياته.
كما نصح الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي عاموس يادلين تل أبيب باتخاذ قرار حاسم بعد الضربات التي تعرض لها حزب الله، متسائلا: هل يجب علينا الالتزام بهدف إعادة سكان الشمال بأمان؟ أم المضي قدمًا نحو هدف أكثر طموحا يتمثل في إسقاط حزب الله؟
وأشار يادلين في مقالة عبر موقع القناة الـ12 الإسرائيلية إلى ضرورة الاستمرار في مواجهة "حزام النار" والعمل ضد الخلايا المسؤولة عن إدارة بعض العمليات في دمشق.
المواجهة المقبلة؟ولمواجهة "طوق النار" الذي تدعمه إيران حول إسرائيل، ينصح عاموس يادلين بضرب دمشق قائلا إنها كانت "الممر الرئيسي لإمداد حزب الله بالأسلحة وتعزيز قدراته"، كذلك يجب فتح الحساب كاملا مع الحوثيين في اليمن والمليشيات في العراق، بحسب وصفه.
يوضح يادلين أنه بعد تصفية زعيم حزب الله في لبنان، وإضعاف حركة حماس في غزة. كذلك الضربات المتواصلة على دمشق، واستهداف ميناء الحديدة في باليمن، عادت إسرائيل مجددا لتظهر كقوة إقليمية كبرى، وأنها اليد العليا في المنطقة.
كذلك يرى المحلل نداف إيال في يديعوت أحرونوت أن الضربات التي تلقاها حزب الله، تعتبر مدخلا لتغيير وجه المنطقة، لذلك يجب الذهاب أبعد من ذلك، في ضرب حلفاء إيران، لتخرج إسرائيل من حربها بنصر إستراتيجي، حسب قوله.
وفي قراءته للمشهد، اعتبر رئيس تحرير صحيفة هآرتس، ألوف بن، أن سلسلة الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في المنطقة والتهديدات الموجهة من إسرائيل إلى إيران نفسها، تتبع منطقا إستراتيجيا واضحا؛ هو تحطيم "وحدة الساحات" التي فرضتها طهران وحلفاؤها الإقليميون على تل أبيب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف ألوف بن أنه إذا أصرّ المرشد الإيراني علي خامنئي على مواصلة القتال عبر حلفائه، فإن إسرائيل ستوجه ضربة مباشرة إلى إيران، مشيرا إلى أن القرار الآن في يد خامنئي.
لكن عاموس يادلين يرى أيضا أن دخول إيران المعركة أمر قائم وحقيقي، وربما "يكون ردهم قفزة نحو القنبلة النووية".
وعلى عكس الجولات السابقة من القتال، التي تُرك فيها الفلسطينيون لمواجهة إسرائيل بمفردهم، يقول ألوف بن إن حماس تحظى هذه المرة بدعم فعلي من "محور المقاومة" بقيادة إيران.
فقد أجبرت المواجهة متعددة الساحات إسرائيل على تقسيم الجيش بين الجنوب والشمال، وإخلاء سكان الجليل الأعلى وفرض حصار بحري على إيلات، إلى جانب استمرار الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة من بيروت وصنعاء وبغداد.
كان واضحا أن نتنياهو قد اطمأن إلى انتخاب رئيس إصلاحي في طهران، حيث رأى في اهتمامه المتزايد بتحسين الأوضاع الداخلية وإنعاش الاقتصاد الإيراني فرصة لتجنب التصعيد أو تأجيل الردود العسكرية، فجاء الرد الإيراني بمئات الصواريخ، لاستعادة الردع.
ورمت طهران الكرة مجددا في ملعب نتنياهو، الذي كان منتشيا حتى أمس بالاغتيالات الأخيرة على كل الجبهات، واعدا بالانتصار على "محور المقاومة" وسحقه في غزة وبيروت ودمشق وصنعاء وبغداد، من أجل رسم خارطة شرق أوسط جديد لـ50 عاما مقبلة، حسب قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محور المقاومة فی المنطقة فی مواجهة نصر الله فی طهران حزب الله تل أبیب إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات
16 مارس، 2025
بغداد/المسلة:
ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات.. من يُبدّد “الشروط المسبقة”؟
محمد صالح صدقيان
أعادت رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القيادة الإيرانية والتي حملها المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات أنور قرقاش إلى طهران، فتح صفحة جديدة من التفاوض الإيراني الأمريكي بشأن البرنامج النووي الإيراني وبقية القضايا العالقة بين البلدين.
حتى الآن لا توجد معلومات دقيقة عن مضمون الرسالة الأمريكية التي تسلمتها إيران يوم الأربعاء الماضي، لكن المصادر الإيرانية تتحدث عن لغة مختلفة للسلام في منطقة الشرق الأوسط استخدمتها الرسالة وإن كانت هذه المصادر تتحدث عن “شروط مسبقة للحوار” تضمنتها رسالة ترامب!
وتشي الأجواء الإيرانية بالارتياح لما تُسميها طهران “الخطوة الأميركية الأولی” في مسار المفاوضات، وبالتالي قرّرت إيران الرد علی رسالة ترامب “وهذه نقطة ايجابية، لأن أجواء طهران لا تشي بوجود إجماع على الرد والتعامل إيجاباً مع الرسالة الأميركية”، وتعتبر المصادر أن تصريحات المرشد الإيراني الأعلی الإمام علي خامنئي الأخيرة “كافية للرد علی أي رسالة تحمل شروطاً مسبقة، وهو الأمر الذي يُعارضه الإيرانيون الذين يطالبون بمفاوضات من دون شروط مسبقة لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها الجانبان”.
رسالة الرئيس ترامب خضعت للدراسة والبحث من قبل ثلاث لجان تابعة لمجلس الأمن القومي الأعلی؛ الأولی، لجنة خبراء؛ الثانية، لجنة اقتراح مضمون الرد؛ الثالثة، لجنة اتخاذ القرار النهائي قبل رفعه إلى مجلس الأمن القومي الأعلی الذي يرأسه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وحسب مناخات طهران، ثمة اتجاهان في تقييم رسالة ترامب التي تزامنت مع فرض عقوبات أمريكية جديدة شملت هذه المرة وزير النفظ الإيراني محسن باكنجاد.
الاتجاه الأول يعتبر أن الرسالة الأميركية “تفتقد للجدية كونها تحتوي شروطاً مسبقة للدخول في المفاوضات وتصريحات المرشد الأعلی الأخيرة التي تزامنت مع وصول الرسالة كانت كافية لا بل حدّدت الموقف الإيراني بشكل كامل حيال المفاوضات التي يدعو إليها ترامب”.
أما الاتجاه الثاني فيعتبر أن الرسالة وإن كانت تتضمن شروطاً مسبقة “إلا أنها تضمنت لغة جديدة التزم بها الرئيس ترامب حيال السلام في منطقة الشرق الأوسط”، وتضيف المصادر أن هذه الشروط المسبقة التي تحدثت عنها الرسالة “يُمكن توضيحها في رد إيراني سيتم تضمينه روحية التعاطي الإيجابي مع الرسالة الأميركية وذلك بهدف رمي الكرة في ملعب ترامب، وفي هذه الحالة فإن واشنطن لها الخيار في قبول وجهة النظر الإيرانية أو رفضها”.
ما هي طبيعة “الشروط المسبقة” التي تضمنتها رسالة ترامب؟ تدعو واشنطن الإيرانيين إلى إعادة صياغة علاقاتهم مع حلفائهم في كل من لبنان والعراق واليمن، وهذه الدول (مع سوريا التي سقط نظامها السابق) تعتبرها طهران جزءاً من جبهة مواجهة موحدة مع الكيان الإسرائيلي؛ وجرت العادة أن يُردّد الإيرانيون أنهم رسموا خطوطاً حمراء للتعامل مع حلفائهم، بحيث لا أحد يُصادّر قرارهم أو يتحدث أحد بالنيابة عنهم أو يفاوض باسمهم، وهذا الأمر لمسه القريب والبعيد في التعامل الإيراني مع العديد من الملفات في المرحلة السابقة.
هذا الموقف المبدئي لا يمنع من القول إن طهران لم تحدد آلية واضحة حتى الآن في التعامل مع الشروط الأمريكية، فضلاً عن عدم وجود معلومات دقيقة حول المضمون النهائي للرد الإيراني لكن الأكيد أن طهران قرّرت الرد وإن كان المرشد قد صرّح أن ترامب لا يريد حل المسألة الإيرانية بقدر ما هو يريد تشديد العقوبات عليها.
وفي مسار مواز، احتضن قصر “دياويوتاي” غرب العاصمة الصينية بكين، اجتماعاً ثلاثياً صينياً إيرانياً روسياً علی مستوی معاوني وزراء خارجية الدول الثلاث وهم الروسي سيرغي ريابكوف؛ الصيني ما تشاو شو؛ الإيراني كاظم غريب آبادي، وذلك بهدف اتخاذ موقف موحد حيال العقوبات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة علی إيران. نتائج الاجتماع الذي عقد أمس الأول (الجمعة) في بكين، “كانت مهمة جداً لإيران خصوصاً ما يتعلق بإدانة العقوبات الأمريكية والمطالبة برفعها؛ والتأكيد علی القرار الأممي رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي؛ ودعم حق إيران بامتلاك الدورة الكاملة للتقنية النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي الموقعة من قبل إيران.
هذا الموقف الثلاثي هدفه إقامة حائط صد بوجه موقف دول الترويكا الأوروبية التي دعت مجلس الأمن الدولي لمناقشة البرنامج النووي الإيراني في جلسة عقدت الخميس الفائت، برغم معارضة إيران التي انتقدت قرار عقد الجلسة واعتبرته “سابقة في تاريخ مجلس الأمن”..
واللافت للإنتباه أن كل هذه التطورات في الملف الإيراني حدثت خلال الأسبوع المنصرم، ما يؤشر علی حراك إيراني وإقليمي ودولي يتصل بإدارة المرحلة الانتقالية المقبلة مع الأخذ في الاعتبار الأحداث التي شهدتها ساحات كل من لبنان وفلسطين وسوريا.
تبقی الإشارة إلى أن تطوع دولة الإمارات للعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران وضعه مصدر إماراتي رفيع المستوی في “في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين ووقوف الإمارات بجانب إيران الجارة؛ والعمل معاً علی التهدئة وتجاوز المرحلة الصعبة جداً علی الجميع”.
ويبدو أن الخيار وقع علی دولة الإمارات بعدما تطوّعت عدد من الدول للدخول علی خط الوساطة مثل روسيا والسعودية وقطر والمنصة التقليدية لهذا العمل سلطنة عُمان. وهذا ما دفع دولة الإمارات إلی اختيار أنور قرقاش الذي يُمثّل رئيس الدولة محمد بن زايد لنقل رسالة ترامب. ومن المتوقع أن يقوم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحمل الرسالة الأخيرة للقيادة الإيرانية، إذا نجح الجانبان في تحريك المياه الراكدة بينهما، وذلك بما يُهيء الأرضية لاستئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن في حال تطور مسار تبادل الرسائل بشكل ايجابي ولا سيما إذا نجح ترامب في ترميم حاجز عدم الثقة الكبير الموجود حالياً بينه وبين القيادة الإيرانية علی خلفية انسحابه من الاتفاق النووي في العام 2015 وفرض المزيد من العقوبات علی إيران كان آخرها في الأسبوع الماضي.
وحسب المصادر الإيرانية، “يجب أن يُدرك ترامب أن القيادة الإيرانية ليست الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ولا أي رئيس أو زعيم آخر؛ إنها تختلف في المضمون وفي الشكل وفي التاريخ وفي الجغرافية؛ وما يستخدمه الرئيس ترامب من سلوك مع الآخرين لا يمكنه استخدامه مع القيادة الإيرانية. فلكل مقام مقال ولكل حادث حديث؛ والحكيم الذي ينجح في وضع الشيء في محله”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts