القدس المحتلة- تتنافس الأوساط الإسرائيلية فيما بينها بشأن بنك الأهداف في إيران التي سيتم ضربها، ردا على الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران مساء الثلاثاء، لكن دون الإعلان رسميا عن الأهداف المدرجة، بيد أن مسؤولا حكوميا صرح بعد اجتماع "الكابينت" بأن الرد سيكون كبيرا، في مؤشر لعدة سيناريوهات وهو ما ينذر بحرب إقليمية.

وتتواصل المشاورات الإسرائيلية على المستويين السياسي والعسكري لتحديد طبيعة الرد والسيناريوهات الهجومية على طهران، حيث تدرس إسرائيل مهاجمة أهداف إستراتيجية في إيران، مثل منشآت النفط أو الغاز، وتدعو المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على طهران بهدف تعميق عزلتها الدولية.

ويعكس تواصل المشاورات بالجانب الإسرائيلي حقيقة أن المستوى السياسي الممثل بالحكومة لم يقرر بعد ولم يحسم بشكل قاطع كيفية الرد على الهجوم الإيراني، لكن ثمة توافقا إسرائيليا على ضرورة فرض "ثمن باهظ" على إيران.

وفي مؤشر لطبيعة بنك الأهداف في إيران والمدرجة على القائمة الإسرائيلية، قال أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" "يجب على إسرائيل أن تهاجم إيران فورا، وتقصف كل منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية، وتدمر المصافي والسدود".

فرصة تاريخية

صعّدت إسرائيل من لهجة التهديد والوعيد بمهاجمة إيران وضرب منشآتها النووية، وهو التهديد الصريح الذي عبّر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأرفقه بكلمة مصورة موجهة للشعب الإيراني، دعاهم من خلالها للتمرد والانقلاب على نظام الحكم بطهران.

وتناغمت تهديدات المستوى السياسي بتل أبيب مع تحذيرات لطهران صادرة عن المؤسسة العسكرية، والتي عبّر عنها وزير الدفاع يوآف غالانت، قائلا إن "اليد الطولى لإسرائيل قادرة على أن تصل لكل مكان".

وعكست هذه التهديدات ما تصفه تل أبيب بـ"الفرصة التاريخية" لمهاجمة طهران ومشروعها النووي، في أعقاب الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على العمق الإسرائيلي، ردا على اغتيال المجاهد الشهيد إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وأجمعت قراءات مراكز الأبحاث في تل أبيب وتقديرات المحللين أن لنظام الثورة الإسلامية في إيران دورا مركزيا في "إدارة الحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل، وفي زعزعة استقرار الشرق الأوسط" بحسب المزاعم الإسرائيلية، وذلك من خلال تسليح محور المقاومة الذي وصفته بـ"محور الشر" والذي يشمل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

محللون يرون أن الرد الإسرائيلي يجب أن يكون قويا من أجل رد الاعتبار للجمهور الإسرائيلي الذي لم يتعرض سابقا لهجوم مماثل (غيتي) حرب إقليمية

وفي استعراضه لتداعيات الهجوم الصاروخي الإيراني وسيناريوهات الرد الإسرائيلي على طهران، يعتقد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن الهجوم الصاروخي غير المسبوق على إسرائيل يشكل مرحلة أخرى باتجاه اندلاع الحرب الإقليمية بالشرق الأوسط.

ويجزم المحلل العسكري أن الرد الإسرائيلي سيكون قويا، من أجل رد الاعتبار للجمهور الإسرائيلي الذي لم يواجه قط هجوما مماثلا على الجبهة الداخلية، وخاصة في وسط البلاد، ورجح أن الهجوم الإيراني كان من المفترض أن يستهدف عدة مواقع عسكرية وأمنية وقواعد القوات الجوية، لكنه في الواقع كان يهدف إلى الإضرار بتجمعات السكان المدنيين والتسبب في مقتل وترويع إسرائيليين.

ويرى أنه عشية مرور عام على أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب على جبهتي غزة ولبنان، وجدت إسرائيل ذاتها من خلال الهجوم الإيراني في مرحلة جديدة نحو حرب إقليمية، محورها إيران التي وضعت ذاتها في مقدمة المواجهة الهجومية، وهو ما يلزم إسرائيل برد قوي وشديد.

وحول طبيعة الرد وبنك الأهداف في إيران، يعتقد المحلل العسكري أن الرد الإسرائيلي سيكون بتنسيق تام مع الولايات المتحدة الأميركية، بحيث إن الدعوات الإسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ستخضع إلى التنسيق مع واشنطن.

"تفكيك النظام الإيراني"

وفي الجانب السياسي، يرى محلل الشؤون السياسية في الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" شالوم يروشالمي، أنه في ظل الدعم الدولي الواسع لإسرائيل بعد تعرضها للهجوم الصاروخي، "فهذه ساعة استثنائية من التحضيرات العسكرية والعملياتية ضد إيران".

ويعتقد المحلل السياسي أنه في ظل وحدة الرأي غير المسبوقة بالخارطة السياسية الإسرائيلية، والدعم النادر من العالم والمجتمع الدولي، فإن إسرائيل ملزمة بشن هجوم مضاد وقوي ضد إيران، قائلا إن "هذه هي فرصة تل أبيب ضد النظام الإيراني الذي وضع إبادة إسرائيل والصهيونية على رأس جدول أعماله، وانطلق لتحقيق أهدافه في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".

وأوضح أنه ليس بمقدور إسرائيل وحدها تدمير المشروع النووي الإيراني وإسقاط النظام، حيث لا بد من دعم وشراكة من أميركا، قائلا "الرئيس جو بايدن قال إن التزامه تجاه إسرائيل مطلق، ويتعين عليه أن يقتنع بأن هذا الالتزام يعني تفكيك النظام في طهران، بعد مرور 45 عاما على الثورة الإيرانية، والقضاء على التهديد النووي، وإلا فإننا لم نفعل شيئا".

توظيف العداء

وبحسب تقدير موقف أعده نائب رئيس معهد "يروشاليم للإستراتيجية والأمن" عيران ليرمان، فإن طهران تعمد لترسيخ نفسها كشريك مهم في المحور الصيني الروسي الكوري الشمالي ضد الولايات المتحدة والغرب، سعيا منها لتحقيق تقدم ملحوظ في المشروع النووي، لتتحول بسرعة إلى دولة على العتبة النووية.

ويرى ليرمان الذي شغل بالسابق منصب نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، أن وتيرة المشروع النووي الإيراني تتسارع بشكل كبير، وتتطلب ردا فوريا وحاسما، وأشار إلى أن التحدي الذي يواجه إسرائيل والغرب معا هو العمل بالقوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، إذا لم يتم العثور على طريقة أخرى لكبح البرنامج النووي.

ويعتقد أن الحل الحقيقي طويل الأمد للنظام الإيراني وما يشكله من تهديدات لإسرائيل، يتجسد في "توظيف العداء الذي يحمله جزء كبير من الشعب الإيراني تجاهه"، ولا بد من إيجاد سبل لتعزيزه وتوجيهه إلى قنوات عمل، تؤدي إلى تعميق الصدع بين الشعب والنظام، وتسريع التحركات الرامية إلى إنهاء المشروع النووي وانهيار النظام.

وحول طبيعة الرد الإسرائيلي، يقترح ليرمان سيناريو على مخططي الهجوم وصناع القرار في تل أبيب، أن يأخذوا في الاعتبار ضرورة التحرك قدر الإمكان، وبخضوع واضح للاعتبارات العملياتية، حتى يتم الهجوم على المشروع النووي بشكل يعمق الشرخ بين الجمهور الإيراني وحكامه وتقويض النظام، وليس الإضرار بإيران كأمة وكدولة.

وخلص للقول "ينبغي أن يكون الرد العسكري الإسرائيلي مصحوبا بحملة توعية واسعة النطاق، تهدف إلى تشجيع القوى الاحتجاجية داخل إيران لاختراق الحواجز التي يضعها النظام، لأن تصوير ضعف النظام وخطورته قد يكون العامل المحفز الذي سيعجّل بسقوطه"، حسب تقدير ليرمان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرد الإسرائیلی المشروع النووی فی إیران تل أبیب أن الرد

إقرأ أيضاً:

ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ، اليوم الخميس 30 يناير 2025 ، عن ضابط كبير في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ، قوله إن المسألة ليست غزة فقط وليست حماس فقط"، في الحرب على غزة التي وسعتها إسرائيل إلى الضفة الغربية، وأن "التحدي الحقيقي" موجود في الضفة.

وألمح الضابط إلى مخططات إسرائيلية لاجتياح واسع للضفة الغربية، وقال إن "يهودا والسامرة هي الحدث الذي أمامنا، وهذا حدث ضخم ونحن ندرك هذا جيدا".

وأعلن وزير الأمن، يسرائيل كاتس، من داخل مخيم جنين أن "إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات اللاجئين" في الضفة الغربية، بادعاء القضاء على المجموعات المسلحة.

وتابع الضابط أنه "نعمل بقوة شديدة في طولكرم وجنين، وسنستمر بهذا الشكل. وهذه المنطقة معقدة أكثر بأضعاف، وأصبحنا نعمل هناك بشكل مختلف. وعموما، أعتقد أنه بعد 7 أكتوبر ينبغي تقويض المفاهيم التي كانت لدينا، ولديّ أيضا".

وأضاف "نحن نقول إن حماس هي العدو في يهودا والسامرة، وأن أجهزة الأمن (الفلسطينية) تساعدنا. من قال أن هذا الوضع سيستمر؟ ومن قرر أن حماس تعني الحرب و فتح تعني السلام؟ لقد واجهنا مفاجأة إستراتيجية واحدة في 7 أكتوبر في غزة، وليس بإمكاننا السماح بتكرارها في يهودا والسامرة. وكنا عالقين في مفهوم وقد انهار، ويحظر أن ينهار مفهوم آخر في يهودا والسامرة".

ووصف الضابط أقوال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول تهجير سكان من قطاع غزة، من خلال "نقل" أكثر من مليون فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة، بأنها "فكرة ممتازة".

واعترف بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أن إسرائيل لم تحقق هدف الحرب بالقضاء على حماس، مشيرا إلى أنه "نتواجد في وضع معقد للغاية، لم يُهزم فيه الذراع العسكري لحماس بعد، وكذلك الذراع السلطوي. واقتراح ترامب إيجابي".

ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، صرحوا مرارا وتكرارا حول تهجير سكان القطاع، إلا أن الضابط زعم أنه "حتى تحدث ترامب عن ذلك، في إسرائيل خافوا من التحدث عن فصل سكان عن المنطقة".

وحسب الصحيفة، فإن الانطباع في إسرائيل هو أن "الأميركيين جديون في هذا الموضوع، وأقوال ترامب لم تكن عفوية". ويبدو أن إسرائيل تتجاهل رفض مصر والأردن لأقوال ترامب.

وقال الضابط إنه "نعمل في غزة بشدة بالغة، لكن القضية الإنسانية، الأسرى والمفقودين وتقييدات المساعدات الأميركية تطلبت منا تعديلات صعبة. وعلينا أن نسأل أنفسنا إلى أين نستمر من هنا".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الاحتلال يستعد لتضييق الخناق لمنع الاحتفالات بتحرير الأسرى الجيش الإسرائيلي يقرّ بتنفيذه خروقات في غزة مبعوث ترامب بحث في إسرائيل مخططات ترحيل سكان غزة الأكثر قراءة قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الضفة بالفيديو: قوات الاحتلال تُجبر أهالي مخيم جنين على النزوح قسرا تفاصيل أول مكالمة بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي الجديد المجدلاوي: العمل على إنشاء مستشفيات ومراكز صحية جديدة في قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ما السلاح الإسرائيلي الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها أسيرة بجباليا؟
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • عراقجي يبحث البرنامج النووي الإيراني مع غروسي والوزير البريطاني
  • مغردون: أين الرد اللبناني على قصف إسرائيل للنبطية؟
  • ‏قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل: حزب الله هُزم وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته
  • خامنئي: "غزة الصغيرة ركّعت إسرائيل".. ووزير الخارجية الإيراني يقترح "نقل الإسرائيليين إلى غرينلاند"
  • عراقجي: إيران مستعدة لسماع عرض ترامب بشأن "الاتفاق النووي"
  • خلافة خامنئي.. 3 مرشحون محتملون وتحديات متصاعدة تهدد استقرار النظام الإيراني
  • إيران: ننتظر عرض ترامب بخصوص الملف النووي
  • عراقجي: إيران مستعدة لسماع عرض ترامب بشأن "الاتفاق النووي"