من حلف وصداقة.. إلى عداوة لدود
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل مع اندلاع حرب الإبادة الصهيونية فى قطاع غزة واستشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله فى غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحركة التى تسلحها وتمولها إيران.
وتعتبر دول عديدة حزب الله أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى وبريطانيا ودول أخرى.
وسلطت التطورات الأخيرة الضوء على حجم العداء الشديد بين البلدين، فمنذ أواخر سبعينيات القرن الماضى أصبحت الدولتان «ألد أعداء» وفى الوقت الذى تهدد فيه إيران بمحو إسرائيل من الخريطة تعتبر الأخيرة طهران أشد خصومها، فما جذور العداء بين البلدين؟
قبل قيام ثورة الخمينى فى إيران عام 1979 كانت إسرائيل وإيران حليفتين، فقد كانت طهران من أوائل الدول التى اعترفت بإسرائيل بعد قيامها عام 1948 وفى حين اعتبرت إسرائيل حينئذٍ إيران حليفة لها ضد الدول العربية رأت طهران فى إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة ثقل توازن مقابل الدول العربية فى المنطقة.
وأثمر هذا التعاون عن قيام إسرائيل بتدريب خبراء إيرانيين فى مجال الزراعة وأيضا المساعدة فى إنشاء القوات المسلحة الإيرانية وتدريبها. وكان الشاه الإيرانى يقوم بدفع الثمن عن طريق شحن دفعات من النفط الإيرانى إلى إسرائيل التى كان اقتصادها فى ذاك الوقت بحاجة إلى النفط.
كانت إيران فى تلك الفترة موطناً لثانى أكبر طائفة يهودية خارج إسرائيل، لكن عقب قيام الثورة غادر العديد من اليهود إيران فيما تقول تقديرات إن أكثر من 20 ألف يهودى ما زالوا يعيشون فى إيران.
وألغت إيران كافة الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل بالتزامن مع توجيه قائد الثورة انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب احتلالها أراضيَ فلسطينية. وبمرور الوقت تبنت إيران لهجة خطاب عنيفة ضد إسرائيل بهدف كسب تأييد مواطنيها والدول العربية، فالنظام الإيرانى كان حريصاً على تعزيز نفوذه الإقليمي.
وفى عام 1982 حين أرسلت إسرائيل قواتها إلى جنوب لبنان- لاجتياحه من أجل التدخل فى الحرب الأهلية اللبنانية- قام الخمينى بإرسال عناصر من الحرس الثورى إلى بيروت لدعم الميليشيات الشيعية. ويقول خبراء إن ميليشيا حزب الله -التى كانت إحدى ثمار هذا الدعم الإيراني- باتت الآن تلعب دور وكيل إيران الرئيسى فى لبنان.
ومع تولى آية الله على خامنئى القيادة ظلت إيران على نفس القدر من العداوة تجاه إسرائيل فيما شكك المرشد الإيرانى والقادة فى عدة مناسبات فى وقوع ما يسمى الهولوكوست.
ومن أجل تعزيز موقفها ضد إسرائيل والسعودية، دعمت إيران حزب الله فى لبنان وحماس فى غزة. كما تدخلت فى الحرب بسوريا عبر دعم الرئيس بشار الأسد. وفى اليمن والعراق، تمضى طهران قدماً فى دعم الحوثيين وما يُطلق عليه اسم حركة المقاومة فى العراق.
وكان يقف وراء ما يمكن وصفه بـ«حرب الظل» قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» فى الحرس الثورى والمكلف بالتخطيط وتنفيذ العمليات الخارجية لإيران والذى قُتل فى غارة أمريكية بطائرة مسيرة مطلع عام 2020. وعقب إبرام الاتفاق النووى بين إيران ومجموعة (5 + 1) التى تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا عام 2015، اعتبر نتنياهو الاتفاق «خطأ تاريخيا». وأضاف أن بلاده سوف تمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية بكل الوسائل المتاحة فيما سعت فى عدة مرات إلى تخريب البرنامج النووى الإيراني.
وكشفت تحقيقات لصحيفتى «نيويورك تايمز» و«الجارديان» إلى وجود أدلة تشير إلى أن اغتيال العالم الإيرانى النووي، محسن فخرى زاده، عام 2020 جرى على يد عناصر من وكالة الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد». ولم تؤكد إسرائيل أو تنف وقوفها وراء عملية القتل.
ويقول مراقبون إن قضية العداء لإسرائيل لا تحظى بدعم كافة الإيرانيين وهو ما برز من تصريحات سابقة أدلت بها الناشطة الإيرانية فائزة رفسنجانى ابنة الرئيس الإيرانى السابق هاشمى رفسنجاني.
وخلال مقابلة أُجريت عام 2021 قالت فائزة إنه «يجب على إيران إعادة تقييم علاقتها مع إسرائيل لأن موقفها لم يعد يتماشى مع العصر»، مضيفة أنَّ أقلية الإيغور المسلمة فى الصين ومسلمى الشيشان فى روسيا يتعرضون للاضطهاد ورغم ذلك فإن «علاقة إيران بموسكو وبكين وثيقة».
وانتقد المفكر الإيرانى البارز صادق زيباكلام -الذى يدرِّس فى جامعة طهران–سياسة بلاده تجاه إسرائيل، قائلا إن «هذا الموقف أدى إلى عزل إيران على الساحة الدولية».
كما خرجت أصوات داخل إسرائيل متضامنة مع الشعب الإيرانى فيما تعد حملة «إسرائيل تحب إيران» التى أطلقها نشطاء إسرائيليون على فيسبوك عام 2012، المثال الأبرز على ذلك. ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل فى عام 2023 حرى تدشين حملة مماثلة لدعم الاحتجاجات الإيرانية عقب مقتل مهسا أميني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيران وإسرائيل حزب الله حسن لاتحاد الأوروبي معقل الحركة
إقرأ أيضاً:
"وول ستريت جورنال": ترامب يخطط لزيادة العقوبات على إيران والإضرار بصادراتها النفطية
كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن خطط الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وذكر أن الأخير يعتزم زيادة العقوبات على إيران بشكل كبير، بالإضافة إلى تقليص مبيعات النفط الإيرانية، في خطوة تهدف إلى تقليص دعم طهران للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
اعلانخلال ولايته الأولى، اتبع ترامب سياسة صارمة تجاه إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية، والذي كان يهدف إلى تقليص برنامجها النووي. كما أعاد فرض سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، في محاولة لإقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية ووقف دعم الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمات "إرهابية".
وفي مقابلة مع شبكة "CNN"، أكد براين هوك، الذي كان مسؤولاً عن سياسة إيران في وزارة الخارجية الأمريكية خلال ولاية ترامب الأولى، أن الرئيس المنتخب لا يسعى للإطاحة بنظام إيران.
وأضاف أن ترامب سيواصل استراتيجية "عزل إيران دبلوماسيًا" وإضعافها اقتصاديًا، بهدف الحد من قدرتها على تمويل الأنشطة العسكرية التي تدعمها جماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في العراق وسوريا. ومن المتوقع أن يتولى هوك منصبًا رفيعًا في مجال الأمن القومي في ولاية ترامب الثانية، حيث كان أحد الداعمين الرئيسيين لحملة "الضغط الأقصى".
المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك، في الوسط، يرافقه كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض جاريد كوشنر، إلى اليسار، الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020APRelatedما هو سر اختيار ترامب لسوزي وايلز رئيسة لموظفي البيت الأبيض؟بوتين يعلن دعمه لمطالب الصين بشأن تايوان ويقول إنه مستعد لمناقشة قضية أوكرانيا مع ترامبفوز ترامب يقلق أوروبا.. توقعات النمو في منطقة اليورو تتراجعبعد فوزه التاريخي.. هل يحق لترامب الترشح لولاية رئاسية جديدة عام 2028؟من المتوقع أن تتأثر سياسة الرئيس تجاه إيران، عند استلامه منصبه في 20 يناير المقبل، بمشاعر شخصية، وذلك بسبب محاولات طهران لاغتيال الرئيس المنتخب وبعض المسؤولين الأمنيين الأمريكيين البارزين بعد انتهاء خدماتهم، وفقًا لما أشار إليه مسؤولون سابقون في الإدارة الأمريكية.
ويُعتقد أن إيران تسعى للانتقام من الضربة الأمريكية بالطائرات المسيرة التي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في عام 2020.
أحد المعزين يحمل صورة للجنرال الراحل قاسم سليماني خلال حفل أقيم بمناسبة ذكرى وفاته، في مسجد الإمام الخميني الكبير في طهران، إيران، الثلاثاء، 3 يناير/كانون الثاني 2023APمن جهته، قال ميك مولروي، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلال ولاية الرئيس ترامب الأولى، إن "الأمور الشخصية تؤثر في اتخاذ هذه القرارات"، مضيفًا أنه إذا كان ترامب سيتخذ موقفًا حازمًا تجاه أي دولة، فإن إيران ستكون على الأرجح واحدة من تلك الدول.
وذكرت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين أمريكيين اطلعوا على خطط ترامب، من المتوقع أن يعمل الفريق الرئاسي الجديد على تكثيف الضغط على إيران، بما في ذلك استهداف الموانئ والتجار الأجانب الذين يتعاملون مع النفط الإيراني. ويُتوقع أن تكون هذه السياسة مشابهة لاستراتيجية "الضغط الأقصى" التي اعتمدها ترامب في فترته الأولى، حيث تراجعت الشحنات إلى 250,000 برميل يوميًا بعد فرض الحظر الأمريكي.
وأكد روبرت مكالي، المسؤول السابق في وزارة الطاقة الأمريكية، أن إدارة ترامب قد تفرض عقوبات على الموانئ الصينية التي تستقبل النفط الإيراني، وأوضح أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تقليص شراء النفط الإيراني بحوالي 500,000 برميل يوميًا، خاصة من الصين.
ومع تولي الرئيس جو بايدن منصبه، عادت صادرات النفط الإيراني إلى الارتفاع لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ ست سنوات في سبتمبر 2024.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعرض مذكرة رئاسية موقعة بعد إلقاء بيان حول الاتفاق النووي الإيراني من غرفة الاستقبال الدبلوماسي في البيت الأبيض، في 8 مايو/أيار 2018Evan Vucci/APفي وقت سابق، أبدى بعض مستشاري ترامب تأييدهم لتصعيد الموقف ضد إيران، خاصة إذا شمل ذلك ضربات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.
وكان الرئيس بايدن قد تلقى تأكيدات من إسرائيل بعد الهجوم الإيراني في 26 أكتوبر بأنه لن يتم استهداف المنشآت النووية أو البنية التحتية للطاقة الإيرانية، نظرًا للقلق من تأثير ذلك على أسعار النفط وزيادة التوترات الإقليمية.
مبانٍ متضررة في قاعدة خوجير العسكرية الإيرانية خارج طهران، إيران، في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2024Planet Labs PBC/APورغم التوترات الشديدة بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن بعض المسؤولين الذين عملوا مع ترامب لا يستبعدون إمكانية التوصل إلى صفقة دبلوماسية مع طهران في حال فوزه في فترة رئاسية ثانية. وقال مولروي: "ترامب يحب إجراء الصفقات، لكنه يفضل أن تكون تلك الصفقات من صنعه".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية موسكو: لسنا معنيين بتهنئة ترامب.. وأمريكا لا تزال دولة معادية هواجس إيرانية حول مستقبل العلاقات مع أمريكا في ظل حروب على كلّ الجبهات بعد فوزه التاريخي.. هل يحق لترامب الترشح لولاية رئاسية جديدة عام 2028؟ قاسم سلیمانی دونالد ترامب إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي عقوبات اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. في اليوم الـ399 للحرب: 70% من قتلى غزة من النساء والأطفال وحزب الله يصعد ضرباته على حيفا يعرض الآن Next بعد فوزه التاريخي.. هل يحق لترامب الترشح لولاية رئاسية جديدة عام 2028؟ يعرض الآن Next بوتين يعلن دعمه لمطالب الصين بشأن تايوان ويقول إنه مستعد لمناقشة قضية أوكرانيا مع ترامب يعرض الآن Next فرنسا ترفع مستوى خطر "إنفلونزا الطيور" إلى "مرتفع" وتفرض تدابير وقائية مشددة يعرض الآن Next مقتل وإصابة العشرات في ضربات روسية على خاركيف وأوديسا اعلانالاكثر قراءة من الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.. إلى موضوع المواليد.. ماذا حل بالقدس في ولاية ترامب الرئاسية الأولى؟ حزب الله يقصف حيفا وعكا وفضيحة تسريب جديد بمكتب نتنياهو وغالانت يؤكد أن لا أهمية للبقاء في فيلادلفيا ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل وتهديدات إيران كيف تسهم الموانئ الرئيسية في الجزائر: عنابة وجن جن وبجاية في دفع النمو الاقتصادي بالمشاركة مع anep اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024دونالد ترامبإسرائيلروسياالحرب في أوكرانيا بحث وإنقاذفيضانات - سيولضحايافرنساالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةإعصارالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024