رغم إصرار المجتمع الدولي وجيران النيجر، بمن فيهم دول من مجموعة "إيكواس" على ضرورة معالجة الأزمة التي خلفها الانقلاب على الشرعية في النيجر، بحلول سلمية، إلا أن الخيار العسكري، لا يزال مطروحا، وفق ما أكدته مرارا دول مجموعة دول غرب أفريقيا. 

وبينما هددت بوركينافاسو ومالي بمساندة الانقلابيين في النيجر في حال أي هجوم عسكري ضدهم، أكد قادة دول "إيكواس" أنهم متمسكون بالحلول السلمية لكنهم لا يستبعدون اللجوء إلى الخيار العسكري.

وقررت "إيكواس" في قمتها الاستثنائية في أبوجا، الخميس، نشر "القوة الاحتياطية" التابعة للمنظمة، حيث ستساهم ساحل العاج بـ"كتيبة" من 850 إلى 1100 عنصر، إلى جانب نيجيريا وبنين خصوصا، إلى جانب دول أخرى ستشارك أيضا في قوة التدخل تلك.

في غضون ذلك، هدد انقلابيو النيجر، بقتل الرئيس المحتجز، محمد بازوم، إذا ما همت دول غرب أفريقيا بالهجوم عليهم لإعادته بالقوة.

والسبت، كتب وزير خارجية النيجر، حسومي مسعودو، على منصة "إكس" (تويتر سابقا) أن "الخيار العسكري الذي تدرسه إكواس جديا ليس حربا على النيجر وشعبها، بل عملية أمنية ضد من يحتجز الرهائن وشركائه".

L’option militaire envisagée sérieusement par la Cedeao n’est pas une guerre contre le Niger et son peuple, mais une opération de police contre le preneur d’otages et ses complices.

— Hassoumi Massoudou (@HassoumiMassou1) August 12, 2023

فكيف ستكون طبيعة هذا التدخل العسكري إن حصل؟ هل ستستخدم "إيكواس" قوتها البرية، أم تلجأ لقصف قيادة الجيش النيجيري؟ أم تكتفي بحصار بري بالموازاة مع الحصار الاقتصادي الذي أقرته قبل أيام؟

لم تحدد "إكواس" في قمتها في أبوجا أي جدول زمني لبدء تدخلها العسكري المحتمل، لا سيما بعد نهاية المهلة التي أعطتها للانقلابيين للعدول عن حركتهم ضد الشرعية، رغم إصرارها على أن الخيار العسكري "وارد جدا".

وكان من المقرر أن يلتقي قادة أركان جيوش دول إيكواس في العاصمة الغانية أكرا، السبت، من أجل تقديم المشورة لقادة المنظمة بشأن "أفضل الخيارات" فيما يتعلق بقرارهم تفعيل ونشر "قوتها الاحتياطية". 

لكن بحسب مصادر عسكرية إقليمية، تم تأجيل الاجتماع "لأسباب فنية" من دون الكشف عن موعد جديد، تؤكد وكالة فرانس برس.

لذلك، يستعبد المحلل العسكري في معهد هدسون، في واشنطن، ريتشارد وايتز، أن تلجأ "إيكواس" إلى تحريك قوتها العسكرية "في القريب".

وفي حديث لموقع الحرة، شدد الرجل على أن عدم تسرع المجموعة المناوئة للانقلابيين، "راجع لخوفها على حياة وسلامة الرئيس بازوم وعائلته" بعد تهديد الانقلابيين بقتله ردا على أي تدخل عسكري ضدهم.

وتتزايد المخاوف حول صحة بازوم وكذلك زوجته وابنه البالغ 20 عاما منذ أن استولى الجيش على السلطة واحتجزهم في 26 يوليو. 

ماذا يعني قرار "إيكواس" بنشر القوة الاحتياطية؟ أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" إعطاءها الضوء الأخضر لنشر "القوة الاحتياطية" التابعة للمنظمة الإقليمية لاستعادة النظام الدستورى فى النيجر.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، أن القادة العسكريين في النيجر رفضوا الإفراج عن أسرة الرئيس المحتجز في اقتراح لإعطاء بادرة حسن نية.

التحرك برا

بخصوص قرار "إيكواس" نشر قوتها الاحتياطية "قريبا"، يقول وايتز، إنه يدخل في سياسة دعم موقفها في المفاوضات مع الانقلابيين.

"يريد قادة إيكواس أن يؤكدوا أنهم يتحدثون من منطلق قوة، وليس تهديدا فقط، خصوصا وأنهم مدعومون من فرنسا والولايات المتحدة" ثم استدرك "طبعا دعم واشنطن وباريس لن يكون مباشرا أو عسكريا".

ثم تابع "ستدعم الدول الغربية "إيكواس" بالمعلومات ولا سيما فرنسا التي تعرف المنطقة جيدا".

أما عن طبيعة التدخل العسكري الذي تنوي "إيكواس" اللجوء إليه في حال فشلت المفاوضات مع القادة الانقلابيين في النيجر، فيؤكد الرجل أنه سيكون عن طريق البر.

يقول"لدى إيكواس قوة عسكرية معتبرة، وأغلبها مدربة على الحروب الميدانية البرية.. أعتقد أن الخيار الأول سيكون الدخول برا".

القصف الجوي

في حال تعثرت جهودهم برا، يضيف وايتز، سيلجؤون إلى ضرب مواقع قيادات الانقلاب عن طريق القصف الجوي، بالطائرات العسكرية.

"هنا تدخل فرنسا بقوتها الاستخباراتية، حيث بإمكانها أن تدعمهم بجميع المواقع الحساسة بالنسبة لقيادات الانقلاب، وتجنب قصف أماكن مدنية".

أما المحلل العسكري الجزائري، أكرم خريف، فيرى أن أبرز الحلول التي أمام "إيكواس" هي الحصار، ثم الدخول إلى العاصمة نيامي.

ويلفت خريف، الذي يدير موقع "مينا ديفنس" أن العاصمة النيجرية، نيامي، قريبة جدا من الحدود مع نيجيريا، الدولة الأبرز والأقوى في "إيكواس"، بالتالي يمكن أن تكون هدفا "سهلا".

حصار نيامي

في اتصال مع موقع الحرة، أشار خريف أيضا إلى أن تعداد الجيش النيجري، الذي لا يتعدى 15 أو 20 ألف جندي، والمنتشر في كامل البلاد، لا يمكنه مواجهة قوة "إيكواس" إذا هي قررت الدخول إلى العاصمة.

وقال "نيامي الآن، هي الهدف، وإذا قررت إيكواس الدخول ستتجه نحوها مباشرة، وتحاصر القصر الرئاسي، لأجل إعادة بازوم" ثم تابع "لذلك أرى أن سيناريو دخول نيامي برا هو الأقرب".

وإذ يؤكد على أن نيامي ستكون هدف "إيكواس" الأساسي والنقطة التي يمكن أن تنطلق منها عملية تحرير الرئيس، يلفت إلى أن المناطق الأخرى بها قواعد عسكرية أميركية وفرنسية، لذلك، هي محصنة أصلا.

يخلص خريف بالقول "رغم أن الخيار العسكري ليس واردا بشكل قطعي الآن، إلا أن الحصار ثم المداهمة، هي طريقة إيكواس المرتقبة لإعادة بازوم".

المفاوضات

خريف عاد بعدها ليؤكد أن المفاوضات ستؤدي بالنهاية لإعادة بازوم، في نظره، لأن المجتمع الدولي يريد العودة إلى الشرعية بأقل ثمن ممكن، وهو ما اتفقت عليه الولايات المتحدة، والجزائر، وفقه.

الجزائر هي أكبر جيران النيجر من حيث القوة العسكرية ولها حدود شاسعة معه، وقد أظهرت رفضها للتدخل العسكري، لما قد يعود عليها من تبعات.

لذلك، يرى خريف أنها ستلعب دورا أساسيا في المفاوضات لإعادة بازوم، لكنه قال إن ذلك سيكون وفق شروط يطرحها كل جانب، أبرزها "إخراج فرنسا من المنطقة".

والأربعاء الماضي، استقبل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نظيره الجزائري، أحمد عطاف، وكان ملف منطقة الساحل، التي تضم النيجر، على طاولة المباحثات بينهما.

Met with Algerian Foreign Minister @AhmedAttaf_Dz to discuss the U.S.-Algeria partnership and consult on shared priorities, including stability in the Sahel and a just and durable peace in Ukraine. We also affirmed our full support for the UN political process for Western Sahara.

— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) August 9, 2023

ويرفع الانقلابيون شعار "إخراج فرنسا" من البلاد لاستعطاف الشعب، وهو السر وراء التفاف المواطنين على المجلس السعكري الذي أخذ السلطة عنوة.

وكان آلاف من أنصار الانقلابيين في النيجر تجمعوا، الجمعة، قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي.

وهتف المتظاهرون خلال التجمّع "فلتسقط فرنسا، فلتسقط إيكواس". 

والخميس، دعا، بلينكن إلى حل سلمي للأزمة في النيجر، وقال إن "الولايات المتحدة تقدّر تصميم إيكواس على استكشاف كافة الخيارات من أجل حل سلمي للأزمة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الخیار العسکری فی النیجر أن الخیار

إقرأ أيضاً:

خريف الخطر يا عرب

أثبتت الأيام أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر ذكاء وحكمة من كل معارضيه، وأنه أكثر علماً بكل المخططات التى تستهدف مصر والمنطقة بالعربية.

فمنذ أن تولى الرجل حكم مصر قبل 10 سنوات وهو حريص على تطوير قدرات الجيش المصرى، وتنويع مصادر سلاحه من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والولايات المتحدة وغيرها.

ومع كل صفقة تسليح كان الرجل يتعاقد عليها كان معارضوه ومن يدور فى فلكهم يخرجون زاعقين قائلين: «مصر بتشترى أسلحة ليه؟، مش بدل ما نشترى الأسلحة دى كنا نبنى بثمنها مدارس ومستشفيات»

ولو سمعنا كلام هؤلاء لكنا الآن فى خبر كان - كما يقولون- ولكنا أحد ضحايا عربدة نتنياهو..

فالآن كل المؤشرات تقول معنى واحداً وهو أن المنطقة العربية بأسرها تعيش خريف الخطر.. فإسرائيل تعربد فى المنطقة، وتغتال ما تشاء من رجالات العرب وكأنها تصطاد عصافير، وتقصف ما تريد من أراضى العرب فى فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق، والقاتل نتنياهو يقف فى الأمم المتحدة ويقول بالحرف الواحد أمام الدنيا كلها: لا يوجد مكان فى الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل الطويلة  وهو تهديد صريح للجميع..

إسرائيل تعربد ورئيس وزرائها يهدد تحت حماية القوات الأمريكية والأوروبية المنتشرة فى كل مياه العرب من الخليج العربى إلى المحيط الأطلنطي، مرورا بالمحيط الهندى والبحرين الأحمر والأبيض المتوسط.

والمنطقة كلها مهيأة لأن تشتعل ناراً ودماراً شاملاً فى أى لحظة، فالعقل فى حالة غروب والحكمة هربت من الشرق الأوسط.

وفى مثل هذه الأجواء يصبح الاصطفاف العربى أمراً حتمياً فلن تنجو دولة عربية من الخطر إذا اشتعلت المنطقة حرباً، فإسرائيل الآم تعربد مثلما عربد المغول فى العالم الإسلامى قبل أن يحطمهم الجيش المصرى قبل 764 عاماً.

وفى مصر أتصور أن الاصطفاف خلف رئيس مصر واجب وطنى وسبيل وحيد يجب أن يسلكه كل مصري، فأمامنا أيام صعبة لا تقبل الانقسام، ولا التشرذم ولا تضييع الوقت والجهد فى هوامش القضايا وتوافه الأمور.. فنحن أمام مرحلة فارقة.. فإما نكون، أو لا نكون لا قدر الله.

وعلى كل مسئولى الحكومة أن يدركوا خطورة الأيام التى نعيشها وخطورة الأيام المقبلة علينا، وعلى التجار والصناع وجموع الشعب المصرى إدراك ذلك أيضا..فلا داعى للتراخى والإهمال والتواكل ولا مجال لأى أنواع الاستغلال أو التربح..وأذكركم بأن مصر لم تشهد جريمة واحدة طوال أيام حرب أكتوبر عام 1973 وعلينا أن نكون كذلك طوال الأسابيع والشهور القادمة حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تدخل على خط صفقة طلب المغرب لغواصات “تايب” من ألمانيا
  • خريف الخطر يا عرب
  • مدبولي عن أوضاع المنطقة: ليس مستبعدًا أن يحدث تغيير جذري يؤثر علينا لعقود
  • بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.. تحرك عسكري فرنسي في الشرق الأوسط
  • الوزير الأول يستقبل وفدا من جمهورية النيجر
  • تدخل عسكري فرنسي في لبنان
  • بوريل: يجب تجنب أي “تدخل عسكري آخر” في لبنان
  • خبير عسكري: الولايات المتحدة تدعم إسرائيل عسكريا وتحمي العمليات الانتقامية
  • الاتحاد الأوروبي: أي تدخل عسكري في لبنان سيزيد من تدهور الوضع على نحو كبير ويجب تجنبه
  • بوريل: يتعين تجنب أي تدخل عسكري آخر في لبنان