الحرة:
2025-01-16@20:11:54 GMT

الـ1701.. قصة قرار دولي يدور في حلقة مفرغة

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

الـ1701.. قصة قرار دولي يدور في حلقة مفرغة

في بيان أصدرته، الثلاثاء، في أعقاب تبلّغها من الجيش الإسرائيلي، في اليوم السابق، نيته القيام بعمليات توغل برية محدودة داخل لبنان، حثت "اليونيفيل": "الأطراف بقوة على إعادة الالتزام بقرارات مجلس الأمن، والقرار 1701، باعتباره الحلّ الوحيد القابل للتطبيق لإعادة  الاستقرار إلى هذه المنطقة".

وقبل ذلك بساعات، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701، وإرسال الجيش اللبناني إلى منطقة جنوب نهر الليطاني، معتبراً في الوقت ذاته أن المدخل إلى الحل هو "وقف العدوان" الإسرائيلي على لبنان.

وفي أواخر سبتمبر، طالب وزيرا الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ونظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، بضرورة تنفيذ القرار، واستخدما مضمونه للتنديد بالتدهور الأمني الحاصل.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حثّ من جانبه جميع الأطراف على العودة للالتزام بالتطبيق الكامل للقرار الدولي "لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم".

فما هو نصّ القرار 1701؟ 

وما الذي يمنع تطبيقه طالما أن الطرفين المعنيين به (لبنان وإسرائيل) يطالبان بتنفيذه ومعهما الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ وهل يشكل فعلاً حلاً عملياً للتوتر الأمني المتصاعد بين لبنان وإسرائيل؟

مضمون القرار 1701.. وأهميته.

في 11أغسطس 2006 تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701، الذي وضع حداً لحرب دامت 34 يوماً بين إسرائيل ولبنان، عرفت بحرب تموز.

طالب القرار بوقف حزب الله هجماته على إسرائيل، ونشر عناصر الجيش اللبناني في الجنوب بالتزامن مع انسحاب إسرائيل من لبنان إلى ما وراء الخط الأزرق، الفاصل بين لبنان وإسرائيل، وإخلاء المنطقة بين الخط الأزرق وجنوب الليطاني من أي عتاد حربي ومسلحين، باستثناء الجيش اللبناني.

كما نص القرار، على تطبيق بنود اتفاق الطائف، والقرارين الدوليين 1559 لعام 2004، والقرار 1680 لعام 2006، بما في ذلك تجريد كل الجماعات المسلحة اللبنانية من سلاحها، وعدم تواجد قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.

خروق وانتهاكات

القرار تعرّض للكثير من الخروق، سواء من قبل إسرائيل، أو من حزب الله، الذي ربط انسحابه من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني بانسحاب إسرائيل من مناطق يقول إنها لبنانية.

ويستند الحزب في حجته إلى بند في القرار 1559، ينص على انسحاب جميع القوات الأجنبية المتبقية على الأراضي اللبنانية .

"الخلاف الحدودي بين لبنان وإسرائيل، يقوم على 13 نقطة أولا، وعلى مزارع شبعا، وأيضا على بلدة الغجر"، كما يوضح لموقع الحرة خلدون شريف، المستشار السابق لرئيس الحكومة اللبنانية.

غير أن إسرائيل تقول إن مزارع شبعا ليست لبنانية وتقع ضمن الجولان، بحسب خرائط الأمم المتحدة، "وليست حجة حزب الله في الخلافات الحدودية سوى أوامر من إيران لعدم تنفيذ القرار 1701"، بحسب تعبير الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرّه.

وأوضح قرّة لموقع الحرة أن إسرائيل التزمت بالقرار فور صدوره وانسحبت الى الخط الأزرق "الذي رسمته الأمم المتحدة مع مهندسين. أنا كنت حينها في الحكومة، وجاؤوا وقاسوا الحدود بدقة (..)".

ويتابع قرّة:" لو كانت هناك مشكلة لكانت الحكومة اللبنانية تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة، لكن ذلك لم يحصل، الوحيد الذي يقول هناك مشكلة هو حزب الله".

وشجّع القرار الدولي رقم 168،  الصادر في 17 مايو عام 2006، سوريا، على الاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية بترسيم حدودهما المشتركة خاصة في المناطق حيث تعدّ الحدود محلّ نزاع.

ولم يشر القرار بالاسم إلى مزارع شبعا. وطالب أيضا بأن يتخذ لبنان إجراءات ضد عمليات تهريب السلاح، وحلّ جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، واستعادة الحكومة سيطرتها على كامل الأراضي.

وفي مقابل بقاء حزب الله في منطقة جنوب الليطاني، بما يتعارض مع الـ1701، أقدمت إسرائيل من جانبها على خرق القرار، آلاف المرات، لتعقب ما تعتبره تهديداً لحدودها الشمالية.

ويقول شريف: "الجانب الإسرائيلي يريد تطبيق الـ1701، لكنه من المعروف أنه منذ إصدار القرار عام 2006 إلى الآن تم خرقه من الإسرائيليين أكثر من 30,000 خرق، وفي لبنان واضح أيضاً أن هناك تواجداً لحزب الله وسلاحه في المنطقة التي تقع في جنوب الليطاني ".

وعاد الحديث بقوة عن القرار1701 منذ بدء التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر الماضي، لكن إمكانية تطبيقه تبقى محل شك في ظل التصعيد الأمني، كما يقول شريف.

ويتابع: "كان يجب أن يكون حلا قبل التصعيد الإسرائيلي على لبنان الذي حصل في الأيام العشرة الأخيرة. لأن العرض الذي تقدم به لبنان، والذي قد تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا، وتبنته مجموعة السبع مع الإمارات والسعودية وقطر، كان يطلب وقف إطلاق النار لمدة 3 أسابيع، يتم خلالها البدء بإرسال الجيش إلى الجنوب. الآن نحن في وضع حرب، لا أدري إذا كان هناك أحد يمتلك القدرة اليوم على تطبيق الـ1701".

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قال إن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية يشكل "مدخلاّ للحل"، بينما يرى خلدون الشريف أن الحل يحتاج أيضا ظروفاً مساعدة ويوضح: "نحتاج أولا إلى وقف إطلاق النار، وثانيا إلى إنتخاب رئيس جمهورية، وثالثا حكومة فاعلة وحقيقية وجدية ومتوازنة تبدأ الحوار من أجل تطبيق القرار 1701".

ويبدو أن العرض اللبناني بالالتزام بالقرار الدولي سيلقى آذاناً صاغية في إسرائيل في حال فرضت الحكومة اللبنانية سيطرتها جنوب الليطاني، وفق قرّه، معتبرا أن "الحل سيكون متاحا"، باعتبار أن إسرائيل ليست ضد الشعب اللبناني حتى مع عدم وجود اتفاقية سلام بين البلدين.

ولسنوات ازدادت هيمنة حزب الله على الساحة السياسية في لبنان، معززاً بترسانة الأسلحة التي يملكها التي منحته اليد الطولى في القرارات المتعلقة بإسرائيل، ومكنتته هذه الهيمنة من الحفاظ على سلاحه في المنطقة بين الليطاني والحدود الإسرائيلة. أما اليوم فيتوقع أن تتغير المعادلة بعد الخسائر المؤلمة التي أصابته من الضربات الإسرائيلية .

وترى حنين غدار، من معهد واشنطن أنه "إذا مضت اسرائيل فعلياً في تدمير البنى العسكرية لحزب الله ، فلن يكون هناك شيء بعد ذلك اسمه حزب الله في السياسة، أي أنه سيضعف كثيرا وستحل العراقيل المرتبطة بالقرار 1701".

وإذا ما تحقق هذا السيناريو، توقعت غدّار تغيّر المعادلة في لبنان وكيفية اتخاذ  القرار السياسي: "يعني إذا لم يعد حزب الله يملك ترسانة قوية فكيف سيكون لديه سياسة قوية بالدولة"؟

وفيما لا يزال مصير القرار 1701 في مهب الريح، تحدثت تقارير إخبارية غير مؤكدة مؤخرا أن إسرائيل تسعى لإقامة منطقة عازلة ضمن الأراضي اللبنانية عند حدودها الشمالية لتأمين الحدود، ولكن التزاماً لبنانياً بالقرار قد يبعد هذا الاحتمال بحسب الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرّة.

ومنذ صدوره عام 2006 وفر القرار 1701 استقرارا نسبياً وصف بالهش على مدى عقد ونيّف على الحدود بين لبنان وإسرائيل، فهل عودة الأطراف للالتزام به تشكل حلاً عملياً للتصعيد الأمني الحاصل بين البلدين؟

تجيب غدار "إذا كان بالامكان ربط القرار 1701 بالقرار رقم 1559، والتأكد أن لا سلاح على الإطلاق غير سلاح الجيش اللبناني، وأن لا سلاح آخر بيد ميليشيا حزب الله أو غيرها، وإذا تم ترسيم الحدود ليس فقط مع إسرائيل وإنما مع سوريا أيضاً لمنع تهريب السلاح الى لبنان، عندها سيحلّ القرار 1701، المشكلة بشكل جدي، أما من دون هذه الشروط فلن يكون الحل سوى حل مرحلي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بین لبنان وإسرائیل الحکومة اللبنانیة الجیش اللبنانی جنوب اللیطانی الأمم المتحدة أن إسرائیل القرار 1701 حزب الله

إقرأ أيضاً:

ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار بغزة بين إسرائيل و حركة الفصائل الفلسطينية

غزة – رحب قادة عدد من الدول باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، الذي أعلنت عنه قطر الأربعاء، ويدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل.

ومساء الأربعاء، أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نجاح الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتا إلى أنه سيبدأ تنفيذه الأحد.

بلجيكا

رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قال بمنشور على منصة “إكس”، إن الاتفاق يعد تطورا إيجابيا للأسرى الإسرائيليين وأهاليهم، وكذلك للفلسطينيين بقطاع غزة.

وأضاف دي كرو قائلا: “نأمل أن يؤدي وقف إطلاق النار هذا إلى إنهاء القتال وأن يكون بداية لسلام دائم”.

ألمانيا

المستشار الألماني أولاف شولتس قال بمنشور على منصة إكس “إنه من الجيد التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، بما في ذلك الألمان منهم (يحملون الجنسية الإسرائيلية)”.

وأضاف شولتس: “وقف إطلاق النار هذا يعطي فرصة لإنهاء الحرب بصورة دائمة وتحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة”.

بريطانيا

أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فأكد أن التركيز يجب أن ينصب على كيفية تأمين مستقبل أفضل ودائم للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على أساس حل الدولتين.

وشدد ستارمر على أن بريطانيا وحلفاءها سيواصلون جهودهم لكسر دائرة العنف وضمان السلام طويل الأمد في الشرق الأوسط.

إيطاليا

وجاء في بيان لرئاسة الوزراء الإيطالية: “ترحب إيطاليا بالاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وتهنئ مصر وقطر والولايات المتحدة على هذا النجاح بعد عملية تفاوض طويلة”.

وأضاف البيان: “وقف إطلاق النار يسمح بزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة”.

أيرلندا

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس إنه يأمل أن تستغل جميع الأطراف هذه الفرصة لتنفيذ التزاماتها بشكل كامل.

وأكد هاريس في بيان أن المجتمع الدولي يجب أن يقوم بدوره في هذه العملية.

سلوفينيا

ورحبت وزارة الخارجية السلوفينية بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في بيان على منصة “إكس”.

وأشارت الوزارة إلى أن وقف إطلاق النار من شأنه أن يسمح بوصول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى غزة.

هولندا

من ناحيته، رحب رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف بالاتفاق بين إسرائيل و”حماس” بشأن وقف إطلاق النار في غزة، قائلا إنه “تطور مهم”.

وأضاف شوف على وسائل التواصل الاجتماعي: “ينبغي الآن لكلا الجانبين الالتزام بالاتفاق حتى يصل مزيد من المساعدات الإنسانية الحيوية إلى سكان غزة المعذبين ويتمكن الرهائن أخيرا من العودة إلى أحبائهم”.

كولومبيا

بدوره، قال الرئيس الكولومبي غوستاغو بيترو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: “خبر جيد للإنسانية”.

وأضاف: “كم هو جميل فرح الأطفال، وكم هي ذات أهمية دموع وضحكات فرح الأطفال من أجل الحياة والسلام”.

وفي إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال بيترو: “هيرودوس انهزم، وأخيرا ليلة احتفالية بدون قنابل في السماء، والكوادر الطبية تحتفل في غزة”.

البرازيل

فيما اعتبر الرئيس البرازيلي لويز إيناتشو لولا دا سيلفا أن وقف إطلاق النار في غزة “مبشر” من أجل حل دائم.

وعبر منصة “إكس”، أوضح لولا دا سيلفا أن إنهاء المعارك والإفراج عن الأسرى سيساعد في إحلال السلام والاستقرار بالشرق الأوسط.

يذكر أن الاتفاق أعلن في اليوم 467 من الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة بدعم أمريكي، والتي خلفت نحو 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • بوادر أزمة محتملة بين إسرائيل وإدارة ترامب بسبب "حزب الله"
  • ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار بغزة بين إسرائيل و حركة الفصائل الفلسطينية
  • إسرائيل تخشى سيناريو 2006... هذا ما قد يقوم به حزب الله
  • إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006
  • ‏المفوض العام لـ "الأونروا": الوكالة تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل
  • رغم الاتفاق.. قوة إسرائيلية تتقدم من بلدة يارون اللبنانية
  • ظريف: إسرائيل خططت لتفجيرات "بيجر" في إيران
  • بالصور.. الجيش يعزز قواته في الجنوب لتطبيق القرار 1701
  • "جيروزاليم بوست": إسرائيل مطالبة بالتصرف بحكمة وعدم تفويت الفرصة اللبنانية
  • ‏مسؤول إسرائيلي: قدمنا ​​كل التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق والأمر في أيدي حماس وهم بحاجة إلى اتخاذ القرار