أكَّد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أهمية الأخوَّة الإنسانيَّة بوصفها ضرورة وجوديَّة لا غنى عنها، وأن هذه القاعدة التي رسَّخها الإسلام على العصور وبناها سيِّدنا رسول الله ﷺ، لولاها لتحوَّلت الحياة الإنسانيَّة إلى غابة، حيث يأكل القويُّ الضَّعيف.

الجهود الدعوية لمجمع البحوث الإسلامية في شهر سبتمبر اليوم.

. البحوث الإسلامية يختتم فعاليات "أسبوع الدعوة" بلقاء حول الأخوة الإنسانية

وأضاف خلال حديثه اليوم الأربعاء في ندوة عن «الأخوة الإنسانية.. ضرورة وجودية» بالجامع الأزهر، أنه لا شكَّ في أنَّ الأخوَّة الإنسانيَّة ضرورة حتمية للحفاظ على استقرار المجتمع البشري، ومن دونها تُباد الحياة. وقد جسَّد سيِّدنا رسول الله ﷺ هذا المعنى بزيارة مرضى غير المسلمين، ووثيقة المدينة المنوَّرة كانت خير شاهدٍ على تلك الأخوَّة التي رسَّخت البِرَّ والقِسط في التعاملات.

وتابع أن القرآن الكريم أكَّد هذه المبادئ السامية في دعوته إلى وحدة العنصر الإنساني، حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ﴾، ليوضح بذلك أنَّ الناس جميعًا من أصلٍ واحد وهو التراب فكلنا لآدم وآدم من تراب، ولا يوجد في المنظومة الإنسانيَّة أُناسٌ خُلقوا من ذهبٍ وآخرون خُلقوا من فضَّة، فالكل لآدم وآدم من تراب. ومن هنا تتجلى القيم الإنسانيَّة السامية التي تجمع بين البشر دون تمييز، وهي القيم التي رسَّخها رسول الله ﷺ في كل معاملاته.

الأزهر يُعَدُّ امتدادًا لهذا المنهج النبوي في ترسيخ الأخوَّة الإنسانيَّة

وأشار الدكتور الجندي إلى أنَّ الأزهر الشريف يُعَدُّ امتدادًا لهذا المنهج النبوي في ترسيخ الأخوَّة الإنسانيَّة، حيث تواصل قُبَّة الأزهر المعمور التقاط أنوارها من القبة الخضراء في المدينة المنوَّرة، وقد تمثلت هذه الأنوار تمثلت في معارفه وأخلاقه التي رسَّخت هذه القيم قولًا وفعلًا، والأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل، كان ولا يزال منبرًا لنشر هذه المبادئ، حيث أذاع سيِّدنا الإمام المراغي، صوت الأزهر في مفهوم التعايش السلمي بين الأديان في مؤتمر الأديان الذي عُقد في بروكسل عام 1936م، وبعده الشيخ محمد عبد الله دراز في مؤتمر الأديان في فرنسا عام 1939م.

وفي ختام حديثه، أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنَّ الأزهر الشريف واصل هذا الدور في وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في أبو ظبي عام 2019م، ليثبت للعالم أجمع أنَّ الأزهر سيظل دائمًا داعمًا لمبادئ السلام والتعايش السلمي بين البشر.

وتأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي»، التي عقدت بداية من السبت واختتمت فعالياتها اليوم في رحاب الجامع الأزهر، في إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بعنوان «بداية جديدة لبناء الإنسان»، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية البحوث الإسلامية الأزهر الجامع الأزهر محمد الجندي البحوث الإسلامیة الأزهر الشریف ة الإنسانی ة التی

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية يواصل فعاليات «أسبوع الدعوة» تحت عنوان «الأزهر.. تاريخ وحضارة»

تواصل اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، لليوم الرابع على التوالي، تنظيم فعاليات "أسبوع الدعوة الإسلامي- رؤيةٌ إسلاميَّةٌ في قضايا إنسانيَّةٍ"، في إطار توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتكثيف البرامج والفعاليات الدعوية والتوعوية بما يحقق دور ورسالة الأزهر الدعوية والتوعوية، حيث يلقي كلمة الافتتاح الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

كلية الدعوة الإسلامية تكرِّم أمين عام مجمع البحوث الإسلامية لدوره خلال فترة عمادته أمين البحوث الإسلامية يضع روشتة علاج للحماية من «خطر الإلحاد»

يأتي لقاء اليوم، الذي ينعقد بعد صلاة المغرب في رحاب الجامع الأزهر، بعنوان: «الأزهر ..تاريخ وحضارة»، ويحاضر فيه الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور السيد بلاط أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر، وبمشاركة لفيف من علماء وقيادات الأزهر وجموع من الطلاب الوافدين والمصريين.


وتأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي»، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب الجامع الأزهر، في إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

وعلى صعيد آخر، التقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي بمديري عموم مناطق الوعظ، وذلك بحضور الدكتور عباس شومان أمين عام هيئة كبار العلماء ووكيل الأزهر الأسبق، ود. محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع، والدكتور حسن يحيى الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة بالمجمع.

بحث ومناقشة سير العمل بمناطق الوعظ

وقال  الدكتور محمد الجندي الأمين العام للمجمع، إن هذا اللقاء يأتي لبحث ومناقشة سير العمل بمناطق الوعظ على مستوى الجمهورية ووضع استراتيجية العمل خلال المرحلة القادمة، مؤكدًا على أهمية الجهود التي يبذلها وعاظ وواعظات الأزهر في تنفيذ الاستراتيجية الدعوية والتوعوية للأزهر الشريف في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر.

أضاف الجندي أن المجتمع بحاجة ماسة إلى تكثيف العمل الدعوي والمعرفي والارتباط بواقع الناس واحتياجاتهم الحقيقية، والعمل على معالجة القضايا والمشكلات التي ترتبط بحالهم ارتباطًا مباشرًا، مشيرا إلى ضرورة مشاركة وعاظ وواعظات الأزهر في كل الفعاليات والأنشطة التي تنظم داخل المحافظات، وأن تكون رسالتهم قوية تدعم الفكر الأزهري القائم على الوسطية والتسامح وقبول الآخر داخل المجتمع،  مؤكدًا أهمية المتابعة المستمرة وضبط سير العمل اليومي، مع تكثيف القوافل الثابتة والمتحركة لتحقيق مزيدًا من التواصل مع الناس في مختلف مناطق الجمهورية.

مقالات مشابهة

  • أمين الدعوة بـ«البحوث الإسلامية»: وثيقة الأخوة الإنسانية تهدف إلى وقف الحروب
  • الهواري: أين الإنسانية من تخريب غزة وقتل الأطفال وتدمير المساجد والمستشفيات
  • أمين مجمع البحوث بالأزهر: الأخوَّة الإنسانيَّة ضرورة وجوديَّة رسَّخها الإسلام عبر العصور
  • أمين «البحوث الإسلامية»: الأزهر امتداد لمنهج الرسول في ترسيخ الأخوة الإنسانية
  • أمين عام البحوث الإسلامية: بناء شراكة فعالة بين المؤسسات الدينية ينتج خطابًا دينيًا منضبطًا
  • وزير الأوقاف يستقبل أمين عام مجمع البحوث الإسلامية لبحث التعاون المشترك
  • البحوث الإسلامية يواصل فعاليات «أسبوع الدعوة» تحت عنوان «الأزهر.. تاريخ وحضارة»
  • أمين البحوث الإسلامية يبحث مناقشة سير العمل بمناطق الوعظ بمحافظات الجمهورية
  • كلية الدعوة الإسلامية تكرِّم أمين عام مجمع البحوث الإسلامية لدوره خلال فترة عمادته