أنصار الحرب: تبرئة القتلة وإدانة الأبرياء..!

د. مرتضى الغالي

عاد “كاتب الشرق الأوسط” الأستاذ عثمان ميرغني إلى (اللولوة).. ولن ندعه يفلت بتصويره الزائف لأوضاع الحرب في السودان..! فالرجل لا يدع فرصة ولا سانحة إلا وبرأ فيها القتلة وهاجم فيها القوى المدنية الرافضة للحرب.. وكأنها هي السبب في هذه المواكب الممتدة من الأكفان والنعوش.

.!

عاد الرجل ليتدثر بحجج واهية وحديث مجزوء.. مقتلع من سياقه ليضع أكاليل الورود على مسعّري الحرب.. ويكفي أن الرجل سبق وأشاد بـ(شعبية ياسر العطا) و(شجاعة البرهان) ولم ينقصه إلا أن يلحقهما بعمر بن معد يكرب وربيعة بن مكدم في التراث العربي..!

إذا انطلق الشخص من وقائع مزيفة أو مختلقة فلن يصل إلى نتيجة منطقية إلا عبر المغالطات (ولو كان يرتدي كرافته من بيير كارادان)..! ومن نوع هذه المغالطات البائسة ما رواه الجاحظ بأن رجلا اسمه ابو علقمة قال إن الذئب الذي أكل سيدنا يوسف اسمه “رجحون “.. قالوا له إن الذئب لم يأكل سيدنا يوسف؟ فقال لهم: إذاً هذا هو اسم الذئب الذي لم يأكل سيدنا يوسف..!

هذه المرة يهلل الرجل بحديث نسبه للمبعوث الأمريكي (توم بيريلو) مع انه في سابق مقالاته ولاحقاتها.. لم يترك كلمة عن تآمر المبعوثين الأمريكان والأفارقة والعرب والأمميين والدوليين وعن مخاطر التدخلات الخارجية.. فلماذا يا ترى الإشادة في هذه المرّة..؟!

لقد كذب الرجل على (بيريلو) وقال انه يفاضل بين عساكر البرهان وبين مليشيات الدعم السريع.. مع أن الرجل ظل يكرر ويشدد بأنهم يتعاملون من مسافة واحدة مع طرفي الحرب.. ويعملون على حظر السلاح من الطرفين.. بل قال (بيريلو) إن وجود الإسلاميين أنصار النظام السابق في مشهد الحرب الحالية “يمثل مشكلة كبيرة لنا وللسودانيين” وأنهم يعيقون وصول الجيش للتفاوض..!!

لماذا يتغافل كاتب الشرق الأوسط عن حقيقة أن مسؤولية هذه الحرب تقع على عاتق البرهان وعساكره وانقلابه وعلى مليشيات الدعم السريع سواء بسواء.. وكلا الطرفين شاركا في الانقلاب على السلطة المدنية وكلاهما يتنافسان في قتل المدنيين.. فلا شرعية للمليشيات كما لا شرعية لانقلاب البرهان والكيزان مهما كان لون (العدسات اللاصقة) التي وضعها كاتب الشرق الأوسط على عيونه وأصبح لا يرى أي مشكلة في هذه الدنيا غير الحرية والتغيير وتنسيقية تقدم (والمدنيين الأشرار القتلة)..!

بالمناسبة لا يمكن تعليق أهمية كبرى على ما يقوله المبعوث الأمريكي عن أوضاعنا في السودان فأهل (الكريبة) أدرى بشعابها..! ولكننا ذكرنا أقوال بيريلو فقط لأن “كاتب الشرق الوسط “استشهد بها.. وأردنا أن (نفرز اللبن من الروب) حتى لا تأخذنا تحريفاته “في دوكة”..!

كاتب الشرق الأوسط ضد إصلاح الجيش ويرى أن جيش البرهان الحالي (كفاية وزيادة)..! لأن إصلاح الجيش وإعادة بنائه على أسس قومية ووطنية ومهنية يعني انفلات الأمور وانتشار الفوضى- كما قال..! ويتغاضى هذا الرجل عن حقيقة أن الجيش ظل يستولى على 80% من الميزانية العامة ويوهم الشعب بأنه ينفقها على التسليح والتصنيع الحربي إلى أن كشفت الحرب المشؤومة الآن عن الحقيقة وظهر الجنود عُراة إلا من بعض الأسمال البالية وحفاة إلا من “السفنجات”.. وليس في أيديهم غير بنادق (صيد الأرانب)..!

ومن باب التغبيش على الواقع يقول كاتب الشرق الأوسط “من لا جيش له لا أمن له”..! طيب نأخذ بكلامك على إطلاقه ونسأل: الآن لدينا جيش.. فلماذا ليس لدينا أمن..؟!

أخيراً لا يظنن كاتب الشرق الأوسط أننا نهتم بشخصه.. لا والله.. نحن ننظر لما يقول.. وليس لنا أي دوافع شخصية ولا ننافسه في (سباق الضاحية) أو في أي مضمار آخر..! إنما المشكلة في تزييف الحقائق والوقائع والتغافل عن مأساة الحرب وأسبابها وتداعياتها في هذا الوقت العصيب..! فهو يتحدث من منبر صحفي له تأثيره.. وفي وقت يكاد ينمحي فيه الوطن ويفنى أهله لا مجال للصمت عن الأصوات التي تزيد من تأجيج الحرب وتزييف الحقائق وتبرئة القتلة وإدانة الأبرياء.. هذا موقف لا مكان فيه للنوازع الشخصية ووطننا يتفتّت أمام أعيننا..!

الأستاذ كاتب الشرق الأوسط الذي يدافع عن الحرب ويطرّز حديثه بدانتيلات (السيادة الوطنية) هل سمع بقتلى الفاشر ومذبحة الحلفايا..!

هناك حملة تزييف واسعة (ذات أدوار) داخل السودان وخارجه.. يساهم فيها هذا الرجل بعلمه أو بغير علمه.. وهي حملة تتشابه فيها العبارات والتوصيفات والمقولات التي يرددها الكيزان والبرهان وأنصار الحرب وتتطابق مثلما تتشابه ملامح اليابانيين..! وذلك لا يفوت على ذكاء السودانيين: أعرف الحق تعرف أهله.. وانتبه للباطل يتمثّل لك الكوز (جسداً له خوار)..! الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com

الوسومالحرب السودان الشرق الأوسط تقدم توم بيرييلو د. مرتضى الغالي عساكر البرهان مليشيات الدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب السودان الشرق الأوسط تقدم توم بيرييلو د مرتضى الغالي مليشيات الدعم السريع کاتب الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تحت النار.. الشرق الأوسط على شفا "الحرب الشاملة"

 

القدس الممحتلة - الوكالات

أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران قامت بإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، وتم إطلاق صفارات الإنذار في جميع الأراضي المحتلة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الهجوم الإيراني المرتقب سيستهدف 3 قواعد جوية ومقرات استخباراتية شمالي تل أبيب، تم إخلاؤها بالفعل.

وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن مؤشرات أولية تشير إلى أن الهجوم الصاروخي الإيراني المحتمل قد يكون بحجم الهجوم الذي وقع في أبريل الماضي على الأقل، رغم صعوبة التأكد من ذلك.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري اليوم الثلاثاء إن أي هجوم صاروخي من إيران من المتوقع أن يكون على نطاق واسع وحث المواطنين على الاحتماء في غرف آمنة في حال حدوثه.

وأضاف أن وابلا من الهجمات الصاروخية التي استهدفت منطقة تل أبيب، والتي تسببت في إطلاق صفارات الإنذار، أطلقه حزب الله اللبناني.

وفي الأثناء، قال مراسل لموقع أكسيوس الأمريكي اليوم الثلاثاء على منصة إكس، نقلا عن مصدر غربي مطلع، إنه من المتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل بصواريخ باليستية يمكنها الوصول إلى أهدافها في غضون 12 دقيقة وليس بطائرات مسيرة أو صواريخ كروز التي تستغرق وقتا أطول.

ومن جهة ثانية، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الهجوم الإيراني المرتقب سيستهدف 3 قواعد جوية ومقرات استخباراتية شمالي تل أبيب، تم إخلاؤها بالفعل.

وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن مؤشرات أولية تشير إلى أن الهجوم الصاروخي الإيراني المحتمل قد يكون بحجم الهجوم الذي وقع في أبريل الماضي على الأقل، رغم صعوبة التأكد من ذلك.

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مستعدة تماما لأي هجوم من إيران لكن لم يجر رصد أي تهديد في الوقت الحالي، وذلك بعد دقائق من تحذير الولايات المتحدة من أن هجوما قد يكون وشيكا.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري في بيان أذيع على التلفزيون إن إسرائيل وحلفاءها في حالة تأهب قصوى وإن أي هجوم من إيران سيكون له تداعيات.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لديها مؤشرات على أن إيران تستعد لشن هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل "قريبًا". وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تدعم بشكل نشط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل ضد هذا الهجوم وأن أي هجوم عسكري مباشر على إسرائيل من جانب إيران من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على طهران.

فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء الإسرائيليين إلى الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية، وذلك في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة من هجوم صاروخي وشيك على إسرائيل.

وقال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن أي هجوم إيراني على إسرائيل ستكون له تداعيات، موضحًا أن "أنظمة الدفاع الجوي لدينا جاهزة تمامًا".

وأضاف المتحدث أن القيادة المركزية الأمريكية متأهبة لأي تهديد إيراني، لكنه نفى رصد "أي تهديد جوي من إيران".

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تتابع الأحداث في الشرق الأوسط عن كثب وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل.

وتأتي تعليقات بلينكن بالتزامن مع بداية ما يُعتقد أنه توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي اللبنانية.

وقالت إسرائيل إن وحدات من قوات المظلات والقوات الخاصة نفذت هجمات داخل لبنان اليوم الثلاثاء في إطار توغل بري "مُحدد الهدف"، بينما قالت جماعة حزب الله إنها أطلقت وابلا من الصواريخ في إسرائيل، بما في ذلك على مقر جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) على مشارف تل أبيب.

وذكر مسؤول أمني إسرائيلي اليوم أن العملية البرية، التي تنفذها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان وبدأت ليلا، محدودة ولم تمتد إلا لمسافة قصيرة عبر الحدود، مضيفا أنه لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات مباشرة مع مقاتلي حزب الله.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري اليوم الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات في جنوب لبنان منذ أشهر، وكشفت عن أنفاق ومخابئ أسلحة لحزب الله أسفل منازل وعن خطط للجماعة اللبنانية لشن هجمات.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: فرصة تاريخية لتغيير وجه الشرق الأوسط
  • الدولار يرتقع مع اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط
  • رهاناتُ العدوّ الإسرائيلي لرفع سقف أهداف الحرب
  • ترامب معلقا على الحرب في الشرق الأوسط: «لم تكن لتحدث لو كنت رئيسا»
  • إسرائيل تحت النار.. الشرق الأوسط على شفا "الحرب الشاملة"
  • نهاية الحروب القصيرة.. هل أدخلت إسرائيل الشرق الأوسط في حرب بلا نهاية؟
  • ما العلاقة بين حربي الشرق الأوسط وشرق أوروبا؟
  • توسيع إسرائيل الحرب في المنطقة يصعد بالنفط
  • بايدن: علينا تجنب اندلاع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط