أقيمت اليوم في العاصمة صنعاء فعالية تأبينية رسمية لشهيد الأمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله.

وخلال الفعالية أشارت كلمة فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التي ألقاها بالنيابة عنه عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور إلى الألم الذي أصيبت به الأمة لاستشهاد القائد المجاهد سماحة السيد حسن نصر الله الذي انضم إلى ركب من سبقوه من الشهداء من أجل تحرير القدس الأقصى وكل فلسطين.

وأكدت كلمة الرئيس المشاط أن دماء هؤلاء القادة ستتحول إلى شعلة مضيئة تنير الطريق للأحرار الثائرين السائرين على هذا الدرب العظيم للوصول إلى الغاية المرسومة منذ سبعة عقود.

وأشارت إلى أن محور المقاومة أثبت تماسكه واستعداده للتصدي لجميع المؤامرات بعيدا عن التخرصات التي تقول إن هذا المحور قد ضعف باستشهاد قائد كبير كسماحة السيد حسن نصر الله.

وأوضحت “أن الرد على المشككين جاء من صنعاء ومن بيروت ودمشق وبغداد، ومن طهران التي أمطرت العدو الصهيوني يوم أمس بسيل من الصواريخ، والتي قبل أن تفرحنا في محور المقاومة أفرحت أهلنا في غزة والضفة الغربية وأثارت الذعر في عواصم الدول المطبعة والمنقادة للعدو الصهيوني”.

وأكدت كلمة الرئيس المشاط على وحدة الهدف والمشروع لمحور المقاومة الذي نهض لكي يقضي على المشروع الصهيوني.. لافتة إلى ما أكد عليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، “بأن اليمن سيواصل دعمه وتسخير إمكاناته من أجل مشروع المقاومة والتحرر وإبطال المشروع الصهيوني.

كما أكدت أن اليمنيين كجزء من محور المقاومة سيواصلون العمل في هذا المشروع التحرري وتقديم ما يمكن تقديمه من أجل تحرير القدس وفلسطين.. معبرة عن الشكر لكل من ساهم في الترتيب لهذه الفعالية.

من جانبه أشار عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي إلى أن شهيد الأمة السيد المجاهد حسن نصر الله كرس حياته للدفاع عن مقدسات الأمة الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني الغاصب.

وأكد أن الأمين العام لحزب الله كان رجل يعلم ماذا يفعل وإلى أين يتحرك وأين يقف.. مبينا أن السيد حسن نصر الله وقف في صف الجمهورية اليمنية ضد تحالف الشر والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومن تحالف معهم، وكان موقفه واضح ومشرف وعظيم، ويدل على الحق كما قال علي بن الحسين لأبيه عليهما السلام “ألسنا على الحق قال بلى.. قال إذا لا نبالي”.

وقال “إن هذا هو الشعار الذي يجب يحمله كل من يسير في هذا الخط بأن يبحث عن الحق ويسير في دربه كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والإمام علي عليه السلام، خاصة وأن رسول الله هو أول من أوذي من قبل اليهود”.

وأكد محمد الحوثي أن الصهاينة لم يغتالوا الشهيد حسن نصر الله لشخصه وإنما لمواقفه وقوته في جهاده وتحركه.. لافتا إلى أن السيد نصر الله قال أثناء تأبين الشهيد فؤاد شكر “لا نقول وداعا ولكن نقول إلى اللقاء، وسينتصر الدم على السيف، وهذا هو موقف العظماء وموقف الحق”.

وأشار إلى أن الموقف الذي سطره الأمين العام لحزب الله قضى على العصبية والعنصرية المذهبية التي أراد العدو من خلالها أن يفرق بين أبناء الأمة.

وقال عضو السياسي الأعلى “إن القائد إسماعيل هنية استشهد في إيران فيما استشهد السيد حسن نصر الله في لبنان ما يؤكد أن الجميع في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وإيران يسيرون في خط واحد هو مساندة الأشقاء في غزة”.. لافتا إلى أن هذه المعركة لم تكن يوما معبدة بالورود ولكن بالدماء التي توصل المؤمن إلى الحياة الأبدية التي رسمها الله لعباده المجاهدين.

وأضاف “إن الله أراد للشهيد القائد السيد حسن نصر الله أن يكون حيا ليشاهد النصر ويرى الصلاة في الأقصى الشريف”.. مؤكدا وقوف جميع المجاهدين في محور المقاومة في خندق واحد لمواصلة الجهاد المقدس وتطهير كل مقدسات المسلمين والأمة الإسلامية من دنس الغزاة والمحتلين.

بدوره أشار رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، إلى أهمية هذا التأبين الخاص بشهيد الأمة العربية والإسلامية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الذي قضى عمره مجاهدا ومعدا للمجاهدين والمقاومين للعدو الصهيوني.

ونوه بالسجل الجهادي لحزب الله والتضحيات الكبيرة التي قدمها منذ تأسيسه والتي بدأت باغتيال أمينه السابق عباس موسوي، ثم عماد مغنية وغيرهم الكثير وصولا إلى اغتيال الشهيد المجاهد السيد حسن نصر الله، والذين افتدوا بأرواحهم ودمائهم الطاهرة أمتهم وأرض بلدهم من أجل تحريرها من دنس العدو الصهيوني.

وذكّر بالنصر الكبير الذي حققه حزب الله بقيادة شهيد الأمة نصر الله، الذي خاض معركة تحرير الأرض ضد العدو الصهيوني.. لافتا إلى مجزرة الدبابات في وادي الحجير التي جسدت عظمة وقوة وبسالة مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن شهيد الأمة قدم روحه الطاهرة من أجل تحرير أرض فلسطين ومقاومة العدو الصهيوني.

وقال “إن اليمنيين لن ينسوا مواقف الشهيد المجاهد السيد نصر الله الداعمة والمساندة للشعب اليمني منذ اللحظات الأولى للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، ومقولته الشهيرة ردا على المعتدين “إذا لم يكن اليمنيون هم أصل العرب فمن هم العرب”.. مؤكدا أن مواقف السيد حسن نصر الله الصداحة بالحق ضد تحالف العدوان كانت قوية ومزلزلة للعدو.

وأوضح أن المقاومة الإسلامية اللبنانية تمضي في نهجها المقاوم بعد استشهاد قائدها لأنها بنيت وفق أسس تنظيمية مؤسسية متينة.

وبارك الرهوي في كلمته العملية العسكرية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد العدو الصهيوني والتي أصابت العدو بالذعر.. مؤكدا على أهمية استمرار عمليات محور المقاومة وتصاعدها ضد العدو الصهيوني إسنادا ونصرة للشعب الفلسطيني على طريق تحرير القدس وفلسطين.. سائلا الله الرحمة والمغفرة لسيد الشهداء حسن نصر الله وكافة شهداء محور المقاومة.

وفي الفعالية التي حضرها رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس، والنائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، ونواب رئيس مجلس الشورى، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد، وعدد من الوزراء والقيادات العسكرية والأمنية وأعضاء مجلسي النواب والشورى، استعرض عضو رابطة علماء اليمن العلامة حمدي زياد المواقف الجهادية لسماحة السيد حسن نصر الله وشجاعته في مواجهة قوى الاستكبار العالمي المتمثل في أمريكا وإسرائيل.

وأشار إلى أهمية تعزيز وحدة الأمة لمواجهة الصلف الصهيوني والأمريكي وإفشال مخططاتهم ومؤامراتهم الرامية لبث الفرقة والشتات في أوساط الأمة.

وبارك العمليات التي يقوم بها محور المقاومة من اليمن ولبنان وإيران والعراق والتي أصابت العدو الصهيوني بالشلل التام في فلسطين المحتلة.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي السید حسن نصر الله السیاسی الأعلى العدو الصهیونی محور المقاومة من أجل تحریر رئیس مجلس لحزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

شهادة السيد نصر الله.. مفتاح للمعركة التاريخية أمام العدو الصهيوني

يمانيون/ تقارير

على صعيد الأحداث الكبرى التي تشهدها الساحتين الفلسطينية واللبنانية خاصة والمنطقة بشكل عام، يتجاهل المجرم نتنياهو أن ظاهرة استشهاد القادة في المقاومة تشير إلى بداية معركة مصيرية تشمل كل المستضعفين والمسلمين والأحرار في العالم. وكما هو معلوم، فإن الاستشهاد في سبيل الله يعيد تنشيط الروح المقاومة ويعزز عزم الشباب على مواجهة التحديات.

إن رحيل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لمرحلة جديدة من التصعيد ضد قوى الاستكبار. فمسيرة هذا القائد كانت مشبعة بالتضحيات الجسام، ولم يتوانَ يومًا عن مواجهة الطغيان الصهيوني والأمريكي، وكل طاقته وقدراته، لله وفي سبيل الله، نجماً مضيئاً في سماء المجاهدين، وقائداً عظيماً، ومباركاً وموفَّقاً، حاملاً لراية الإسلام والجهاد، ومجسِّداً لقيم الإسلام وأخلاقه، وعزيزاً شامخاً، ثابتاً صابراً، شجاعاً أبياً، مخلصاً، وصادقاً، وناصحاً، وأميناً، ووفياً، عرفه بذلك العدو والصديق، والمحب والمبغض، وقد حقق الله على يديه، وبجهده وجهد وأيدي رفاقه في حزب الله، الإنجازات العظيمة، والانتصارات الكبيرة، والنقلات المهمة، إلى سماء المجد والعزة.

استشهاد القائد ليس مجرد حدث عابر، بل هو مفتاح للمعركة التاريخية أمام العدو، الذي ألحق بشعوبنا الكثير من الأذى والانتهاكات. تؤكد التجارب السابقة أن المقاومة، رغم ضعف التجهيز والعتاد، أثبتت دائمًا قدرتها على مواجهة التحديات ومن المقرر أن تواصل ذلك حتى تنال حقوقها.

إن الوفاء للشهداء يقتضي الاستعداد للقتال حتى آخر قطرة دم، لمواجهة هذا العدو الذي يمثل غدَّة سرطانية جاثمة على الجسد الإسلامي. وإن أهم ما ينبغي في هذا الظرف الحساس، السعي لتخييب أمل الأعداء الصهاينة المجرمين، الذين يعوِّلون على جريمتهم الفظيعة، في كسر الروح المعنوية، وإضعاف جبهة حزب الله، التي هي جبهةٌ رائدةٌ، ومتصدِّرةٌ، وقويةٌ في مواجهة العدو الصهيوني، منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه مسيرة حزب الله الجهادية؛ ولــذلك فإنَّ الوفاء لشهيد المسلمين، شهيد الإنسانية، سماحة الأمين العام لحزب الله “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، هو بمواصلة المشوار الجهادي، بعزمٍ، وصبرٍ، وثباتٍ، واستعانةٍ بالله تعالى، وثقةٍ به، وتوكلٍ عليه.

وكما خابت آمال الأعداء الصهاينة، بعد قتلهم للشهيد المجاهد الكبير/ إسماعيل هنيَّة “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”؛ ستخيب آمالهم- بإذن الله تعالى- في جريمتهم الكبرى، باستهداف الشهيد السيد/ حسن نصر الله “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”.

في هذه اللحظة المصيرية، يتحمل إخوانه في قيادة حزب الله وفي محور المقاومة المسؤولية الكبيرة ويجب منحهم الثقة اللازمة لمواجهة هذه التحديات، مع التأكيد على ضرورة التضامن والوحدة في مواجهة الظلم والاعتداء.

 

تحديات تفوق الكيان

لم يعد بإمكان الكيان تأمين بقائه، بل أصبح من الصعب عليه تحقيق توطين طويل الأمد لما يطلق عليه “أمن إسرائيل”. يواجه العدو الإسرائيلي تحديات تفوق قدرت أسلحته ومنظومات الاعتراض لديه وستجبره على التخلي عنها أو تجاوزها، فهي لم تعد قادرة على إخضاع محور المقاومة عن طريق القوة العسكرية أو من خلال تقديم مكافآت اقتصادية مقابل قبول وضع “الأبارتايد”، المصطلح الذي يعبر عن نظام القمع والتمييز الذي شهده نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والذي استخدمه المجتمع الدولي لإدانة الأنظمة القمعية في جميع أنحاء العالم.

 

خيارات القوة الساحقة

تحديات الكيان الصهيوني ليست في لبنان وحسب فما تزال غزة تمثل كابوسا للعدو، وإذ يراهن العدو الإسرائيلي على خيار استعمال القوة الساحقة لإرغام الفلسطينيين على الهجرة أو القبول بالعيش تحت نظام فصل عنصري، تؤكد احداثيات ميدان المواجهة أن قوة فصائل الجهاد والمقاومة تقف عائقا كبيرا أمام الأطماع الاسرائيلية، كما أن انخراط الفصائل المتحالفة في محور المقاومة لإسناد المقاومة الفلسطينية عزز من تنامي قوة المحاور جميعًا بمرور الوقت، إلى درجة تولد شعور لدى الكيان أن حصول قوى المحور على وقف لإطلاق النار دائم أو طويل الأمد، يعني تعزيز قدراتها القتالية بما يشكل تهديدًا جديًّا لأمن الكيان، بل وسيشكل رادعا له إن هو فكر مستقبلًا في شن أي عدوان آخر بهدف إخضاع الفلسطينيين أو أي قوة من قوى المحور.

هذه الحسابات، جعلت من الصعب على المجرم نتنياهو تقدير ما إن كان إنجاح الرهان العسكري سيقضي بفك الارتباط بين جبهة غزة وباقي جبهات الإسناد في المحور، سواء القتالية أو الداعمة معنويا أو بالمال والعتاد. الأمر الذي دفعه إلى توسيع رقعة المواجهة بشن ضربات عسكرية على حزب الله وتوسيع نطاق اغتيال قيادته من الصفين الأول والثاني بما في ذلك سماحة السيد حسن نصر الله في لبنان، وعلى اليمن بقصف ميناء الحديدة واستهداف الداخل الإيراني بالاختراقات الأمنية والأمن السيبراني، ظنا منه أن ذلك قد يدفع هذه الجبهات إلى اختيار وقف إسناد المقاومة تجنبا لخوض حرب شاملة في المنطقة، على اعتقاد خاطئ من نتنياهو في أن تكاليف المواجهة المحتملة المرتفعة قد تردع قوى المحور عن مواصلة الإسناد.

 

مسار مشترك وطوق إنقاذ

وفي هذا الإطار، يقول الباحث في الإعلام الدولي عماد عنان، في ورقة له تناقلتها وسائل الاعلام، إن العدو الإسرائيلي ينطلق من تصعيده مع المقاومة الإسلامية في لبنان من قاعدة أن استمرار حزب الله كجبهة إسناد سيعقّد المشهد جنوبًا في القطاع، كما سيزيد من إرهاق جيش العدو واستنزاف إمكانياته وقدراته العسكرية التي تأثرت بشكل كبير بسبب المناوشات مع الحزب.

ويلفت عنان إلى ما يراه جنرالات جيش العدو من ملائمة الظرف الحالي لتصفية حسابات قديمة مع الحزب، وفرض قواعد اشتباكات جديدة غير التي فرضتها حرب تموز 2006، في ظل حالة الخذلان والانبطاح الإقليمي والدولي التي لم تشهدها ساحات الصراع مع العدو الإسرائيلي من قبل، وهو الخذلان الذي قد اُختبر قبل ذلك في غزة، وعلى اعتقاد إسرائيلي خاطئ في أن يتكرر ذات التخاذل مرة أخرى في لبنان.

ويضيف عنان: “ترى القيادة العسكرية والسياسية للعدو الإسرائيلي أن الجبهة الشمالية مع حزب الله، وما يحدث في قطاع غزة هو مسار مشترك لمعركة واحدة ذات جبهتَين، لا سيما بعد انخراط الحزب في خط المواجهة، ليتحول مع الوقت من جبهة إسناد إلى طرف في، مشيرا إلى أن ما أحدثته جبهة لبنان من حرج سياسي وعسكري بإبقاء مناطق الشمال ساخنة وفي مرمى نيران الحزب، ما يُفشل المساعي المستمرة لعودة مستوطني الشمال الذين باتوا عبئًا ثقيلًا على الكيان، اقتصاديًا واجتماعيًا.

ويرى عنان أن تجرأ نتنياهو على فتح جبهة لبنان، بالتزامن مع التعثر في قطاع غزة، اعتماداً على استغلال مقاربات الحزب وطهران في عدم الرغبة بحرب مفتوحة قد تطيح بالمكتسبات التي تحققت على مدار عقدين كاملين، وعليه صعّد من العمليات العسكرية ضد لبنان.

وفي السياق نفسه، ترى ورقة تحليل السياسات للباحث، أن من شأن رفع احتمالات المواجهة الشاملة أن يطيل في أمد الحرب، فيظل التحالف الإسرائيلي الحكومي متماسكًا ليبقى نتنياهو رئيسًا ويضمن الإفلات من المحاسبة والمحاكمة، وهو ما يعني الدفع بقضية الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى أدنى الأولويات، والحصول على المزيد من الدعم العسكري الأمريكي، والإجماع الذي فقده داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأمريكي، وتذهب إلى أبعد من ذلك بتمكنه من تجميد إجراءات العزلة التي شرعت فيها عدة دول تنفيذًا لقرارات محكمة العدل الدولية، مثل وقف الأسلحة إلى إسرائيل، أو قد يعكسها إلى دعم جديد.

 

سيناريوهات محتملة للتطورات

مع تفاقم الأحداث وتشابك المصالح، تبرز ثلاثة سيناريوهات محتملة لديناميكية الصراع في المنطقة، كلٌ منها يحمل تداعيات مختلفة قد تعكس ملامح المستقبل:

الصفقة المتأخرة: هذا السيناريو يعد الأكثر احتمالاً ويعكس استسلام العدو الإسرائيلي أمام حرب الاستنزاف التي تقودها فصائل المقاومة، خاصة حزب الله. نتيجة الضغوط المتزايدة والهجمات المتكررة التي تعجز منظومات الدفاع الصاروخي عن صدها، قد تضطر العدو الإسرائيلي إلى قبول صفقة مع المقاومة الفلسطينية. هذه الصفقة قد تتضمن تنازلات من جانب العدو، مما يفضي إلى خسارة نتنياهو لمنصبه وتدهور الوضع الاستراتيجي للكيان، ويتيح للفصائل الفلسطينية تحقيق مكاسب سياسية ومعنوية. الحرب الإقليمية الشاملة: في هذا السيناريو، قد تتطور الأمور سريعاً نحو مواجهة عسكرية شاملة، خاصة إذا قررت جبهات الإسناد الرد بهجمات مؤلمة تفاجئ القيادة الإسرائيلية وتزعزع الرأي العام. في ظل هذه الأوضاع، قد يلجأ العدو الإسرائيلي إلى اجتياح أكبر مدعومة بغطاء أمريكي وغربي، مما يزيد من احتمالية تصاعد الوضع إلى حرب خارج السيطرة، يُخشى أن تترك أثرًا مدمرًا على دول المنطقة، وخاصة تلك التي تحتضن قواعد عسكرية أمريكية. حرب استنزاف موسعة: وفي هذا السيناريو، يواصل نتنياهو شن الهجمات العنيفة رغم الردود المتكررة من جبهات الإسناد، لكن قد تكون هذه الأفعال محصورة في نطاق زمني ومكاني محدود مع تكاليف منخفضة. هذا يؤدي إلى نمط جديد من حرب الاستنزاف، حيث يظهر توازن هش بين حالة الهدوء والحرب الشاملة. ووفقًا للتحليلات، فإن هذا السيناريو يناسب أهداف نتنياهو الاستراتيجية، إذ يوفر له البيئة المناسبة لتبرير استمرار حكمه، مع تعزيز شعوره بقدرة على عزل نطاق المقاومة الفلسطينية عن جبهات الإسناد.

يُظهر تحليل هذه السيناريوهات تعقيد الواقع، ومدى تأثير الحسابات السياسية والعسكرية على مستقبل المنطقة، مما يحتم على جميع الأطراف المعنية في المعادلة التفكير ملياً في خياراتهم وأفعالهم.

 

ختاما

وفي ظل تصاعد التوترات وزيادة التحديات، يبدو أن الخيار الفوري أمام الكيان الصهيوني المتصلب هو مواجهة حقيقة واقعة لا مفر منها، تتمثل في ضرورة التكيف مع واقع جديد يفرضه صمود محور المقاومة وإرادتها الحرة. إن السياسات والاستراتيجيات المعتمدة من قبل هذا الكيان، التي تعتمد على القوة العسكرية والترهيب، لن تجلب له إلا المزيد من الانعزالية والفشل.

من الضروري أن تدرك الولايات المتحدة أن استمرار الدعم الأعمى لهذا الكيان لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات والاحتقانات في المنطقة، مما يضع مستقبل المنطقة في مهب الريح. خيارات الانسحاب من دعم هذا الكيان أصبحت ضرورة ملحة، فالتاريخ لن يرحم أولئك الذين يقفون في صف الظلم والاستبداد.

بتزايد الوعي والمقاومة، تلوح في الأفق إمكانية زوال هذه الغدة السرطانية من الجسد العربي، مما يمهد الطريق نحو عودة الحقوق والتوازن، ويؤسس لحقبة جديدة تُعيد الأمل لأمتنا نحو السلام والازدهار. وفي ختام المطاف، نجد أن الإرادة الشعبية القوية تفرض نفسها، وأن الكيان الصهيوني لن يكون بمنأى عن مواجهة تؤدي إلى زواله، فهذا وعد الله في القرآن الكريم.

مقالات مشابهة

  • جامعة الرازي تنظم وقفة تنديداً بجريمة اغتيال شهيد الأمة السيد حسن نصر الله
  • جامعة صعدة تنظم فعالية تأبينية لشهيد الأمة السيد حسن نصر الله
  • العاصمة صنعاء تشهد فعالية تأبينية لشهيد الأمة سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله
  • العاصمة صنعاء تشهد فعالية تأبينية لشهيد الأمة السيد المجاهد حسن نصر الله
  • جامعة صنعاء تشهد مسيرة طلابية غاضبة تنديداً بجريمة اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله
  • جامعة صنعاء تشهد مسيرة طلابية غاضبة تنديداً بجريمة اغتيال السيد حسن نصر الله والعدوان على الحديدة
  • صنعاء تقيم فعالية تأبين للشهيد القائد السيد حسن نصرالله
  • محافظة صنعاء تشهد وقفات طلابية غاضبة تنديداً بجريمة اغتيال السيد حسن نصر الله
  • شهادة السيد نصر الله.. مفتاح للمعركة التاريخية أمام العدو الصهيوني