حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دولة الاحتلال الإسرائيلي من عواقب التوغل البري في الأراضي اللبنانية على وقع شنها عدوانا عنيفا على لبنان، مشيرا إلى أن "إسرائيل" تضع تركيا على قائمة أهدافها بعد كل من فلسطين ولبنان.

 

وقال أردوغان في كلمة له خلال افتتاح الدورة التشريعية الثامنة والعشرين للبرلمان التركي في العاصمة أنقرة، الثلاثاء، "أحذر إسرائيل بشكل صريح فعواقب الهجوم البري على لبنان لن تكون مشابهة لاحتلالاتها السابقة"، حسب وكالة الأناضول.

 

وأضاف أن دولة الاحتلال "ترتكب إبادة جماعية بغزة وهجمات إرهابية في لبنان وتستفز الدول لجر المنطقة إلى محرقتها"، موضحا أن "إسرائيل"، "تحت إدارة المدعو نتنياهو الذي يحاكي هتلر، ارتكبت بكل استهتار في الأسابيع الـ 51 الماضية فقط، جميع الجرائم ضد الإنسانية".

 

وتابع قائلا: "جميع الجرائم التي يمكن ارتكابها ضد الإنسانية، بما فيها الإبادة الجماعية والمجازر والعنصرية والتمييز والتحرش والاغتصاب والتعذيب والتطهير العرقي وقتل الصحفيين والقضاء على حرية التعبير وقصف دور العبادة والمستشفيات والمدارس، تم ارتكابها مرات عديدة".

 

وشدد الرئيس التركي، على أنه "مهما فعلت إسرائيل، فسوف يتم إيقافها عاجلا أم آجلا، فكما تم إيقاف هتلر الذي ظن أنه الأقوى، سيتم إيقاف نتنياهو بنفس الطريقة"، وفقا للأناضول.

 

ولفت إلى أن "الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك من منطلق هذيان الأرض الموعودة، تضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان"، حسب تعبيره.

 

وأكد أردوغان أن "العدوان الإسرائيلي يشمل تركيا أيضا لذلك سنقف ضد إرهاب الدولة هذا بكل الوسائل المتاحة من أجل وطننا وشعبنا واستقلالنا"، مضيفا أن "الاحتلال والإرهاب والقصف العدواني بجوارنا ولسنا أمام دولة تلتزم بالقوانين بل قطيع من القتلة يتغذون على الدم والاحتلال".

 

وفجر الأربعاء، أعلن "حزب الله" عن تصديه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة "العديسة" في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية جنوب لبنان، وأوقع فيها خسائر، وأجبرها على التراجع، فيما اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي.

 

وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال، قال الثلاثاء، إن قواته بدأت عملية برية محددة الأهداف لمهاجمة أهداف حزب الله القريبة من الحدود، مشيرا إلى أن العملية البرية سيرافقها إسناد جوي ومدفعي.

 

ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1057 شخصا، وإصابة 2950 آخرين بجروح مختلفة فضلا عن نزوح ما يقرب من المليون شخص.

 

في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية مطلع الأسبوع الماضي.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: لبنان اردوغان تركيا غزة الكيان الصهيوني

إقرأ أيضاً:

تراجع حزب الله يجعل تركيا في مواجهة إيران

نددت تركيا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، لكنها بقيت متحفظة منذ بداية الهجمات الاسرائيلية على لبنان، ومقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله.

ورأى محللون أن الانكفاء التركي يكشف بالإضافة إلى الحذر، رضا خفياً لرؤية طهران وحلفائها يضعفون في المنطقة.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "الإرهاب والإبادة الجماعية" اللذين نفذتهما إسرائيل في غزة وصلا إلى لبنان، دون التطرق إلى حزب الله.
وحده وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أعلن أنه اجتمع بنصرالله بعد بداية الحرب في غزة، واعتبر أنه "شخصية رئيسية في المنطقة، وبالنسبة إلى لبنان، وسيكون من الصعب ملء الفراغ الناجم عن غيابه".
ولا تنسى تركيا السنية دور حزب الله اللبناني الشيعي وإيران في سوريا، ولا الفوضى التي طالتها بسبب الحرب التي أدت إلى تدفق ملايين اللاجئين إلى أراضيها. ولهذا السبب بالذات يحاول أردوغان إعادة التواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار أوزغور أونلوهيسارسيكلي، من صندوق مارشال الألماني، إلى أن "تركيا وحزب الله ليسا على الخط نفسه على المستوى الإقليمي، خاصةً في سوريا".
وأضاف "حتى لو انقسمت الآراء في تركيا، فمن الواضح أن خسائر حزب الله أقل إثارة للقلق من خسائر حماس"، لأن الغالبية العظمى من الفلسطينيين، مسلمون سنة مثل أردوغان.
ورأت غونول تول، مسؤولة الشؤون التركية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن "أقلية فقط من الإسلاميين" في تركيا تأسف على "إضعاف محور المقاومة" لإسرائيل الذي يضم إيران، والجماعات التي تدعمها في المنطقة، حتى لو كانت غالبية الأتراك مؤيدة للفلسطينيين علنا.
ورأت أن "ضعف إيران وحلفائها الشيعة على مدى طويل من شأنه أن يعزز هيمنة تركيا في ساحتين على الأقل، هما العراق وسوريا".

لاعب سني وأكدت تول أن "تركيا برزت لاعباً سنياً في المنطقة منذ الحرب في سوريا" بسكانها، 85 مليون نسمة، في مواجهة إيران الشيعية، حتى لو كان أردوغان يفضل تقديم نفسه "زعيم العالم الإسلامي".
وقالت أسلي أيدينتاسباش، المتخصصة في الشؤون التركية في معهد بروكينغز إن "قطع رأس حزب الله يؤدي إلى تقليص نفوذ المنافس الرئيسي لتركيا في المنطقة، وهي لن تأسف على ذلك".
وأضافت "لكن أنقرة حذرة في تصرفاتها وتعليقاتها. فالعلاقات مع إيران لا تزال حساسة، ومن الواضح أن تركيا قلقة من تصعيد إقليمي وحرب شاملة بين إيران وإسرائيل، وستبذل قصارى جهدها، للابتعاد عنها".

اتفاق أمريكي إسرائيلي على "تفكيك قدرات #حزب_الله" الهجوميةhttps://t.co/KwscValcL6

— 24.ae (@20fourMedia) October 1, 2024 ورأى سنان سيدي، الباحث المشارك في مؤسسة الديمقراطية في واشنطن أن "أردوغان يسعى بدل ذلك إلى دور تنسيقي أوسع بعد الصراع في غزة، على صعيد تركيا ومصر، وهما دولتان سنيتان، مثل اتفاقات أمنية واتفاقات لإعادة الإعمار" في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن من هنا جاءت الزيارة الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة في مطلع سبتمبر (أيلول).
وكررت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي إدانة العمليات الإسرائيلية في غزة التي شنتها إسرائيل رداً على هجوم  حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وعلقت تركيا التجارة مع إسرائيل وانضمت إلى قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

مقالات مشابهة

  • أردوغان يحذر إسرائيل من عواقب اجتياح لبنان.. ويخاطبها سوف يتم إيقافها عاجلا أم آجلا
  • تركيا بعد فلسطين ولبنان.. «أردوغان» يحذر الكيان الصهيوني من عواقب التوغل البري (تفاصيل)
  • المشاط يحذر أمريكا من “اللعب في النار” ويُثني على الرد الإيراني القوي على “إسرائيل”
  • تراجع حزب الله يجعل تركيا في مواجهة إيران
  • أردوغان: إسرائيل ستوجه أنظارها إلى تركيا بعد فلسطين ولبنان.. إذا لم تُردع
  • أردوغان محذرا إسرائيل: اجتياح لبنان لن يشبه احتلالاتكم السابقة
  • ‏الأمم المتحدة تحذر إسرائيل من عواقب "اجتياح بري واسع النطاق" للبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لـ اجتياح لبنان بريا