لبنان ٢٤:
2025-01-27@19:10:25 GMT

بو حبيب من أميركا: الإحتلال هو سبب المقاومة

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

بو حبيب من أميركا: الإحتلال هو سبب المقاومة

قال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب إنّ "الاحتلال هو سبب المقاومة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل هي التي تُصعد بوتيرة مستمرة وتستهدف المدنيين في لبنان على نطاق واسع، لا سيما بعد حادثة مجدل الشمس وصولاً الى التصعيد الخطير الذي نشهده اليوم". وفي كلمة له من مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن، شدّد بو حبيب على وجوب التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 باعتباره مهماً لإعادة الاستقرار، مؤكداً ضرورة "الالتزام بالقرار كاملاً من كلا الطرفين".

  وذكر بو حبيب أن "لبنان وافق على المبادرة الأميركية - الفرنسية، كما أنهُ يتمسك بها بالرغم من تنصل اسرائيل منها، بعد أن تبلغ لبنان موافقة اسرائيل عليها من الجانب الاميركي في وقت سابق". كذلك، حذر بو حبيب من "إمتداد الصراع الى حرب إقليمية تهدد كل دول المنطقة"، وقال: "نحث على العمل مع لبنان لوقف الحرب، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لأكثر من مليون نازح لبناني يعانون ظروفاً إنسانية صعبة ومعقدة للغاية".   وتابع: "نريد التعاون مع الولايات المتحدة الاميركية لوقف الحرب، لأن الاخيرة قادرة على أن تصنع فرقاً".    

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بو حبیب

إقرأ أيضاً:

كيف نقرأ «اليوم التالي للحرب»؟

قبل أن نصل إلى لب موضوعنا المتعلق بـ«اليوم التالي للحرب»، سنرجع الزمنَ إلى الوراء لنحاول أن نجيب عن أسئلة تتعلق بـ«اليوم السابق للحرب»، وأحد هذه الأسئلة: هل أخطأت المقاومة الفلسطينية في غزة في السابع من أكتوبر؛ فكانت سببا في شيطنة الكيان الصهيوني والتسبب في كارثة إنسانية في غزة؟ للإجابة عن هذا السؤال الأكثر جدلا؛ سنستحضر عددا من السرديات التي نجدها متناقلة عبر مصادر متعددة، وأشهر السرديات القائلة: إن المقاومة كانت على علم بوجود مخطط صهيوني يستهدف عموم فلسطين وغزة يهدف إلى ضم بقية الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس ومسجدها الأقصى، وتتحدث السردية الثانية عن وقوع المقاومة ضحية مؤامرة سواء عبر تضليل استخباراتي إسرائيلي أو من طرف آخر بغية جرها إلى إحداثِ شرارةٍ توقظ حميّةَ الكيان الصهيوني وحلفائه؛ فتكون مدعاة إلى إنهاء المقاومة وبسط السيطرة الكاملة، وتتباين الإجابات مع تباين السرديات التي نكتفي بعرض أشهرها، وفي إطار تأملاتنا التي لا أضمن أيَّ صوابٍ لها، نجد أن المقاومة الفلسطينية في كل أحوالها في حالة حرب مستمرة -تتفاوت في الخفض والرفع- مع الكيان الصهيوني؛ فسبقت السابع من أكتوبر عنجهيةُ الكيان المحتل في قهر الفلسطينيين في الضفة والقدس خصوصا واضطهادهم أيما اضطهاد عبر تنكيل وتعذيب وتهجير وقتل وسجن، وسبق أن وجّهت المقاومة الفلسطينية تحذيراتها للكيان والعالم المتفرّج من التمادي في هذه الانتهاكات للشعب الفلسطيني ومقدساته، ولعلّ توقيت تسديد المقاومة الفلسطينية هجومها الشهير في أكتوبر كان بمثابة الانفجار الذي تولّد من تراكماتِ جبالٍ من الصبر؛ فاطمأنت المقاومة إلى حسابات احتملت أن الهجوم سيكون رسالة ردع تلجم المحتلَ وتلقِّنه درسا، دون بلوغِ تطورٍ إلى معادلةِ حربٍ ستستمر إلى ما يقرب من 15 شهرا، وهنا لا يحق توجيه لوم للمقاومة؛ فالمقاومة جزء من الشعب الفلسطيني المقهور، وقراراته بشأن المقاومة حق وطني يستند إلى تأييد شعبي يوافقه الدين والكرامة وحب الوطن، وحينها فإن حتمية هذه الحرب بشدتها التي لم تُعهد من قبل قائمةٌ لا محالة، ولا سبيل إلى تحرير مطلق إلا عبور هذا الجسر الشاق والمتعب، ومن هنا يمكن أن تتشكّل قراءة في صورة «اليوم التالي للحرب» التي ترددت كثيرا إبان الحرب الظالمة.

مع انقضاء ما يقرب من 15 شهرا من الحرب، انصدم الشارعُ الإسرائيلي كما انصدمت قبله أركانُ كيانه المحتل بأن أهدافَ هذه الحرب الكبرى لم تتحقق على الإطلاق، وأن الصورة التي رُسمت لغزة لليوم التالي للحرب لم تكن سوى وهمٍ نقضته مشاهد اليوم التالي للحرب؛ فلم تخرج المقاومة الفلسطينية في غزة من الخدمة وتنتهي كما تعهّدَ المحتلُ؛ فأصابت استعراضاتُ المقاومة بجانحيها العسكري والأمني في غزة الكيانَ الصهيوني ومجتمعَه بالذهول، ولم يتركْ أهلُ غزةَ أرضَهم ويقبلوا بقرار التهجير وضغوطاته المتواصلة، ولم تتمكن إسرائيل من تثبيت وجودٍ عسكري ومدنيّ على أرض غزة كما كانت تروّج عبر سرديتها الفاشية وإعلانات مشروعاتها الاستيطانية؛ فتلاشت كل هذه الأوهام وذهبت أدراج الرياح لتكتفي بصفقةِ تبادلٍ للأسرى لم تتمنَ حدوثها؛ إذ حدّثت نفسها غرورًا أنها قادرةٌ على تحريرهم بقوتها العسكرية ونظامها الاستخباراتي، ولكن تبيّن أن آلاتها العسكرية التي تبجّحت بها لم يبقَ في غزة إلا ذكراها في أشكال أرتال عسكريةٍ مدمّرةٍ مبعثرةٍ بفعل ضربات المقاومة وقذائف الياسين، ورغم ذلك لا يعني أن غزةَ بلا أوجاع وبلا آلام يعانيها أهلُها المفجوعون بالفقد والخسارة، وهذا ما جلب سخطَ العالم وشعوبَه الحرة على هذا الكيان الذي عرّى نفسه في هذه الحرب البشعة؛ ليكشف المزيد من بشاعته ووحشيته المفرطة.

بجانب ما صنعته هذه الحرب من ألم يصعب تحمّله؛ فإنها أيقظت شعوبَ العالم أجمعه، ونبهتهم إلى خطر الصهيونية وأيديولوجياتها اللاإنسانية التي لا تكترث بالقتل والتعذيب والتبختر بمظاهر المجازر والإبادة الجماعية، وعرّت مخططاتهم الإقليمية الساعية إلى التمدد الجغرافي ونهب ثروات الشعوب؛ فما يقع في فلسطين ووقع في لبنان وسوريا من قبلِ هذا العدو الصهيوني، فإن تمدده محتمل في دول عربية أخرى في المنطقة استنادا إلى التهديدات التي يُخرجها الكيان الصهيوني بين أحيان وأخرى عبر ألسنة بعض أعضاء حكومته وعبر خرائط يستعرضها بلا مبالاة وحياء، ولهذا لا نستبعد أن طوفان الأقصى كان بمثابة عمليةِ الإجهاض لمثل هذه الأحلام الصهيونية، والتي أكدتها مظاهر «اليوم التالي لحرب غزة» رغم ما دفعه أهل غزة ومعهم أهل جنوب لبنان ومقاومتها من تضحيات عرقلت مشروعات العدو في عموم المنطقة وأفقدته توازنه داخليا وخارجيا.

يأتي «اليوم التالي للحرب» بعد توقيع الاتفاقية وسريان المرحلة الأولى مُظهرا واقعا مغايرا لكل ما روّج له الكيان الصهيوني؛ فيتضح جليّا أن غزة صمدت، وأن أهلَها متمسكون بخيار السيادة المطلقة عبر منح مقاومتها شأن الإدارة المدنية والعسكرية رغم كل محاولات التشويه التي روجتها مؤسساتُ الإعلامِ العالمية لإقناع العالم بسردية مضمونها تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية هذه الحرب والتدمير دون أيّ اعتبارات لمشروعية المقاومة في ظل وجود احتلال غير شرعي، وكأن المقاومة محظورة على أهل فلسطين، ويكاد تصوري القادم لما بعد هذه الحرب أن يصدق في صورة تتلاشى فيها الطموحات الصهيونية وتتراجع بهزيمة تكسر إرادتها وتخيّب آمالها الظالمة؛ فنسأل الله أن يحفظ أهل فلسطين والدول العربية وعموم الإنسانية من كل كيد وظلم، ونسأله أن يعمّ السلام عالمنا الإنساني.

د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني

مقالات مشابهة

  • ما بعد طوفان الأقصى
  • أميركا: تمديد اتفاق وقف النار في لبنان حتى 18 فبراير
  • مسؤولو الأمم المتحدة يدعون إلى الامتثال لوقف إطلاق النار بعد مقتل 15 شخصا في لبنان
  • معركة الحياة
  • زيلينسكي يدعو أميركا وأوروبا للانخراط بأي محادثات سلام مع روسيا
  • قوات العدو الصهيوني ترتكب 20 خرقاً لوقف إطلاق النار في لبنان
  • كيف نقرأ «اليوم التالي للحرب»؟
  • أستاذ قانون دولي: طلب إسرائيل بمهلة للانسحاب من لبنان انتهاك صارخ لوقف النار
  • اسرائيل ترفض الانسحاب من الجنوب وفق اتفاق وقف النار ولبنان يلجأ الى الدول الضامنة
  • العدو الصهيوني يرتكب سبع خروقات لوقف النار في لبنان ويعلن عدم انسحاب جيشه من الجنوب