لجريدة عمان:
2025-03-26@10:48:38 GMT

أصدقاء الكرسي

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

«أصدقاء الكراسي»، وما أدراك ما «أصدقاء الكراسي»، إنهم مجموعة من الطفيليات البشرية تتكاثر في المؤسسات، وعند المسؤولين، تجمعهم المصلحة، وتنتهي علاقاتهم بنهاية وظيفة المسؤول، يتصنّعون الود، ويأنسون للقاء، ويدورون كيفما يدور الكرسي، وحيثما يريد صاحبه، رأيهم هو رأيه، وكلمتهم هي كلمته، وفعلهم هو فعله، يلبّون حاجاته قبل أن ينطق، ويتبعون مشورته دون أن يطلب، ويصدّقون كذبته، ويؤيدون رأيه ولو كان خطأ، ويغدقون عليه بالهدايا القيمة، ويسألون عنه إذا غاب، ويتبعونه إن سار، ويحضرون عزاءه ولو كان المتوفى من أبعد البعيدين لديه، ولكن لا بد لصديق الكرسي أن يسجل حضوره، ويظهر اهتمامه لصاحب المسؤولية.

ولكن ما إن تنتهي الوظيفة، ويحال المسؤول إلى التقاعد، أو ينقل إلى وظيفة غير مؤثرة، تبدأ الزيارات بالانحسار حتى تتلاشى، وتبدأ الاتصالات بالتباعد حتى تنتهي، ويبدأ «صديق المصلحة» بالابتعاد شيئا فشيئا، متعللا بكثرة المشاغل، ومتعذرا بزحمة الحياة، حتى يختفي، ويكتشف المسؤول بعد فوات الأوان، وبعد أن يصفو المشهد، كم كان مغفلا وساذجا، وكم كان ذلك «الصاحب المزيف» متلوّنا، ومنافقا، حين تبدأ الأحداث والمواقف والمناسبات بفرز صديق المصلحة، من الصديق الحقيقي، وحين يقل عدد الأصحاب إلى الحد الأدنى، وقد لا يبقى سوى واحد أو اثنين منهم، بينما يتلاشى الباقون، ويذوبون رويدا رويدا في كأس الحياة، ويبدأ «صديق الكرسي» بالبحث عن المسؤول الجديد، كي ينسج خيوطه حوله، وتتكرر دورة الأحداث دون تغيير.

يخبرني أحد الأصدقاء والذي كان مسؤولا كبيرا، وكان يشغل منصبا يتعلق بمصالح المواطنين، بأنه حين كان على رأس عمله ـ لم يكن مكتبه ومجلسه يخلو من الناس، ولم يكن بيته يخلو من الزيارات، وبعد فترة انتقل هذا المسؤول من وظيفته «المؤثرة» إلى وظيفة «ثانوية» فبدأ «الأصدقاء» بتقليل الزيارات، والتواصل، ثم تقاعد صاحبنا فانقطع عنه الكثيرون، يقول الرجل: «أضع دلة القهوة من الصباح في المجلس، وأعيدها إلى المطبخ على حالها أحيانا، لم يعد الأصدقاء يمرون إلا بعد حين، ولم يعد الناس يتوددون إليّ كما كانوا»، وأمثال هذا الشخص كثيرون، ممن صدمهم الواقع الحيّ، ورأوا المشهد على حقيقته، وعرفوا بعد أن تركوا الوظيفة «الأصدقاء» بوضوح أكبر.

مسؤول آخر يقول: «لم يكن هاتفي يصمت، كان الجميع يسأل عني، ويدعوني إلى مناسباته، ويحضر مناسباتي، وكان الجميع يخطبون ودي، وحين أتصل كان البعض يجيب على مكالمتي من أول رنّة، أما الآن، لم يعد الأمر كذلك، قلّت المناسبات، ولم يعد الكثير من أصدقاء الكرسي يردون على مكالماتي، وتغير كل شيء، اكتشفت في نهاية المطاف أن المخلصين، والأوفياء قليلون، وربما نادرون، لا يظهرون إلا حين تنتفي المصالح، وتذهب المناصب، ويزول الكرسي». وهناك الكثير من الأمثلة العملية والحياتية التي صدمها الواقع، فهؤلاء الطفيليون تفرزهم الحياة، ويظهرون وجوههم الحقيقية بعد زوال الكرسي، فتسقط حينها أقنعتهم المزيفة، ونكتشف عندها من هم الأصدقاء الحقيقيون، ونعرف أهميتهم، ومدى نقائهم، وقد نتأقلم مع الوضع الجديد، ونصالح أنفسنا، ونعلم أنه ليس كل من جالسنا، وخالطنا ذات يوم كان يستحق اهتمامنا، ومساحة ودّنا، بل كان أكثرهم مجرد أصدقاء عابرون زائفون، أصدقاء كرسي ومصلحة مؤقتة، وأنهم لم يكونوا أبدا أصدقاء حياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لم یعد

إقرأ أيضاً:

تسريب مناقشات الأمن الرئاسي الأمريكي حول الهجمات على اليمن.. من المسؤول عن الفضيحة؟

أعلن جيفري جولدبرج، رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك»، أن فريق الأمن الرئاسي الأمريكي، أضافه عن طريق الخطأ إلى دردشة سرية للغاية حول الهجمات الأمريكية على الحوثيون.

وكتب جولدبرج، في مقال نُشر اليوم الاثنين: «لم أكن أعتقد أن الأمر حقيقي، ولم أصدق أن قيادة الأمن القومي للولايات المتحدة ستتواصل عبر سيجنال «تطبيق مراسلة مشفر» بشأن خطط الحرب الوشيكة».

وأفاد: «ناقش مسؤولون رفيعو المستوى في إدارة ترامب، بمن فيهم نائب الرئيس «جيه دي فانس» ووزير الدفاع «بيت هيجسيث» خطط الهجوم على الحوثيون في اليمن، خلال محادثة جماعية على تطبيق المراسلة «سيجنال» وقد أدرجوني في الدردشة عن طريق الخطأ».

وكشف: «سبب معرفتي بهذا هو أن وزير الدفاع «بيت هيجسيث» أرسل لي رسالة نصية تضمنت معلومات دقيقة عن حزم الأسلحة والأهداف والتوقيت «الحرب الساعة 11:44 صباحًا» ».

وتابع: « لم أعتقد في البداية أن المعلومات دقيقة، ومع ذلك تطابقت الضربات الفعلية في ذلك اليوم مع المعلومات التي تلقيتها في دردشة «سيجنال»».

وأوضح: «لو اطّلعت عليها جهة معادية للولايات المتحدة، لكان من الممكن استخدامها لإلحاق الضرر بالجيش الأمريكي وأفراد الاستخبارات، لم أرَ اختراقًا كهذا من قبل».

وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع لاحقًا لجولدبيرج أن المحادثة حقيقية، وأن مشاركته فيها عن طريق الخطأ قيد التحقيق. وقال جولدبيرج إنه تلقى دعوةً أولى للمشاركة من مستشار ترامب للأمن القومي مايكل والتز.

اقرأ أيضاًالحوثيون: مستمرون في منع الملاحة الإسرائيلية.. واستهدفنا قاعدة نيفاتيم الجوية

ناقوس الحرب يدق الأبواب.. تهديد جديد من «الحوثيون» إلى أمريكا وإسرائيل

الحوثيون: نفذنا عمليتين على هدفين حيويين جنوب الأراضي المحتلة

مقالات مشابهة

  • كيف تستمع برحلة سويسرية تجمع بين الراكليت والبحيرة والجبال؟
  • “سيد الناس”.. إنجي المقدم تجمع شمل أصدقاء العمر بخطة خبيثة لقتل أحمد فهيم
  • مصادر إسرائيلية: مصر تهدد حماس بطرد الأسرى إذا لم تقبل شروط تل أبيب
  • الجلعي ومهراس إلى نهائي البطولة الرمضانية بذمار
  • تسريب مناقشات الأمن الرئاسي الأمريكي حول الهجمات على اليمن.. من المسؤول عن الفضيحة؟
  • صراع سياسي يعطل مجلس نينوى منذ أكثر من عام.. من المسؤول والمتضرر؟
  • أردوغان: حزب المعارضة الرئيسي هو المسؤول عن الأضرار المالية والمادية خلال الأيام القليلة الماضية
  • أردوغان: حزب المعارضة الرئيسي المسؤول عن الأضرار المالية والمادية خلال الأيام الماضية
  •  لسبب رائع.. «الوليد بن طلال» يتصدّر العناوين ويتحدّى شاب سعودي (فيديو)
  • تأهل 8 فرق إلى ربع نهائي "رمضانية فلج الشراة"