عملية الوعد الصادق 2: المكاسب المتحققة والخسائر المحتملة
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
قبل الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، كان كثيرون يظنون أن إيران غير جادة في وعدها السابق بالانتقام لاستشهاد إسماعيل هنية ثم حسن نصر الله، رحمهما الله. أتى الرد الإيراني مفاجئا لكثيرين، ورغم أن الإيرانيين حذروا قبل الرد بساعات أن ردا ما سوف يقع بعد قليل، إلا أن الاستعدادات الأمريكية للتعامل مع الرد كانت أقل بكثير من المتوقع.
بالنسبة لمكاسب العملية، فيمكن إجمالها فيما يلي:
1- أثبتت إيران قدرة كبيرة على تحييد الدفاعات الغربية إذا لم تكن هناك معرفة مسبقة بالعملية. وقد تجلى هذا كنتيجة طبيعية لعملية "الوعد الصادق 1" في نيسان/ أبريل الماضي، حيث تمكنت إيران خلالها من كشف مواقع الدفاع الجوي للكيان وحلفائه، وبالتالي تمكنت الصواريخ المرسلة هذه المرة من الوصول لأهدافها رغم اعتراض بعضها.
2- أعادت إيران نظرية "الردع" مرة أخرى، فقد بات من الواضح باغتيال إسماعيل هنية ثم حسن نصر الله أن الكيان لم يعد يعير أي أهمية للقوة العسكرية الإيرانية، بل بات يستخف بها؛ هذه العملية أوضحت أن إيران ليست ضعيفة بالصورة المتخيلة.
أرسلت إيران أيضا رسالة مؤلمة للكيان، أن مدنه ليست بعيدة عن متناول الصواريخ الإيرانية. بالفعل، تم تحطيم عدد من الأهداف العسكرية للكيان، وتم استهداف عدد من المدن بصواريخ لا تحمل رؤوسا متفجرة
3- مسألة "الاختراق"، المعضلة الكبرى التي حاول الكيان إبرازها عبر الأسابيع الماضية. كان من الواضح بعد عملية البيجر ثم تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية ثم اغتيال الشيخ حسن رحمه الله؛ أن حزب الله وإيران كلاهما مخترق مخابراتيا بصورة مخيفة، مما سيجعل أي عمل يقوم به أي منهما مكشوفا تماما للجانب الصهيوني؛ أتت عملية "الوعد الصادق 2" كمفاجأة، وهو ما يعرض فكرة الاختراق للسؤال مرة أخرى. هل إيران بالفعل مخترقة للعمق كما تصور كثيرون؟ وهل حزب الله مخترق للعمق أيضا؟ كفاءة عملية الأربعين يوم 25 آب/ أغسطس ومقتل القائد الكبير يوسي ساريل قالت بوضوح إن حزب الله بإمكانه تسديد ضربات قوية رغم وجود اختراق. رد الكيان بهجوم البيجر وما تلاه، كي يقول إنه يخترق حزب الله بالفعل، لكن ما أتى بعده وعملية الوعد الصادق أثبتا أنه رغم وجود اختراقات خطيرة، إلا أنها ليست كما تصور كثيرون، وأن إيران والحزب كلاهما قادر على تسديد ضربات مؤلمة للكيان.
4- أرسلت إيران أيضا رسالة مؤلمة للكيان، أن مدنه ليست بعيدة عن متناول الصواريخ الإيرانية. بالفعل، تم تحطيم عدد من الأهداف العسكرية للكيان، وتم استهداف عدد من المدن بصواريخ لا تحمل رؤوسا متفجرة. الرسالة واضحة: المرة الماضية حذرناكم قبل الهجوم، هذه المرة هناك تحذير سريع وهاجمنا المدن بدون إيذاء أحد، المرة القادمة سيكون هناك مدنيون كثيرون بين الضحايا، هجومنا غطى الكيان بكامله، ولستم بمأمن أينما كنتم.
5- إثبات الكفاءة، إصابة القوات الصهيونية المتمركزة في محور صلاح الدين بغزة بهذه الدقة أوضح دقة الصواريخ الإيرانية وقدرتها على إصابة أهدافها بكفاءة كبيرة، حتى لو في قلب غزة، أصيب الجنود الصهاينة ومركباتهم بينما حولهم لم يصب بأذى.
6- أحسب أن أهم ما حققته الضربة هو أنها أعلمت الكيان بصورة واضحة أنه ليس بمفرده في الساحة، وأن استقواءه على فلسطين ولبنان ليس في صالحه، وأن جرائمه في حق المدنيين سيكون عليه أن يتحمل تبعاتها. الكيان كما نرى جميعا لا يتمتع بأي مسؤولية أخلاقية عن أفعاله، لكن المسألة ليست أخلاقا فقط، فهناك الآن قوة أخرى كبيرة وقادرة على تسديد ضربات، مما يضع نظرية التفوق الصهيوني الكبير برمتها في مهب الريح.
عدم تقبل الكيان لحدوث رد الفعل الكبير هذا قد يدفعه للتصرف بحماقة، وهو أمر صار متكررا للأسف من الحكومة الحالية للكيان. وقد رأينا كيف رد الكيان بقتل مزيد من المدنيين في الضفة وغزة ولبنان
أما عن الخسائر المحتملة للعملية فيمكن اختصارها فيما يلي:
1- عدم تقبل الكيان لحدوث رد الفعل الكبير هذا قد يدفعه للتصرف بحماقة، وهو أمر صار متكررا للأسف من الحكومة الحالية للكيان. وقد رأينا كيف رد الكيان بقتل مزيد من المدنيين في الضفة وغزة ولبنان، وهذا قد يوضح أيضا توجهه لعمل عسكري أكبر ضد إيران.
2- زيادة الدعم الغربي للكيان، أعلن عدد من الدول تضامنهم مع الكيان الغاصب ضد "العدوان الإيراني"، ناسين أو متناسين أن الكيان هو البادئ بالعدوان، في موقف يشير لانعدام الموازين الأخلاقية لكثير من الحكومات الغربية.
3- ازدياد تخندق "الليكود العربي" حول الكيان، فخشية بعض الحكام من هزيمة الكيان أصبحت تدفعهم لمساندته بوضوح، وكلما زادت قوة إيران زاد هؤلاء اقترابا من الكيان وقيادته المتطرفة.
لقد أوضحت عملية "الوعد الصادق 2" واختيار توقيتها أنه لا زال بجعبة محور المقاومة الكثير من الأوراق، وأن استشهاد بعض القادة لا يعني نهاية المعركة كما تصور البعض، بل لا زال المسار طويلا ولا زال الصراع مستمرا، حتى القضاء على هذا الكيان الغاصب وعودة الحقوق لأصحابها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران الردع المقاومة إيران إسرائيل قصف المقاومة الردع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوعد الصادق حزب الله عدد من
إقرأ أيضاً:
خامنئي: لا توجد لدينا قوات وكيلة وأمريكا تريد الشغب في إيران
بغداد اليوم - متابعة
أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأحد (22 كانون الأول 2024)، إن بلاده لا تمتلك قوات وكيلة لها في المنطقة، مبيناً "مخطئ من يكرر أن إيران خسرت قواتها بالنيابة لأننا لا نمتلك قوات بالنيابة من الأصل وإذا أردنا يوماً القيام بأمر ما فإننا لا نحتاج لقوات وكيلة عنها".
وقال خامنئي في خطاب له بثه التلفزيون الإيراني وتابعته "بغداد اليوم"، إن " مخطط أمريكا للسيطرة على الدول هو أحد أمرين إما خلق الاستبداد أو خلق الفوضى، ولقد خلقوا الفوضى في سوريا والآن يعتقدون أنهم انتصروا".
وأضاف: "هم أيضاً يريدون الفوضى والمشاكل مع إيران، وقال أحد مسؤولي الأمريكان من يعمل على الفوضى في إيران سوف نساعده، هؤلاء حمقى، الشعب الإيراني سوف يسحق كل من يقبل بالمرتزقة الأمريكيين"، منوهاً إن "اثارة الفوضى من نشاطات الأعداء الأساسية".
وأوضح خامنئي "عنصر أمريكي يقول سنساعد كل من يثير الشغب في إيران، سيدهس الشعب الإيراني كل من يقبل مرتزقة أمريكا في هذا المجال".
وعن ما تعرض له حزب الله وحركة حماس والحوثيين، قال خامنئي "يقولون باستمرار إن إيران فقدت قوّاتها بالوكالة في المنطقة، هذا خطأ آخر، إيران ليس لديها قوات بالوكالة، وإذا ما أردنا التحرك ذات يوم فلن نحتاج إلى قوات بالوكالة".
وأضاف "اليمن تقاتل لأن لديها الإيمان؛ حزب الله يقاتل لأن قوة الإيمان تأتي به إلى الميدان، وكذلك الحال بالنسبة إلى حماس والجهاد يقاتلان لأن عقيدتهما تجبرهما على ذلك، فهما لا يمثلاننا".
وفي معرض حديثه عن الأوضاع في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، قال خامنئي "أتوقع ظهور فئة شريفة قوية في سوريا، ليس لدى الشاب السوري ما يخسره، فجامعته ومدرسته وحياته غير آمنة، وبيته وشارعه غير آمن، ماذا عليه أن يفعل؟ وعلينا أن نقف بكل قوة وإصرار ضد من خطط لهذا الانفلات الأمني ومن نفذه، وسيهزمون بإذن الله، وغداً ستكون المنطقة أفضل من اليوم بفضل الله".