أحد عشر عامًا مرت على ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، هذه الثورة العظيمة التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت بدايةً لتحرير البلاد وإنقاذها من أتون الحرب الأهلية التي كادت تعصف بكل شيء.

أحداث جسام، تطورات خطيرة، وقائع عديدة، عاشتها مصر، منذ وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم في البلاد، حالة من الفوضى والانقسام، والأزمات المتتالية التي باتت تهدد وجود الدولة من الأساس.

. حتى وصف المصريون هذه الفترة بأنها من أشد فترات التاريخ الحديث «ظلامية وسوادًا».

عمَّتِ التظاهرات البلاد رافضةً حكم الإخوان، منذ البدايات الأولى لوصولهم إلى السلطة وممارساتهم المعادية للجميع، وسعي الإخوان في المقابل إلى فرض سطوتهم وجبروتهم بهدف كسر إرادة الجماهير وتركيع مؤسسات الدولة لتصبح تابعةً لمكتب الإرشاد، تأتمر بأوامره، وتنفذ تعليماته.

وقد كان انحياز الجيش المصري للثورة هو العامل الرئيسي في تحقيق أهدافها، وإعادة بناء الدولة على أسس دستورية وقانونية، حيث التزم القائد العام للجيش في هذا الوقت الفريق أول عبد الفتاح السيسي بتنفيذ خارطة الطريق التي أعلن عنها في الثالث من يوليو وجرى بمقتضاها تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد، ثم جرى وضع دستور والاستفتاء عليه، ثم انتخاب حر لرئاسة الجمهورية، ثم انتخابات مجلس النواب، ثم بدء مشروع النهضة والبناء الذي تحقق على يد القيادة السياسية، في الفترة من 2014 إلى 2024، وبالرغم من التحديات الجسام التي عاشتها مصر ولا تزال، فإن وحدة الشعب المصري خلف القيادة كانت من أهم عوامل النجاح، حيث تكاتفتِ الجهود الشعبية والتنفيذية لإنجاز آلاف المشروعات التي ستظل شاهدًا على إرادة المصريين وعزمهم.

وقد تحمَّل الكاتب والبرلماني المصري، مصطفى بكري، مسئولية التأريخ لهذه الفترة بكل أمانة وموضوعية، فأصدر العديدَ من الكتب المهمة التي رصدت أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وما بعدها، فأصدر كتب: «الجيش والثورة»، و«الجيش والإخوان»، و«سقوط الإخوان»، و«الصندوق الأسود لعمر سليمان»، وغيرها.

وفي ذكرى الثلاثين من يونيو، تنشر «الأسبوع»، بعضَ ما رصده الكاتب الصحفي مصطفى بكري، في كتابه الصادر عن دار «سما» للطباعة والنشر بعنوان «ثورة 30 يونيو - الطريق إلى استعادة الدولة».

غلاف كتاب «ثورة 30 يونيو.. الطريق إلى استعادة الدولة» 13- خيار الشعب

فى الحادى والثلاثين من أكتوبر 2013، أقامت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا احتفالًا فنيًّا بنادى الجلاء فى الذكرى الأربعين لانتصار أكتوبر 1973، وفى الصالون الخاص تمت دعوتى مع د.محمود أبوالنصر وزير التربية والتعلىم، ود.أحمد زكى بدر الوزير الأسبق، إلى جلسة سبقت الاحتفال بحضور القائد العام الفريق أول عبد الفتاح السيسي، والفريق صدقى صبحي، وقادة الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة.

يومها سألت السيسي، عن رؤيته لما هو مقبل، كنت أريد أن أفتح مجالًا للحوار معه، وأسمع رؤيته ومدى استجابته لمطلب الشعب المصرى بدعوته للترشح لانتخابات الرئاسة.

قال السيسى: أنت تعرف حجم المشاكل التى تعانى منها البلاد، الشعب المصرى حُرم كثيرًا وتعرض للظلم كثيرًا، إن جملة ما يتم صرفه فى مجال الموازنة العامة هو بالضبط لا يساوى أكثر من 10% من حاجة المصريين، البلد يحتاج إلى إمكانات كبيرة، والوضع الاقتصادى لا يساعد، كما أن الانفلات الحادث فى البلاد يزيد الأوضاع الاقتصادية والأمنية سوءًا.

قلت له يومها: لكن مصر قادرة على الخروج من كبوتها!

قال: أنا معك، ولكن مفاصل الدولة «فكّت»، وهذا هو الخطر!!

راح السيسي، يتحدث فى هذا الوقت برؤية ثاقبة، وفهم عميق لمشاكل الواقع المصري، كأنه كان يقول: «كان الله فى عون كل من يتحمل المسئولية»، لذلك عندما دخل إلى قاعة الاحتفال وصفق الحاضرون بشدة، كان سعيدًا للغاية، وقال: «أنا محتاج منكم شوية معنويات»!!

فى هذا الوقت وقف بعض الحاضرين ليطالبوه بحسم موقفه وإعلان موافقته على مطلب الشعب بترشيحه لانتخابات الرئاسة، فقال: «ليس المهم الشخص الذى سيحكم ويجرى انتخابه، لكن الأهم هو كيف نحل معًا المشاكل التى تواجهها مصر فى الوقت الراهن»!!

كان المشير، يعرف تمامًا أن القضية ليست فقط كرسى الرئاسة، ولكن الأهم والأخطر هو كيف يحقق النجاح ويضع حدًا للأزمات المتفاقمة حال وصوله لمقعد الرئاسة!

وفى هذا اللقاء ألقى السيسى خطابًا لم تتم إذاعته، وتحدث فيه عن ثلاث نقاط مهمة تحدد أبعاد المؤامرة وتبعث الأمل فى النفوس.

كانت النقطة الأولى متعلقة بالمخطط الذى كان يستهدف تفكيك الجيش، وهو مخطط سبق حتى حكم جماعة الإخوان، نظر إلى الضباط والجنود الذين كانوا يشاركون فى الحفل وأشار إليهم بيده وقال: «أنتم المقصودون يا أولادي، جيشكم الوطنى الشريف هو المقصود»، ومع ذلك أنا أقول بكل الثقة: «لقد فشل المخطط، وسيبقى جيشنا قويًّا وموحدًا ومتماسكًا ليحمى مصر وليحمى شعبها».

المشير السيسي أثناء لقاءه بقادة وأفراد الجيش المصر

أما النقطة الثانية فقد تحدث فيها المشير عن الأمل رغم الأزمات والمشاكل، عن قدرة هذا الشعب على قهر المستحيل رغم المؤامرات التى تحيط بنا من كل اتجاه، قال: «عندما أقول إن مصر أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا، فهذا ليس معناه أننى أبالغ أو أقول كلامًا بعيدًا عن الواقع، لا.. هذا ليس صحيحًا، وإلَّا ما كانت مصر قد نجحت فى الخروج من هزيمة 67 إلى نصر أكتوبر 73».

قال السيسي: «عندما أطلق عبد الناصر شعار إن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة، لم يكن يظن أن النصر سيتحقق بين يوم وليلة، ولكنه اجتهد واجتهد معه الجيش والشعب حتى تحقق النصر بعد وفاته، ولذلك فإن شعار «مصر حتبقى أد الدنيا» إن لم يتحقق فى حياتنا فحتمًا سيتحقق فى جيل آخر، المهم أن نعمل من أجل هذا اليوم».

صفق الحاضرون بكل حماسة، انطلقت الأصوات من القاعة وكأنها تشد على يديه، هتف الحاضرون للشعب وللجيش وللشرطة.

الرئيس عبد الفتاح السيسي

وكانت النقطة الثالثة التى تحدث عنها «السيسي» فى هذا اللقاء هى المتعلقة بـ«الخيانة والخونة»، قال: «أنا لم أشهد كذبًا وتجنيًّا فى حياتى كما شهدت خلال الشهور الأربعة الماضية»، كان السيسى يقصد جماعة الإخوان وممارساتها وجرائمها الإرهابية والادعاء بالباطل والأكاذيب، وسرد معلومات غير صحيحة فى تناولهم للأحداث التى شهد بها الجميع.

كانت أحداث جامعة الأزهر تتصاعد فى هذا الوقت، وكان السيسى يعرف أن المخطط سيمتد إلى بقية الجامعات بعد فشل الإخوان فى الحشد الجماهيري، ولذلك أوصى بالحوار مع الطلاب، وقال: «هؤلاء أبناؤنا ولا بد أن يعرفوا حقائق الواقع بكل صراحة ووضوح».

كان السيسى يدرك التفاصيل ويعرف الحقائق، لذلك ظل مترددًا طيلة هذا الوقت، كان يعيش لحظة صراع حاسمة بين مسئولية «خطرة»، وتحديات تواجه الوطن وتلزمه بالاستجابة لإرادة الشعب!!

عنف جماعة الإخوان في جامعة الأزهر

وأمام تداعى الأحداث، وتصاعد المؤامرات، كان طبيعيًّا أن يتخذ المشير قراره ويحسم أمره، خصوصًا بعد نتيجة الاستفتاء التى وصلت إلى 98.1 قالوا «نعم»، وكذلك الحال فى المظاهرات العارمة التى خرجت فى أعقاب الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير والتى كلفت المشير بالترشح للانتخابات الرئاسية.

ظل الشعب ينتظر إعلان القرار، حتى جاء بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الصادر فى 27 يناير 2013، والذى كان بداية أول إعلان جاد من المشير بموافقته على الترشح والاستجابة لمطلب الشعب المصري.

لقد عُقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى هذا اليوم وظل مستمرًا لأكثر من ثلاث ساعات تحدث فى بدايتها «السيسي» عن الموقف العام فى البلاد والتحديات التى تواجه مصر، أخطرهم بأنه قرر الاستجابة لمطلب الشعب، تحدث أعضاء المجلس جميعًا فأكدوا أنهم لا يستطيعون أن يردوا للشعب طلبًا، وقال له الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان «رغم تمسكنا بك فى القوات المسلحة، فإننا لا نستطيع أن نقف أمام المطلب الشعبي، ندرك عظم المسئولية وخطورتها، ونعرف أنك ستواجه تحديات كبيرة، ولذلك نحن نوافق على قرارك، ونلقى بك فى خضم الأزمة والنار من أجل مصر».

صدر بيان المجلس الأعلى، الذى قال كلامًا محددًا، وأعطى للقائد العام الحق فى اتخاذ القرار، لكن البعض سعى إلى تحوير الكلمات، واتهام المجلس الأعلى وكأنه يدعم مرشحًا رئاسيًّا معينًا على حساب الآخرين.

انتظر المصريون حسم القرار، أو صدور إعلان من «السيسي» لكنه لم يفعلها، أصدر الرئيس عدلى منصور قرارًا بترقيته إلى رتبة المشير، فاعتبر ذلك تمهيدًا لإنهاء الخدمة وإعلان السيسى عن الترشح، لكنه لم يفعلها.

الشعب يطالب المشير السيسي بالترشح للرئاسة

وفى يوم الأربعاء الخامس من فبراير نشر أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة «السياسة» الكويتية تصريحات للمشير أكد فيها «أن السيسى أبلغه بأنه اتخذ قراره النهائى بالترشح لانتخابات الرئاسة»، لكن المشير التزم الصمت. كانت أمريكا قد بدأت فى شن الحرب، حاولت إثناء «السيسي» عن الترشح، الحرب الإعلامية لا تتوقف لكن الرجل يراقب الموقف عن كثب، ولا يريد أن يتفوه بكلمة واحدة.

وفى التاسع من فبراير أعلن حمدين صباحى عن اتخاذه قرارًا بالترشح للانتخابات الرئاسية، وفى ذات اليوم حضر المشير الحفل السنوى لتكريم أسر الشهداء وهتف الحاضرون مطالبين المشير بالترشح، إلَّا أنه رد علىهم «بأن الشعب حر فى اختياره».

اشتعلت حملة الضغوط من كل اتجاه، نشرت صحيفة «الوطن» معلومات على جانب كبير من الخطورة، أكدت فيها أن ممثلين عن أجهزة استخبارات سبع دول اجتمعوا فى أحد فنادق إسطنبول بهدف منع «السيسي» من الترشح للرئاسة ووضعوا خطة هدفها إغراق مصر فى فوضى مستمرة وخلق اضطرابات تستهدف الإطاحة به فى أقرب فرصة، ثم اعتماد خطة تهدف إلى اغتياله.

فى هذا الوقت تعاقد التنظيم الدولى للإخوان مع شركة علاقات عامة، تستهدف شن حملات إعلامية موسّعة فى صحافة وإعلام الغرب تحديدًا هدفها مواجهة ما سمته «بعسكرة مصر» ومنع وصول «السيسي» إلى الحكم فى البلاد.

سرت شائعات فى هذا الوقت بأن «السيسي» ربما يعلن عن قرار ترشحه فى الذكرى الثالثة لرحيل «مبارك» من الحكم فى الحادى عشر من فبراير 2014 إلَّا أن ما تردد من معلومات لم تثبت صحته، وبدا أن المشير لن يتخذ قراره سريعًا، التقى بعمرو موسى فى لقاء معلن وأكد له وفق ما أعلنه «موسى» أن قراره بالترشح ربما يكون فى الأول من مارس 2013.

اعتصام عمال المحلة في 2013

فى هذا الوقت بدأت المظاهرات الفئوية تنطلق باعتصام عمال المحلة، ثم سرعان ما انتشرت الاعتصامات والإضرابات فى عدد كبير من الشركات والمرافق، وراح البعض يتساءل عن معنى التوقيت وعن حجم هذه الإضرابات التى انطلقت فى وقت واحد رغم القرار بشرعية المطالب المطروحة.

وفى هذا الوقت التقى المشير «السيسي» بعدد من الرموز المجتمعية، تحاور معهم، استمع إلىهم أكثر مما تحدث، تحدثوا معه عن المشكلات والتحديات وسألوه: متى يعلن قراره بالترشح، لكنه لم يعطهم إجابة واضحة.

جاءت زيارة المشير إلى موسكو مفاجئة للجميع فى يوم الأربعاء الثانى عشر من فبراير، لقد اصطحب معه وزير الخارجية نبيل فهمى فى هذا الوقت، وكان للزيارة مردود إيجابى كبير على معنويات المصريين.

زيارة المشير السيسي لـ موسكو في 2013

لقد لقى المشير تكريمًا كبيرًا من الرئيس الروسى «بوتين» وعندما نسب إلى «بوتين» أنه قال للمشير: «إن قرار ترشحه للرئاسة هو قرار مسئول» خرجت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية «مارى هارف» لتدلى بتصريح يعكس قلق واشنطن حيث قالت: «بالتأكيد نحن لا ندعم مرشحًا، ولا أعتقد بكل صراحة أنه من حق الولايات المتحدة أو بوتين أن يقررا شأن من سيحكم مصر.. القرار يعود إلى الشعب المصري».

كان موقف واشنطن مستفزًّا إلى أقصى الحدود، فأمريكا هى التى لا تكف عن التدخل فى الشأن المصرى ومطالبة «السيسي» بعدم الترشح وممارسة الضغوط والتحريض ضده فى كل مكان.

فى هذا الوقت ثار جدل كبير حول قانون الانتخابات الرئاسية، لقد أحيل مشروع القانون إلى المحكمة الإدارية العلىا، انتهت منه السبت 1 مارس ثم أصدره رئيس الجمهورية بعد ذلك.

كان السيسى قد أكد لكل من حوله أنه لا يستطيع إعلان الترشح للرئاسة قبيل صدور قانون الانتخابات الرئاسية، وقبيل فتح باب الترشح للانتخابات بقليل حتى يتمكن من قيد اسمه فى الجداول الانتخابية، وهو أمر دفع السيد عمرو موسى إلى الإعلان عن أن المشير يحتمل أن يرشح نفسه بعد عشرة أيام أى ربما يوم العاشر من مارس.

المشير السيسي وعمرو موسى

لقد انتظر المصريون تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، وتساءل الكثيرون: لماذا يتولى المشير السيسى منصب وزير الدفاع فى الحكومة مرة أخرى، ليستمر أيامًا أخرى محدودة فيها، أَمَا كان من الأجدى ألَّا يعود إلى الحكومة مرة أخرى، أو ألم يكن من الأحرى أن تبقى حكومة «الببلاوي» حتى العاشر من مارس، ثم يجرى تغييرها ولا يعود إليها المشير مرة أخرى؟!

كان الاعتقاد السائد لدى البعض أن هناك حالة ارتباك شديدة، وأن مثل هذا الموقف ينعكس بالسلب على المشهد السياسي، وهو أمر عزز من الشائعات التى تتردد بأن المشير قد لا يرشح نفسه للرئاسة، وأن ضغوطًا كبيرة تمارس ضده للبقاء فى منصب وزير الدفاع فى هذا الوقت.

فى يوم الثلاثاء 4 مارس 2014، ألقى المشير عبد الفتاح السيسى خطابًا مهمًّا فى الكلية الحربية بمناسبة انتهاء فترة الإعداد العسكرى والتدريب لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية، تحدث فيه للمرة الأولى بشكل واضح عن موقفه من الانتخابات الرئاسية.

لقد حدد المشير فى هذا الخطاب ثلاثة محاور مهمة وأساسية هي:

- المحور الأول: وتناول فيه انتخابات الرئاسة، وفى هذا أعطى المشير السيسى إشارة واضحة ومحددة، ربما لم يُجب خلالها عن كل التساؤلات، إلَّا أنه قال حرفيًا: «كان البعض يتساءل ولماذا لا يوجد حسم للأمر»، وهنا راح يجيب عن السؤال بالقول: إن أى إنسان لا يشغل منصبًا عامًّا يبقى حرًّا فى تصرفه كما يريد، ويستطيع أن يعلن قراره براحته، ولكن عندما تكون هناك مسئوليات، فلا بد من الحفاظ علىها. وقال: هناك ترتيبات كثيرة، نحن نعمل فى ظروف صعبة، ومع ذلك أقول «لا يستطيع أحد أن يعطى ظهره للمصريين»، وقال بلغة حاسمة: «أرجو أن تكون الرسالة وصلتكم».

لقد تكررت هذه الإشارة، ولكن بشكل أكثر وضوحًا بعد انتهاء الخطاب، عندما سألت سيادة المشير عن الجدل الدائر حول ترشحه للرئاسة من عدمه فى الشارع المصري، فقال بوضوح: «أقدار الأوطان ليست هينة، ولو كنت مش ناوى أستجيب لإرادة الشعب لأعلنت ذلك منذ ثلاثة شهور. هذا الأمر حُسم وانتهى».

- كان المحور الثانى فى حديث المشير يدور حول المخاطر التى يتعرّض لها الأمن القومى المصري، عندما قال: «لقد قلت إن الأمن القومى المصرى مُعرّض للخطر، وإن هناك تهديدات تواجه مصر فى الوقت الراهن، وإنه يجب الحرص حتى لا يتعرض أمن البلاد للخطر، فتدخل إلى نفق مظلم، لا نعرف كيف نخرج منه».

قال المشير: لقد كنت أدرك المخاطر المستقبلية، كنت أقرأها، وأنا على يقين من خطورتها على الأمن القومى للبلاد.ثم قال أنتم تعايشون الأحداث، هناك أشياء معلنة، وهناك أشياء تحاك من خلف ستار.

لقد ذكّر المشير الحاضرين بتداعيات الأزمة مع رئيس النظام السابق عندما قال: لقد أعطيت مهلة سبعة أيام فى 23 يونيو 2013، كى يتفاهم مع القوى السياسية، لكنه أبى ورفض، فكررت وأعطيت مهلة 48 ساعة لإنقاذ البلاد، لكنه ظل على موقفه.

قال: «لقد قلنا له إن هناك خطرًا قادمًا، وإن الخلاف السياسى يحاول البعض تحويله إلى خلاف ديني، وهذا خطر على البلاد وأمنها، وقلت له إن ذلك خطر على أمن البلاد، لكنه ظل على موقفه، ولم يكن أمامنا من خيار».

كان المشير يحذِّر عبر كلماته، سواء تلك التى ألقاها فى الخطاب العلني، أو تلك التى أدلى بها إلى عدد من رؤساء تحرير الصحف والقنوات الفضائية من المشاركين فى جلسة خاصة، من خطورة وحجم المخاطر التى تحيق بمصر والمنطقة على السواء.

لقد قالها بشكل واضح: «انظروا إلى ما يجرى حولكم الآن، هل هذا هو الإسلام؟ هل هذا يُرضى ربنا»، وراح يعيد الجملة ثلاث مرات.

لقد ناشد المصريين، محذرًا بالقول: عليكم أيها المصريون أن تتوحدوا وأن تحموا وطنكم. هناك تحديات صعبة تواجهنا، هناك أوضاع وظروف اقتصادية غاية فى الخطورة.

لقد عاد المشير السيسى إلى ذاكرة التاريخ ليدلل على أن هناك من كان يريد دفع البلاد إلى خطر الفوضى، قال: «لقد طلبت من الرئيس السابق عدة مرات أن يستمع إلى صوت الشعب، طرحنا عليه الاستفتاء على الانتخابات الرئاسية المبكرة، وقلنا له إذا ما حصلتم على الأغلبية، فسينتهى كل شيء، إلَّا أنه رفض ذلك بمنطق «يا نحكمكم يا نقتلكم».

المشير السيسي والرئيس المعزول محمد مرسي

- المحور الثالث: تعلق بالتحديات التى تواجه مصر فى الوقت الراهن، وفى المقدمة منها التحديات الاقتصادية، وقال: «إن أمامنا مشكلات متفاقمة من ثلاثين عامًا، ويجب أن نتصدى لها بكل حسم وقوة».

وكان المشير محددًا عندما قال: «لا تظنوا أن النجاح فى تحقيق الهدف مرتبط فقط بالشخصية التى سيتم اختيارها فى منصب الرئيس.. القضية أكبر من ذلك ولا بد من المشاركة الجماعية لجميع أبناء الشعب».

كان المشير السيسى يؤكد أيضًا فى اللقاء الإعلامي: أن من يختزل الأزمة الاقتصادية فى عجز الموازنة أو حجمها أو الدعم الموجه إلى الطاقة، حساباته غير صحيحة، لأن حاجة المصريين أكبر بكثير من هذه الأمور.

لقد تحدث بإسهاب عن الموازنة العامة للدولة، وقال إن أقصى ما يتبقى لنا من هذه الموازنة بعد الأجور والدعم وغيرها من الأمور هو فقط حوالى 160 مليار جنيه، مطلوب منها مدارس ومستشفيات وخدمات وغيرها.

وحذر المشير السيسى بكلمات من القلب من خطر السعى إلى هدم الدولة، أو تزييف الحقائق. وطالب بضرورة عقد مؤتمر للإعلاميين للاتفاق على الخطاب الإعلامى الذى من شأنه أن يحمى الحرية وثوابت الأمة.

وتحدث عن الفقراء بلغة عميقة. وعن العشوائيات، وعن البطالة والفقر. تحدث عن سنوات التجريف التى مضت، والتى جعلت الأمور تصل إلى هذا الحد، لكنه كان يزرع الأمل بكلماته.

تحدث المشير السيسى وغاص فى ذاكرة التاريخ الحديث، وتحديدًا بعد ثورة يناير، قال: «كنا نسمع صوت الشعب، وكنا حريصين عليه، ولم نكن مستعدين أبدًا للتفريط فى حريته وحقه فى التقدم». وهكذا استمر اللقاء مع المشير السيسى بحضور الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان فى هذا الوقت، وقادة الأفرع الرئيسية، لأكثر من حوالى ساعة ونصف الساعة، تحدث فيها من القلب بلا تزويق للكلمات أو سعى لطرح مقولات فى غير موضعها.

مضت الأيام ثقيلة، ظل الناس ينتظرون الإعلان النهائى وراح البعض يشكك فى الأمر حتى اللحظة الأخيرة.

المشير السيسي يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة 2014

وفى السادس والعشرين من مارس 2014، وبعد اجتماع مطول للمجلس العسكرى بحضور الرئيس عدلى منصور قرر المشير السيسى إصدار إعلان يتضمن قراره بالترشح ورؤيته لقضايا الحاضر والمستقبل.

فى حوالى التاسعة والنصف من المساء ذاته أطل المشير من شاشة التليفزيون المصرى ليعلن عن قرار ترشحه لانتخابات الرئاسة.

لقد أصر على أن يبعث برسالته مرتديًا الزى العسكري، وكأنه أراد أن يؤكد المعنى والدلالة، قال: «يا شعب مصر العظيم، أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكرى بعد أن قررت إنهاء خدمتي، كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع، ارتديت الزى العسكرى فى عام 1970 وكنت طالبًا فى الثانوية الجوية، وأترك الزى من أجل الدفاع عن الوطن».

كانت الكلمات مؤلمة، وكان القرار صعبًا، كادت الدموع تنهمر من عينيه، وهو يردد الكلمات ذاتها خلال اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحضور الرئيس، إنها اللحظة الفارقة بين مرحلة وأخرى!!

بدا بسيطًا، وهو يقول: «بكل تواضع أعلن اعتزامى الترشح لرئاسة الجمهورية، وتأييدكم سيمنحنى هذا الشرف العظيم، وأنا أمتثل لجماهير الشعب المصرى والترشح شرف لى طالبنى به الشعب».

لقد أعلن فى مقدمة خطابه أنه قرر الاستجابة لإرادة الشعب، لكنه كان يدرك أن هذا الشعب العظيم الذى طالبه بالقرار، ينتظر منه الكثير، الصراحة والوضوح، والوعى بحقائق المشاكل والتحديات.

لم يكن المشير «السيسي» أبدًا بعيدًا عن هذه الحقائق، كان يعرفها جيدًا، فالعسكرية المصرية لا تعنى فقط، اقتصار المهمة فى الإعداد والقتال، بل تدفع دومًا بكوادرها إلى العلم والمعرفة والقدرة على إدارة الأزمات.

وعندما قال «السيسي»: «نحن المصريين لدينا مهمة شديدة الصعوبة والتكاليف» كان يتحدث بمنطق المشاركة وليس بمنطق العصا السحرية التى يمتلكها فرد قدم إليهم من المؤسسة العسكرية الوطنية ليصدر التعلىمات والأوامر.

كان يريد أن يؤكد لهم أن الحسم ضرورى لوضع حد للانهيار والحفاظ على مؤسسات الدولة التى تتعرض للتآمر، لذلك قال بلغة واضحة: «إن الحقائق السياسية والعلمية والمجتمعية وصلت إلى حد يجب أن تكون فيه المواجهة أمينة لهذه التحديات، التى عدّدها تحديدًا بالفقر وتراجع الأداء الاقتصادى والبطالة والمرض، ناهيك عن المشكلات الأخرى التى يعرفها القاصى والداني».

يعرف «السيسي» أن المخزون الحضارى والموروث الثقافى لدى المصريين يضع قضية «الكرامة الشخصية والوطنية» عنوانًا مهمًّا فى دفاتره، لذلك استنهض بكلماته جموع المصريين عندما قال لهم: «إننا لا يجب أن نعتمد على المعونات والمساعدات، إن مصر غنية بالموارد والشعب، وإن المصريين يستحقون حياة أفضل، ويجب أن يعيشوا بأمن وحرية وكرامة، ويحق لهم الحصول على العيش والعمل والمسكن».

ثلاثة عناوين مهمة، تطرق إليها المشير فى كلمته التى بثها للمصريين هي:

- إعادة بناء جهاز الدولة الذى يعانى الترهل.

- عودة عجلة الإنتاج فى كل قطاعات الدولة بصورة قوية.

- رد الاعتبار إلى الدولة، وإعادة ملامحها وهيبتها.

وعندما قال المشير: «مهمتنا استعادة مصر» شعر المصريون بحجم الأزمة والألم، ذلك أن مصر اختطفت بعيدًا عنهم طيلة السنوات الثلاث الماضية تحديدًا.

الرئيس عبد الفتاح السيسي

لم يترك المشير الناس فى حيرة من أمرهم، لم يؤجل الكلمات إلى نهاية الخطاب، قال على الفور، وكأنه يريد أن يبعث بالطمأنينة إلىنا: «يجب أن يعلم الجميع أن مصر لها مكانتها والاستهتار بالبلد لا يمكن أن يمر، ولن نسمح لأحد بالتدخل فى شئوننا، ونحن نسير وفق خارطة الطريق، نجحنا فى وضع الدستور، وسننجح فى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مصر ليست ملعبًا لطرف داخلى أو إقليمى أو دولي، نحن لا نتدخل فى شئون الآخرين، ومن ثم فلن نسمح للآخرين بالتدخل فى شئوننا».

كانت رسالة مهمة إلى المتآمرين على الوطن كانت تعنى أن الأيادى التى ستمتد حتمًا ستقطع، مهما كان الثمن فى المقابل!!

لكل ذلك كان «السيسي» محددًا فى مواقفه، يعطى إشارات مهمة، يعرف أنها ضرورية وأنها عناوين لبرنامجه الوطني.

وعندما قال إن اعتزامى للترشح، لا يصح أن يحجب حق الغير، كانت تلك رسالة بأننى أضع نفسى مع المتنافسين أمام الشعب ليقرر الاختيار بين المتنافسين.

وعندما قال: «أدعو شركاء الوطن دون إقصاء أو تفرقة، نمد أيدينا للجميع معلنين، أن أى مصرى أو مصرية لم تتم إدانته بالقانون هو شريك فاعل فى المستقبل بلا حدود وبلا قيود»؟ فهذا يعنى فى تقديرى أن المشير حدد الرؤية على الوجه التالي:

ـ أولًا: لا تصالح مع الإرهاب والإرهابيين الذين تمت إدانتهم وتم حظرهم، هؤلاء ليسوا شركاء الوطن، هؤلاء أعداؤه الذين شاركوا فى استباحته وتهديد أمنه واستقراره.

الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا

ـ ثانيًا: إن كل من لم يدن بالقانون، أيًّا كان توجهه السياسى أو الخلاف معه، فهو شريك فاعل فى بناء المستقبل، وهنا يستعيد «المشير» تجربة «نيلسون مانديلا» فى جنوب أفريقيا الذى دعا الجميع إلى نسيان الماضى والتوجه نحو المستقبل.

ومن ثم فإن نسيان الماضى والتطلع إلى المستقبل لا يعنى بالقطع أن للخونة مكانًا وأن الإرهابيين شركاء، وأن «الجماعة» التى باعت نفسها للشيطان ستعود مجددًا تحت أية صيغة لتكون رقمًا فى المعادلة السياسية.

إن كل من برئت ساحته من الإرهاب، وكل من أعلن إدانته لنهج هذه الجماعة وتآمرها، هو بالقطع شريك إذا ما صدقت النيات وتخلى عن هذا التنظيم الإرهابي، أما هؤلاء الذين يدعون إلى المصالحة، وأياديهم ملوثة بالدماء أو يريدون تحقيق مكاسب بتنازلات وهمية، عفا علىها الزمن وسقطت بإرادة شعبية، فهؤلاء بالقطع لن يكون لهم مكان، لأن الكل يدرك أنها خطوة «تكتيكية» تستهدف إعادتهم إلى المشهد مجددًا، حتى يتمكنوا فى وقت لاحق من القفز إلى السلطة ليختطفوا مصر من جديد.

أما حديثه عن المشاركة والمسئولية، فقد كان محددًا بكلمات وعبارات انتقاها جيدًا «صناعة المستقبل عمل مشترك، عقد اجتماعى بين الحاكم والشعب، الحاكم مسئول عن دوره أمام الشعب، ولكن الشعب علىه أيضًا الالتزام بالعمل والجهد والصبر، الحاكم سينجح بالشعب والعمل المشترك».

كانت الرسالة واضحة، عبر عنها بكلمات منتقاة، وضع الكل أمام مسئوليته، قال إنه سيعقد اتفاقًا مع الشعب يحدد فيه التزاماته ويكون عرضة للمحاسبة علىها، لكن الشعب أيضًا يجب أن يساعده بالعمل، والجهد، والصبر!!

لقد حدد مسئولية الشعب المصرى على الوجه التالى: العودة فورًا إلى العمل والإنتاج، تحمل المسئولية فى النهوض، وبذل أقصى الجهود، وأيضًا الصبر على المطالب الفئوية، فالدولة لا تمتلك من الإمكانات ما يجعلها وفية فى الالتزام بمطالب الفئات الشعبية المختلفة.

لقد سبق للمشير فى أكثر من لقاء أن تحدث عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتراجع الأداء ومعدلات النمو، كان يقول إن المصريين ظلموا كثيرًا، ولكن الدولة «كالمريض» الذى يحتاج فترة نقاهة لاستكمال العلاج، يجب الصبر علىها، حتى يتم الإنقاذ، وغير ذلك سيكون الأمر صعبًا ومعقدًا وسيدفع الجميع الثمن بلا جدال.

إنها الكلمات نفسها التى سبق للمشير أن رددها فى وقت سابق، عندما طالبه البعض بالترشح للرئاسة، فقال لهم: «أنا أصحو فى الخامسة صباحًا لأمارس عملي، فهل أنتم مستعدون» يومها قال كل من حضر هذا اللقاء فى نادى الجلاء: «كلنا مستعدون»!!

كان طبيعيًّا، والحال كذلك أن يؤكد المشير السيسى وضوحه وصدقه مع نفسه ومع الشعب، فقال: «أنا لا أقدم المعجزات، بل أقدم العمل الشاق والجهد وإنكار الذات بلا حدود، واعلموا إذا ما أتيح لى شرف القيادة، فإننى أعدكم بأننا نستطيع معًا، شعبًا وقيادة أن نحقق الاستقرار والأمان».

كانت الكلمات باعثة على الأمل، خصوصًا بعد أن جاءت فى أعقاب حديث عن تهديدات الإرهابيين الذين يمارسون القتل والإرهاب، وهو أمر يستوجب العمل من أجل مصر خالية من الخوف والهلع والإرهاب، وقال: «نموت أحسن ولا يُروع المصريون».

ومع حسمه للموقف من الإرهاب، كان المشير يتحدث عن الأمل عندما قال: «اسمحوا لى بأن أتكلم معكم عن الأمل والحلم، ونحن نقود مصر لتصبح فى مصاف الدول المتقدمة وتُعلِّم العالم كما علمته من قبل».

وعندما تحدث المشير عن حملته الانتخابية قال بشكل واضح: «لن تكون لديّ حملة انتخابية بالصورة التقليدية، وإن شكل المستقبل سيكون من خلال برنامج، ورؤية له، بمجرد سماح اللجنة العليا للانتخابات له بالترشح، وقال: «طبعا البرنامج يجب أن يكون دون إسراف فى الإنفاق».

هكذا حسم المشير الأمر، لا أريد دعاية، ولا مؤتمرات تقليدية، بل سأعرض برنامجى على الشعب وله وحده الخيار النهائي.

منذ هذا الوقت بدأ المشير يعد العدة، اجتمع بالعديد من المتخصصين ناقش معهم الرؤى المطروحة، والخطط التى أعدها بمشاركة العديد من الخبراء لوضع الحلول الناجعة للعديد من المشاكل المزمنة.

وفى يوم الثلاثاء 15 من أبريل تقدم مستشاره القانونى د.محمد أبو شقة، بأكثر من مائتى ألف توكيل إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية رغم أنه حصل على أكثر من نصف مليون توكيل، بينما تقدم المرشح الآخر حمدين صباحى بنحو 31 ألف توكيل، وقبلها كان المشير السيسى قد رشح الفريق صبحى صدقى وزيرًا للدفاع بعد أن ترك منصبه ووافق المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإجماع على هذا الترشح.

اقرأ أيضاًفي ذكرى 30 يونيو | مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (12).. لحظة الحقيقة

في ذكرى 30 يونيو | مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (11).. اعتصام رابعة المسلح

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي مصطفى بكري الانتخابات الرئاسية 30 يونيو ثورة 30 يونيو المشير السيسي المجلس الأعلى للقوات المسلحة الانتخابات الرئاسیة لانتخابات الرئاسة عبد الفتاح السیسی الترشح للرئاسة جماعة الإخوان المشیر السیسى المشیر السیسی الشعب المصرى فى هذا الوقت مصطفى بکری وعندما قال کان المشیر کان السیسى من فبرایر عشرة أیام أن المشیر عندما قال تحدث فیه فی ذکرى من مارس أکثر من تحدث عن وزیر ا یجب أن لم یکن من أجل فى یوم محدد ا مصر فى رئیس ا

إقرأ أيضاً:

برنامج عمل اليوم لقمة مجموعة العشرين بمشاركة السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم فى قمة مجموعة العشرين التى تنطلق  اليوم وتستمر يومين فى مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية بدعوة من الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا.

وتأتى المشاركة المصرية فى اجتماعات العشرين التى تشكل أحد أهم أطر اتخاذ القرار الاقتصادى على المستوى الدولى تحت الرئاسة البرازيلية فى مرحلة تواجه فيها المجموعة تحديات متزايدة، فى ضوء الأزمات الحادة والمتعاقبة التى يواجهها العالم منذ تفشى وباء كورونا مرورا بتداعيات الأزمة الأوكرانية، والعدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة.

كما تشكل دعوة مصر إلى المشاركة فى مختلف اجتماعات المجموعة، فى ظل الرئاسة البرازيلية لها هذا العام انعكاسا لثقل مصر على الصعيدين الدولى والإقليمى ودورها فى تعزيز صوت الدول النامية بشكل عام والدول العربية والإفريقية بشكل خاص، فى الموضوعات الاقتصادية والسياسية المهمة المطروحة على الأجندة الدولية، وكذلك فى إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر والبرازيل وتطلع قيادتى البلدين لدفع تلك الروابط فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة

ويتضمن جدول أعمال القمة ثلاث جلسات ففي اليوم الأول ستكون هناك مناقشة حول مكافحة الجوع والفقر خاصة مع وجود نحو 733 مليون شخص يعانون الجوع في جميع أنحاء العالم بينما يعيش وفقا لبيانات البنك الدولي 20 مليون شخص نصفهم من الأطفال في فقر مدقع.

وستركز الجلسة الثانية على إصلاح الحوكمة الدولية، بينما ستركز الثالثة التي ستعقد في اليوم الثاني للقمة على التنمية المستدامة وتحول الطاقة.

وستكون الحرب في الشرق الأوسط حاضرة في أجواء القمة في ريو دي جانيرو وقالت الرئاسة البرازيلية إن الدول الأعضاء منقسمة بشأن ما إذا كان ينبغي تناول مثل هذه الأزمات والقضايا في مناقشات مجموعة العشرين.

وستشهد الجلسة العامة الأولى للقمة في وقت لاحق اليوم الإطلاق الرسمي للتحالف العالمي ضد الجوع والفقر وفق مبادرة كبرى أطلقها الرئيس البرازيلي الذي يتزعم أكبر قوة اقتصادية في أميركا اللاتينية بهدف جمع البلدان معا لتبادل المعرفة والموارد.
 

مقالات مشابهة

  • السيسي يصل إلى مقر انعقاد قمة مجموعة العشرين
  • المشير حفتر وأغانين يبحثان تطورات المشهد الليبي وتهيئة الظروف للانتخابات
  • برنامج عمل اليوم لقمة مجموعة العشرين بمشاركة السيسي
  • فعاليات متنوعة في أمانة العاصمة بمناسبة ذكرى الشهداء
  • ذمار تدشن ذكرى الشهيد السنوية: إحياء الذكرى السنوية للشهيد محطة لاستلهام الدروس والعبر من تضحيات الشهداء
  • الاستعمار والتدمير المنهجي: قراءة في خيار المقاومة (1-2)
  • مصطفى بكري في ذكرى استشهاد محمد مبروك: «بطل.. افتدى الوطن بحياته»
  • ليلة السقوط.. أول دراما عربية تكشف أسرار إبادة داعش للأيزيديات
  • مصطفى بكري: نرحب بضيوف مصر وقانون لجوء الأجانب حماية لحقوق الإنسان
  • السيسي يشارك في قمة مجموعة العشرين بالبرازيل