"الأدب من الشفاهية إلى الرقمنة" في مناقشات مؤتمر قصور الثقافة بالمنيا
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
ضمن برامج وزارة الثقافة، ووسط حضور أدباء وشعراء ومثقفي ومبدعي محافظة المنيا، أقيمت فعاليات المؤتمر الأدبي لليوم الواحد لفرع ثقافة المنيا، تحت عنوان "الأدب من الشفاهية إلى الرقمنة"، دورة الشاعر الراحل إسماعيل حلمي، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بمقر المجلس القومي للمرأة بمحافظة المنيا، وبالتزامن مع أنشطة المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.
عقد المؤتمر برئاسة الشاعر عصام السنوسي، وأمين عام المؤتمر الأديب ناصر عاشور رئيس مجلس إدارة نادي الأدب المركزي بالمنيا.
بدأت الفعاليات بالسلام الوطني، وقدمه الإعلامي الدكتور شوقي السباعي، ورحب خلاله الشاعر ياسر خليل أمين عام مؤتمر أدباء مصر بالحضور، مؤكدًا أن المؤتمر يحمل اسم الراحل إسماعيل حلمي إحياء لتاريخه الأدبي، ويجسد الحالة الأدبية للأدباء في عصر الرقمنة، منوها لتفعيل دور الثقافة في عنوان المؤتمر "الأدب من الشفاهية إلى الرقمنة" والذي يحمل الكثير من الدلالات التي أثرت على منهجية الأدب الحديث، والتحول إلى الأدب الرقمي، في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة.
وأكد ضياء مكاوي رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي، أهمية موضوع المؤتمر وما يطرحه من نقاشات ورؤى حول الأدب والرقمنة، مشيرا أن المنيا تحظى بكوكبة من الأدباء والشعراء والمبدعين ممن لهم بصمة مؤثرة في تاريخ الأدب، وأن المؤتمر يعد استكمالًا للمنجز الإبداعي الأدبي لمؤتمر إقليم وسط الصعيد الثقافى الأدبي والذي أقيم في سبتمبر الماضي بأسيوط، موجها شكره للقائمين على الإعداد والتنفيذ.
وعبرت رحاب توفيق مدير عام الثقافة بالمنيا، عن سعادتها البالغة لتوافد أدباء وشعراء ومثقفي وفناني ومبدعي المنيا وحرصهم على المشاركة في المؤتمر، موجهة الشكر للمجلس القومي للمرأة للتعاون في تنفيذ الفعاليات، وأكدت وعي أمانة المؤتمر بأهمية التحول الرقمي وتأثيراته التي امتدت إلى مناحي الحياة ومنها الأدب.
وأكد رئيس المؤتمر أن المؤتمر يحمل في طياته رسالة فكرية تناقش قضايا التغيير من الأدب الشفاهي إلى الرقمنة.
وعرض أمين عام المؤتمر مراحل الكتابة والتدوين عبر العصور، منوها للتطور التكنولوجي الحديث، والأدب في ظل الحداثة.
وكرم المؤتمر الدكتور شوقى السباعي، والشاعر عصام السنوسي، إلى جانب تكريم د. نجاح التلاوي مقرر المجلس القومي للمرأة بالمنيا، واسم الشاعر الراحل إسماعيل حلمي، واسم الشاعر الراحل علاء سيد عمر.
وقدم فريق كورال أطفال قصر ثقافة المنيا بقيادة المايسترو عصام الشاذلي، باقة من الأغاني الوطنية والطربية المتنوعة، شهدت تفاعل الجمهور.
جلسات وفعاليات المؤتمروأقيمت فعاليات الجلسة البحثية الرئيسية تحت عنوان "الأدب من الشفاهية إلى الرقمنة في ظل التطور التقني"، أدارها د.عماد حسيب متحدثا عن التحول الرقمي، وتأثيره القوي على مختلف مجالات الإبداع الأدبي.
وناقشت الدكتورة إيمان عصام خلف "الشعر العربي من الاصالة الشفاهية إلى المراهنة الرقمية" وأشارت إلى التطور الأدبي ما بين الشفاهية والتدوين والتلقي، والرقمنة الحالية، واختتمت حديثها بطرح بعض التساؤلات حول علاقة الأدب بالتطور الرقمي سلبا وايجابا.
وناقش الشاعر سفيان صلاح "الإبداع والكتابة الشعرية في المنيا" متناولًا في حديثه الإبداع الأدبي الذي يتميز به أدباء وشعراء المنيا عن غيرهم، مؤكدا أن القصة تحظى بوافر الإقبال من الجمهور عن الشعر، وتحدث الباحث الدكتور شعبان عبد الحكيم حول "بانوراما القصة والرواية في المنيا" موجها بأهمية الاطلاع على التطور التاريخي لأجيال الأدباء، لمعرفة الطفرة النوعية التي حدثت في مجال القصة والرواية وخاصة في صعيد مصر.
وفي جلسة الشهادات الإبداعية عن الأديب الراحل علاء سيد عمر والأديب الراحل إسماعيل حلمي، وأدارها الشاعر أسامة أبو النجا عضو اتحاد كتاب مصر، بمشاركة لفيف من المبدعين وتناولت سيرة الأدباء الراحلين وما قدموه من عطاء أدبي.
كما أقيمت أمسية شعرية تحت عنوان "تحت ظلال الأدب والشعر" أدارها الشاعر جمال أبو سمرة وشارك فيها نخبة من الأدباء.
توصيات المؤتمرواختتمت فعاليات المؤتمر بالتوصيات، وجاءت كالتالي: رفض التطبيع بكل صوره وألوانه، رفض الاعتداء الصارخ والممارسات اللاإنسانية للعدو في غزة وجنوب لبنان والأراضى العربية كافة، والتأكيد على سيادتها، ودعم الإجراءات كافة التي تتخذها الدولة تجاه هذا الشأن، دعم الدولة في كل موقف تتخذه لسلامة أراضيها وحقوقها، ويؤكد المؤتمر أن الثقافة هي خط الدفاع الأول في الحفاظ علي الهوية المصرية والانتماء للوطن.
وفي التوصيات خاصة، أوصى المؤتمر بدعم خروج الفعاليات الثقافية من جدران المؤسسات ومكاتب الإدارة إلى الشارع والمدارس والهيئات المختلفة للوصول لأكبر عدد من الاستفادة للمواطن المصري وضرورة نشر الثقافة إلى القرى والنجوع الأكثر احتياجا من خلال عودة القوافل والفعاليات الثقافية.
إعادة هيكلة اللوائح المالية والإدارية للأدباء بما يتناسب مع الوضع الحالي.
بضرورة الانتهاء في أقرب وقت من قصر ثقافة أبي قرقاص ومسرح قصر ثقافة المنيا وافتتاحه في أقرب وقت، ويوصي المؤتمر بالانتهاء من إجراءات إنشاء نادي أدب بني مزار. دعم مشروع النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة باعتباره من أهم المشروعات الثقافية والتنموية ويجب دعمه بما يتناسب من الزخم الإبداعي وإعادته لما كان عليه، وزيادة المخصص المالي للمؤتمرات الإقليمية والفعاليات والأنشطة الثقافية بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار، كما يوصي المؤتمر بإعادة النظر أندية الأدب والعمل علي إعادة هيكلة أندية الأدب وتنقيتها من جديد، ضرورة نشر ثقافة رقمنة الأدب، وعقد ما يلزم من مؤتمرات ولقاءات، في ضوء التحول نحو الجمهورية الجديدة ويدعم المؤتمر وزارة الثقافة في جهودها نحو تحقيق هذا الهدف، التوصية بطبع الأعمال الكاملة للشاعر الراحل إسماعيل حلمي، والأديب الراحل علاء سيد عمر، ونشر أبحاث المؤتمر في مجلة إقليم وسط الصعيد الثقافي الأدبية.
المؤتمر أقيم بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، وبالتعاون بين فرع ثقافة المنيا، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتحاد كتاب مصر الهيئة العامة لقصور الثقافة المبادرة الرئاسية بداية المجلس القومي للمرأة ثقافة المنيا
إقرأ أيضاً:
الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث
علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)
asa228222@gmail.com
تُعدُّ محافظة ظفار في سلطنة عُمان إحدى المناطق التي تزخر بثراء ثقافي وتاريخي فريد، يُجسّده الأدب الشعبي المتنوع والمتأصل في وجدان أهلها. يمزج هذا الأدب بين الشعر، والأغاني، والحكايات، والأمثال الشعبية، والأساطير، مما يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان الظفاري وبيئته الطبيعية والاجتماعية.
الشعر الشعبي في ظفار
يُعدُّ الشعر من أبرز أشكال الأدب الشعبي في ظفار، ويتميز بعفويته وارتباطه بحياة الناس اليومية. تتنوع أغراض الشعر بين الغزل، والرثاء، والحماسة، إضافة إلى وصف الطبيعة، حيث تظهر الجبال والصحارى والسهول والبحر كعناصر متكررة في الأبيات الشعرية.
كما تمتاز الفنون الشعرية في ظفار، وخاصة تلك المرتبطة بالجبال والبادية، بأسلوب أدائي يُعرف بـ"الصورة الأدائية"، وهو نمط إنشادي يعتمد على الصوت البشري النقي، من خلال الإبداع الفطري. كان الإنسان يصنع ألحانه وموسيقاه من مفردات الطبيعة المحيطة به.
الأغاني الشعبية
تُشكِّل الأغاني الشعبية جزءًا أصيلًا من الأدب الظفاري، حيث تُؤدى في مناسبات متعددة، مثل الأعراس، والحصاد، وليالي السمر، وليالي خطال الإبل في أودية ظفار.
وتتميز الأغاني بطابعها الخاص الذي يعكس الهوية الثقافية والانتماء للبيئة. ومن أشهر أنواع الغناء في ظفار:
الهبوت: أداء جماعي يجمع بين الغناء والحركة، ويُعبر عن الفرح أو الاحتفال بالنصر.
البرعة: فن يُمارس بعد تحقيق الانتصارات.
النانا والدبرارت وإيلي مكبور والمشعير: وغيرها من الفنون الأصيلة التي تحمل في طياتها عمقًا ثقافيًا.
الحكايات والأساطير
تمثل الحكايات والأساطير الشعبية في ظفار إرثًا ثقافيًا غنيًا بالمعاني والقيم،و تُبرز الحكايات قيم البطولة، والكرم، والشجاعة، وتعد وسيلة لنقل الحكمة والمعرفة من جيل إلى آخر. كما أنها تُظهر التداخل بين الواقع والخيال في المخيلة الظفارية.
ومن بين تلك الحكايات ما يُعرف بـ"إكيلث" أو حكايات الأطفال، التي كانت تُروى قبل النوم لتوسيع مدارك الأطفال، وتعزيز مخيلتهم عبر صور ذهنية ورسائل ثقافية عميقة.
الأمثال الشعبية
تعكس الأمثال الشعبية تجارب الناس ومواقفهم في الحياة، فهي قصيرة وبليغة، تُستخدم في الحديث اليومي لإيصال الحكمة والموعظة. تُعتبر الأمثال بمثابة مرآة ثقافة الشعوب، حيث تُقاس قوة الحضارات بثقافة أمثالها وحكمة أقوالها وشجاعة أفعالها.
دور الأدب الشعبي في حفظ الهوية
يُعدُّ الأدب الشعبي الرحم الذي يحفظ الهوية الثقافية والتراثية. فهو ليس مجرد كلمات تُروى أو تُغنّى، بل هو تعبير حيّ عن القيم والمعتقدات ومرآة للحياة الاجتماعية والتاريخية للمنطقة. إن توثيق هذا الأدب ودراسته أكاديميًا يُعد خطوة أساسية لضمان استمراره ونقله للأجيال القادمة.
ختامًا.. إنَّ الأدب الشعبي في ظفار يُمثل كنزًا ثقافيًا يُحافظ على الصلة بين الماضي والحاضر، ويبرز خصوصية المنطقة وتنوعها الثقافي. إنه صوت الناس البسطاء الذي يعكس حياتهم وأحلامهم وطموحاتهم، ويُشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية العُمانية.