قال الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، إن الفوضى التي تبثها "إسرائيل" في شتى أرجاء الشرق الأوسط ستعود لتحلاقها، معتبرا أنه لا يوجد أفضل من عدوانها الجامح لدرء الانقسامات التي أحدثتها الثورات المضادة للربيع العربي.

وأضاف هيرست وهو رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" في مقال له، إنه "لا شيء يمكن أن يقنع جيران إسرائيل العرب بأنها لا قبل لها بالعيش في سلام معهم أكثر من المسار الذي ينتهجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حالياً".



ولفت إلى أن "إسرائيل" بإعادة هندسة الشرق الأوسط بأسره حتى يصبح كارهاً لها، بينما تظل القضية الفلسطينية بلا حل، وهي هندسة معاكسة لكل ما تم إنجازه على مدى ثلاثة عقود، منذ اتفاقيات أوسلو، حينما فقد الصراع الفلسطيني أولويته ومركزيته في العالم العربي. 


تاليا نص تقرير ديفيد هيرست كاملا:
إنها شعيرة تؤدى في كل مرة تبدأ إسرائيل حرباً أخرى، قبل أن ينهمر الفوسفور الأبيض، وقبل الخوف والهلع الذي يتملك الناس وهم يهربون من بيوتهم، وقبل انتشار المقاطع المصورة للناجين المصدومين وهم يبحثون عن البقايا بين أنقاض مجمعاتهم السكنية المنهارة. 

يطلق عليها شعيرة وقف إطلاق النار – استعراض على الملأ لعملية غسل اليدين. إنها تمثيلية التظاهر بأن ثمة دبلوماسيين نزهاء يحاولون البحث عن كل سبيل، ويبذلون قصارى جهدهم، من أجل الحيلولة دون انطلاق هذه الدورة من الجنون. 

وجل ذلك مصمم ومرسوم بعناية، وإن كانت بعض أجزائه مرتجلة. ولكن، كن على يقين من شيء واحد: إنها تمثيلية إيمائية، لا تمت بصلة إلى الواقع. 

قبل ساعات من إعلان إسرائيل عن أن هجومها البري على لبنان قد بدأ، كان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو يصر عبثاً في مؤتمر صحفي عقده في بيروت على أن مقترحه لوقف إطلاق نار يستمر واحداً وعشرين يوماً "مازال على الطاولة". 

وبينما كان منهمكاً في مؤتمره الصحفي، كانت الولايات المتحدة، المشاركة في تبني المقترح مع فرنسا، تقول للصحفيين إن محادثات وقف إطلاق النار قد توقفت. تكرر هذا الموقف مرات عديدة طوال ساعات ما بعد الظهيرة. وتراكمت التناقضات. 

كانت الولايات المتحدة تسعى للوصول إلى حل دبلوماسي في نفس الوقت الذي وصفت فيه اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله بأنه "خير محض". ثم زعمت أنها قيدت إسرائيل بعملية محدودة على الحدود، في نفس الوقت الذي راحت فيه تعبر عن قلقها إزاء الجانب الإنساني من العملية. وبينما تعهدت بالاستمرار في العمل من أجل تخفيف التوترات، أقرت في نفس الوقت بأن إسرائيل بلد ذو سيادة يصنع قراراته بنفسه. 

إذا ما بدت هذه الأحجية مألوفة إلى حد رهيب، فما ذلك إلا لأنها بالفعل كذلك. 

دعك من الإطناب، الخلاصة – وكما أكدت ذلك وزارة الدفاع الأمريكية – هي أن الولايات المتحدة تدعم الغزو البري للبنان، ولتشنق مخططات وقف إطلاق النار نفسها. 


الرغبة في الانتقام
نفس الشيء حصل في غزة قبل عام، حيث كانت عبارة "لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" تعنى أن تخضع للتسوية بالأرض كل الأحياء السكنية التي كان من سوء حظها التواجد بجوارها. 

تحقق هذه الرقصة البشعة غاية واحدة: كل منصات الإعلام في العالم الغربي تقريباً خرجت يوم الثلاثاء لتصف العملية الجارية في لبنان بأنها "مستهدفة" أو "محدودة" – هجمات دقيقة تنفذها مجموعات من المغاوير، تدخل ثم تخرج – تماماً كما حصل في المرحلة الأولى من الحرب على غزة. 

ففي تصريح لصحيفة واشنطن بوست، قال أحد المسؤولين الأمريكيين: "لا نتوقع أن تكون شبيهة بما حصل في عام 2006." 

أما الدبلوماسيون والجنرالات الإسرائيليون، فلم يتمكنوا من ضبط ألسنتهم والامتناع عن التلفظ بالحقيقة. ومن هؤلاء سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايك هيرزوغ، الذي قال: "لم تقيدنا الإدارة الأمريكية زمنياً، فهم أيضاً يدركون أنه بعد اغتيال نصر الله، ثمة وضع جديد في لبنان، وثمة فرصة لإعادة التشكيل." 

"إعادة تشكيل" لبنان لا تعني عملية مستهدفة محدودة تقتصر على التخوم. كما أن المحدودية لم تخطر ببال أحد قادة الجيش الإسرائيلي الذي قال: "نحظى بشرف عظيم أننا، وكما فعلنا في غزة، سنكتب التاريخ هنا في الشمال." 

بلغ السخط وخطاب الكراهية مستويات جنونية في إسرائيل، وسرعان ما وجدت الرغبة في الانتقام، التي وُجهت ضد أهل غزة، هدفاً جديداً: إنهم أهل لبنان. 

تباهى نير دفوري، من القناة الإخبارية 12، بالقول إن "نصر الله مات معذباً"، وذلك في خضم تقارير تفيد بأن زعيم حزب الله قضى نحبه اختناقاً. أما رئيس مجلس بلدة شلومي فرحب بالغزو البري قائلاً: "إنه ضروري من أجل تطهير المنطقة." 

أعرب المعلق السياسي بن كاسبيت عن حلمه في رؤية "اليوم التالي" الذي يأتي بعد مثل تلك العملية من التطهير، مقترحاً أنه حتى جدات أي مقاتل في قوة الرضوان، قوة النخبة التابعة لحزب الله، ممن عادوا وجاوزوا نهر الليطاني، يجب أن "تموت في تلك الحظة." 

من المضحك أن يأتي على ذكر نهر الليطاني، الذي ورد اسمه مراراً وتكراراً باعتباره الحد الأقصى في جنوب لبنان الذي ترغب إسرائيل في تكريسه من أجل التخلص من صواريخ حزب الله – لأن ذلك أيضاً تحول إلى خرافة، وذلك أن الطموحات العسكرية لهذه العملية باتت تتجاوز ذلك إلى العمق اللبناني نفسه. 

لم تكد تمر اثنتا عشرة ساعة على إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أنها فرضت قيوداً على العملية الإسرائيلية، حتى أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء لسكان ما يزيد عن عشرين بلدة وقرية في جنوب لبنان. هذا ما غرد به عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي قال: "عليكم التوجه حالاً إلى شمال نهر الوالي"، بالقرب من صيدا. 


إعادة تصميم الشرق الأوسط
وهذا يشير إلى أن إسرائيل تعتبر الجنوب اللبناني بأسره مسرحاً لعملياتها العسكرية، أي ما يعادل ثلث مساحة البلد. وهكذا تكون إسرائيل، وبخطة قلم، قد ضاعفت مساحة مسرح عملياتها. 

وهذا يتفق تماماً مع ما تعهد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الساعات الأولى التي تلت هجوم حماس قبل سنة. 

ففي لقائه مع المسؤولين الإسرائيليين الذين كانوا يزورون القدس من جنوب البلاد، الذي شنت عليه حماس هجومها في السابع من أكتوبر 2023، قال نتنياهو: "لسوف نقوم بتغيير الشرق الأوسط." 

أما جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمستثمر في قطاع العقارات، والذي قضى فيما يبدو ساعات في دراسة حزب الله وبات يعتبر نفسه خبيراً في الموضوع، فكتب عبر منصة إكس يقول: "إن السابع والعشرين من سبتمبر [اليوم الذي قتل فيه نصر الله] هو أهم يوم في الشرق الأوسط منذ النجاح الباهر لاتفاقيات أبراهام. كل من يدعو إلى وقف لإطلاق النار في الشمال فهو خاطئ."

ومضى يقول: "لا يمكن لإسرائيل أن تتراجع الآن. لا يملكون الآن التوقف دون إنهاء المهمة والقيام بشكل تام بتفكيك الترسانة التي لم تزل موجهة ضدهم. لن يحظوا أبداً بفرصة أخرى." 

سوف يغير نتنياهو وداعموه الأمريكيون الشرق الأوسط عبر غزو لبنان، هذا مؤكد. ولكن ليس تماماً بالطريقة التي يتصورونها. 

بعد أن قاد تحرير جنوب لبنان بعد ثمانية عشر عاماً من الاحتلال، وبعد أن قاد المعركة ضد إسرائيل في عام 2006، بنجاح من وجهة نظر حزب الله، حافظ نصر الله على هدوء الحدود الشمالية لما يقرب من عقدين من الزمن. 

في ظل حكم نصر الله، انهمك حزب الله بشكل تام في قتال آخر، مختلف تماماً: تلك كانت الحرب الأهلية في سوريا. وكان لذلك تداعيات كثيرة، منها أنه همش أولوية النضال من أجل تحرير فلسطين، ومنها أن حزب الله، الذي نما حجمه وزادت أهميته السياسية، غدا أيسر اختراقاً من قبل الموساد الإسرائيلي. 

لا ريب أن بعض العمليات الكبرى التي نفذت خلال الشهر الماضي، مثل توريد أجهزة مناداة (بيجرز) وأجهزة لاسلكي (ووكي توكي) مفخخة، استغرق الإعداد لها أعواماً. كما أن التعرف على معاقل ومستودعات حزب الله، وتحرك الأشخاص المستهدفين بينها، كان أيضاً حصيلة أعوام من العمل والبحث. 


تقابل دراماتيكي
لم يكن أي مما تم فعله لتوجيه ضربة قاصمة لحزب الله بدون إعداد مسبق، ولهذا فهو يتقابل دراماتيكياً مع المصاعب التي واجهتها إسرائيل في مساعيها لجز رأس حماس في غزة. 

كما استفادت إسرائيل من "الصبر الاستراتيجي" الذي مارسه حزب الله ومارسته إيران، أو لنقل من انعدام الرد من قبلهما على الهجمات المتكررة والمتصاعدة ضد قادتهما الميدانيين وضد زعمائهما. لم يحصل أن انتقم حزب الله لاغتيال عماد مغنية، قائد جناحه العسكري، في عام 2008. كما لم يرد بالمثل على اغتيال صالح العاروري، أحد كبار المسؤولين في حركة حماس، في وقت مبكر من هذه السنة في عقر دار الحزب، في الضاحية الجنوبية من بيروت. 

بل ازدادت إسرائيل ثقة بفضل وداعة الردود الصادرة عن حزب الله وإيران بأن بإمكانها مضاعفة ضرباتها لكل من لبنان وسوريا. 

في كل مرة حدث فيها هذا الأمر، كان كل من حزب الله وإيران يبذلان وسعهما للتأكيد على أنهما لم يرغبا في إشعال حرب مع إسرائيل، وأن حملتهما إنما هدفها التضامن مع حماس في غزة، وأنها سوف تتوقف بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار هناك. 

وعندما ضربا بالفعل، كان الضرب بشكل عام، وإن لم يكن حصرياً، موجهاً ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، ولا أدل على ذلك من أن صواريخ حزب الله، ومقاطع الفيديو الدعائية، إنما صممت لاستعراض القوة وليس من أجل استخدامها. 

بالنظر إلى ما حدث، لقد أثبتت هذه الاستراتيجية أنها خطأ استراتيجي يدفع ثمنه حزب الله اليوم – لأنه منح من خلالها إسرائيل الثقة بأن بإمكانها أن تفعل ما تفعله الآن في لبنان. 

لقد تجاوز عدد هجمات إسرائيل على حزب الله مقابل ردود الحزب عليها ما نسبته خمسة إلى واحد. 

لا تقتصر هذه الحسبة الخاطئة على من يوصمون عادة بالتشدد في لبنان وفي إيران. فهذا الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان يقول إن الأمريكان كذبوا عليه حين وعدوه بوقف لإطلاق النار في غزة فيما لو ضبطت إيران نفسها وامتنعت عن الرد على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران. 

لقد كان إخفاق انضباط إيران الاستراتيجي هو ما أدى ليلة الثلاثاء إلى إطلاق ما يزيد عن 180 صاروخاً على أهداف في جميع أرجاء إسرائيل. ثم بعد الهجوم، ظل بزشكيان على موقفه من أن إيران لا تسعى لخوض حرب مع إسرائيل، وذلك على الرغم من أنه تم بجلاء التخلي عن سياسة الانضباط. يتوقع المرء أن يكون حزب الله وسائر المجموعات المسلحة في اليمن والعراق أكثر تفاعلاً. 

إلا أن الحسبة الخاطئة الأكبر هي تلك التي تقع فيها إسرائيل من خلال رغبتها في الضرب على الحديد وهو ساخن. 


عدوان جامح
تقوم إسرائيل بإعادة هندسة الشرق الأوسط بأسره حتى يصبح كارهاً لها، بينما تظل القضية الفلسطينية بلا حل. وهي هندسة معاكسة لكل ما تم إنجازه على مدى ثلاثة عقود، منذ اتفاقيات أوسلو، حينما فقد الصراع الفلسطيني أولويته ومركزيته في العالم العربي. 

لا يوجد أفضل من عدوان إسرائيل الجامح سبيلاً لبرء الانقسامات التي أوجدتها في العالم العربي الثورة المضادة لثورات الربيع العربي.  

عندما تُسقط من المتفجرات ما زنته 80 طناً من أجل قتل نصر الله، وتقتل معه في سبيل ذلك 300 آخرين، فأنت تحوله من رمز للمقاومة إلى أسطورة. 

وهذا ما عبر عنه السياسي اللبناني سليمان فرنجية، سليل واحدة من العائلات المارونية الرائدة في البلاد، بقوله: "رحل الرمز، وولد الأسطورة، وتستمر المقاومة." 

أما إبراهيم الأمين، محرر صحيفة الأخبار، وهي الصحيفة المقربة من حزب الله، فشبه نصر الله بالحسين، حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذي يعتبره الشيعة الإمام الثالث. 

كتب إبراهيم الأمين يقول: "لم يكن السيد حسن نصر الله يتخيل نفسه على صورة الحسين عندما سقط شهيداً. وهو ليس في وضعية الحسين عندما خذله العالم. بل هو على صورة الحسين الذي نهض وقاتل دفاعاً عن حق يعرف ان كلفة تحصيله عالية جداً .... السيد حسن صار رمزاً ابدياً لكل ثائر في وجه الظلم، وبأنه استشهد دفاعاً عن القدس وفلسطين."

كان نصر الله يتمتع بجاذبية خاصة، كخطيب مفوه، يحظى بإعجاب دائرته الشيعية والجماهير المؤيدة لفلسطين في العالم العربي، بوضعية مشابهة لتلك التي كان يحظى بها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر داخل الحركة القومية العربية في عهده. 

وهذا ما يعد به نصر الله بعد موته. 


عواقب بعيدة الغور
بالطبع ليست هذه وجهة نظر النخب العربية التي أمضت حياتها في استرضاء كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ولكن حتى هؤلاء لا يملكون سوى الاعتراف بحقيقة المشاعر التي تستحوذ على شعوبهم. 

استخدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إسرائيل سبيلاً لإقناع واشنطن بأن تأخذه على محمل الجد. ولكن حتى هو أعرب صراحة، بكل ألم، عن قدراته المحدودة كزعيم لبلاده، حيث قال، كما نُقل عنه، مخاطباً وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في وقت مبكر من هذا العام: "سبعون بالمائة من شعبي هم أصغر مني سناً. معظمهم في الواقع لم يكونوا يعرفون الكثير عن القضية الفلسطينية، وها هم الآن يتعرفون عليها للمرة الأولى من خلال هذا الصراع. وهذه مشكلة كبيرة. هل أنا مهتم شخصياً بالقضية الفلسطينية؟ لا، لست مهتماً، ولكن شعبي مهتم، ولذلك فأنا بحاجة للتأكد من أن هذا أمر ذو دلالة." 

نفى مسؤول سعودي صحة ما قيل عن حديث محمد بن سلمان مع بلينكن، ولكن محتوى ما نقل عنه صواب من حيث المبدأ. 

نعم، يجري الآن إعادة تصميم المنطقة من قبل إسرائيل التي أفلتت من عقالها. 

ولكن لا شيء يمكن أن يقنع جيرانها العرب بأن إسرائيل لا قبل لها بالعيش في سلام معهم أكثر من المسار الذي تنطلق فيه إسرائيل حالياً – وهو مسار يستهدف ويهدد المسيحيين والمسلمين والشيعة والسنة على حد سواء. 

يقنعهم نتنياهو، أكثر من أي شخص آخر، أن إسرائيل التي تتصرف بهذا الشكل لا تنتمي إلى المنطقة. 

وهذا ما سوف تكون له عواقب بعيدة الغور على المستقبل. فهل كان موت نصر الله، حقيقة، "خيراً محضاً" بالنسبة للمنطقة؟ 

حذار مما تتمنى، فقد يتحقق لك ما تتمناه. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إسرائيل الشرق نتنياهو الكراهية عدوان إسرائيل نتنياهو كراهية عدوان الشرق صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی العالم العربی الشرق الأوسط إطلاق النار أن إسرائیل إسرائیل فی وقف إطلاق نصر الله حزب الله فی لبنان من أجل فی غزة هذا ما

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: بايدن يحاول استغلال سقوط الأسد للدفاع عن سجله في الشرق الأوسط

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عبر تقرير، أعدّته ياسمين أبو طالب، إنّ: "فريق الرئيس جو بايدن يحاول استغلال سقوط نظام بشار الأسد، للدفاع عن سجله في الشرق الأوسط، مع أن الناقدين له ولسياساته بالشرق أوسط يقولون إنهم يجب عدم التقليل من أهمية مأساة غزة".

وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإن: "فريق بايدن يزعم أن دعمه الثابت لإسرائيل ونهجه تجاه المنطقة مهّد الطريق للأحداث التي أدت في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالأسد، ويمكن أن تؤدي لعصر جديد من التعاون".

وبحسب المصدر نفسه: "يرى عدد من أعضاء الجناح التقدمي بالحزب الديمقراطي وعدد متزايد من الديمقراطيين، أن تعامل بايدن مع الحرب ضد غزة يمثّل فشلا بالسياسة الخارجية الأمريكية، إذ يقول البعض في الحزب إنّ عدم رغبته في كبح جماح إسرائيل وتجنب كارثة إنسانية بغزة من شأنه أن يشوّه إرثه الطويل الأمد".

"إلا أن بايدن ومساعديه يعملون على تقديم دعما غير مشروط  لإسرائيل باعتباره العامل المهم وراء السقوط المذهل للأسد، قائلين إنه أدى لإضعاف جماعتين قويتين: حماس وحزب الله، ما جعل سقوط الأسد ممكنا" استطرد التقرير نفسه.

وتابع: "رغم موافقة بعض الخبراء والمحللين بالشرق الأوسط، أنّ إدارة بايدن منعت لحد كبير حربا إقليمية شاملة كان من الممكن أن تجرّ الولايات المتحدة مباشرة إليها، إلا أنهم يشكّكون في رواية الإدارة التي تنسب قدرا كبيرا من الفضل للولايات المتحدة في أحداث لم يكن لها يد فيها، وكانت بالضرورة نتاجا لجهات إقليمية فاعلة".

وأردف: "تقول الجماعات الإنسانية إن سقوط الأسد، مهما كان مفيدا لا يحجب الموت والدمار في غزة؛ وقالت الإدارة أكثر من مرة  وطوال الحرب: إسرائيل لم تبذل ما يكفي من الجهد للحد من الخسائر بين المدنيين، لكنها لم تفعل سوى القليل للضغط على بنيامين نتنياهو وحكومته  لتغيير المسار".

ووفق المقال ذاته: "قال دبلوماسيون إن إسرائيل أغلقت شمال غزة، وربّما تستعد لاحتلال طويل له، فيما يتكدّس حوالي مليوني فلسطيني بالنصف الجنوبي من القطاع، وسط ظروف بائسة، حيث تظل فيها المساعدات  قليلة ومحدودة".

ونقلت  الصحيفة عن المحلل السابق في سي آي إيه وعمل في إدارة بيل كلينتون، والزميل حاليا في معهد بروكينغز، بروس ريدل، قوله: "هناك جزء من الحقيقة فيما يقولون، لقد وقفنا لجانب إسرائيل".


"لكن بالنسبة لي، وفي أكثر من جانب هناك مبالغة نوعا ما، وهي بالتأكيد لا تلتفت للجزء المهم في جزء واحد من الشرق الأوسط، وهي الكارثة الإنسانية المروعة في غزة" أضاف ريدل.

وفي السياق نفسه، أشار إلى استشهاد ما يقرب من 45,000 فلسطيني، وأصيب أكثر من 100,000 بغزة، منذ بدء الحرب. وأوضح ريدل: "هذه كارثة إنسانية ذات أبعاد ملحمية، ولم تفعل إدارة بايدن شيئا حقا لوقفها، عندما كانت لديها كل الوسائل في العالم للقيام بذلك". 


إلى ذلك، أبرزت الصحيفة، أنّ: "دفاع بايدن القوي عن إسرائيل وحقها للدفاع عن نفسها ضد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وكيف أن هجمات إيران وجماعاتها الموالية لها ضد إسرائيل، لم تترك له أي مجال. ومنذ ذلك الوقت، أضعفت إسرائيل على حزب الله، واغتالت كبار قادته، بمن فيهم زعيمه حسن نصر الله. كما قتل الزعيم السياسي يحيى السنوار، بغزة".

وتابعت: "أيضا، ساعدت الولايات المتحدة وبدعم من حلفائها بمن فيهم الأردن، في إحباط هجومين إيرانيين على إسرائيل، أحدهما جاء بعد هجوم إسرائيلي على مجمع دبلوماسي إيراني في سوريا والآخر أعقب مقتل نصر الله".

واسترسلت: "الآن يناقش مسؤولو إدارة بايدن أن هذه النكسات جعلت إيران غير قادرة للدفاع عن حليفها الأسد في سوريا؛ بخاصة بعد تقدّم المعارضة وسيطرتها على المدن السورية الخاضعة لنظامه، الواحدة تلو الأخرى". 

"يضيفون إلى أن دعم أمريكا لأوكرانيا في تصديها للغزو الروسي على أراضيها، أضعف موسكو أيضا وجعلها غير قادرة للدفاع عن الأسد. وبدون هاتين القوتين، انهار نظام الأسد بسرعة مذهلة" وفق الصحيفة نفسها.

ونقلت عن بايدن، قوله: "لسنوات، كان الداعمون الرئيسيون للأسد هم إيران وحزب الله وروسيا. ولكن خلال الأسبوع الماضي، انهار دعمهم، لأن الثلاثة أصبحوا أضعف بكثير اليوم ممّا كانوا عليه عندما توليت منصبي". 

وأضاف: "للمرة الأولى على الإطلاق، لم تتمكّن روسيا ولا إيران ولا حزب الله من الدفاع عن هذا النظام البغيض في سوريا. وهذه نتيجة مباشرة للضربات التي وجهتها أوكرانيا وإسرائيل للدفاع عن أنفسهما، بدعم لا يتوقف من الولايات المتحدة".

واعترف مسؤول كبير في الإدارة، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، بـ"وجود -طرق أفضل- لإسرائيل لخوض حروبها، وخاصة في غزة". مضيفا: "إذا قمت بترتيب كل شيء، فمن الصعب جدا القول إنّنا لم نتخذ النهج الصحيح".

وأبرز: "بالنسبة للمعاناة في غزة، بما في ذلك الجوع والنزوح والمرض، فيزعم مساعدو بايدن أن الرئيس ضغط عدة مرات على إسرائيل السماح بوصول مزيد من المساعدات وانتزع بعض التنازلات المتواضعة من نتنياهو".

ومع ذلك، أردف التقرير أنّ: "الكثير من الخبراء يحذّرون من أنّه من السابق لأوانه الحديث عن فجر جديد بالمنطقة، وبرغم الدراما التي أحدثها سقوط الأسد. وعليه فأي ادّعاءات بالفضل من قبل الإدارة قد تكون متعجلة. ما أصاب حزب الله وحماس من شلل لجانب سقوط الأسد". 


وأضاف: "الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين هو احتمال استعادة تنظيم الدولة الإسلامية قوّته بسوريا وإمكانية تحولها لملاذ الجماعات المتطرفة. ويعتقد مراقبون أن مشهد الشرق الأوسط أكثر تعقيدا، والمسارعة للتأكيد على وجه واحد هو أمر تبسيطي للغاية".

من جهته شبّه نائب رئيس معهد الشرق الأوسط، بريان كاتوليس، مزاعم الإدارة الأمريكية أو أي طرف ينسب الفضل لنفسه بأنها مثل: "ديك يصيح مع تشقق الفجر".

وقال كاتوليس، إنّ: "العديد من الأحداث في الشرق الأوسط على مدى العام الماضي كانت مدفوعة في الغالب من قبل جهات فاعلة في المنطقة، وخاصة إسرائيل وإيران وشركاء إيران".

وبحسب التقرير، فإنّه: "في محاولة نسبة الفضل لنفسها تميل الإدارة للتقليل من الثمن الإنساني الباهظ الذي دفعه المدنيون، فقد أسفر الغزو البري الإسرائيلي للبنان عن مقتل أكثر من 4,000 شخصا، واستمرت إسرائيل وحزب الله في تبادل إطلاق الصواريخ حتى مع سريان وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما".

واسترسل: "يقول الدبلوماسيون ومنظمات الإغاثة إن المعاناة في غزة لم تنته بعد. فقد شنت إسرائيل عملية عسكرية أخرى بشمال غزة في تشرين الأول/ أكتوبر، ما أدى لعزل مئات الآلاف من السكان عن المساعدات الإنسانية. ويبدو أن بعض ما حدث في شمال غزة يعكس، جزئيًا على الأقل، خطة حصار مثيرة للجدل ــ تعرف باسم "خطة الجنرالات" والتي دفع بها بعض أعضاء حكومة نتنياهو، اليمينية المتطرفة للسيطرة الكاملة على شمال غزة، ثم مساحات أكبر من القطاع". 

ووفق المقال نفسه، "تنفي إسرائيل رسميا أنها تنفذ خطة الحصار، وتقول حكومة نتنياهو إن هذه ليست سياسة رسمية، لكن أعضاء رئيسيين في ائتلاف نتنياهو، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، لم يخفوا رغبتهم في رؤية إسرائيل تحتل غزة بشكل دائم، وعودة المستوطنين اليهود إلى هناك في نهاية المطاف".

وأبرز: "رغم الدعوات الأمريكية المتكررة لوضع خطة "اليوم التالي" في غزة والتي من شأنها أن تحشد دعم الدول العربية للمساعدة في إعادة الإعمار ودعم السلطة الفلسطينية لتحل محل حماس، لم توافق إسرائيل على أي خطة، وعليه فما سيحدث بعد انتهاء الحرب يظل غير واضح"، مردفا: "كان مجلس الشيوخ قد صوت في الشهر الماضي، ضد مشروع قرار، تقدّم به السناتور المستقل عن ولاية فيرمونت".

أيضا، طالب بيرني ساندرز، بـ"منع ثلاث مبيعات للأسلحة الأمريكية لإسرائيل. وبينما فشل الإجراء، أيّد 19 عضوا ديمقراطيا في مجلس الشيوخ هذا الجهد جزئيا على الأقل، ما بعث رسالة غير مسبوقة من عدم الرضا من حزب بايدن نفسه بخصوص نهجه تجاه الشرق الأوسط".


إلى ذلك، يتابع المقال: "يقوم مسؤولو بايدن الآن ببذل جهد أخير لصياغة وقف إطلاق النار على غزة، قائلين إن الفريق القادم للرئيس المنتخب، دونالد ترامب، يتعاون للمساعدة في تحقيق ذلك. فيما يقول المسؤولون إن الاتفاق يبدو أقرب من أي وقت مضى، مع الاعتراف بأن العديد من الجهود السابقة قد انهارت عندما بدا وكأن الاتفاق بات في متناول اليد".

واختتم المقال بالقول: "لكن بعد أشهر من الأخبار السيئة المستمرة من الشرق الأوسط والانتقادات المتزايدة من أعضاء بارزين في حزب بايدن، قال بعض المحللين إنه من المفهوم أن ينتهز الرئيس، الذي لم يتبق له سوى أسابيع قليلة على مغادرة منصبه، حدثا غير متوقعا ومرحّبا به على نطاق واسع مثل سقوط الأسد". 

إلى ذلك، نقل المقال قول كاتوليس: "أتفهم سبب رغبة الإدارة التي لديها أكثر من شهر بقليل في السلطة، وتشارك في دبلوماسية اللحظة الأخيرة في تحويل أغنية حزينة حقا وإظهارها بمظهر حسن والحصول على ثناء".

مقالات مشابهة

  • كيف قلب سقوط الأسد إمبراطورية المخدرات الأكبر في الشرق الأوسط؟
  • قيادي في أنصار الله يحذّر الشباب المصري من مؤامرات “الشرق الأوسط الجديد”
  • خالد عامر يكتب: مصر والتحديات الإقليمية
  • الفوضى غير الخلاقة في الشرق الأوسط
  • توسع إسرائيل وعقوبات سوريا وصفقة إيران| تحركات سريعة في خريطة الشرق الأوسط.. وخبير يكشفها
  • نتنياهو : تل أبيب تغير الشرق الأوسط بالفعل
  • واشنطن بوست: بايدن يحاول استغلال سقوط الأسد للدفاع عن سجله في الشرق الأوسط
  • ‏إسرائيل تعلن أنها ستغلق سفارتها في دبلن بسبب السياسات المعادية التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية
  • ميقاتي يتحدث من روما عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والوضع في سوريا والشرق الأوسط
  • ميقاتي: وقف الانتهاكات الإسرائيلية أمر بالغ الأهمية لحماية سيادة لبنان