عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية.

وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر قال فيه إن "الآباء يقفون بذهولٍ وألم بالغَين، أمام هول الكارثة التي حلّت بلبنان من جراء استباحة أراضيه جنوبًا وساحلاً وجبلاً وبقاعًا، وهذا السيل الذي لا يهدأ من القتل والتخريب والتدمير الذي غالبًا ما أصاب مدنيين أبرياء.

وإذ يدينون العدوان الإسرائيلي المُتمادي، والذي خلّف مئات من الشهداء والضحايا، لاسيما منهم الأمين العام لحزب الله السيِّد حسن نصر الله وجمهرة من كبار معاونيه، يسألون الله الرفق بلبنان والرحمة لمَنْ رحلوا إلى دياره والشفاء للجرحى، ويطالبون المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته بالعمل على وقف إطلاق النار فورًا وتطبيق القرارات الدوليّة ولاسيما القرار 1701، وإراحة البلاد وأهلها من ويل التجاذبات الإقليمية والدولية التي ترتهنها لمصالح لا تمت إليها بصلة". 

كما "يرى الآباء أن من المُلِحّ العاجل مُبادَرة المجلس النيابي إلى القيام بواجبه الوطني بعد طولِ انتظارٍ وكثير من المُعاناة، بحيث يتمّ انتخابُ رئيسٍ جديد للجمهورية يكتمل به عقد المؤسسات الدستورية. فلبنان أمام استحقاقاتٍ مصيرية عليه أن يواجهها بتضامنٍ وطني فعلي وبتقيُّدٍ صارم بنصوصه الدستورية والميثاقية، التي عصمته من السقوط في أوقات الشدّة، وجعلت من قراره السيِّد الحر الوفاقي مصدر خلاصه دومًا". 

و"يثمّن الآباء الجهوزيّة والجهود التي بذلتها الجهات الرسميّة والقطاع الطبّي لإستقبال النازحين ومعالجة الجرحى على الرغم من الأوضاع الإقتصاديّة الخانقة، ويحيّون المواقف الشعبية العفوية الصادقة والمُحِبّة، التي قام بها أبناء المناطق الخارجة عن مسرح الأحداث، باستقبال أهلها النازحين بعيدًا عن آلة الموت. ويُناشِدون الدول والمؤسّسات الدوليّة مُسانَدة هذه الجهود الرسميّة والشعبيّة العاملة على التخفيف من آثار النزوح حتى تحقُّق العودة الكريمة الآمنة إلى الأرجاء المكتوية اليوم بنار العنف الأعمى".

وأكد البيان أن "الكنيسة تقف إلى جانب شعبها الجريح وخصوصًا المهجّرين من خلال أبرشيّاتها ورهبانيّاتها ومؤسّساتها، وخصوصًا من خلال كاريتاس لبنان، التي هي ذراع الكنيسة في خدمة المحبّة".

كما "يُبدي الآباء ارتياحهم إلى الموقف الوطني المُشرِّف الذي اتّخذته قيادة الجيش من خلال الإجراءات الميدانية الآيلة إلى ضبط أيِّ فلتانٍ مُحتمَل بدافع الظروف الاستثنائية الدقيقة التي تمرّ بها البلاد. ويأملون بتجاوب المواطنين معها، كما مع المؤسسات الأمنية المختلفة المُستنفَرة لهذه الغاية". 

وأمام الفاجعة التي تعصف بلبنان "يدعو الآباء كلّ اللبنانيين إلى صحوةِ ضميرٍ تزيد من عناصر وحدتهم وتوقهم إلى الخلاص بالتحلُّق حول دولتهم الواحدة وتدبُّر أمورهم بما يرتفع إلى سوية الوطنية الخالصة التي تنظر إلى لبنان وطنًا لا بديل منه، وعليهم واجب صيانة دوره ورسالته والعمل بموجبهما". 

كما "يشكر الآباء الله على علامة الرجاء الجديدة في هذه الظروف الصعبة، والمتمثّلة بإعلان قداسة الطوباويّين الشهداء الإخوة المسابكيّين، في الفاتيكان الأحد 20 تشرين الأوّل، ويدعون المؤمنين إلى مواكبة هذا الحدث بالصلاة وبالتأمّل بفضائل المسابكيّين الذين ثبتوا في إيمانهم وشهدوا للسيّد المسيح حتى الإستشهاد".

وختم البيان بالقول: "في هذا الشهر المكرس لإكرام العذراء مريم سيدة الوردية،  يتوجّه الآباء إلى أبنائهم وبناتهم وذوي الإرادة الصالحة من اللبنانيين برجاء تكثيف الصلوات من أجل خروج لبنان من محنته المُتعاظِمة وعودة حضوره الآمن والكريم والحر إلى المدى المشرقي كما العالمي". 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ة التی

إقرأ أيضاً:

الإجتياح البريّ للبنان... ما الذي ينتظر الجيش الإسرائيليّ؟

ذكر موقع "الامارات 24" أنّ صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قالت إنّ قضية المدنيين في لبنان خلال العملية البرية للجيش الإسرائيلي قد لا تكون المشكلة الكبيرة، وإنما مزايا حزب الله والكمائن التي استخدمها بفعالية ضدّ القوات الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية عام 2006.

وأضافت جيروزاليم بوست في تحليل تحت عنوان "التهديدات التي قد تنتظر قوات الجيش الإسرائيلي أمام حزب الله"، أنه من المتوقع أن تتأثر أساليب مناورة الجيش الإسرائيلي بعدد من العوامل خلال تنفيذ أهدافه المتمثلة في تدمير البنية التحتية المتبقية لقوات الرضوان التابعة لحزب الله، والتي تم تجهيزها لضرب إسرائيل، موضحة أن الجيش الاسرائيلي يريد تجنب التهديدات المتمثلة في الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات من دون طيار خلال العملية. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ أخرى ضربت جنود الجيش الإسرائيلي بقوة خلال حرب عام 2006، وكان ذلك قبل أن يمتلك حزب الله مثل هذه القدرات واسعة النطاق المتمثلة في الطائرات بدون طيار.

ووفقاً للصحيفة، قد يكون الجنود الذين يقومون بالمناورة داخل لبنان أكثر عرضة لكل هذه التهديدات، موضحة أن الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، استخدم مزيجاً من مركبات "نامر" المدرعة، إلى جانب التنسيق الوثيق مع القوات الجوية وسلاح الدبابات والمدفعية لضرب التهديدات مسبقاً، بهدف تجنب تفكيك مشاة الجيش الإسرائيلي. وتقول الصحيفة إن جزءاً كبيراً من مدى تعرض الجنود للخطر سوف يعتمد أيضاً على مدى عمق الغزو في لبنان، وفي هذه الحالة سوف يصبح الجنود أكثر عرضة للخطر وربما لفترة أطول، مقارنة بالوضع الذي ستكتفي فيه إسرائيل بغزو المناطق الأقرب إلى الحدود الإسرائيلية، مستطردة: "قد تكون المشكلة الأصغر في جنوب لبنان هي قضية المدنيين الذين سيكونون في مرمى نيران أي غزو". وتابعت: "حتى الآن، تم إخلاء مليون مدني لبناني من مناطق مختلفة في لبنان، بما في ذلك جنوب لبنان، ووادي البقاع، وأجزاء من بيروت، بسبب الغارات الجوية التي استمرت قرابة الأسبوعين، وقد يخفف هذا إلى حد كبير من مشكلة المدنيين، على الأقل إذا ظل الاجتياح يركز على جنوب لبنان". (الامارات 24)

مقالات مشابهة

  • خلال اتصال بـ نبيه بري.. وزير الخارجية يعرب عن إدانة مصر للتصعيد الإسرائيلي بلبنان
  • الإجتياح البريّ للبنان... ما الذي ينتظر الجيش الإسرائيليّ؟
  • شيخ الأزهر: العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان فضح المجتمع الدولي
  • شيخ الأزهر: العدوان على غزة ولبنان فضح المجتمع الدولي
  • العراق: على المجتمع الدولي الاضطلاع بدوريه الإنساني والقانوني لمنع استمرار العدوان الإسرائيلي
  • السوداني لبري: يجب أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره الإنساني والقانوني لمنع العدوان على لبنان
  • بطريرك الموارنة بلبنان يشدد على أهمية انتخاب رئيس ووقف الحرب
  • أنصار الله: استهداف المنشآت المدنية في الحديدة دليل على تخبط وضعف كيان الاحتلال الإسرائيلي وحالة الوجع التي يعيشها نتنياهو
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قرية عين الدلب بلبنان إلى 53 شهيدا ومصابا